نجوم الفن في العرض الخاص لفيلم "مين يصدق".. صور
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
أقيم العرض الخاص لفيلم "مين يصدق" للمخرجة زينة عبد الباقي، في أحد السينمات بالتجمع الخامس، حيث حضره نخبة كبيرة من نجوم الفن منهم أحمد حلمي ويوسف الشريف وأمير كرارة ومصطفى خاطر وأشرف زكي وسيد رجب و صدقي صخر ولبنى ونس وحمدي الميرغني وبسمة، وتايسون ومحمد أنور ووائل العوني وأبرام نشأت ومصطفى بسيط والمخرج عمرو عرفة والمنتجة شاهيناز العقاد والمنتج جابي خوري وعدد من نجوم مسرح مصر في أجواء احتفالية وإشادات واسعة للفيلم.
الفيلم حصد على إشادات واسعة من الجمهور، وذلك عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي حيث شارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.
الفيلم يعد التجربة الإخراجية الأولى لمخرجته زينة عبد الباقي في صناعة الأفلام الروائية الطويلة، ويلعب بطولته الفنان يوسف عمر والفنانة جيدا منصور بالإضافة إلى مشاركة متميزة للنجمان أشرف عبد الباقي وشريف منير.
زينة عبد الباقي: تعمدت أن تكون فكرة الفيلم بسيطة ووالدي لم يتدخل في أي تفاصيل
وقد أعربت زينة عبد الباقي عن سعادتها بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، خصوصا وأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ عام وذلك بعد تأجيل دورة المهرجان في العام الماضي.
وأكدت عبد الباقي، أنها تعمدت أن تكون فكرة الفيلم بسيطة حتى تستطيع التركيز في التفاصيل الإخراجية خصوصًا وأنها تتخذ أسلوب الواقعية منهجًا في عملها، هذا بخلاف شعورها بأنها منحت فرصة عظيمة وهي في سن صغير، وهذا لا يحدث للآخرين بسهولة لذلك اختارت أن يكون الأبطال شباب مثلها حتى تستطيع التعبير عنهم بشكل أفضل بالإضافة إلى منح مساحة لشباب موهوبين ربما لا تتوفر لهم مثل هذه الفرصة كثيرا.
ويشهد فيلم «مين يصدق» مشاركة النجم الكبير أشرف عبد الباقي كضيف شرف ضمن الأحداث، حيث أكدت زينة أن والدها دائمًا حريص على دعم الشباب على مدار تاريخه الفني، فهذا هو منهجه في الحياة دائمًا، وقالت:" والدي هو أكبر سند وداعم لي، ورغم أنني كنت مترددة من هذه الخطوة كان يقوم بتشجيعي ويقنعني بها، وحتى عندما كنت أشعر بخوف وتوتر خصوصًا أثناء التصوير كطبيعة أول تجربة روائية طويلة لي مع فريق عمل كبير، كان وجوده دائمًا مطمأن لي ويزيدني ثقة.
وأشارت زينة إلى مساحة الحرية التي منحها لها والدها دون تدخله في أي تفاصيل، وقالت: "بابا كان ألطف شخص في اللوكيشن، ولا يتدخل أو يعلق على أي شىء، كان مستمع جيد في أي تفاصيل محددة أطلبها في تصوير المشهد، ولكن بالرغم من ذلك كنت أشعر بتوتر من وجوده فقط لأنني أريد أن يشاهد أفضل ما لدي من قدرات إخراجية."
وتابعت أن نفس الأمر حدث مع النجم شريف منير حيث قالت: " أشكره على دعمه لي وقبوله المشاركة في فيلمي، فهو شرف كبير لي أن يوجد اسمه بمشروعي، وبالرغم من علاقة الصداقة التي تجمع بين عائلتنا منذ زمن بعيد لكنه كان شديد التقدير لي في عملي ويقدس جيدًا فكرة احترام المخرج وتعليماته بالإضافة إلى إلتزامه الشديد في المواعيد، وتقديم أفضل أداء لديه".
أما عن أبطال فيلمها الفنان يوسف عمر والفنانة جيدا منصور، أعربت زينة عن حماستها الكبيرة لهم، وقالت: "يوسف وجايدا لديهم موهبة فنية كبيرة وتشرفت كثيرًا أن يكونوا أبطال تجربتي الروائية الأولى خصوصًا وأن لديهم إخلاص كبير في تنفيذ كل تفصيلة بالعمل بالإضافة أنهم كانوا يمنحوني آرائهم في بعض الأمور ويستمعون إلى آرائي أيضًا جيدًا، وأشعر بامتنان كبير لهم لخوضهم معي هذه التجربة".
