الرؤيةُ الاستراتيجيةُ لأنصار الله.. الهُوية والمقاومة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
فاطمة السراجي
تعد قيادة أنصار الله، وعلى رأسها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عنصرًا محوريًّا في التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها اليمن، خَاصَّة في ظل الصراع المُستمرّ منذ عام 2014.
وتقدم الرؤية الاستراتيجية لأنصار الله نموذجًا يتجاوز الأبعاد السياسية التقليدية؛ مما يمكّنهم من تعزيز قضيتهم، والدفاع عن السيادة الوطنية.
تأسَّست حركةُ أنصار الله في بداية التسعينيات كأحد الحركات الدينية والاجتماعية، ولكن سرعان ما تطورت إلى حركة سياسية تأخُذُ على عاتقها مقاومةَ التدخلات الخارجية والفساد الداخلي.
وفي خضم الصراع المسلح، تعززت هذه الرؤية لتجعل من “أنصار الله” محورًا رئيسيًّا في الصراع ضد العدوان.
تركز الرؤية الاستراتيجية لـ “أنصار الله” على تعزيزِ الهُوية الوطنية والدينية، حَيثُ تتجلَّى في سياستهم للتمسك بالقيم الإسلامية والهُوية اليمينة.
يرى “أنصار الله” أن مواجهة التحديات الخارجية تتطلَّبُ الحفاظ على هذه الهُوية؛ مما يجعل المقاومة جزءًا لا يتجزأ من رؤيتهم؛ فالمقاومة ليست مُجَـرّد خيار عسكري، بل هي تعبير عن الوجود والموقف المشروع ضد الاحتلال والهيمنة.
تفهم حركة أنصار الله القضايا الاجتماعية والاقتصادية كعواملَ مؤثرة في السياق اليمني؛ فتعمل الحركة على تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الشرائح الاجتماعية من خلال برامج اجتماعية واقتصادية تهدفُ إلى تطوير الظروف المعيشية للمواطنين.
وهذا الأُسلُـوب يعكس الوعي العميقَ بأن الاستقرار الداخلي هو ركيزةٌ أَسَاسية لمواجهة التحديات الخارجية.
تتميز رؤية أنصار الله أَيْـضًا بالقدرة على بناء تحالفات استراتيجية مع قوىً محلية وإقليمية، بغضِّ النظر عن الاختلافات الأيديولوجية؛ فالحركةُ تسعى إلى توحيدِ صفوف القوى المناهضة للهيمنة الخارجية؛ مما يعكسُ فهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة الحالية. وهذا التحالف لا ينحصر في البُعد العسكري بل يتجاوز إلى الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
تعتبر السيادة الوطنية مفهومًا محوريًّا في رؤية أنصار الله؛ إذ يرَون أن الحفاظَ على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي هو السبيل للتغلب على تأثيرات الخارج. تتجلى هذه الرؤية في التصدِّي للتدخلات الأجنبية، والعمل على بناء دولة قوية وقادرة على الدفاع عن حقوقها ومصالحها.
على الرغم من التوجُّـهات العسكريةِ لحركة أنصار الله، تتمتعُ الرؤيةُ السياسية لأنصار الله بالقدرة على استكشاف الحلول السلمية. يتجلى ذلك في التفاعلات مع المبادرات الدولية والعربية؛ مِن أجلِ التوصل إلى تسويات؛ مما يعكس استراتيجيتهم تسعى إلى استثمار أية فرصة للحوار.
تتعدى الرؤية الاستراتيجية لقيادة أنصار الله البُعدَ السياسي التقليدي، حَيثُ تدمج بين الهُوية الوطنية، والمقاومة، والعدالة الاجتماعية، وبناء التحالفات.
وتستند هذه الرؤية على فهم عميق لسياق الصراع اليمني؛ مما يساعد الحركة على تعزيز وجودها واستمرار تأثيرها في الأوضاع الإقليمية والدولية.
وإذَا نجحت هذه الاستراتيجية في تحقيق أهدافها، فقد تسهمُ في إعادة تشكيل المشهد السياسي في اليمن بما يخدم تطلعات الشعب اليمني في السلام والاستقرار.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أنصار الله اله ویة
إقرأ أيضاً:
تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في باكستان
وصلت مسيرة يشارك فيها مؤيدون لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إلى أطراف العاصمة إسلام آباد اليوم الاثنين للمطالبة بالإفراج عنه، وسط تقارير عن أعمال عنف في أماكن أخرى بالبلاد.
ويقبع عمران خان في السجن منذ أكثر من عام، ويواجه أكثر من 150 قضية جنائية. ورغم ذلك، يظل يحظى بالشعبية، حيث يؤكد حزبه السياسي، حركة إنصاف أن القضايا المرفوعة ضده ذات دوافع سياسية.
وفرضت السلطات إغلاقا أمنيا خلال اليومين الماضيين وتم إغلاق الطرق السريعة المؤدية إلى إسلام آباد بحواجز لعرقلة المتظاهرين، الذين دعاهم خان للسير باتجاه البرلمان وتنفيذ اعتصام.
واستخدمت الحكومة حاويات شحن لإغلاق الطرق الرئيسية والشوارع في إسلام آباد، وانتشرت في المنطقة دوريات تضم أعدادا كبيرة من الشرطة والقوات شبه العسكرية المزودة بالعتاد المضاد للشغب.
وقالت الشرطة إن التجمعات من أي نوع محظورة في إسلام آباد بموجب أحكام قانون.
تعزيزات أمنية في إسلام آباد لمواجهة مسيرة أنصار خان (رويترز)ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين وشهود أن جميع وسائل النقل العام بين المدن والمحطات قد توقفت في محافظة البنجاب الشرقية لإبعاد المتظاهرين، الذين يقودهم أعضاء من حزب خان.
وأعلن مسؤولون اعتقال نحو 4 آلاف متظاهر في البنجاب من بينهم 5 برلمانيين.
واتهمت حركة إنصاف الحكومة باستخدام أساليب عنيفة لعرقلة المتظاهرين، وقال شوكت يوسف زاي أحد مساعدي خان، لمحطة جيو نيوز التلفزيونية "إنهم حتى يطلقون الرصاص الحي".
وتحدثت تقارير محلية عن إطلاق متبادل للغاز المدمع بين الشرطة وحركة إنصاف على الطريق السريع الذي يفصل بين البنجاب وخيبر بختونخوا.
ووصف خان المسيرة الاحتجاجية بأنها "النداء الأخير"، وهي واحدة من العديد من الاحتجاجات التي نظمها حزبه للمطالبة بالإفراج عنه منذ سجنه في أغسطس/آب من العام الماضي.
وتحول آخر احتجاج لحزب خان في إسلام آباد في أوائل أكتوبر/تشرين الأول إلى أعمال عنف إذ قُتل شرطي وأصيب عشرات من أفراد الأمن وتم اعتقال محتجين. وتبادل الطرفان الاتهامات بالتحريض على الاشتباكات.
ويقبع خان في السجن منذ أغسطس/آب 2023، ومنذ أن صوت البرلمان على إقصائه عن السلطة في عام 2022، يواجه عددا من التهم بينها الفساد والتحريض على العنف. لكن خان وحزبه ينفيان كل الاتهامات.