لأول مرة منذ اندلاع الحرب العدوانية على غزة، يتجرأ زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الحكومة السابق يائير لابيد على العودة إلى حل الدولتين كجزء من خطة شاملة لإنهاء الحرب، وتحقيق استقرار إقليمي طويل الأمد، مع بقاء السؤال عما إذا كان لا يزال هناك مشترين في صفوف الاحتلال لهذا الأفق السياسي الذي يقدمه. 

تال شنايدر مراسلة موقع "زمن إسرائيل" العبري، قالت إنه "للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، يطرح لابيد على شفاهه المصطلح الذي يكرهه الإسرائيليون حل الدولتين، لإنقاذ إسرائيل من المستنقع السياسي العميق الذي تجد نفسها فيه، وقد وصل حدّ التسونامي السياسي، الذي سخر منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كثير من الأحيان لسنوات، لكنه اليوم يهدد بإغراق الدولة".

 

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "دعوة لابيد المفاجئة حول حل الدولتين جاءت في خطاب ألقاه قبل أيام بمؤتمر لمعهد ميتافيم للدراسات الإقليمية، بالتزامن مع خشية نتنياهو ووزير حربه المقال يوآف غالانت من زيارة 124 دولة بسبب مذكرات الاعتقال الصادرة بحقهم من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وتخشى النخبة السياسية أن تمتد المذكرات قريبا لوزراء وجنرالات آخرين، فيما ألغى وزير الخارجية غدعون ساعر زيارة وزير الخارجية الهولندي لإسرائيل بسبب تأييد القرار القضائي الدولي". 


وأشارت إلى أن "لابيد يعتقد أنه حتى إدارة دونالد ترامب الجديدة، التي ستدخل البيت الأبيض بعد شهرين، لن تستطيع إنقاذ إسرائيل من كل هذه المشاكل، مع العلم أن علاقاتها مع الدول الأوروبية مهمة للغاية، ومع ذلك فهي تتعرض لخطر الانتكاسة بسبب سياسة الحكومة الحالية". 

وأوضحت أنه "رغم أن لابيد خدم نحو عام فقط وزيراً للخارجية وعام ونصف رئيساً للوزراء، لكن اليوم باعتباره يمثل أكبر كتلة من الناخبين المعارضين لنتنياهو، فهو قادر على مراقبة الأمور من الخارج، ومحاولة إنقاذ الدولة انطلاقا من خطته السياسية، لأنه ينظر لمنطقة الشرق الأوسط برمتها، والافتراض السائد للجميع بأن السعودية لن توافق على أن تكون جزءا من ترتيب إقليمي دون أن تبدي إسرائيل استعدادا للمضي قدما نحو حل الدولتين، مع أن المملكة لا تطالب بنتيجة سياسية محددة، بل تطلب فقط من الاحتلال أفقا سياسيا؛ لكن اليمين الإسرائيلي غير مستعد للتخلي حتى عن الجزء الأخير منه".  

وأكدت أن "لابيد قطع شوطا طويلا في خطته، فهو يقدم التزاما إسرائيليا بعدم ضمّ الأراضي المحتلة، بل وينشر بيانا يحدد فيه مستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار حل الدولتين، وفي قلب خطته سيناقش مؤتمر إقليمي تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية مع دول اتفاقات التطبيع، بما فيها السعودية، وصولا الى نموذج قمة النقب التي جمعت تلك الدول المطبّعة، من خلال لجان مهنية ستقود الاستثمارات والتنمية المشتركة، لتهيئة الظروف للفصل المستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفقا لمبدأ الدولتين، مع مراعاة إصلاح كبير في السلطة الفلسطينية وحماية المصالح الأمنية الإسرائيلية، مع تعهد إسرائيلي بعدم ضم الضفة الغربية، والتزام فلسطيني بمكافحة العنف والتحريض عليه".  

وأضافت أن "المناخ السائد اليوم لدى الجمهور الإسرائيلي، يشير الى أن أي حديث عن حل الدولتين يتطلب بالتأكيد الشجاعة، ويدرك لابيد أنه من الآن فصاعدا سيكون عرضة لوابل من اللعنات والافتراء من اليمين بكل تياراته، مع العلم أن نقطة البداية لديه يجب أن تكون الاتفاق على إنقاذ المختطفين، ومن هناك يتم بناء استراتيجية دائرية تتمثل بإنقاذ وإعادة تأهيل غزة من خلال لجنة دولية تشكلها السلطة الفلسطينية، مفترضاً أن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون ساري المفعول". 


