جامعة الشارقة تشارك في برنامج وقف في ماليزيا
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
بهدف التعرف إلى تجربة عدد من الجامعات الماليزية في مجال الوقف الجامعي وكيفية إدارة وتسويق الوقف الخيري، شارك الدكتور صلاح طاهر الحاج نائب مدير الجامعة لشؤون المجتمع في برنامج الوقف الجامعي في ماليزيا الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بحضور ومشاركة عدد كبير من رؤساء وممثلي الجامعات في دول الخليج العربي وماليزيا.
وخلال البرنامج عرضت كل من جامعة ماليزيا للتكنولوجيا، وجامعة البخاري، وجامعة السلطان إدريس، تجاربها في تأسيس وإدارة الوقف الجامعي ومساهمته في تطوير الجامعة، وعرضت أوراقاً علمية عن مؤسسات الوقف في التعليم ونماذج من التطبيقات والممارسات المتميزة في الوقف في الجامعات، كما أجرى الدكتور صلاح الحاج زيارات لعدد من الجامعات التي تعتمد على الوقف في تمويل أنشطتها البحثية والطلبة، ومنها جامعة ماليزيا للتقنية وجامعة بوترا الماليزية، ومؤسسة تمويل التعليم ومؤسسة الزكاة وبنك المعاملات وشركة نور للتطبيقات الإلكترونية المتعلقة بالوقف
واختتم البرنامج بزيارة مركز القيادة الحكومية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات جامعة الشارقة
إقرأ أيضاً:
"سراج" ووقف التعليم
جاسم بني عرابة
اهتم العُمانيون منذ القدم بالوقف، ومارسوه بشكل مُستمر في جميع مناحي حياتهم؛ إذ يذكر الدكتور خالد الرحبي في كتابه "الوقف في نزوى وأثره في الحياة الثقافية والاجتماعية" أن لم تخلُ منطقة واحدة في عُمان -على اختلاف الحدود التاريخية لها- من أوقاف في أحد الجوانب المتعلقة به؛ سواءً الاجتماعية أو الثقافية أو الصحية أو الاقتصادية أو الأمنية وغيرها".
ومن أهم أوجه الأوقاف في التاريخ العُماني، هو الوقف التعليمي الذي يُمكن إيجاد الأمثلة عليه منثورة في الكتب، فقد أوقف الشيخ خميس بن سعيد الشقصي مكتبته، وأوقف كثير من أغنياء الرستاق أموالًا وبيوتًا لكتب الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي وحفظها وإصلاحها، ووقف مكتبة بني عوف في بهلاء، ثم تتزايد الأمثلة في المكتبات الموقوفة مثل مكتبة بدية العامة، ومكتبة وقف الحمراء، ومكتبة الشيخ نور الدين السالمي، ومكتبة بني سيف، ومكتبة حمد بن ناصر الريامي.
ومن الأمثلة أيضًا على الوقف التعليمي: وقف الكُتب، فقد أجاب الإمام مُحمد بن عبد الله الخليلي عن مسألة ما يُفعل بالكتب المنضدة في الصناديق ما يُفعل بها؟ فكان من جوابه أن "الوقف فيما يصلح له، ولا نرى صلاحاً في ترك الكتب منضدة لتأكلها الأرضة، والأحسن أن يقرأ الرجل فيها، وإن أراد غيره أن يقرأ فليردها إليه"، وقد اهتم العلماء بوقف الكتاب اهتماماً كبيراً كان من ضمنهم عبد الله بن محمد بن بركة، وخميس بن سعيد الشقصي، وسالم بن عبد الله البوسعيدي، وعبد الله بن خلفان الخليلي، وخلف بن سنان الغافري الذي قال:
لنا كتب في كل فنٍّ كأنها/ جنان بها من كل ما تشتهي النفس
ثلاث مئينِ ثم سبعون عدها/ وتسعة آلاف لها ثمن بخس
هي الكنز لا الإنفاق منها بناقص/ هي الفخر لا العيش المدغفل واللبس
وهيهات بعدي أن تباع وتشترى/ كما يشترى من ربه العير والعنس
ولكنها وقفٌ على كل مسلم/ فلا غافر فيها يخص ولا عبسُ
كما اهتم بها الأئمة والسلاطين، فقد أوقف بلعرب بن سلطان مدرسة حصن جبرين، وأوقف سيف بن سلطان الأول تسعة وثلاثين أثراً من ماء الفلج لطلب العلم، وأوقف السلطان برغش بن سعيد جميع مطبوعات المطبعة السلطانية في زنجبار، وكلما تقدم الزمان زادت الأوقاف التعليمية أكثر وزاد تنظيمها.
ومن أوجه المأسسة للوقف التعليمي في سلطنة عُمان نجد المؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج"، وتخصيص بعض الأسهم للمؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج". وتعمل المؤسسة على رفد مؤسسات التعليم العالي الخاصة والحكومية بالموارد اللازمة لتنمية الطلاب المُعسرين والمحتاجين؛ حيث عملت المؤسسة على القيام بالعديد من المبادرات من ضمنها مبادرة كفالة طالب جامعي، والتي من خلالها يتم إعطاء علاوة شهرية للطلاب المعسرين لتغطية احتياجاتهم الأساسية (مثل المأكل والمشرب والسكن والنقل وغيرها) طول فترة دراستهم. إلى جانب تفعيل بطاقة "مزايا سراج" بالتعاون مع شركة "ثواني"، والتي تمنح الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي الخاصة خصمًا يصل إلى 60% في مختلف الاحتياجات.
وتهدف المؤسسة إلى الاستدامة في أعمالها الوقفية؛ إذ تعمل على استثمار الأموال التي لديها من أجل الوصول إلى حالة من الاستقرار في المبادرات والمشاريع التي تعمل عليها.
وأخيرًا.. يمكن القول إن الوقف مُتجذّرٌ في التاريخ العُماني، على مر العصور، ويؤكد رغبة الإنسان العُماني في أن تظل أعمال الخير متواصلة ومُستدامة، بما يضمن استفادة أكبر عدد من الأفراد منه، وكذلك حصاد الثواب لصاحب الوقف.