الكونغرس العالمي للإعلام .. “مختبر الإعلام” يناقش تأثير المنطقة بقطاع الرياضة العالمي
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
بحث المشاركون في جلسة بعنوان “وسائل الإعلام التي تغير قواعد اللعبة: ازدهار الترفيه الرياضي في منطقة الشرق الأوسط وخارجها”، ضمن حوارات “مختبر الإعلام” في اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، تأثير الشرق الأوسط المتنامي ضمن قطاع الرياضة العالمي ودوره في دفع عجلة النمو الاقتصادي في المنطقة.
أدار الجلسة حيان نيوف المستشار الإعلامي والمشرف في “جولين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، بمشاركة روبرت دورنبوس مُقدم برامج تلفزيوني ومحلل رياضي – قناة زيجو سبورت الرياضية الهولندية و محمد عمور، مدير الأخبار مجموعة بي إن للإعلام ولطفي الزعبي، مُقدم برامج ومحلل رياضي في قناة المشهد.
تطرق النقاش إلى الاستثمارات الهائلة في البنية التحتية الرياضية، وأهمية رعاية المواهب المحلية، ودمج القيم الثقافية في الفعاليات الرياضية الدولية.
وبحث المتحدثون تحديات استدامة النمو، والاستفادة من التكنولوجيا للتفاعل مع جماهير جديدة، والحفاظ على الأعراف الثقافية والاجتماعية خلال استضافة الفعاليات العالمية.
وقدّم روبرت دورنبوس رؤى حول الاستثمارات الهائلة للمنطقة في الفعاليات الرياضية العالمية المرموقة، ومنها كأس العالم لكرة القدم وسباقات الجائزة الكبرى للفورمولا 1.
وأكّد أن تلك الفعاليات ترتقي بالحضور العالمي للمنطقة، وتشكّل منصة لدمج التقاليد المحلية مع الرياضات العالمية وقال : “ تدمج حلبة مرسى ياس مثلاً عناصر ثقافية إماراتية في سباقات الجائزة الكبرى للفورمولا 1، وتبرز مزيجاً من الحداثة والتراث”.
وشدّد دورنبوس على أهمية رعاية المواهب المحلية عبر مبادرات تشمل حلبات سباقات الكارتينغ وأجهزة محاكاة السباقات، والتي تتيح فرصاً للمواهب الإقليمية للارتقاء إلى مستويات عالمية وتطرق إلى آفاق الرياضات الإلكترونية وتقنيات المحاكاة بوصفها أدوات للتفاعل مع الجماهير الشابة وتوسيع نطاق توافر رياضات السيارات.
من جانبه تحدث لطفي الزعبي، عن المواءمة الاستراتيجية للرياضة مع أهداف تنويع الاقتصاد في الشرق الأوسط، وألقى الضوء على مساهمة الاستثمارات في البنية التحتية الرياضية، مثل أكاديمية أسباير في قطر، في إعداد رياضيين عالميي المستوى، بالتوازي مع تعزيز سمعة المنطقة حول العالم.
وأشار إلى أن تلك الجهود ليست معزولة، بل تشكّل جزءاً من رؤية أوسع لتعزيز اقتصادات المنطقة وتوليد فرص العمل واستقطاب الجماهير العالمية وأكّد أن نجاح فعاليات كأس العالم في قطر يثبت قدرة المنطقة على استضافة فعاليات دولية واسعة النطاق، مما يؤثر بصورة هائلة على التصورات العالمية.
وركز محمد عمور، على دور الإعلام في إبراز إنجازات الشرق الأوسط الرياضية وتشكيل التصورات العالمية تجاه المنطقة، ونوه إلى تحديات الحفاظ على الهوية الثقافية بالتوازي مع تلبية احتياجات الجمهور العالمي، خصوصاً عبر صناعة وتوزيع المحتوى.
وأشار إلى ارتفاع تكاليف حقوق البث وأهمية التكيف مع سلوكيات الجمهور المتغيرة، ومنها تنامي الميل لنماذج الدفع مقابل المشاهدة والمنصات التفاعلية الرقمية مؤكدا الحاجة إلى استراتيجيات مبتكرة تحافظ على تأثير المنطقة في قطاع الرياضة العالمي.
وشدد المشاركون في الجلسة على أن أهداف المبادرات الرياضية في الشرق الأوسط تتخطى تحقيق الفوائد الاقتصادية، إذ تهدف إلى بناء جسور ثقافية ورعاية مشاركة الشباب وترسيخ مكانة المنطقة مركزا عالميا للرياضة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خالد عكاشة: تهجير الفلسطينيين من غزة خرق للأعراف الدولية وجريمة تطهير عرقي
قال الدكتور خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنّ منطقة الشرق الأوسط تواجه منعطفًا يهدد أمنها واستقرارها، في نقل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى.
وأضاف «عكاشة»، خلال المؤتمر المنعقد برعاية المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، بعنوان "غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، أنّ الحديث بشأن الاستيلاء على القطاع بعد وقف القتال مع إسرائيل التحويله إلى ما أسماه "ريفيا الشرق الأوسط"، وذلك في سابقة تاريخية تخل بالأعراف والقوانين الدولية التي تحظر التهجير القسري وتعتبرة جريمة لتطهير عرقي، وهو ما دفع دول المنطقة والعالم، وعلى رأسها مصر والأردن إلى الرفض العلني للمقترح وفي الوقت نفسه، تأكيد القاهرة على امتلاك الرؤية والإمكانية الإعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه.
وتابع: لقد انطوى تبرير ترامب لتهجير الفلسطينيين على صعوبة إعادة إعمار قطاع غزة، في ظل وجود سكانه، وأنه سيتم نقلهم إلى أماكن أفضل بعد أن تعرض القطاع إلى تدميج بنيته التحتية في حرب إبادة جماعية راح ضحيتها قرابة 50 ألف فلسطيني خلال 15 شهرًا، وبينما لم يكترث ترامب لا يحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ولا بتمسكهم بأرضهم وقضيتهم ومقاومتهم للمحتل الإسرائيلي على مدى عقود ممتدة، فإن التجارب الإقليمية والدولية لإعادة إعمار مناطق الصراعات بعد توقف القتال سواء في أفريقيا أو أوروبا أو آسيا أو الشرق الأوسط تدحض ذلك المبرر الأمريكي من أساسه.
«تشير تلك التجارب بأن عمليات الإعمار المناطق الصراعات جرت دون تهجير السكان».. استكمل «عكاشة» حديثه قائلاً: عادة ما يتم تخصيص أماكن مؤقتة السكان داخل أراضيهم للعيش فيها إلى أن يتم بناء المنازل الجديدة، وإعادة تشغيل وبناء خدمات البنية التحتية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ذاتها شاركت في العديد من عمليات إعادة الإعمار في مناطق الصراعات دون تهجير السكان حتى أن مؤسساتها التنموية والحقوقية دعمت عمليات عودة النازحين إلى مناطقهم، وتوقع سبل الحياة لهم في بعض دول الصراعات والأزمات.
وأشار إلى أنّ الارتباط الوثيق بين إعادة الإعمار وبقاء السكان في مطلق الصراع يحمل فرصا واسعة لتعزيز الأمن والسلام والتنمية، كون أولئك السكان هم بالأساس من يشاركون في إعادة الإعمار بمختلف قطاعاته في سياق الملكية الوطنية، بالتعاون مع الشيكاء الإقليمين والدوليين.
وأردف: بقاء السكان أثناء إعادة الإعمار يمنع مخاطر كبرى قد تنجم عن أي عمليات تحريك ديموغرافي سواء أكان تهجير أو نزوح للسكان في مناطق الصراعات فالمقترح الأمريكي بتهجيم الفلسطينيين قد لا تقتصر - أثاره الخطرة على الأمل القومي للدول المجاورة لقطاع غزة، إنما تتعداه إلى أمن بقية دول المنطقة.
وأوضح: من جهة الداخلية كل مقترح التهجير سابقة قد لفجر الأوضاع الديموغرافية "الهشة" في بعض دول المنطقة، من خلال تحفيز الصراعات لة التي تأخذ طابعا اجتماعيا أو طائفيا أو مناطقية من جهة أخرى، قد يمنح أي تقنين بالقوة المبدأ التهجير ذريعة البعض القوى الإقليمية خاصة إيران وتركيا التي تسعى للتمدد الجيوسياسي في بعض الدول العربية، ما يعني أن الشرق الأوسط الإقليمي الأكثر عنفا بلحل مقترح ترامب الذي التقط أنفاسه مؤخرا يوقف حرب إسرائيل على غزة وما خلفته من تداعيات واسعة، سيكون مرشحا لدورة جديدة من الصراع.
واستكمل: ينذر أيضا المقترح الأمريكي بتهجير سكان غزة بنكية فلسطينية جديدة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء حل الدولتين بل إنه يخفي خلفه أغراضا إمبريالية توسعية للقوى الرأسمالية لصالح إسرائيل، إذا وضعنا بالاعتبار مساعي اليمين الإسرائيلي المتطرف لضم الضفة الغربية وتأييده من قبل ترامب الذي يرى أن حليفته إسرائيل بحاجة لتوسيع مساحة أراضيها كونها صغيرة. يدعم ذلك أن ترامب كان قد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالسيادة الإسرائيلية على الجولان، بل غض الطرف عن التوسع الإسرائيلي مؤخرا في جنوب سوريا إثر سقوط نظام بشار الأسد.يقود هذا النهج التوسعي الإسرائيلي إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة، على عكس ما يعلنه ترامب من رغبته في تهدئتها، وتوسيع مسار السلام الإبراهيمي.
ويعقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة المؤتمر تحت عنوان "غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، حيث تستهدف تفكيك ودخل المقترحات الساعية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليس فقط من خلال إظهار مدى مخالفتها الصارخة للقانون الدولي والإنساني، وإنما أيضا الخبرات والتجارب الإقليمية والدولية في إعمار مناطق الصراعات دون تهجير السكان يطرح المؤتمر أيضا المخاطر المترتبة على التحريك الديموغرافي للسكان على أمن واستقرار الشرق الأوسط سواء على صعيد دواخل الدول أو العلاقات فيما بينها، فضلا عن تأثيراتها على مستقبل الذهبية الفلسطينية، في ظل سياسات تيار اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي بات يرهن وجوده في السلطة باستمرار دائرة الحرب والدمار في المنطقة.