وحول عملها في مصر والصعوبات الإخراجية التي واجهتها في فيلم «مين يصدق»، أكدت زينة عبد الباقي أن الصعوبة تكمن في الضغط الذي كانت تشعر به وليس في فكرة عملها كمخرجة، وذلك لحرصها أن يكون فريق العمل بجميع أفراده في راحة تامة واعتزاز بما يقدمه فهذا أكبر تقدير يمكن أن تمنحه لفريق عملها.
وتضيف: درست الإخراج في نيويورك دراسة إحترافية، وحصلت على العديد من الكورسات في لندن، وبدأت رحلة عملي في سن الرابعة عشر، ولكن لم يكن لدي رغبة في العمل بالخارج، وكل تفصيلة تعلمتها في الخارج كان لابد أن أتعلمها بالطريقة المصرية خصوصًا وأننا نقدم سينما تعبر عنا وهذا كان أصعب ما في الأمر، والحقيقة أنني تعلمت هنا كثيرًا لأنني أحب السينما المصرية وأريد أن أكون جزءًا من هذه الصناعة العريقة.
شريف منير: يوسف عمر مولد لنجم جديد وجيدا منصور لديها طاقات تمثيلية جيدة
أما النجم شريف منير، فأعرب عن سعادته بتجربة الفيلم مؤكدا على رغبته في دعم وتشجيع الطاقات الجديدة، وقال: بالرغم أن دوري ليس كبيرا بالفيلم لكني تحمست لتجربة زينة ومشاركة الوجوه الشابة بالفيلم لأنهم في حاجة للدعم والمساعدة كما أن زينة هي ابنة صديقي أشرف عبد الباقي فهي مثل ابنتي، والحقيقة أنني وجدتها شخصية مثقفة ومتفتحة، لديها رؤية ووجهة نظر وطموح.
وأضاف: "تعاملت مع زينة كمخرجة محترفة لأنها بالفعل كانت لديها تحضير جيد لمشروعها، وحتى عندما كنت أتناقش معها في بعض التفاصيل التي اريد تقديمها بشكل معين كانت تتمسك بوجهة نظرها التي احترمها وتقنعني بها".
وتابع :"هذا بخلاف أنني أعجبت باختيارها بطلان من الشباب فهذا هو التطور الطبيعي أن تخرج طاقات جديدة للسينما، والحقيقة أن يوسف عمر وجايدا منصور وجهان متميزان وكانوا يعملون بمنتهى القوة والطاقة خصوصا وأن الفريق بأكمله خلف الكاميرا من الشباب مما أتاح لهم مساحة أكبر من الحرية وكنت سعيد بيهم جدا، وأؤكد أن يوسف عمر هو مولد لنجم جديد، فهو ولد رياضي وشكله حلو وبيمثل بطبيعية وجايدا ممثلة لديها طاقات تمثيلية جيدة لكنهم بالتأكيد محتاجين الدعم في المرحلة القادمة".
وعلى الجانب الآخر، نال بطلي العمل يوسف عمر وجايدا منصور احتفاء خاص من الحضور الجماهيري بعد عرض الفيلم بالأمس، وهو ما تحدث عنه كلاهما مؤكدين أنها لحظة فارقة في مشوارهم الفني.
يوسف عمر:«مين يصدق» نقلة نوعية في مشواري الفني وكنا في احتياج لخبرة أشرف عبد الباقي وشريف منير
وأكد يوسف عمر أنه يعتبر دوره في فيلم « مين يصدق » نقلة نوعية في مشواره الفني للعديد من الأسباب، وقال: الشخصية مميزة وبها تحديات كبيرة، فمنذ قراءتي الأولى للسيناريو شعرت بأنه سيكون دورًا مختلفًا عن أي عمل قدمته أو رشحت له من قبل وحصرني في قالب معين "الشاب الجميل" وهذا بالنسبة لي تحدي، يحسب للمخرجة أيضا لأننا حضرنا واشتغلنا كثيرًا وهذه خطوة مهمة لي قبل التصوير جعلتنا نعمل في أجواء أكثر متعة واحترافية.
