أكدت إثيوبيا اليوم الثلاثاء التزامها بدعم الحل السلمي للصراع الدائر في السودان "بطريقة تحترم سيادة البلاد وسلامة أراضيها". يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة يقوم بها رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى إريتريا المجاورة "لاستعراض آخر تطورات الأوضاع في السودان والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

فقد أكد وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس -خلال لقائه نظيره السوداني علي يوسف الشريف بأديس أبابا- تضامن بلاده مع السودان، مشيرا إلى أن استضافة إثيوبيا للسودانيين الفارين من الحرب "هو حق واجب باعتبار روابط الجيرة".

ووصل الشريف العاصمة الإثيوبية اليوم في أول زيارة له إلى إثيوبيا منذ تعيينه مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وناقش الجانبان مجموعة من القضايا الثنائية، فضلا عن تطورات الأوضاع في السودان.

واتفق الوزيران على ضرورة إجراء مشاورات سياسية ثنائية منتظمة لتعزيز العلاقات وتعزيز السلام والاستقرار.

كما أكدا أهمية الحوار المباشر، والمشاركة المستمرة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المفاوضات بشأن سد النهضة.

زيارة لإريتريا

من ناحية أخرى، وصل رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، صباح اليوم إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في زيارة عمل هي الثانية له إلى إريتريا منذ اندلاع الحرب بالسودان في أبريل/نيسان 2023.

وكان في استقبال البرهان الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، إلى جانب وفد سوداني ضم وزير الإعلام خالد علي الأعيسر، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

وبحسب وزير الإعلام الإريتري يماني قبري مسقل، سيناقش البرهان مع الرئيس الإريتري "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب استعراض آخر تطورات الأوضاع في السودان والقضايا الإقليمية والجيوسياسية ذات الاهتمام المشترك".

يشار إلى أن الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسببت بمقتل الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب منظمات دولية وأممية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی السودان

إقرأ أيضاً:

مخاوف من انهيار جديد للجنيه السوداني أمام الدولار

وسط مخاوف من استمرار ارتفاع سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية شرع بنك السودان المركزي، مؤخراً، بتغذية البنوك في الولايات الآمنة بالعملة الجديدة فئة 1000 جنيه على أن يتم سحب الفئة القديمة تدريجياً، توقع اقتصاديون انخفاض قيمة العملة السودانية مجدداً لتصل إلى ثلاثة آلاف جنيه في السوق السوداء مقابل الدولار، بعد أن استقرت قيمتها في حدود 2500 جنيه، ما يؤثر سلباً في القدرة الشرائية للمواطنين.
عدم استقرار العملات أدى إلى تفاوت أسعار المنتجات في ولايات السودان، حيث أدت تقلبات الجنيه إلى صعوبة في تحديد أسعار ثابتة للسلع، الأمر الذي تسبّب بفوضى في الأسواق عبر تغيير الأسعار يومياً.
في هذا السياق، قال المواطن عيسى الزين بابكر لـ"العربي الجديد" إن الأوضاع تسير من سيئ لأسوأ حتى في الولايات التي يسيطر عليها الجيش، مرجعاً ذلك إلى انعدام الأعمال لكثير من المواطنين، إذ إن كثيراً من العمال والموظفين أصبحوا عاطلين عن العمل، ويبحثون عن الإغاثات. وأضاف: استغل كثيرون الحرب وأصبحوا يتاجرون في المساعدات الإغاثية، كما ظهرت أرقام فلكية لإيجارات المنازل والمحلات.
أما الموظف أبوبكر السيد فيقول لـ"العربي الجديد" إن رواتب العاملين في الدولة ظلت كما هي رغم استمرار ارتفاع الأسعار وقلة الإنتاج المحلي وفشل الموسم الزراعي وانعدام السيولة فى كثير من المناطق، مشيراً إلى أن رواتب الموظفين في دواوين الحكومة تأتي متأخرة رغم قلتها ولا توجد أي آمال بزيادتها.
وتعيش الأسواق السودانية حالة ركود واسعة بسبب ارتفاع أسعار السلع تماشياً مع انخفاض الجنيه مقابل العملات الأجنبية، واشتكى كثير من تجار الجملة والتجزئة من عدم قدرتهم على مجاراة الأسعار التي لا تستقر على حال، مما اضطر عدداً منهم إلى التوقف عن عمليات البيع وإغلاق محلاتهم.
وأظهرت بيانات رسمية أن التضخم السنوي في السودان ظل فوق المئتين بالمئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ بلغ 211.48%.

ارتفاع التضخم في السودان
وقال الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي في بيان إن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لشهر أكتوبر سجل ارتفاعاً بواقع 4.5% عن سبتمبر/أيلول الماضي، كما أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المناطق الحضرية بلغ 175.17% فيما بلغ 236.49% في المناطق الريفية.
التنافس الذي يشهده السوقان الموازي والرسمي على شراء النقد الأجنبي انعكس بصورة مباشرة على الأسواق في ظل الفروق بسعر الصرف، إذ لم يتجاوز سعر الدولار في البنوك 2000 جنيه، بينما وصل في الموازي إلى 2450 جنيهاً، الأمر الذي زاد من الضغوط الاقتصادية على المستهلكين.
ويؤكد الاقتصادي السوداني سليم إسماعيل لـ"العربي الجديد" أن نقص التحويلات الخارجية وتراجع الصادرات ساهم في تعقيد أوضاع البنوك، ما زاد الإقبال على شراء العملات من السوق الموازية، إضافة إلى أن طباعة العملة المحلية دون تغطية من النقد الأجنبي تفتح الباب أمام ازدياد الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي.

وتوقع الاقتصادي السوداني بابكر محمد إسحق خلال حديثه لـ"العربي الجديد" ارتفاعات جديدة للعملات الأجنبية إلا أنه قال: "سيكون مرحلاً ربما لشهور قادمة بعد اكتمال تغيير العملة في البنوك المحلية، ومتزامناً مع انخفاض إيرادات النقد الأجنبي".
وأضاف: "كل من يقوم باستبدال العملة يسأله البنك عن مصدر أمواله، وإن لم يتمكن من إثبات مصدرها الشرعي، سيكون مصيرها المصادرة". وقال إن الأموال خارج النظام المصرفي تتسبب في ارتفاع أسعار الذهب والدولار على نحو جنوني.
الخبير الاقتصادي كمال كرار، قال إن واقع الحرب يؤدي إلى تدهور سعر العملة المحلية، فقد كان اقتصاد السودان قبل الحرب على وشك الانهيار، وبعد الحرب وصل إلى الانهيار التام، مضيفاً: من الطبيعي أن يتهاوى الجنيه أمام العملات الأجنبية نتيجة للدمار الكبير الذي طاول مختلف قطاعات الاقتصاد.

العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • مباحثات سودانية إريترية بالعاصمة أسمرا
  • الرجل الاسكندنافي يذكّر البرهان وأنصار الحرب بمعاناة السودانيين !!
  • تداعيات الفيتو الروسي وأسبابه
  • البرهان يعلق على أنباء التسوية مع الدعم السريع
  • كيف كافحت لاجئة سودانية على أمل انتهاء الحرب في بلادها وعودة السلام ؟
  • كيف كافحت لاجئة سودانية على أمل انتهاء الحرب في بلادها وعودة السلام؟
  • مخاوف من انهيار جديد للجنيه السوداني أمام الدولار
  • كازاخستان تؤكد التزامها بالوصول الى الحياد الكربوني بحلول 2060
  • عضو بـ«النواب»: مراجعة قوائم الإرهاب تؤكد التزام الدولة بسيادة القانون