تسقط زخات المطر فوق خيام النازحين من بيوتهم فى غزة، بينما تنقل وكالات الأنباء تفاصيل ومساعى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
تتحدث الصحف الغربية عن الجهود الأمريكية الفرنسية لإيقاف القتال على حدود بيروت، بينما تلتزم الصمت أمام قرار المحكمة الجنائية الدولية بضبط وإحضار نتنياهو ووزير دفاعه باعتبارهما مجرمى حرب.
أمريكا ودول أوروبا بدأت الاهتمام بلبنان بعدما تأكدت من خطورة استمرار تدميره، الذى قد يجبر إيران على الحرب المباشرة، وهو ما سوف يؤدى إلى تداخل الحسابات فى خريطة الشرق الأوسط، بعدما بدأت روسيا فى التقدم واحتلال مزيد من الأراضى فى أوكرانيا بما يعنى سيطرتها على مساحات أكبر فى أوروبا.
نعم.. أوروبا تحركت لأنها ستعانى من نيران قادمة من جنوب البحر المتوسط وأخرى ضاغطة عليها من ساحة القتال بين روسيا وأوكرانيا.
ما يحدث.. يعنى أن المصالح المشتركة الأمريكية الأوروبية قد تتاثر بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى على لبنان، وهو مالم تشعر به أمريكا ولا أوربا بالقدر الكافى عند تدمير نتنياهو لغزة وتسويتها بالأرض..فالغضب جاء عربيًا.. ومن دول الجوار بفلسطين (مصر والأردن ولبنان) وما دونها كان ردة فعله شعبيًا وليس رسميًا.. وهو ما يجعلنا نقول إن الموقف العربى المتضامن– وليس الفردى من بلدان الجوار- كان ضروريًا.. وإن لم يكن من أجل شعب عربى شقيق يتم سحله وقتله وتجويعه على يد مجرمى حرب.. فمن أجل مُسببات الحفاظ على الأمن القومى العربى الذى لم يتعرض لهذه المخاطر منذ يونيو 1967 وما بعدها.
قالت وكالة رويترز للأنباء–أمس الثلاثاء– إن الأمطار الغزيرة غمرت مخيمات النازحين الفلسطينيين فى أنحاء قطاع غزة يوم الاثنين مما أضاف بؤسا شتويًا موسميًا لمجتمعات دمرتها بالفعل 13 شهرًا من الحرب فى حين صعدت القوات الإسرائيلية ضرباتها فى القطاع.
الأمطار الغزيرة التى هطلت طوال الليل غمرت الخيام وفى بعض الأماكن جرفت الملاجئ البلاستيكية والقماشية التى يستخدمها النازحون من غزة، والذين نزح معظمهم عن بيوتهم. وقالت الوكالة:« قام البعض بحفر خنادق لتصريف المياه بعيدًا عن خيامهم».
نعم..هذه معلومة قالتها وكالة أنباء أوربية عريقة وشهيرة.. فقد أصبحت الخنادق فى غزة تُحفر من أجل تسريب المياه وليس لمقاومة الاحتلال!!
أما فى لبنان.. تقتحم القاذفات بيوت الآمنين لتدمر الحوائط التى تحميهم من الموت الطائر.. والشظايا المتناثرة.. ليصبح العراء أكثر أمنًا من البيوت.. والهروب أكثر ملاذًاً من الاستقرار.
فى غزة ولبنان يتم دفع ثمن ضرب نموذج «المقاومة الوطنية» بنموذج «المقاومة الدينية».. وهو ثمن لو تعلمون عظيم.. فقد نجحت كل حركات المقاومة الوطنية فى إنهاء الاحتلال الرابض فى أراضيها بدءًا من مصر والسودان وسوريا ولبنان والعراق والجزائر وتونس والمغرب.. ولكن حركات التنظيمات المسلحة التى ظهرت فى ثمانينيات القرن الماضي، وجهت بندقياتها– للأسف– نحو أبناء الجنس والجنسية الواحدة.. بل والدين الواحد.. لنصل إلى نتيجة موحشة.. فقد تمزقت سوريا وليبيا ولبنان.. بل تمزقت فلسطين إلى الضفة وغزة!!
بعدما نجحت فلسطين فى مفاوضات الحكم الذاتى..وسارت نحو الاعتراف بها كدولة مستقلة كاملة السيادة.. ظهرت نَعرة الانقسام.. ومقولة «الضفة لحركة فتح.. وغزة لحركة حماس» ليتم طعن القضية الفلسطينية من داخلها فى إطار صراع نموذج لم يجن منه الشعب الفلسطينى إلا العودة للخيام فى النهاية!!
