يمانيون:
2025-04-02@18:48:59 GMT

العرب.. بين التبعية والتغريب..!

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

العرب.. بين التبعية والتغريب..!

د. شعفل علي عمير

صحيحٌ أن هناك فارقاً بين التبعية والتغريب، الفارق في المفهوم السطحي، ولكن في حقيقة الأمر كلا المفهومَينِ مرتبطان ببعضهما، وكُلٌّ منهما نتيجةٌ للآخر؛ فَالتغريب من نتائج التبعية، وَالتبعية من ثمار التغريب.

ويشار في كثير من الأحيان إلى أن التبعية تُعنَى بالجانب الاقتصادي؛ فنقول تبعية اقتصادية، في حين أن التبعية قد تكون اقتصادية وثقافية وسياسية و…!

بينما يعني التغريب أن يصبح الإنسان الشرقي تابعًا للغربي في ثقافته وأساليب معيشته وحتى طرق تفكيره؛ بمعنى أصح أن التغريب هو مسخٌ للهُوية الثقافية والدينية وفرضُ قيود على حرية التفكير، والخطير في هذا الجانب أن كُـلًّا من التبعية والتغريب تأتي بجلباب (التحضُّر) الذي ينخدِعُ تحت هذا الشعار الكثيرُ من أبناء الأُمَّــة.

تفرِضُ طبيعةُ المجتمعات المستهَدفة طبيعةَ وآلياتِ الاختراق؛ فقد تكون التبعية في بعض المجتمعات هي العملية التي تسبق التغريب وتهيِّئُ الأرضيةَ المناسبةَ لها، وتأتي هذه الطريقة عندما يكون الحكام والحكومات تابعةً للغرب وصنيعة غربية، في مثل هذا النموذج يترك مسألة التغريب على المؤسّسات الرسمية في هذه الدولة كما هو حاصلٌ في السعوديّة والإمارات وغيرهما من الدول العربية والإسلامية.

وقد تلجأُ دولُ الاستكبار العالمي لطُرُقِ الغزو الفكري والثقافي حين يسبِقُ التغريبُ التبعيةَ ويمهِّدُ لها، وهذا الأُسلُـوب يأتي عندما يكونُ الحكامُ والحكوماتُ بعيدين عن السيطرة الغربية، وهنا يأتي دورُ المنظمات التي تتعمَّدُ إدخَالَ جوانبَ لا أخلاقية بعيدة عن تقاليد هذا المجتمع أَو ذاك، وتكثيف برامج الغزو الفكري والثقافي في كُـلّ وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ناهيك عن الاستقطاب المباشر عن طريق المِنَحِ المجانية مستهِدفةِ بذلك المجتمع في ثقافته ونمط معيشته وتفكيره؛ فينشأ في هذه المجتمعات جيلٌ يعتبر كُـلّ ما هو تراثٌ تخلُّفاً وكلّ ما هو من العادات والتقاليد قيودًا للتحضُّر، تتغير بنيتُه الثقافية والفكرية فنسمعُ مصطلحات لم نعتَدْ سماعَها إلَّا من موظفي المنظمات الدولية؛ فتبدأ تتكوَّنُ في ذهنية الشباب نظرةُ احتقار لوطنه وتراثه وتقاليده في مقابل نظرةِ انبهار للغرب؛ فينسلخُ الجيل من انتمائه لوطنه ابتداءً، ثم ما يلبث أن يعزوَ كُـلَّ ما يعتبره تخلُّفاً في وطنه للدين وهذه المرحلة الأخطر.

تحتاجُ هذه الطريقة إلى فترةٍ زمنيةٍ أطولَ؛ لتحقيق جانبِ التغريب في أي مجتمع حتى يختلَّ من الداخل؛ فتتغير ملامحُ هذا الجيل، يتغيَّرُ في أُسلُـوب ونمط حياته وفي طريقة تعامُله وكلامه، وتتغيَّرُ اهتماماته؛ فتراه بعيدًا عن كُـلّ ما يهم الأُمَّةَ؛ فتحدث نتيجة ذلك فجوةٌ فكريةٌ وثقافيةٌ بين الحاكم والمحكومين؛ فتتهيَّأُ البيئةُ لخلق فوضى وصراعات؛ فتبدأ قوى الشر في تغذيتها؛ أملاً في تغيير الحاكم بآخر يكون ولاؤه للغرب أكثَرَ من ولائِه لوطنه وأمته ودينه، بحَيثُ تكونُ تبعيتُه الاقتصاديةُ والثقافيةُ والسياسيةُ للغرب، ومن ثَــمَّ يسهُلُ عليه تغريبُ شعبِه؛ ليتقمَّصَ حَالَةَ الغرب في كُـلّ مناحي حياته.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

حين يكون العيد مُرّاً…!

حين يكون #العيد مُرّاً…!

د. #مفضي_المومني.
2025/3/31

كل عام والجميع بخير…في أول يوم من ايام عيد الفطر… بعد شهر الصيام والقيام… تقبل الله الطاعات… وليسامحنا الله على خذلاننا وهواننا… !.
ولأن العيد رغم كل وجعنا… يبقى شعيرة من شعائر الله… نظل نبحث عن الفرح… في زمن التعاسة… مرة بجمعة للأحبة…، ومرة بتقرب إلى الله، ومرة باصطناع الفرح… ومرات لاننا نحب الحياة… ولا نأخذ كل هذا على محمل الجد…فقد وصلنا إلى تعود المشهد المفجع… والموت والدمار والقتل… وهمجية العدو وغطرسته؛ إنه منتهى الخذلان…، ورغم المشهد القاسي… وعلى رأي حجاتنا(حياة وبدنا نعيشها)..! هكذا أصبحت حالنا وحياتنا… ولعل الله يغير الحال والأحوال..!.

رغم تراجيديا ومتلازمة الحرب والموت…وكل الجرائم والظلم الجاثم على صدور أهلنا في غزة وفلسطين وكل بقاع جغرافيتنا الحزينة… ورغم ضنك العيش..وقهر الرجال… نقترف تقاليد العيد…مرة على استحياء… وأخرى طقوس تعودناها… وفي القلب غصة…. وجرح عميق… فلا فرح مع الوجع… ! هذا العيد تختلط المشاعر… وأجزم أننا نعيد على استحياء…! نقترف الفرح ولا نحسه…! ويحجبه  ويواريه أرواح قوافل الشهداء على ثرى غزة وفلسطين… ودموع الأطفال والأمهات والشيوخ… وهول الفقد والموت والدمار…والتجويع وعاصفة من الخذلان والتآمر والهوان… من أولي القربى…والعالم المنافق….! وفي الأفق إيماننا بالله الذي لا تزعزعه كل قوى الشر… نستحضر بارقة النصر الموعود من رب العالمين… فوعده اكبر من كل وعود المارقين والمتخاذلين… والمتآمرين على عروبتنا وفلسطيننا وغزتنا…وأمتنا…!  وما النصر إلا صبر ساعة… والله غالب على أمره…ولو خذلنا الجميع… ولو خذلنا انفسنا…!.
الأسواق راكده وباهتة…رغم أنها تحركت مع بقايا الرواتب الحزينة…. والمشتريات للوازم العيد في ادنى حالاتها… الأجواء العامة لا تشي بالفرح… فالقلوب متعبة ومنهكة وحزينة لأخبار الموت اليومي لأهلنا في غزةوفلسطين… وعزائهم أنهم آمنوا بقضيتهم… والشهادة لديهم غاية المنى… قبل أو بعد النصر لا فرق..!

مقالات ذات صلة إنها المباراة! 2025/03/29

إضافة لذلك…  الجيوب خاوية… وبقايا الرواتب شحيحة…. ولم تتفضل البنوك بتأجيل اقساطها على أصحاب الجيوب الخاوية… فاختلط الحابل بالنابل… واختار الناس أن يمرروا العيد كيفما اتفق… وعلى قد الحال..!

