الإفتاء: رعاية الأبناء واجب شرعي ولا يجوز التكاسل في التطعيمات
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن رعاية الأبناء صحيًّا أمرٌ واجبٌ شرعًا على الآباء، أومَن يتولّى مسئولية رعايتهم، فلا يجوز الإهمال أو التهاون فيها بحالٍ من الأحوال، فرعاية الأبناء على الآباء واجبة، وتشمل الرعاية بكل فروعها؛ وأهمها: الرعاية الصحية، حيث إنَّ الطفل يكون غير مدرك لما ينفعه أو يضره، فأوكل الله أمر رعايته وحفظه لأبويه.
وجعل الإسلام حفظ النفس من مقاصده الكلية التي جاءت الشرائع لتحقيقها، كما أنها ارتقت بهذه المقاصد من رتبة الحقوق إلى مقام الواجبات، كما أنها أوجبت على الإنسان اتخاذ الوسائل التي تحافظ على حياته وصحة بدنه وتمنع عنه الأذى والضرر.
يقول الشيخ محمد أبو زهرة في "زهرة التفاسير" (9/ 4945، ط. دار الفكر العربي): [﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [الحج: 5] أي: يخرج كل واحد منكم طفلًا لَا يقوى على الحياة وحده؛ لأنَّه يكون ضعيفًا، كما قال الله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].. والمعنى: يخرجكم طفلًا لتتربَّوا وتكبروا شيئًا شيئًا وتكَلأُون برعاية آبائكم وأمهاتكم] اهـ.
وأضافت الإفتاء أن تطعيم الأبناء ضد الأمراض المستعصية واجبٌ شرعيٌّ على الآباء، أو مَن يتولى رعايتهم، ولا يجوز لهم التفريط فيه؛ لأنَّ فيه إنقاذًا لحياتهم وحماية لصحتهم، وفي تَرْك التطعيم والإعراض عنه والإهمال فيه تعريض للإصابة بأمراض قد تفتك بالبدن، وتضييع لحق من حقوقهم، وهو حمايتهم من التعرض للمخاطر والأمراض؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» رواه الإمام النسائي في "السنن الكبرى".
والتطعيمات التي تُقدِّمها الجهات الرسمية المختصة هي نوعٌ من العلاج الوقائي، وهو مطلوب شرعًا؛ حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْمَوْتَ، وَالْهَرَمَ» رواه الإمام أحمد في "المسند" من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه.
الالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة عن الجهات المسؤولة
تجدر الإشارة إلى أنَّ التزام التعليمات والإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص واجبٌ شرعي؛ وذلك لأنَّهم هم المعنيّون بمعرفة مدى تأثير الأمراض ودرجة خطورتها، ومنوط بهم توجيه الناس نحو التصرف الصحيح والإجراءات الوقائية اللازم اتخاذها من أجل تجنب الإصابة بالمرض، أو من أجل الشفاء منه حال الإصابة به؛ إذ هم أهل التخصص وأهل الذِّكْر في ذلك؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رعاية الأبناء أخذ التطعيمات
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد لرمضان بتغيير نفسك حتى يغير الله حالك؟
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون في الاستعداد لهذا الموسم الروحاني العظيم، إذ يُعد فرصة لتغيير النفس والتقرب إلى الله، وهو ما أكدت عليه دار الإفتاء المصرية وأوضحت كيف تستعد لرمضان بتغيير نفسك حتى يغير الله حالك؟، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية.
وحول كيفية الاستعداد لرمضان قالت دار الإفتاء إن لشهر رمضان خصوصية عن سائر شهور العام، فهو موسم للطاعة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلغنا رمضان؛ وذلك لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان؛ لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية.
رمضان فرصة لتغيير السلوكيات والتوبةوأوضحت أن الرسول كان يستعجل قدوم رمضان ويدعو قائلًا: «اللهم بلغنا رمضان»، وذلك شوقًا للعبادة والطاعة، وهو ما يجب أن يكون حال كل مسلم، حيث ينبغي علينا مراجعة أفعالنا وسلوكياتنا، والتوبة من الذنوب، والسعي نحو الأعمال الحسنة والإيجابية، لأن لهذا أثرًا يمتد إلى من يحيط بنا، فيصبح المجتمع أكثر ترابطًا ورحمة.
رمضان موسم للخير والبركةوأضافت الإفتاء أن الله تعالى خصَّ شهر رمضان بالتكريم والبركة، حيث تتضاعف فيه الحسنات، ويغفر الله الذنوب، وهو فرصة ذهبية يجب اغتنامها بالإخلاص والعبادة، مشيرًا إلى أن الصالحين كانوا يتمنون بلوغ هذا الشهر، ويتهيأون له ظاهرًا وباطنًا، عبر إعداد القلوب والنفوس للطاعة والعمل الصالح.
نصائح دار الإفتاء للاستعداد لرمضانوفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية مقطع فيديو «موشن جرافيك»، قدمت خلاله عدة نصائح للمسلمين للاستعداد لشهر رمضان المبارك، مؤكدة أن المسلم الصادق يسعى للانتفاع بمواسم الخير والرحمة.
وأشارت الدار إلى أن رمضان محطة إيمانية عظيمة، حيث تتنزَّل الرحمات وتُمحى الذنوب، مستشهدة بقول النبي: «إِذا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ وصُفِّدتِ الشياطِينُ».
واختتمت الدار الفيديو بنصيحة قالت فيها: «علينا أن نحسن الاستعداد للقاء هذا الضيف الكريم، فنتجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء متضرعين أن يرزقنا فيه إخلاص العمل من الصيام والقيام والذكر وصلة الرحم، وينفعنا بتلاوة القرآن ويطهر قلوبنا، ويجنبنا المعاصي ما ظهر منها وما بطن».
أدعية استقبال شهر رمضان 2025كما يحرص المؤمنون على ترديد دعاء استقبال رمضان 2025، حيث أوضح الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، في تصريحات سابقة لـ«الوطن» أنه يمكن ترديد:
- اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- اللهم أعنا على الصيام والصلاة وصالح الأعمال، وتقبل منا واجعلنا من أهل الجنة الصائمين التائبين.
- اللهم بلغنا رمضان ونحن بأحسن حال لا فاقدين ولا مفقودين، اللهم بلغنا رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام واجعلنا من عتقائك من النار.
- اللهم إنا نسألك أن تجعل شهر رمضان المعظم شهر تملأ فيه الفرحة قلوبنا وتفرج فيه كروبنا وأن ترزقنا فيه الخير كله.
- اللهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين وقيامي فيه قيام القائمين.
- اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والمسارعة إلى ما تحب وترضى والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع الأسقام اللهم ارزقني صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه.