قالت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، إنّ تكليفها بعضوية الهيئة برئاسة عبدالصادق الشوربجى، يُمثل ثقة ومسئولية كبيرة، خاصة أنه تكليف حساس فى وقت تواجه فيه الصحف القومية تحديات كبيرة، كما أنه تكليف يدور حول خدمة الصحفيين والارتقاء بالمهنة وأبنائها.. وإلى نص الحوار:

كُلفتِ بالعضوية فى الهيئة الوطنية للصحافة.

. كيف تنظرين إلى هذا التكليف؟

- الحقيقة، هذا التكليف يعكس ثقة كبيرة جداً لم أكن أتوقعها، كما أنه تكليف حسّاس ومحبّب إلى قلبى لأنه يدور حول خدمة الصحفيين والارتقاء بالمهنة وأبنائها، وبالنسبة لى أن أُكلف بمهمة تصب فى مصلحة الصحافة الوطنية والصحفيين هو شرف عظيم ومسئولية أحببتها منذ اللحظة الأولى، خاصة فى وقت تعيش فيه الصحافة المطبوعة أزمة تؤثر على العالم أجمع وليس مصر فقط، مع غزو المواقع الإلكترونية الذى أثر على الصحافة المطبوعة، لكن مصر ليست استثناءً.

ما الملفات التى تخططين للتركيز عليها خلال الفترة المقبلة؟

- هناك الكثير من الملفات المهمة التى أطمح إلى العمل عليها، لكن يظل أهمها ملف شباب الصحفيين، لأننا نراهن على المستقبل، وبالتالى علينا أن نبنى جيلاً من الصحفيين يمتلك القوة الفكرية والثقافية والوعى اللازم لمواجهة التحديات، ونحن أمام الكثير من التحديات فى هذا السياق، من بينها تأخر التعيينات داخل بعض المؤسسات القومية، حيث يتدرّب الكثير من الشباب لفترات طويلة دون أن يتم تعيينهم، ثانيها نقص التأهيل، إذ يفتقر بعض الشباب إلى مهارات أساسية، مثل إجادة اللغات الأجنبية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، ولكن قد تكون لديهم الموهبة، وهنا يأتى دورنا فى العمل على سد هذه الفجوات، سواء بتوفير دورات تدريبية متخصّصة أو وضع برامج تطوير مستدامة تواكب احتياجات سوق العمل الصحفى، ومن المهم أن نمنح الشباب الصوت اللازم للتعبير عن قضاياهم وأفكارهم بشكل ناضج وبنّاء، وبالتالى رفع مستوى الصحافة بشكل عام.

ما دور الصحافة الوطنية فى التصدى لتأثير شائعات الإخوان على الشباب؟

- المشكلة مع الشباب أنهم يقضون معظم أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، وهم فى كثير من الأحيان يفتقرون إلى الوعى الكافى الذى يمتلكه الكبار بحكم التجربة والخبرة، والشائعات تجد طريقها بسهولة إلى عقولهم، لأنهم يتلقون المعلومات دون تحقّق، وهذا ما يجعل الأمر مرعباً حقاً، لذلك لا بد أن توجد الصحافة الوطنية بقوة على السوشيال ميديا.

كيف ترين المرحلة المقبلة بالنسبة للصحافة؟ وما رؤيتك لمستقبلها؟

- فى الحقيقة، أنا متفائلة جداً بمستقبل الصحافة، رغم كل التحديات التى تواجهها، وكونى قد عاصرت أجيالاً مختلفة من الصحفيين الشباب، أرى أن هناك طاقة إنسانية كبيرة وشغفاً بالمهنة لا يزال مستمراً، لقد رأيت شباباً بدأوا العمل فى العشرين من عمرهم، والآن يتحمّلون مسئوليات كبيرة ويؤدون مهامهم بنجاح رغم الأزمات التى تحيط بالصحافة عالمياً، مثل ارتفاع تكلفة الأحبار والورق والاكتساح الإلكترونى الذى أثر على التوزيع. وأعتقد أن الصحافة ستستمر، لأنها تُمثل حلم الحرية الذى يجذب الأجيال الجديدة، كما كان يجذب جيلى والأجيال التى سبقتنى، لذا أرى أن هناك أملاً كبيراً فى المرحلة المقبلة، وأثق بأن الصحافة ستجد طريقها للاستمرار والتجدد.

ما رسالتك للصحفيين الشباب، خاصة فى ظل محاولات التشويه؟

- رسالتى لهم أن يتحلوا بالشغف والالتزام، لأن الصحافة ليست مجرد مهنة، إنها رسالة، لذلك عليهم أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة، لأنه لا يمكننا بناء مستقبل قوى دون جيل من الصحفيين الواعين والمثقفين القادرين على مواجهة التحديات بقوة وثبات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهيئة الوطنية للإعلام هيئات الإعلام الصحافة الوطنية للصحافة الأعلى للإعلام

إقرأ أيضاً:

قضية هبة أبو طه: الصحافة في مواجهة القوانين والحرية المسلوبة

قضية #هبة_أبو_طه: الصحافة في مواجهة #القوانين و #الحرية_المسلوبة

كتبت .. #علياء الكايد

في قلب أي دولة تدعي التزامها بمبادئ الديمقراطية، تقف الصحافة كأداة حيوية لبناء الوعي الوطني وتعزيز الحوار العام. الصحافة ليست مجرد ناقل للأخبار، بل هي مرآة تعكس تحديات المجتمع وتقف في وجه السياسات والتوجهات الرسمية، لتتيح المجال للنقد والاقتراحات البديلة. من خلال ممارسة هذا الدور، تسهم الصحافة الحرة في ضمان شفافية الحكم، وهي بذلك تصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام الديمقراطي الذي يسعى لإصلاح نفسه والتجاوب مع متغيرات العصر. ولكن، كما هو الحال في الأردن، يواجه الصحفيون تحديات كبيرة عندما تتعارض هذه الحرية مع قوانين قد تُستخدم للحد من هذه الحريات.

قضية هبة أبو طه: بين التهمة والحرية

مقالات ذات صلة جريمة قتل في الرمثا / تفاصيل 2025/01/26

من أبرز هذه القضايا تأتي قضية الصحفية هبة أبو طه، التي أصبحت تمثل نقطة انعطاف في النقاش حول حرية الصحافة في الأردن. القضية ليست مجرد محاكمة صحفية فردية، بل هي جزء من المسار الطويل الذي تمر به الصحافة في البلاد. ما يثير القلق في هذه القضية هو كيفية استخدام بعض القوانين التي تهدف إلى حماية المجتمع من المخاطر، في تقييد الصحافة الحرة، حيث تواجه الصحفية تهما تتعلق بنشر رأي نقدي، مما يثير تساؤلات حول تأثير تلك القوانين على الحقوق الأساسية التي يكفلها الدستور الأردني.

المادة 11 من قانون الجرائم الإلكترونية: تأثيرها على الصحافة الحرة

إحدى أبرز المواد القانونية المثيرة للجدل في هذا السياق هي المادة 11 من قانون الجرائم الإلكترونية. هذه المادة التي وُضعت أساسًا لحماية الأمن الوطني من تهديدات الإنترنت، تم استخدامها في حالات كثيرة بشكل قد يوسع تفسيرها ليشمل التعبير عن آراء نقدية أو حتى انتقاد بسيط لأداء المؤسسات الحكومية. وهنا يطرح السؤال: هل يمكن أن يتحول التعبير عن الرأي بحرية إلى جريمة تُعاقب عليها القوانين؟ وهل أصبحت الصحافة الحرة في خطر بسبب تطبيقات القوانين التي تهدد استقلاليتها؟

الصحافة وحماية الدستور: ضرورة الحفاظ على الحق في التعبير

من خلال المادة 15 من الدستور الأردني، تُضمن حرية التعبير بشكل صريح، ولكن هناك فارق كبير بين النصوص الدستورية والتطبيق الفعلي لهذه الحقوق على أرض الواقع. فما دام الصحفيون لا يمارسون سوى دورهم في نشر الحقيقة، لا ينبغي أن يتحولوا إلى متهمين بسبب آرائهم أو نقدهم. فإذا كان الهدف من هذه القوانين حماية المجتمع من تهديدات حقيقية، يجب ألا تُستخدم أداةً للحد من حرية الصحافة أو لتوجيه اتهامات ضد الصحفيين لمجرد أنهم أدوا واجبهم المهني في كشف الحقائق.

الإفراج عن هبة أبو طه: خطوة نحو حماية حرية الصحافة

إن قضية هبة أبو طه تعد بمثابة اختبار حقيقي لمدى التزام الأردن بحماية حرية الصحافة. الدفاع عنها لا يعني تبني أفكارها الشخصية أو مواقفها السياسية، بل هو دفاع عن المبدأ الأسمى في أي نظام ديمقراطي: الحق في التعبير وحرية الصحافة. الصحفي ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل هو جزء من آلية المراقبة والمساءلة التي لا غنى عنها في أي مجتمع يسعى للإصلاح.

إن الإفراج عن هبة أبو طه يعد خطوة نحو ضمان أن الصحفيين في الأردن يمكنهم أداء مهامهم بحرية ومسؤولية، دون الخوف من الملاحقات القانونية التي قد تستخدم لإسكاته أو ردعه عن أداء واجبه المهني. إذا كان الأردن يرغب في تعزيز مكانته الديمقراطية، فإنه يجب أن يثبت للعالم أن الصحافة الحرة لا تمثل تهديدًا، بل هي وسيلة لحماية الإصلاح والمصلحة العامة.

فتح ملفات الفساد: الصحافة كأداة للتغيير

الأمر لا يقتصر على قضية هبة أبو طه، بل يمتد ليشمل ملفات أخرى تتعلق بالفساد أو التجاوزات التي قد تحدث في أي قطاع حكومي أو مؤسسي. فالصوت الصحفي الذي يسلط الضوء على هذه الملفات يُعتبر جزءًا من المساءلة المجتمعية. لكن، في حال كانت القوانين مثل المادة 11 من قانون الجرائم الإلكترونية تستهدف الصحفيين لمجرد فتح هذه الملفات أو تسليط الضوء على التجاوزات، يصبح السؤال المشروع: كيف يمكن محاربة الفساد إذا كانت القوانين تُستخدم لتهديد الصحفيين والمواطنين الذين يرفعون الصوت؟

إذا كانت هناك عقوبات في قانون الجرائم الإلكترونية تعاقب على أي ممارسة صحفية تنتقد أداء المؤسسات الحكومية أو تفتح أبوابًا للحديث عن الفساد، فإن هذه العقوبات تصبح عائقًا أمام الكشف عن الحقائق وتعرية التجاوزات التي قد تمس مصلحة الوطن. فالتأثير على الصحافة بهذه الطريقة قد يُعتبر بمثابة حماية للفساد وليس حماية للمجتمع. الصحافة، بوصفها السلطة الرابعة، يجب أن تكون جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة.

خاتمة: حماية الصحفيين ضمان لمستقبل الديمقراطية

إطلاق سراح هبة أبو طه هو خطوة ضرورية نحو حماية الصحافة الحرة في الأردن. الصحفيون هم العين الساهرة على الحقائق، وبدون حريتهم في التعبير، ستظل الأبواب مغلقة أمام الإصلاحات الحقيقية. إن الإفراج عنها ليس فقط إنصافًا لها، بل هو إنصاف لكل صحفي يسعى وراء الحقيقة، وهو تأكيد على أن الصحافة الحرة هي جزء من بناء مجتمع ديمقراطي متطور. حماية الصحفيين هي حماية للمستقبل السياسي والإداري للدولة، وهي خطوة أساسية نحو تحقيق الشفافية والمساءلة في الحكومة والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • "الشباب والعمل العام" ندوة للتنسيقية بمعرض الكتاب
  • مشاركون بـ«ندوة التنسيقية»: الدولة قدمت برامج غير مسبوقة لتأهيل الشباب
  • "الشباب والعمل العام" محور ندوة تنسيقية شباب الأحزاب بمعرض الكتاب
  • إيمان ريان: البرنامج الرئاسي له الفضل في تعزيز مشاركة الشباب
  • الإمارات ومصر تبحثان آفاق التعاون المعرفي لدعم الشباب
  • استعراض دور "منظومة بناء القدرات وإدارة المواهب" في تطوير الكفاءات الوطنية
  • مواجهة التحديات العمالية.. ملفات مطروحة بالمؤتمر الدولي ‏لسوق ‏العمل بالرياض بمشاركة مصرية
  • «العمل» تنفذ مشروع المنظومة الوطنية لبناء القدرات والمواهب بمسندم
  • أعضاء بـ«النواب والشيوخ»: التشغيل الذكي لخدمات الركاب والشحن بالمطارات أولوية
  • قضية هبة أبو طه: الصحافة في مواجهة القوانين والحرية المسلوبة