والاردن  رغم جحود الحاقدين يبقى حالة متقدمة كانت وما زالت وستبقى في مساندة الأهل في فلسطين وغزة العز بكل الطاقات الممكنة …رغم قصر ذات اليد… وخذلان الاعراب… وضغوطات طرامب… وتستمر محاولات الجاحدين الحاقدين للطعن في مواقف الاردنيين… ولا نلتفت لهذا… فنحن أخوة دم وعقيدة… ووجع فلسطين وجعنا.. فعلاً لا قولاً… وواجب يسكن قلوب صغارنا وكبارنا عقيدةً لا منه.
نعم نُعيد على استحياء… ولا نظهر الفرح… حتى الصغار يدركون هذا… فوجع أهل غزة وفلسطين وجعنا جميعاً… .

لكم الله يا اهل غزة… والخزي والعار للعدو وكل من يسانده… وهو  يمتهن القتل والتدمير منذ فُرض علينا بالوعد المشؤوم على فلسطين، ونقول لهذا العدو المتغطرس ربيب قوى الإستعمار… لا يغرنكم تفوقكم العسكري ولا دعم قوى الإستعمار…ولا تخاذل المتخاذلين والمتآمرين من أبناء جلدتنا…!  فمشيئة الله ودورة الحضارة غرست في شعوبنا حتمية النصر… وهو وعد الله لعباده المؤمنين… . تنام الشعوب وتضعف… وتهون… لكنها لا تموت…!.

ورغم كل ما حصل… من موت وتدمير… سنبقى نتشبث  بالحياة وروح النصر… بإيمان مطلق… فدولة الباطل ساعة… ودولة الحق إلى قيام الساعة..!

نفرح على استحياء… ولكننا نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا… :

وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ

وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ

وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ

وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا… محمود درويش

سنمضي بعيدنا… ونقترف طقوسه… نزور العنايا… ونمرر العيدية… وهي شحيحة عند الغالبية هذه الأيام… وربما جهزنا بعض الحلوى… ولكن ثقوا يا أهلنا في فلسطين… أن بنا مثل ما بكم… وأن العهد ذات العهد… فنحن شعوب تحب الحياة… وكما قال ابو القاسم الشابي:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

نعم… صفعة العدم المنتصر…عدو وجودنا… المحتل الغاصب تداهمنا منذ النكبة… اشقتنا…وحجبت عنا التطور… والحياة… .ولكن الأمل بالله؛ بأن يستجيب القدر… وما ذلك على الله ببعيد.
ويبقى الفرح بالعيد لمحة حياة… في أجواء لا تسر صاحب أو صديق…ويعجز الكلام عن وصف حال متلازمة العجز والخذلان… وأرواح الشهداء…وتغطرس المحتل… ويبقى إيماننا بالله… وبخير أمة اخرجت للناس…لتخرج من جديد… وتعود لمجدها… ولن يكون هذا إلا بمشيئة الله… والعمل والإعداد… وقد يطول أو يقصر بذلك الزمن…ولن نقنط من نصر الله ورحمته.
حمى الله  غزة وفلسطين… حمى الله الاردن.

مقالات مشابهة

  • ترامب يفتح النار على العولمة.. هل تكون بداية حرب عالمية اقتصادية؟
  • الرئيس السوري: إذا كانت الشام قوية تكون كل المنطقة قوية
  • حبس سيدة 4 أيام لحيازتها مواد مخدرة قبل ترويجها في الإسكندرية
  • الخرطوم صراط جمال المؤمنين بآلاء الله فلن تكون لشيطان العرب
  • رصد اقتران القمر مع عنقود الثريا بسماء رفحاء
  • متى تكون الأيام البيض لشهر شوال 2025 - 1446 هـ
  • واشنطن: نأمل أن تكون الحكومة السورية الجديدة شاملة وتمثل للجميع
  • ملاحون عرب لم تسمعوا بهم
  • حين يكون العيد مُرّاً…!
  • صلاح خاشقجي: بداية الادخار تكون بـ 10% من الراتب .. فيديو