وأضاف: أجسد دور ميكانيكي نصاب، لديه قصة مأساوية في طفولته، ما استدعى مني ضرورة الاحتكاك والتعرف على هذا العالم عن قرب، وقمت بالفعل بالنزول لأكثر من ورشة حتى أقدم معايشة حقيقية خلال الأحداث.
وأعرب يوسف عمر، عن إعتزازه بالعمل مع المخرجة زينة عبد الباقي مؤكدًا أنه شعر بمتعة كبيرة لم يعيشها من قبل خلال فترة التصوير، ومشددًا على أنها من أكثر المخرجين الذين شعر معهم بالراحة في العمل لكونها تفهم الممثل جيدًا وتهتم بتفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة وهو أمر هام ونادر في الوقت الحالي، بالإضافة إلى امتلاكها رؤية إخراجية واعية منحته ثقة كبيرة في العمل معها.
وعلى الجانب الآخر، أكد يوسف عمر أن وجود نجمين كبيرين مثل الفنان أشرف عبد الباقي وشريف منير في الفيلم يمثل إضافة كبيرة موجهًا لهم الشكر على الدعم الذي تلقاه منهم على كل المستويات، وأضاف: هناك طاقة إيجابية في التصوير كان يمنحها النجمان لنا طوال الوقت، فمشاركتهم لنا في الفيلم أحدث فارقًا كبيرًا في الشغل ونفسيتنا خصوصًا أننا جميعا شباب ونكون في حاجة لرأي أصحاب الخبرة والتجربة.
أشرف عبدالباقي: زينة مخرجة مسيطرة في اللوكيشن وأعجبت بفكرة الفيلم لأنها مميزة
وتحدث النجم اشرف عبدالباقي، عن موهبة زينة كمخرجة قائلا أنها مميزة وهو مؤمن بها ولقد أثبتت نفسها في الأفلام القصيرة.
وأضاف عبد الباقي أنه بالطبع يدعم زينة وكان أول من قرأ السيناريو وأعطاها عدة ملاحظات وقد أعجبه للغاية، فهي فكرة شبابية مميزة، كما أن زينة مسيطرة جدا داخل موقع التصوير ولا يريد أن يجاملها ولكنها على قدر عالي من التركيز.
جيدا منصور: «مين يصدق» كان بمثابة حلما كبيرا لي وهناك مشاهد قمنا بارتجالها خلال التصوير
أما جيدا منصور، فأعربت عن سعادتها بردود الأفعال التي تلقاتها عقب عرض الفيلم، مؤكدة أنه كان بمثابة حلمًا كبيرًا لها حيث أنها سبق وعملت بالعديد من المسلسلات لكنها لم تخض تجربة العمل بالسينما من قبل، منوهة أنها منحت فرصة عظيمة في آخذ مساحة البطولة المطلقة لفيلم صناعه بالكامل من الشباب الذين تمثلهم.
وحول استعدادها للشخصية "نادين" التي تجسدها بالأحداث، قالت جايدا: أجرينا العديد من البروفات التحضيرية مع المخرجة لمدة شهر، وهناك مشاهد عملنا عليها كثيرًا وقمنا بارتجالها في البروفات ثم اعتمدنها في التصوير بعد ذلك، بالإضافة إلى مذاكرتي للشخصية لأنني من الشخصيات التي تحب الدخول في حالة "الكاركتر" قبل التصوير حيث أقوم بارتداء ملابس مثلها أو التحدث بنفس طريقتها.ئش
وأضافت: "وجود مخرجة شابة مثل زينة، منحني قدر أكبر من الأريحية في العمل، فهي شخص لديها إطلاع على كل جديد بالإضافة إلى المرونة التي تتمتع بها في التعامل، فهي تعرف جيدًا متى تنفذ وجهة نظرها أو تستمع لوجهات نظر الآخرين، والحقيقة أن جزء من تميز زينة خلفيتها التمثيلية حيث أنها حصلت على العديد من ورش التمثيل بجانب دراستها للإخراج مما جعلها قادرة على التعامل بشكل أكثر احترافية مع الممثل.
وأعربت جايدا عن سعادتها بمشاركة نجوم كبار مثل النجم شريف منير والفنان أشرف عبد الباقي في الفيلم، مؤكدة أنها محظوظة أن تقف في أول بطولة لها أمامهم، حيث تعلمت منهم الكثير في الاهتمام بالتفاصيل الخاصة بالشخصية بخلاف الدعم الذين كانوا يقدموه لها هي وشريكها يوسف عمر طوال فترة التصوير، ما منحهم مزيد من الخبرة والثقة بالنفس.
أما عن شريكها في البطولة الفنان يوسف عمر، أكدت جيدا أنه ممثل جيد ولديه كاريزما كبيرة، وأضافت: يوسف ساعدني كثيرًا قبل التصوير في إزالة الحواجز بيننا حتى تظهر علاقة الحب التي تجمع بيينا على الشاشة طبيعية، أعتقد أنه إذا كان هناك شخص آخر بديلًا عنه كان سيصعب المهمة ولن يظهر بهذا الشكل التلقائي.
وقال المنتج محمد زعيتر، إن فكرة الفيلم أعجبته منذ البداية وأكثر ما يميز الفيلم هو وجود الشباب سواء أمام الكاميرا أو ورائها.
وأضاف أن زينة عبدالباقي مخرجة مميزة ولديها موهبة وقد رأى سيطرتها على اللوكيشن بهدوء وانسيابية ولم يتدخل في أي قرار لها.
بينما تحدث المؤلف مصطفى بهحت، أنه وزينة تجمعه علاقة صداقة وعمل وقد عملوا معا من قبل في أفلام قصيرة كما قاموا بتصوير مهرجان القاهرة السينمائي وبعدها قرروا أن يعملوا على فيلم طويل وجلسوا ليحضروا الفكرة وبدأوا الكتابة ثم عرضوها على الفنان أشرف عبدالباقي حيث استفادوا من ملاحظاته وخبرته في السيناريو.
وأضاف مصطفى، أنهم عملوا تحت الضغط النفسي لفكرة أنهم شباب ولابد أن يثبتو أنفسهم ولكن ما وصله من ردود أفعال وقت عرض الفيلم في المهرجان كانت رائعة، وكان هناك نقد بناء استفادوا منه.
ووجه مصطفى الشكر للمخرج أمير رمسيس فإلى جانب أنه صديق عزيز لعائلته فقد كان داعما للغاية وأصر على رؤية المسودات.
وقال أبو الأنوار، إن زينة جعلته يشاهد المشهد الذي ستكون في خلفيته الأعنية ثم دخلوا الاستوديو وعملوا عليها حيث كتبها في حوالي ٤ ساعات، وهو سعيد للغاية لأن الفيلم شبابي ومختلف.
فيلم «مين يصدق» فكرة زينة عبدالباقي ومصطفي عسكر وحامد الشراب وسيناريو وحوار زينة عبدالباقي ومصطفي خالد بهجت، وبطولة الفنان شريف منير، نادين، يوسف عمر، جايدا منصور، ويشهد الفيلم ظهور مميز للنجم الكبير أشرف عبد الباقي، من إخراج زينة عبد الباقي.
تدور أحداث الفيلم حول "نادين" التي تعيش تأزما مع والديها نتيجة لعدم اهتمامهم بها، تتعرف على شاب محتال يُدعى "باسم"، يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام الذي تفتقده، تطور العلاقة بينهما ليخوضا الاثنان رحلة في عمليات النصب التي تورطهما في العديد من المشاكل، مما يضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جيدا منصور القاهرة السينمائى المخرج عمرو عرفة مهرجان القاهرة السينمائى أشرف عبد الباقي مصطفى خاطر السينما العربية شريف منير أشرف زكي مين يصدق فيلم مين يصدق آفاق السينما أشرف عبد الباقی زینة عبد الباقی بالإضافة إلى فکرة الفیلم العدید من شریف منیر مین یصدق یوسف عمر فی العمل خصوص ا من قبل ا کبیر کثیر ا
إقرأ أيضاً:
عبد الرحمن يوسف.. صورة من بعيد!
لم أقترب من الشاعر عبد الرحمن يوسف، في أي مرحلة، ليمكنني رسم صورة له من قريب، كما فعل الكاتب الشاب "كرم مطاوع"!
وليس لي سابق معرفة بالشاب مطاوع، وكانت معرفتي به من خلال المقال الذي كتبه عن صديقه عبد الرحمن يوسف، وبجانب الموقف فقد أعجبتني "الصنعة" في الكتابة، والقدرة على تحليل صاحبه؛ فالشعراء نوعان، أحدهما يكتب الهزيمة والآخر يكتب النصر، وسبب أن خف شعره في العشر سنوات الأخيرة، أن كبرياءه يأبى أن يكتب الهزيمة، أو كما قال الكاتب!
التقيت بعبد الرحمن يوسف مرتين، وربما ثلاثا، وكانت لقاءات عابرة، مرة أو مرتين لتقديم واجب العزاء في فقيد الأمة وفقيه العصر والده الشيخ يوسف القرضاوي، وأخرى عندما تصافحنا "على الماشي" بعد السؤال عن الحال والأحوال، في الدوحة!
مرحلة التمرد:
كانت المرة الأولى التي سمعت فيها باسمه، عندما استضافته نقابة الصحفيين، قبل الثورة بسنوات، ليلقي شعره، وسمعت من زملاء حضروا الأمسية، أزمة الشاعر الشاب في تقديمه، ولعل وكيل النقابة محمد عبد القدوس هو من قدمه في هذه الليلة، فلم يكتف بذكر اسمه، الذي يحب أن يعرف به؛ عبد الرحمن يوسف، فأضاف اللقب "القرضاوي"، وقيل إن الشاعر الشاب غضب لذلك!
أمكنني استيعاب الحالة، إنها أزمة "أبناء المشاهير"، الذين يحسبون دائما في نجاحاتهم على سمعة الآباء وصيتهم، فلا يبدون أمام الناس أصحاب شخصية مستقلة، أو نجاحات خاصة، فلا بد للشهرة أن تكون بسبب اللقب، لا الاسم، وترجع للأب وليس جهدا خاصا بالابن! فما بالنا لو كان الأب هو الشيخ يوسف القرضاوي، إمام عصره الذي وصل صيته لكل الدنيا!
ولعل عبد الرحمن يوسف استشعر مبكرا محنته، كونه نجل هذا الإمام الكبير، فتوقف عند دراسة الماجستير، ولم يكمل الدكتوراة، ليكون عضوا بهيئة التدريس في كلية يرأس عمادتها والده، وهو إن خرج للمعاش، فسوف يظل أبدا ابن الشيخ القرضاوي، ولعل هذا كان في ذهنه، فكانت شهادة الماجستير في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وليس في كلية الشريعة بجامعة قطر، حيث الوالد!
لقد قرر أن يكون نفسه، وأن يكون شاعرا لا أستاذا أكاديميا، لكن الوالد أيضا له قصائد وداوين شعرية، فأين يذهب الفتى المتمرد الذي يريد أن يشق طريقه بحسبانه شخصية متفردة، وليس لكونه ابن يوسف القرضاوي؟! ومن هم آباؤهم أقل حضورا من القرضاوي في دنيا الناس يعانون الأزمة، ويكون شعارهم "لن أعيش في جلباب أبي"، بحسب رواية إحسان عبد القدوس، وإن كان نجله "محمد" لم يعانِ أزمة، فقد وجد نفسه في اتجاه آخر حقق من خلاله نفسه، فهو إسلامي الفكر، اخواني التوجه، وصنع اسمه بهذا العمل الذي احتفت به جريدة "أخبار اليوم" كأول صحفي مسلم يكتب من أفغانستان.. أيام الجهاد الأفغاني، وكانت "أخبار اليوم" في هذا الوقت مصنع النجوم، فصنعت محمد عبد القدوس بعيدا عن سلطان أبيه!
وكانت هذه الزيارة التي أحسن إبراهيم سعده رئيس تحرير "أخبار اليوم" تقديمها اكتمالا لنجومية الصحفي الشاب، فقد تحققت شخصيته المستقلة، بأن شملته قرارات التحفظ التي أصدرها السادات بحق معارضيه، ليكون مكانه في السجن مع فؤاد باشا سراج الدين، ومحمد حسنين هيكل، وغيرهما من رموز مصر وكبارها، ويسأل السادات والده إن كان في نفسه شيء منه لاعتقال "محمد"؟ فيرد الوالد بأن نجله تجاوز الثلاثين من عمره، وهو إنسان مسؤول يتحمل نتيجة مواقفه!
مرحلة التحقق:
عندما نجحت ثورة يناير في عزل مبارك، وجاء الشيخ القرضاوي ليخطب جمعة النصر بميدان التحرير، وفي حضور مئات الآلاف من المصريين كنت من بينهم، كان الفتى المتمرد خلف أبيه، ويظهر معه في كل مكان بعد ذلك!
فقد شق طريقه، وكتب اسمه في سجل الوطنية المصرية، كشاعر الثورة، وكأحد رموز هذه الثورة، فصارت له شخصيته المستقلة، ثم إن حضور الوالد في المشهد، حيث لولاه لذبحنا في ميدان التحرير يوم موقعة الجمل، جعل انتماء النجل له مما يشرفه كثائر، والجميع يخطب وده، ويطلبون الوساطة لأن يلتقوا به لينالوا شرف مصافحته، بمن في ذلك إعلاميون ينتمون لعصر مبارك، ولم يكن خطأ مطبعيا أن نرى أحدهم ينحني ويقبل يد الشيخ الجليل!
لقد طابت نفس الفتى، فلم يعد يغضبه أن ينسب للقب العائلة "القرضاوي"، بل صار مما يكتمل به الموقف، ويتحقق به الحضور!
ومن المعروف أنه عندما دعا الداعي للثورة في مصر، حضر عبد الرحمن يوسف القرضاوي لميدان التحرير في اليوم الأول، وفي مقالات كتبتها وقتئذ تأريخا للثورة، أشرت فيها لهذا الحضور، ولا يخلو الأمر من فكاهة!
كان أول مكبر صوت يدخل ميدان التحرير في هذه الليلة، هو "الميكروفون المحمول" الذي كان بيد عبد الرحمن يوسف، وظل يخطب وحده، ويلقي شعرا، ثم يعود مرة أخرى للخطابة، وقد أعلن أن من يريد أن يلقي شعرا فليحضر إليه، وقد قلت لمن معي: ولماذا شعرا فقط؟ لماذا لا يكون النداء لمن يريد أن يلقي كلمة؟.. يبدو أن عبد الرحمن يعرف أنه لا شعراء في الميدان غيره لذا كان هذا الكرم الحاتمي منه!
سجل عبد الرحمن يوسف حضورا في الثورة، لا تخطئه عين، وصار من المتحدثين باسمها في المنابر الإعلامية المختلفة
ومنذ هذه الليلة سجل عبد الرحمن يوسف حضورا في الثورة، لا تخطئه عين، وصار من المتحدثين باسمها في المنابر الإعلامية المختلفة، وقدم برنامجا في إحدى القنوات التلفزيونية، في وقت فتحت فيه المنابر الإعلامية المجال لتنافق الثورة، وتكون لسانها، فيما عُرف بظاهرة "المتحولون"، حتى بدا إعلاميو مبارك هم الحلقة الأكثر انتهازية في حكمه، وعندما أعلنت صحيفة "تشرين" وهي صحيفة النظام السوري السابق، التحاقها بالثورة، ليكون اسمها "الحرية"، قلت: لقد شاهدت هذا الفيلم من قبل!
ومُنح عبد الرحمن يوسف زاوية في صحيفة "اليوم السابع"، وراعني أنها تحمل اسم زاويتي اليومية في جريدة الدستور "بيت القصيد"، وتواصلت مع الزملاء في "اليوم السابع"، فربما لم ينتبه كاتبكم بأني أكتب زاوية بذات الاسم، وكانوا يعدونني بلفت نظره لذلك، حتى يئست وتجاوزت الموقف، ظني أن أحدا لم يتحدث معه في الأمر، ربما خوفا من ردة فعله، وبما عرف عنه من حدة، وكانت قيادات "اليوم السابع" تنافق الثورة والنشطاء، لدرجة أنها عينت منهم صحفيين، وألحقتهم بالنقابة، وممن لم يمارسوا الصحافة من قبل أو من بعد. فماذا لو غضب عبد الرحمن وتوقف عن الكتابة ووجوده مما يزيل عنهم أثار العدوان كصحيفة مملوكة لنجل وزير الإعلام السابق صفوت الشريف؟!
مرحلة اليقين:
عندما كانت الدعوة إلى مظاهرات 30 حزيران/ يونيو، كان عبد الرحمن يوسف معها بيد أنه لم يستمر طويلا هناك، فقد تاب من قريب، عندما تبين له الرشد من الغي، وأن ما جرى لم يُرَد به وجه الوطن والثورة.
غفر الله لعبد الرحمن يوسف إنه أواب.
x.com/selimazouz1