ويصل لابيد في خطته إلى الحديث عن "عقد مؤتمر دولي، وصولا لتشكيل كتلة من الدول التي ستدعم إسرائيل ضد إيران، تمهيدا لإنقاذها من التسونامي السياسي الحالي، والتعامل مع المطالبات بشأن ارتكابها جرائم حرب في المؤسسات الدولية، إذا شرعت في طريق المبادرات والعلاقات الإقليمية، وخرجت عن طريق العزلة والضم، معتبرا أن الحروب الطويلة تؤذيها، وهي سيئة لاقتصادها، وتتسبب بإصابات خطيرة لجنود الاحتياط، والمختطفون يموتون في أنفاق غزة، ومعهم يموت الضمان المتبادل والتضامن الإسرائيلي". 

وختم بالقول إنه "حان الوقت للتحرك الدبلوماسي، لأنه لا يوجد نصر عسكري دون تحرك سياسي، وبدلا من النصر المطلق، يمكن الحديث عن نصر استراتيجي، لأن فوز دونالد ترامب فرصة لإسرائيل، صحيح ان اتجاهه في العمل غير واضح، رغم أن كبار موظفيه متحمسين للضمّ، لكن لابيد يفترض أنه سيحاول العودة، إلى حد ما، إلى صفقة القرن، وهي نفس الخطة التي سيقام عند اكتمالها حل الدولتين". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة لابيد الاحتلال نتنياهو الفلسطينية فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال لابيد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

توحيد خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن أضرار المخدرات في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإدمان

 

 أعلن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالتنسيق مع وزارة الأوقاف عن توحيد خطبة الجمعة المقبلة، الموافق 27 ديسمبر 2024، للحديث عن أضرار التدخين وتعاطي المخدرات. يأتي هذا ضمن جهود تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان "2024-2028"، التي تم إطلاقها تحت رعاية فخامة السيد رئيس الجمهورية.

وأوضحت وزارة التضامن الاجتماعي، برئاسة الدكتورة مايا مرسي، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن التنسيق مع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، يهدف إلى تعزيز الدور التوعوي للمؤسسات الدينية. ويسعى الصندوق إلى دعم أئمة المساجد بمجموعة من المعلومات العلمية والاجتماعية حول مخاطر المخدرات، بما يمكنهم من إعداد خطب توعوية متكاملة تسهم في نشر ثقافة الوقاية داخل المجتمع.

أضرار المخدرات الصحية والمجتمعية

يسبب تعاطي المخدرات أضرارًا صحية جسيمة، منها تدمير خلايا الدماغ، ضعف التركيز، فقدان الذاكرة، اضطرابات نفسية كالاكتئاب والذهان، وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما يؤدي استخدام المخدرات بالحقن إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) والتهاب الكبد C. بالإضافة إلى ذلك، يعد تدخين الحشيش سببًا رئيسيًا لمشاكل الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة.

كما أكدت الجهات المختصة أن تعاطي المخدرات يؤدي إلى إنهاء الخدمة في الوظائف العامة، تطبيقًا لأحكام قانون رقم 73 لسنة 2021.

محاور الاستراتيجية الوطنية

تستند الاستراتيجية الوطنية، التي أعدها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إلى عدة محاور رئيسية، منها:

الوقاية الأولية: التركيز على المؤسسات التعليمية والشبابية، وتنفيذ برامج توعوية موجهة للأسرة، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات.

تمكين النشء والشباب: تهيئة بيئة تعليمية ورياضية تُعزز قدرتهم على رفض تعاطي المواد المخدرة.

دور المؤسسات الدينية: تصحيح المفاهيم المغلوطة حول تعاطي المخدرات وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية.

الخدمات العلاجية: توفير العلاج المجاني والسرّي لمرضى الإدمان عبر الخط الساخن "16023" وفقًا للمعايير الدولية.


تعزيز الشراكة المجتمعية

يؤكد صندوق مكافحة الإدمان أهمية دور المؤسسات الدينية في مواجهة المخدرات، داعيًا المجتمع إلى المشاركة الفاعلة في تعزيز ثقافة الوقاية والتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد استقرار الأسرة والمجتمع.

 

1000255905

مقالات مشابهة

  • في اليمن.. ما الذي يدفع إسرائيل الى الجنون..! 
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • مساع لتطبيع علاقات الدولتين
  • بالفيديو.. ناقد يكشف تفاصيل مفاجئة عن تدعيمات الأهلي قبل كأس العالم للأندية 2025
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • غلوبس: عودة الارتفاع الحاد بالإيجارات في إسرائيل
  • الاحتلال يقصف مركبة للصحفيين ويفجر روبوت قرب مستشفى عودة
  • لابيد: نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى
  • توحيد خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن أضرار المخدرات في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإدمان
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة