يمانيون:
2025-04-26@06:05:43 GMT

العرب.. بين التبعية والتغريب..!

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

العرب.. بين التبعية والتغريب..!

د. شعفل علي عمير

صحيحٌ أن هناك فارقاً بين التبعية والتغريب، الفارق في المفهوم السطحي، ولكن في حقيقة الأمر كلا المفهومَينِ مرتبطان ببعضهما، وكُلٌّ منهما نتيجةٌ للآخر؛ فَالتغريب من نتائج التبعية، وَالتبعية من ثمار التغريب.

ويشار في كثير من الأحيان إلى أن التبعية تُعنَى بالجانب الاقتصادي؛ فنقول تبعية اقتصادية، في حين أن التبعية قد تكون اقتصادية وثقافية وسياسية و…!

بينما يعني التغريب أن يصبح الإنسان الشرقي تابعًا للغربي في ثقافته وأساليب معيشته وحتى طرق تفكيره؛ بمعنى أصح أن التغريب هو مسخٌ للهُوية الثقافية والدينية وفرضُ قيود على حرية التفكير، والخطير في هذا الجانب أن كُـلًّا من التبعية والتغريب تأتي بجلباب (التحضُّر) الذي ينخدِعُ تحت هذا الشعار الكثيرُ من أبناء الأُمَّــة.

تفرِضُ طبيعةُ المجتمعات المستهَدفة طبيعةَ وآلياتِ الاختراق؛ فقد تكون التبعية في بعض المجتمعات هي العملية التي تسبق التغريب وتهيِّئُ الأرضيةَ المناسبةَ لها، وتأتي هذه الطريقة عندما يكون الحكام والحكومات تابعةً للغرب وصنيعة غربية، في مثل هذا النموذج يترك مسألة التغريب على المؤسّسات الرسمية في هذه الدولة كما هو حاصلٌ في السعوديّة والإمارات وغيرهما من الدول العربية والإسلامية.

وقد تلجأُ دولُ الاستكبار العالمي لطُرُقِ الغزو الفكري والثقافي حين يسبِقُ التغريبُ التبعيةَ ويمهِّدُ لها، وهذا الأُسلُـوب يأتي عندما يكونُ الحكامُ والحكوماتُ بعيدين عن السيطرة الغربية، وهنا يأتي دورُ المنظمات التي تتعمَّدُ إدخَالَ جوانبَ لا أخلاقية بعيدة عن تقاليد هذا المجتمع أَو ذاك، وتكثيف برامج الغزو الفكري والثقافي في كُـلّ وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ناهيك عن الاستقطاب المباشر عن طريق المِنَحِ المجانية مستهِدفةِ بذلك المجتمع في ثقافته ونمط معيشته وتفكيره؛ فينشأ في هذه المجتمعات جيلٌ يعتبر كُـلّ ما هو تراثٌ تخلُّفاً وكلّ ما هو من العادات والتقاليد قيودًا للتحضُّر، تتغير بنيتُه الثقافية والفكرية فنسمعُ مصطلحات لم نعتَدْ سماعَها إلَّا من موظفي المنظمات الدولية؛ فتبدأ تتكوَّنُ في ذهنية الشباب نظرةُ احتقار لوطنه وتراثه وتقاليده في مقابل نظرةِ انبهار للغرب؛ فينسلخُ الجيل من انتمائه لوطنه ابتداءً، ثم ما يلبث أن يعزوَ كُـلَّ ما يعتبره تخلُّفاً في وطنه للدين وهذه المرحلة الأخطر.

تحتاجُ هذه الطريقة إلى فترةٍ زمنيةٍ أطولَ؛ لتحقيق جانبِ التغريب في أي مجتمع حتى يختلَّ من الداخل؛ فتتغير ملامحُ هذا الجيل، يتغيَّرُ في أُسلُـوب ونمط حياته وفي طريقة تعامُله وكلامه، وتتغيَّرُ اهتماماته؛ فتراه بعيدًا عن كُـلّ ما يهم الأُمَّةَ؛ فتحدث نتيجة ذلك فجوةٌ فكريةٌ وثقافيةٌ بين الحاكم والمحكومين؛ فتتهيَّأُ البيئةُ لخلق فوضى وصراعات؛ فتبدأ قوى الشر في تغذيتها؛ أملاً في تغيير الحاكم بآخر يكون ولاؤه للغرب أكثَرَ من ولائِه لوطنه وأمته ودينه، بحَيثُ تكونُ تبعيتُه الاقتصاديةُ والثقافيةُ والسياسيةُ للغرب، ومن ثَــمَّ يسهُلُ عليه تغريبُ شعبِه؛ ليتقمَّصَ حَالَةَ الغرب في كُـلّ مناحي حياته.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: «الكون متعدد ليه عاوزين الفقه يكون واحد؟»

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن التعدد في الفهم الفقهي نعمة مش نقمة، ومش مطلوب أبدًا إن الناس كلها تمشي على رأي فقهي واحد، لأن ربنا نفسه خلق الكون كله على التنوع والاختلاف، فكان من الطبيعي إن الفقه كمان يحتمل التعدد والاختلاف.

وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على قناة dmc، اليوم الخميس: «فيه ناس مستغربة ليه الفقه مش واحد؟ ليه عندنا مالكي وشافعي وحنفي وحنبلي؟! أنا بسألهم: إذا كان الكون اللي ربنا خلقه كله متنوع، من الألوان، للطبيعة، للناس، يبقى إزاي عايزين الفقه يبقى رأي واحد؟!».

وأضاف: «ربنا بيقول في سورة آل عمران: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)، يعني في آيات واضحة جدًا لا تحتمل إلا معنى واحد زي: (قل هو الله أحد)، دي آية محكمة، وفي آيات تانية ربنا خلاها تحتمل أكتر من تفسير، وده اسمه التشابه، وده اللي بيخلي الفقه واسع والآراء متعددة».

وأوضح «الجندي» أن المتشابهات في القرآن مش للتشويش، بل للتيسير والتوسعة، موضحا: يعني مثلًا، كلمة (قروء) في القرآن معناها إيه؟ هل هي الحيض ولا الطُهر؟ الاتنين اتقالوا في الفقه، وكل مذهب ليه دليله، كلمة (لامستم) معناها إيه؟ المس ولا الجماع؟ برضه فيها خلاف، الخلاف ده مش تناقض، ده ثراء فقهي.

وأوضح أن الفتوى نوعان: إما فتوى في أمر خاص، وفي الحالة دي لك أن تختار من بين الآراء الفقهية ما يناسبك من مذهب مالكي أو شافعي أو غيره، لأن فيه سعةـ لكن لو الفتوى في أمر عام يمس المجتمع كله، فلا يجوز لكل فرد يختار على مزاجه، لازم نرجع ونلتزم برأي المشيخة، لأن توحيد الكلمة أهم من تعدد الاجتهادات.

مقالات مشابهة

  • جوع وتغير مناخي.. سكان أوغندا يصطادون طيورا مهاجرة للبقاء
  • ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
  • العلامة فضل الله دعا اللبنانيين الى أن يكون صوتهم موحّدًا في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية
  • ما الذي يعنيه أن تكون صحفيا فلسطينيا وسط الإبادة؟
  • بين أن تكون قائداً أو بائع آيس كريم !!
  • ناصر الشمراني: مباراة الهلال لن تكون سهلة.. فيديو
  • منحة جديدة لليمن: الصندوق الكويتي للتنمية يضخ 1.5 مليون دولار لدعم المشاريع الإنسانية
  • خالد الجندي: «الكون متعدد ليه عاوزين الفقه يكون واحد؟»
  • هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية ترفع مستوى الوعي في المجتمعات المحلية حول حماية البيئة والحفاظ على موائلها الطبيعية
  • فخّ الهويّات.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء مجتمعي