الحب والدعم كانا من العوامل المهمة التى ساعدتنى على التعافى
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
بشير الديك هو أحد أعلام الكتابة السينمائية فى العالم العربى، الذى ترك بصمة لا تُمحى فى تاريخ السينما المصرية، وفى اتصال هاتفى مع «الوفد» طمأن محبيه على حالته الصحية بعد تعرضه خلال الأيام الماضية لأزمة صحية نُقل على أثرها إلى المستشفى ودخل الرعاية المركزة، وذلك بعد إصابته بالتهاب رئوى حاد، كما عبّر السيناريست فى حديثه عن تقديره العميق للمحبة والدعم الكبير الذى ناله من جمهوره وأصدقائه خلال محنته الصحية الأخيرة، وقال: «الحمد لله، حالتى الصحية تتحسن بشكل ملحوظ بعد الأزمة التى مررت بها، وقد عدت إلى منزلى الآن، أود أن أعرب عن شكرى وامتنانى لكل من وقف إلى جانبى فى تلك الفترة الصعبة، وكان لدعائهم ومساندتهم دور كبير فى تحسنى»، مؤكدًا أن الشعور بالحب والاهتمام الذى تلقاه من محبيه كان له أثر إيجابى على حالته الصحية، مضيفًا أن ذلك الدعم كان من العوامل المهمة التى ساعدته فى التعافى والخروج من العناية المركزة.
ويعد بشير الديك من أبرز المبدعين الذين استطاعوا أن يمزجوا بين الفن العميق والواقع الاجتماعى، ليقدموا أعمالًا تنبض بالإنسانية وتعكس التحديات التى يواجهها المجتمع، منذ بداياته فى السبعينات، أظهر الديك موهبة استثنائية فى الكتابة، حيث تمكن من تقديم قصص مؤثرة تحمل فى طياتها تساؤلات فلسفية عميقة حول الحياة والوجود، ليصبح من أهم كُتاب السيناريو الذين ساهموا فى تطوير السينما، كان لديه قدرة فائقة على بناء الشخصيات المعقدة وتقديم مواقف درامية تجمع بين التوتر النفسى والعمق الاجتماعى، مما جعل أفلامه تحتفظ بقدرتها على التأثير حتى اليوم.
أصبح اسم بشير الديك مرادفًا للإبداع والابتكار، ومصدر إلهام للأجيال القادمة التى تسعى للوصول إلى قمة التميز والابتكار.
وُلد بشير الديك فى قرية الخياطة التابعة لمدينة دمياط، فى مصر، وهو أحد الأسماء البارزة فى مجال الكتابة السينمائية والدرامية فى العالم العربى، كما حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة فى عام 1966، ثم بدأ مسيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة التى نشر العديد منها فى المجلات الثقافية المصرية والعربية، بعد ذلك، تحول إلى كتابة السيناريو للسينما، ليصبح واحدًا من أبرز كتّاب السيناريو فى تاريخ السينما المصرية.
كان أول أعماله فى السينما هو فيلم «مع سبق الإصرار» الذى عُرض عام 1979 من إخراج أشرف فهمى، وبطولة محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين، وقد لاقى الفيلم نجاحًا كبيرًا، مما جعله يواصل مسيرته فى كتابة السيناريوهات لعدد من الأفلام المميزة، ثم تعاون الديك مع المخرج عاطف الطيب فى العديد من الأفلام التى تعد من أهم أعمال السينما المصرية، مثل «سواق الأتوبيس» و»ضربة معلم» و«ضد الحكومة» و»ناجى العلي»، إضافة إلى فيلم «ليلة ساخنة»، الذى نجح فى تحقيق شهرة واسعة.
كما تعاون بشير الديك مع المخرج محمد خان فى عدد من الأفلام البارزة، مثل «الرغبة»، «موعد على العشاء»، و«الحريف»، ما ساهم فى تعزيز مكانته فى صناعة السينما، إضافة إلى ذلك، أخرج فيلمين فقط خلال مسيرته، هما «الطوفان» الذى قام ببطولته محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى، و«سكة سفر» الذى شارك فى بطولته نور الشريف ونورا.
على الرغم من ابتعاده عن السينما لفترة طويلة خلال سنوات الألفية الجديدة، فإن بشير الديك عاد إلى الساحة السينمائية بفيلم «الكبار» عام 2010، من إخراج محمد جمال العدل، والذى لاقى قبولاً لدى النقاد والجماهير على حد سواء، ورغم قلة مشاركاته السينمائية، كانت له العديد من المساهمات فى مجال الدراما التلفزيونية، حيث قدم مجموعة من المسلسلات الناجحة التى رسخت فى ذاكرة الملايين، مثل «الأرض الطيبة» 1984، «بنات زينب» 1989، «حب تحت الحراسة» 1998، «الإمبراطور» 2002، «الناس فى كفر عسكر» 2003، «حرب الجواسيس» 2009، و«عابد كرمان» 2011.
كما قام بشير الديك بتطوير مجال الرسوم المتحركة فى السينما العربية، حيث كتب سيناريو فيلم «الفارس والأميرة»، الذى عُرض فى 2020، ليكون إضافة هامة لرصيد أعماله المتنوعة.
بشير الديك يعد من أبرز الأسماء التى أثرت فى السينما والتلفزيون المصرى، وظلت أعماله علامة فارقة فى تاريخ الفن السابع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على التعافى الحب والدعم بشیر الدیک
إقرأ أيضاً:
كشف حساب للدور الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
تنظيم المهرجان فى مرمى الانتقادات.. و«الدعم الفلسطينى» حائط سد السجادة الحمراء هوس النجوم وفعاليات العروض لأصحاب الفن
وضع مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ما بين الإشادة والنقد الفنى بعد انتهاء الدورة الـ45 التى لاقت هجومًا شديدًا سواء من النقاد السينمائيين أو من داخل إدارة المهرجان ذاته. حالة من الارتباك التنظيمى يشهده القاهرة السينمائى فى دورته الـ45 منذ بداية اليوم الأول للفعاليات بجانب حفلتى الافتتاح والختام.
وقفت القضية الفلسطينية حائط سد لعدد كبير من الجمهور والنقاد، حيث تناولها المهرجان فى حفلتى الافتتاح والختام والمسابقات المستحدثة والأفلام أيضًا من قلب الحدث، وعلى الجانب التنظيمى واختيار الأفلام، لا تشفع القضية النقد التنظيمى والفنى للمهرجان من قبل عدد كبير من محبى الفن والنقاد الفنيين والجمهور.
تقدم «الوفد» كشف حساب لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ45 على مدار فعالياته التى امتدت إلى 9 أيام بدءًا من الافتتاح الذى رأى البعض أنه افتقر لوجود عدد كبير من نجوم الفن، إلى المشكلات التنظيمية التى حدثت على مدار الفعاليات ختاما بخلافات مدير المهرجان مع إدارة رئيس المهرجان والفريق المعاون له.
وعن حسين فهمى، رئيس المهرجان، أكد أنه يتقبل كل الانتقادات الفنية على فعاليات الدورة الـ45، وأن الانتقاد البناء يصب فى صالح قيمة ومكانة المهرجان فى الدورات المقبلة على أن يظهر بأفضل صورة عالمية تعكس الثقافة المصرية وتاريخها المشرف.
وأثارت أزمة بين رئيس المهرجان حسين فهمى، والناقد عصام زكريا، مدير المهرجان، بعد انتهاء الدورة الـ45، جدلًا فى الوسط الفنى، تمثلت فى خلافات على كيفية إدارة وتنظيم الفعاليات والمسابقات، الأمر الذى لا يصب فى صالح مكانة مهرجان القاهرة السينمائى العريقة، بينما أعرب الناقد الفنى عصام زكريا، مدير القاهرة السينمائى فى دورته الـ45، عن استيائه لعدم تحقيق طموحه فى هذه الدورة سواء من عملية تنظيم أو ممارسة عمله كمدير للمهرجان، موضحًا فى تصريحاته أن هناك بعضًا من الأمور فى سوء التنظيم فى العروض الأولى من فعاليات المهرجان تم تداركها فى باقى العروض والفعاليات.
وكان حفل الافتتاح محل أنظار النقاد نظرًا لعدم دعوته لنجوم عالميين ما يسلط الضوء العالمى الفنى على هذه الدورة الـ45، بالإضافة إلى اهتمام واسع من الفنانين لحضور حفلتى الافتتاح والختام لالتقاط الصور على السجادة الحمراء دون تفاعلهم مع فعاليات وعروض المهرجان على مدار 7 أيام متتالية، بينما حرص عدد قليل من النجوم للحضور مثل النجم خالد النبوى وابنه نور، والفنانة يسرا، ورانيا يوسف وباسم سمرة، بينما غاب معظم الفنانين من حضور فعاليات وعروض المهرجان، وأصلحت إدارة المهرجان الوضع فى حفل الختام بظهور نجوم غابوا عن المشهد خلال الفعاليات، مثل النجم أحمد حلمى، والفنان خالد الصاوين، وعدد آخر من نجوم الفن.
وعن الأفلام التى لاقت هجومًا فنيًا، تجربة الفنانة «درة» الأولى إخراجيًا وانتاجيا فى فيلمها «وين صرنا» الذى يتحدث عن أسرة فلسطينية ومعاناتها مع الحرب فى غزة، الأمر الذى وصفه النقاد السينمائيين بأنه افتقر إلى معايير الإخراج الجيد وتناوله الأحداث ومعالجة صحيحة لسرد الصور، بينما اعتبر أن مضمون الفيلم وهو القضية الفلسطينية كان شفيعًا للتجربة جماهيريًا، يأتى ذلك بعد إصرار رئيس المهرجان لانضمام عدد كبير من الأفلام هذه الدورة تمثل فى 194 فيلمًا وضع القائمين على اختيار الأفلام فى جهد لفلترة هذه الأعمال.
ورأى المخرج مجدى أحمد على، أن الإنجاز الأكثر لهذه الدورة فى الامتلاء الكامل للقاعات فى معظم العروض، حيث كان الحضور مبهجًا لكل الأعمار والأجيال وإقبال رائع من شباب كنا نظن أنهم فقدوا تواصلهم بواقعهم تمامًا ونهائيًا وغرقوا فى بحار «السوشيال ميديا ومتاهاتها» فإذا بالقاعات تكتظ بهم على كافة المستويات وإذا بحضور كثيف للندوات والمحاضرات والورش المصاحبة لأنشطة المهرجان وإذا بعدد كبير منهم يتقدم لمشاريع لأفلام يتبناها المهرجان ويقدم لها من خلال مؤسسات داعمة – المساعدة على تحقيق أحلاهم بصنع أفلام تحت رعاية مباشرة من متخصصين حتى الوصول إلى شكل نهائى مرض لسينما طموحة ومختلفة عن الإنتاج التجارى السائد الذى كاد يدمر روح المشاهد المصرى وذائقته وتعلقه بالسينما التى كنا روادها منذ نشأتها.
ودعا مجدى أحمد، فى تصريحاته، جميع المهتمين وذوى الشأن الفنى إلى المحافظة على ما تحقق حتى بالمهرجان فى هذه الدورة الـ45 والكف عن «جلد الذات» وعن النقد الهدام ومحاولات الوقيعة بين العاملين بهذا المهرجان المهم، مقدمًا الشكر لكل من حسين فهمى، رئيس المهرجان، والناقد الفنى عصام زكريا، مدير المهرجان.
ومن الانتقادات التى وجهت لإدارة المهرجان لهذه الدورة الـ45، عرض عدد من الأفلام غير مترجمة للعربية وهو ما يشكل صعوبة للجمهور فى متابعة العمل كـ فيلم «وحوش» الذى عرض خلال فعاليات المهرجان، كما لاقى فيلم «أنا مش أنا» عددًا من الانتقادات والإشادات بين الجمهور خلال عرضه بسبب دبلجته باللهجة المصرية، إذ انقسمت الآراء إلى نصفين، النصف الأول انتقد دبلجة الفيلم للهجة المصرية، إذ كان «من الممكن ترجمتها أفضل»، وذلك بسبب تقارب اللهجات المصرية والمغربية، أما النصف الثانى والذى أشاد بالدبلجة خلال مشاهدتهم العمل داخل صالات العرض السينمائية، فجاءت ردود أفعالهم بالضحك المستمر على طريقة الدبلجة.
وفى الصدد قال الناقد الفنى، محمود عبدالشكور، فى تصريحاته، إنه من أفضل أقسام مهرجان القاهرة فى دورته الـ45 قسم كلاسيكيات القاهرة، الذى توسع كثيرا فى الاختيارات، لافتًا إلى أن العديد من الجمهور يتجهون للمهرجان خصيصًا لمشاهدة الأفلام القديمة العظيمة التى تم ترميمها، سواء كانت مصرية أو أجنبية.، موجهًا الشكر للناقد الفنى عصام زكريا مدير المهرجان على هذه الوجبة السينمائية الدسمة، كما وجه الشكر إلى سامح فتحى المنوط بترميم الأفلام القديمة، على جهده المميز فى ترميم الأفلام المصرية الكلاسيكية، وإتاحتها للجمهور.
وأشادت الناقدة ماجدة خير الله، بالدورة الـ 45 للمهرجان الذى شهد تنوعًا من خلال عدد من المسابقات كـ«آفاق عربية»، والذى شمل عدداً من الأعمال التى تناقش الأزمات العربية كالقضية الفلسطينية، لافتة إلى أن المهرجان تناول كلاسيكيات السينما والأفلام المرممة، فضلاً عن الأفلام العالمية والبانورامية، وتابعت: «حصيلة المهرجان جيدة ومتنوعة، وجعلت الناس تُقبل على المهرجان»، مشيرة إلى الندوات العديدة التى حضرها النجوم وصناع السينما، قائلًا «المهرجان يتقدم إلى الأمام وكل عام أفضل من ذى قبل، بالإضافة إلى النشرات التى تعكس أنشطة الحدث حتى يستطيع الزائرون انتقاء الأعمال التى تشغل اهتماماتهم».
وعلى صعيد آخر، ومن الانتقادات التنظيمى خلال هذه الدورة، منع دخول عدد من الفنانين وطردهم خارج المهرجان، فى لافتة غير آدمية لاقت هجومًا واسعا من قبل الجمهور والنقاد، حيث إن المهرجان الفنى السينمائى يُعد حقًا لكل فنان حضور فعالياته والاستفادة من العروض المقامة والندوات وورش العمل خلال المهرجان.