عودة إسرائيلية مفاجئة للحديث عن حل الدولتين لإنقاذ الاحتلال من المستنقع الغارق فيه
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
لأول مرة منذ اندلاع الحرب العدوانية على غزة، يتجرأ زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الحكومة السابق يائير لابيد على العودة إلى حل الدولتين كجزء من خطة شاملة لإنهاء الحرب، وتحقيق استقرار إقليمي طويل الأمد، مع بقاء السؤال عما إذا كان لا يزال هناك مشترين في صفوف الاحتلال لهذا الأفق السياسي الذي يقدمه.
تال شنايدر مراسلة موقع "زمن إسرائيل" العبري، قالت إنه "للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، يطرح لابيد على شفاهه المصطلح الذي يكرهه الإسرائيليون حل الدولتين، لإنقاذ إسرائيل من المستنقع السياسي العميق الذي تجد نفسها فيه، وقد وصل حدّ التسونامي السياسي، الذي سخر منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كثير من الأحيان لسنوات، لكنه اليوم يهدد بإغراق الدولة".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "دعوة لابيد المفاجئة حول حل الدولتين جاءت في خطاب ألقاه قبل أيام بمؤتمر لمعهد ميتافيم للدراسات الإقليمية، بالتزامن مع خشية نتنياهو ووزير حربه المقال يوآف غالانت من زيارة 124 دولة بسبب مذكرات الاعتقال الصادرة بحقهم من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وتخشى النخبة السياسية أن تمتد المذكرات قريبا لوزراء وجنرالات آخرين، فيما ألغى وزير الخارجية غدعون ساعر زيارة وزير الخارجية الهولندي لإسرائيل بسبب تأييد القرار القضائي الدولي".
وأشارت إلى أن "لابيد يعتقد أنه حتى إدارة دونالد ترامب الجديدة، التي ستدخل البيت الأبيض بعد شهرين، لن تستطيع إنقاذ إسرائيل من كل هذه المشاكل، مع العلم أن علاقاتها مع الدول الأوروبية مهمة للغاية، ومع ذلك فهي تتعرض لخطر الانتكاسة بسبب سياسة الحكومة الحالية".
وأوضحت أنه "رغم أن لابيد خدم نحو عام فقط وزيراً للخارجية وعام ونصف رئيساً للوزراء، لكن اليوم باعتباره يمثل أكبر كتلة من الناخبين المعارضين لنتنياهو، فهو قادر على مراقبة الأمور من الخارج، ومحاولة إنقاذ الدولة انطلاقا من خطته السياسية، لأنه ينظر لمنطقة الشرق الأوسط برمتها، والافتراض السائد للجميع بأن السعودية لن توافق على أن تكون جزءا من ترتيب إقليمي دون أن تبدي إسرائيل استعدادا للمضي قدما نحو حل الدولتين، مع أن المملكة لا تطالب بنتيجة سياسية محددة، بل تطلب فقط من الاحتلال أفقا سياسيا؛ لكن اليمين الإسرائيلي غير مستعد للتخلي حتى عن الجزء الأخير منه".
وأكدت أن "لابيد قطع شوطا طويلا في خطته، فهو يقدم التزاما إسرائيليا بعدم ضمّ الأراضي المحتلة، بل وينشر بيانا يحدد فيه مستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار حل الدولتين، وفي قلب خطته سيناقش مؤتمر إقليمي تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول اتفاقات التطبيع، بما فيها السعودية، وصولا الى نموذج قمة النقب التي جمعت تلك الدول المطبّعة، من خلال لجان مهنية ستقود الاستثمارات والتنمية المشتركة، لتهيئة الظروف للفصل المستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفقا لمبدأ الدولتين، مع مراعاة إصلاح كبير في السلطة الفلسطينية وحماية المصالح الأمنية الإسرائيلية، مع تعهد إسرائيلي بعدم ضم الضفة الغربية، والتزام فلسطيني بمكافحة العنف والتحريض عليه".
وأضافت أن "المناخ السائد اليوم لدى الجمهور الإسرائيلي، يشير الى أن أي حديث عن حل الدولتين يتطلب بالتأكيد الشجاعة، ويدرك لابيد أنه من الآن فصاعدا سيكون عرضة لوابل من اللعنات والافتراء من اليمين بكل تياراته، مع العلم أن نقطة البداية لديه يجب أن تكون الاتفاق على إنقاذ المختطفين، ومن هناك يتم بناء استراتيجية دائرية تتمثل بإنقاذ وإعادة تأهيل غزة من خلال لجنة دولية تشكلها السلطة الفلسطينية، مفترضاً أن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون ساري المفعول".
ويصل لابيد في خطته إلى الحديث عن "عقد مؤتمر دولي، وصولا لتشكيل كتلة من الدول التي ستدعم إسرائيل ضد إيران، تمهيدا لإنقاذها من التسونامي السياسي الحالي، والتعامل مع المطالبات بشأن ارتكابها جرائم حرب في المؤسسات الدولية، إذا شرعت في طريق المبادرات والعلاقات الإقليمية، وخرجت عن طريق العزلة والضم، معتبرا أن الحروب الطويلة تؤذيها، وهي سيئة لاقتصادها، وتتسبب بإصابات خطيرة لجنود الاحتياط، والمختطفون يموتون في أنفاق غزة، ومعهم يموت الضمان المتبادل والتضامن الإسرائيلي".
وختم بالقول إنه "حان الوقت للتحرك الدبلوماسي، لأنه لا يوجد نصر عسكري دون تحرك سياسي، وبدلا من النصر المطلق، يمكن الحديث عن نصر استراتيجي، لأن فوز دونالد ترامب فرصة لإسرائيل، صحيح ان اتجاهه في العمل غير واضح، رغم أن كبار موظفيه متحمسين للضمّ، لكن لابيد يفترض أنه سيحاول العودة، إلى حد ما، إلى صفقة القرن، وهي نفس الخطة التي سيقام عند اكتمالها حل الدولتين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة لابيد الاحتلال نتنياهو الفلسطينية فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال لابيد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
سلسلة جرائم إسرائيلية.. سقوط 1079 شهيدًا فلسطينيًا خلال أسبوع
سجل المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي في تقريره الأسبوعي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، سقوط (289) شهيدًا جراء القصف المتعمد للمدنيين، وانتشال جثامين (38) آخرين، وثبوت بيانات (697) فلسطينيًا استشهدوا في وقت سابق، بالإضافة إلى (5) فلسطينيين سقطوا بنيران قوات الاحتلال في الضفة الغربية.
ليسجل المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، سقوط ما مجموعه (1079) شهيدًا، و(900) جريح فلسطيني في الفترة بين (22) إلى (28) أبريل 2025م، بعد أن كان قد سجّل سقوط قرابة الـ(1000) شهيد وجريح في الفترة التي سبقتها من شهر أبريل، الأمر الذي يعكس زيادة قوات الاحتلال لمنظومة أهدافها من المدنيين.
أخبار متعلقة مصر.. منح الطلاب إجازة غدا الأربعاء بسبب عاصفة متوقعةالعفو الدولية: إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة في غزةيُذكر أن عدد الشهداء منذ (7) أكتوبر (2023م)، وحتى (28) أبريل (2025م)، قد بلغ (53,242) شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى للفترة الزمنية نفسها (124,469).
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الدمار يسيطر على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة- أ ف ب قصف مدرسة نازحينوشهد الأسبوع الماضي سلسلة جرائم إسرائيلية هي الأكثر دموية منذ خرق قوات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، برز منها قصف مدرسة تأوي نازحين في حي التفاح، ومقهى الصفطاوي في مخيم البريج، وحشود المارة في شارع الجلاء، فضلًا عن خروج مستشفى محمد الدرة من الخدمة.
وترددت الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة في الأصداء الدولية أكثر من أي وقت مضى، وسط تحذيرات فلسطينية من موت جماعي، وإعلان برنامج الغذاء العالمي عن نفاذ مخزونه من الغذاء في غزة، بالإضافة إلى إدانة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وعدم سماح إسرائيل، قوة الاحتلال، بدخول المساعدات إلى القطاع على مدى 50 يومًا مرّت، اعتبرها المجتمع الدولي الأطول في تاريخ تجويع قطاع غزة.
جاء ذلك في الوقت الذي أشار فيه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى استنفاد الإمدادات الطبية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الدمار يسيطر على مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة- أ ف ب قرى الضفة الغربيةوفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال مدن وقرى الضفة الغربية (300) مرة في الفترة من (22) إلى (28) أبريل 2025م، واعتقلت (165) فلسطينيًا، من بينهم (4) أطفال، وقتلت طفلًا، وجرحت (39) فلسطينيًا من بينهم (7) أطفال، وداهمت مدرسة البنات الثانوية أثناء اقتحامها قرية مسلية في جنين، وهدمت (12) منزلًا، أربعة منها في القدس المحتلة.
كما هدمت معملًا للطوب، وثلاث حظائر في القدس والخليل، و(10) دفيئات زراعية في جنين، وجرفت شارع النصبة الواقع شرق قرية ياسوف، وهدمت جدرانه الاستنادية، وجرفت واقتلعت أشجار زيتون في سلفيت، وجرفت مساحة من الأراضي قرب قرية جيبيا برام الله، وهدمت سلاسل حجرية، واقتلعت أشجارًا في منطقة الجوايا في مسافر بلدة يطا بالخليل.
واقتحم المستوطنون المقامات الدينية على مدار عدة أيام في بلدة كفل حارس، ليبلغ مجموع الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين (3,267) جريمة في أسبوع، و (250,722) جريمة في عام ونصف العام، شملت مختلف فئات الجرائم التي يوثقها مرصد المنظمة، وجميع المناطق الفلسطينية.