خلاصة الكلام:
القضية كبيرة.. وعميقة وتأثيراتها ستطال الجميع.. ولن ينجو إلا من يُدرك حجم الماساة ويستعد لمواجهة آثارها خلال السنوات القليلة القادمة.. فلانجاة لمن يعتقد أنه آمن.. ولا سبيل لمن يفهم حجم المخاطر إلا بزيادة تأمينه لحدوده وتمسكه بـ«التماس» مع قضاياه التاريخية والجغرافية، قابضًا على مواقفه المستندة إلى اعتبارات الأمن القومى الحدودى المباشر.. ولاعتبارات الأمن القومى العربى الشامل.
الرسالة التى يجب أن يفهمها الجميع من المحيط إلى الخليج:
الشرارة التى تشتعل فى أطراف جلباب أخيك سوف تتحول إلى نيران تلتهم منزلك لا محالة!! أطفئوا نيران غزة وحرائق لبنان!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور حزب الله وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله غزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل البيان الختامي للمجلس الوزاري الخليجي حول سوريا ولبنان وغزة
الرؤية- الوكالات
أدان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، الخميس، الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا بما في ذلك احتلال المنطقة العازلة على الحدود السورية، في انتهاك صارخ لسيادة سوريا واتفاق فض الاشتباك المبرم في العام 1974م، مشددا على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي السورية المحتلة.
جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الـ46 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بشأن الأوضاع في سوريا ولبنان الذي عقد في الكويت الخميس.
وأكد المجلس الوزاري أن هضبة الجولان أرض سورية عربية، وأدان قرارات الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتلة في انتهاك جسيم لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ولتمكين سوريا اقتصاديا دعا المجلس الوزاري إلى رفع العقوبات عنها كما دعا كل الشركاء والدول والمنظمات المعنية إلى تقديم كل وسائل الدعم للشعب السوري الشقيق مؤكدا على استمرار دول مجلس التعاون في تقديم المساعدات الإنسانية.
وحث المجلس الوزاري جميع الأطراف ومكونات الشعب السوري على تضافر الجهود، وتغليب المصلحة العليا والتمسك بالوحدة الوطنية وإطلاق حوار وطني شامل لتحقيق تطلعاتهم في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.
وأكد المجلس الوزاري أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية والتصدي للإرهاب والفوضى ومكافحة التطرف والغلو والتحريض واحترام التنوع وعدم الإساءة لمعتقدات الآخرين.
وأعرب المجلس الوزاري عن دعمه لكل الجهود والمساعي العاملة على الوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري في الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة، كما أكد المجلس الوزاري على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة.
ورحب المجلس الوزاري بالخطوات التي تم اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء وتحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها وقرار حل الفصائل المسلحة وحصر حمل السلاح بيد الدولة باعتبار هذه الخطوات ركائز رئيسية للحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا واستعادتها لدورها الإقليمي ومكانتها الدولية.
كما رحب المجلس الوزاري بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء بعثة للأمم المتحدة لمساعدة ورعاية العملية الانتقالية في سوريا مع التأكيد على ضرورة التمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك سيادة الدولة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار وفض النزاعات سلميا حفاظا على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
وأكد المجلس الوزاري على مضامين البيان الصادر عن وزراء خارجية لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا في 14 كانون الأول 2024 في مدينة العقبة بشأن دعم جهود الأمم المتحدة في مساعدة الشعب السوري في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون ورعاية اللاجئين والنازحين والعمل على عودتهم الطوعية والآمنة إلى ديارهم وفقا للمعايير الدولية.
وبشأن لبنان أكد المجلس الوزاري على مواقف مجلس التعاون الثابتة بشأن دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهاب وتهريب المخدرات وكل الأنشطة التي تهدد أمن واستقرار المنطقة مشددا على أهمية دور القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي.
كما أكد المجلس الوزاري ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان مدينا استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي نتج عنها الآلاف من الضحايا المدنيين وتهجيرهم وتدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية والصحية بالإضافة إلى الهجمات التي تعرضت لها قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل".
وشدد المجلس الوزاري على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان خاصة القرار 1701، واتفاق الطائف لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية.
وأكد المجلس الوزاري على دعم جهود المجموعة الخماسية بشأن لبنان التي أكدت على إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لوفاء الحكومة اللبنانية بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، مشيدا بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.
وفيما يتعلق بقطاع غزة أكد المجلس الوزاري وقوف مجلس التعاون الثابت والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة معربا عن تطلع دول المجلس لنجاح جهود الوساطة القطرية المصرية الأميركية للإفراج عن المحتجزين.
وشدد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم وشامل لإطلاق النار وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والإمدادات الطبية لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة.