خلال الساعات القليلة الماضية تناولت العديد من وسائل الإعلام المختلفة عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، حيث أفادت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بإمكانية الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان خلال الساعات القليلة المقبلة.

وأكدت قناة "كان" العبرية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان رسميًا عن الاتفاق يوم الثلاثاء المقبل.

إسرائيل تتعهد بالتحرك ضد التهديدات المباشرة
 

صرح مسؤول إسرائيلي كبير لقناة "12" العبرية أن الاتفاق يتضمن التزامات أمريكية واضحة لدعم إسرائيل في مواجهة أي تهديدات مباشرة في لبنان. كما ستشارك فرنسا بدور متميز ضمن آلية المراقبة الدولية التي ستشرف على تنفيذ الاتفاق.

وأضاف المسؤول أن الاتفاق ينص على إبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني ومنع إعادة تسليحه.

آلية المراقبة الدولية


كشف نائب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن لجنة دولية من خمس دول ستتولى مراقبة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما يتماشى مع القرار الأممي رقم 1701.

أبعاد إقليمية ودولية


في السياق ذاته، رحب نائب المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط بجهود وقف إطلاق النار، داعيًا إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701.


كما أشار إلى خطورة التصعيد العسكري الأخير في شمال غزة، وتصاعد التوترات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

تصديق الكابينيت الإسرائيلي على الاتفاق

ذكرت منصة "أكسيوس" أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) سيعقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل للمصادقة على الاتفاق.

التحديات أمام التنفيذ

يأتي الاتفاق وسط مخاوف من عودة التصعيد، خاصة أن الوضع الميداني شهد في الأسابيع الأخيرة اشتباكات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان.

من جانبه قال  الدكتور عمرو حسين، المتخصص في الشؤون الدولية، إن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحزب الله، بوساطة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، تواجه عقبات كبيرة تهدد نجاحها مشيرًا إلى أن أبرز هذه العقبات هي مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنح إسرائيل حق استخدام القوة العسكرية في حال اختراق حزب الله للقرار الدولي 1701، الذي ينص على انسحاب القوات العسكرية خلف نهر الليطاني، وهو مطلب قوبل برفض قاطع من حزب الله ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي اعتبره انتهاكًا واضحًا للسيادة اللبنانية.

أضاف حسين في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن إسرائيل تستمر في استهداف قيادات حزب الله كجزء من استراتيجيتها العسكرية، حيث كان آخر تلك العمليات هو اغتيال محمد عفيف، المتحدث الإعلامي باسم الحزب.

أكمل حديثه قائلا:" أن التوسع الإسرائيلي في العمليات البرية داخل جنوب لبنان يثير الشكوك حول النوايا الإسرائيلية الحقيقية، خاصة أن هذه التحركات تشير إلى رغبة في إطالة أمد الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية وسياسية".

أشار حسين إلى أن نتنياهو يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية من إطالة أمد الحرب وهم:"إقامة منطقة عازلة داخل جنوب لبنان لتأمين الحدود الإسرائيلية ومنع أي تهديدات مستقبلية من حزب الله و تعزيز موقفه السياسي والبقاء في السلطة في ظل الضغوط الداخلية والتحقيقات التي تطال أعضاء مكتبه وتحقيق نصر سياسي وعسكري واضح عبر استمرار العمليات العسكرية وضمان عدم عودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة إلا بشروط تلبي مصالح إسرائيل".

أكد المتخصص في الشؤون الدولية، أن استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية واغتيال قيادات حزب يعني تعقيد الموقف أكثر.

 

من جانب آخر يري  الدكتور هاني سليمان، المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن إيران تسعى جاهدة لإفشال أي اتفاق بين إسرائيل وحزب الله، موضحًا أن هذا الموقف ينبع من عدة أسباب استراتيجية تخدم مصالحها في المنطقة.

أضاف سليمان في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن هناك أربع أسباب تجعل إيران تسعى إلى إفشال الاتفاق وهم: السبب الأول يتمثل في أن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين قد يؤدي إلى تقارب حزب الله مع الدولة اللبنانية على حساب ولائه لإيران، مما يهدد النفوذ الإيراني في المنطقة.

أكمل، أما السبب الثاني، فيكمن في أن الاتفاق يمكن أن يسهم في إعادة حزب الله إلى الحضانة العربية من جديد، وهو ما يضعف السيطرة الإيرانية على الحزب.

أشار إلى أن السبب الثالث يرتبط بـ "تصفير الجبهات"، حيث إن التوصل إلى اتفاق سيتيح لإسرائيل توجيه ضغوطها بشكل مباشر نحو إيران بدلًا من مواجهة حزب الله، مما يزيد من التحديات التي تواجهها طهران.

واختتم المتخصص في الشؤون الإيرانية، حديثه بالتأكيد على أن السبب الرابع يتمثل في أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون بمثابة انتصار لإسرائيل إذا لم يُراعِ الشروط الإيرانية، حيث تسعى طهران إلى فرض شروطها لضمان الحفاظ على مكاسبها الإقليمية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل حزب الله اسرائيل اسرائيل لبنان ايران

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية إسرائيل: الوقت ينفد وإيران تمتلك ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين

لوّحت إسرائيل بإمكانية اللجوء إلى الخيارات العسكرية لردع إيران عن تصنيع أسلحة نووية، وذلك في تصريحات أدلى بها وزير خارجيتها، جدعون ساعر، لموقع "بوليتكو". وأكد ساعر أن الوقت بدأ ينفد لأن طهران قد خصّبت ما يكفي من اليورانيوم لصنع "قنبلتين".

اعلان

وأشار ساعر إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "تتلاعب بأساليب مختلفة" لتطوير موادها النووية المخصبة وتحويلها إلى سلاح، مشددًا على أن هذا النهج قد يؤدي إلى "زعزعة استقرار الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.

وشدد على أن بلاده "لا تملك الكثير من الوقت" لكنها تواصل المسار الدبلوماسي لردع إيران عن تطوير برنامجها النووي، رغم اعترافه بضعف فرص نجاح هذه الجهود. كما حذَّر من أن فشلها في كبح طهران قد يشكل "كارثة على أمن تل أبيب".

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يتحدث في ياد فاشيم، مركز تذكير الهولوكوست العالمي، في القدس، إسرائيل، يوم الأحد 16 فبراير 2025. Evelyn Hockstein, Pool Photo via AP

وعند سؤاله عن احتمال توجيه تل أبيب ضربة عسكرية مباشرة لطهران خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شدد ساعر على ضرورة وجود خيار عسكري موثوق على الطاولة" لمنع إيران من تحويل برنامجها النووي إلى سلاح. وحذر من أن غياب هذا الخيار قد يؤدي إلى "سباق نووي في الشرق الأوسط، يشمل مصر والسعودية وتركيا".

Relatedترامب يتوقع إبرام صفقة مع إيران "الخائفة" بعد تراجع قدرتها الدفاعية الرئيس الإيراني: طهران لا تسعى للحصول على سلاح نووي و"يمكن التحقق من ذلك بسهولة"عراقجي يلتقي لافروف ويؤكد: "إيران لن تتفاوض تحت الضغط والعقوبات"

تأتي تصريحات ساعر لـ"بوليتكو" في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "إنهاء المهمة" في تعطيل طموحات إيران النووية بمساعدة ترامب.

في هذا السياق، لفت ساعر إلى أن تهديد إيران أصبح أكثر إلحاحًا، مشيرًا إلى أن الدولة الفارسية تهرّب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر الحدود مع الأردن.

وقال: "نحن الآن نواجه محاولة ضخمة من إيران عبر ضخ الأموال والأسلحة التي تصل إلى ما تسمونه الضفة الغربية"، مضيفًا أن الهدف كان "إشعال هذه الأراضي".

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ونظيره الروسي سيرغي لافروف يصافحان بعضهما في ختام مؤتمرهما الصحفي المشترك، في طهران، إيران، يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025. AP

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد أجرى محادثات مكثفة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، يوم الثلاثاء، تطرقا خلالها إلى العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، وذلك بعد وصول كبير الدبلوماسيين الروس إلى إيران في زيارة قصيرة لفتت الأنظار.

وعقب الاجتماع، عقد الوزيران مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، قال عراقجي فيه إن إيران لن "تخضع للضغط والعقوبات التي فرضتها واشنطن"، وأكد موقف بلاده الثابت بشأن المحادثات النووية، مشيرًا إلى أن طهران "لن تتفاوض تحت العقوبات".

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأضاف أنه "من السهل التحقق من ذلك".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يشدد قيود الرقائق على الصين.. هل نشهد فصلاً جديدًا في الحرب التقنية بين العملاقين؟ أبعاد زيارة لافروف إلى طهران نتنياهو يحذر دمشق: على الإدارة الجديدة سحب قواتها من جنوب سوريا ولن نتسامح مع تهديد الطائفة الدرزية إيرانإسرائيلالضفة الغربيةبنيامين نتنياهوالبرنامج الايراني النووياعلاناخترنا لكيعرض الآنNext أوكرانيا تكثف هجماتها وروسيا تعلن إسقاط 128 مسيرة يعرض الآنNextعاجل. ارتفاع ضحايا تحطم طائرة النقل العسكرية في السودان إلى46 قتيلًا على الأقل يعرض الآنNext ترامب يشدد قيود الرقائق على الصين.. هل نشهد فصلاً جديدًا في الحرب التقنية بين العملاقين؟ يعرض الآنNext أبعاد زيارة لافروف إلى طهران يعرض الآنNext "سفك الدماء أصبح أمرًا شائعًا" كيم جونغ أون يدعو لإنشاء جيش قوي و"معاصر" لمواجهة أي حرب اعلانالاكثر قراءة "أدركت أنني في ورطة" جندي إسرائيلي يكتب مذكراته عن استهداف حزب الله لقاعدة عسكرية في 8 أكتوبر الشرع: سوريا غير قابلة للتقسيم وليست حقلاً للتجارب أي دول في الاتحاد الأوروبي نجحت في خفض الانبعاثات مع الحفاظ على النمو؟ اكتشف القائمة المغرب يعلن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بداعش في الساحل ويمنع هجمات وشيكة إسرائيل تشن غارات على أهداف قرب دمشق وتتوغل بين درعا والقنيطرة جنوب سوريا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلالحرب في أوكرانيا روسياغزةفرنساالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةحركة مقاطعة إسرائيلشرطةضحاياالمملكة المتحدةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • "حماس" تؤكد التزامها بتنفيذ بنود اتفاق وقف النار بجميع مراحله وتطالب بالضغط على إسرائيل
  • إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة وفق هذه الآلية
  • المرحلة الأولى من اتفاق غزة.. إسرائيل تريد التمديد وحماس ترفض
  • وصول وفدين من إسرائيل وقطر للقاهرة لاستكمال مفاوضات اتفاق غزة
  • وفدان من إسرائيل وقطر يصلان القاهرة لاستكمال المفاوضات بشأن غزة
  • حماس: إطلاق سراح 600 فلسطيني ضمن اتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل
  • حماس: التفاوض "الخيار الوحيد" أمام إسرائيل
  • حماس تحذر إسرائيل: أي محاولة لعرقلة اتفاق غزة ستزيد من معاناة الأسرى
  • إتفاق بين إسرائيل وحماس لتبادل الجثث والأسرى
  • وزير خارجية إسرائيل: الوقت ينفد وإيران تمتلك ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين