جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-28@14:06:56 GMT

"سراج" ووقف التعليم

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

'سراج' ووقف التعليم

 

جاسم بني عرابة

 

اهتم العُمانيون منذ القدم بالوقف، ومارسوه بشكل مُستمر في جميع مناحي حياتهم؛ إذ يذكر الدكتور خالد الرحبي في كتابه "الوقف في نزوى وأثره في الحياة الثقافية والاجتماعية" أن لم تخلُ منطقة واحدة في عُمان -على اختلاف الحدود التاريخية لها- من أوقاف في أحد الجوانب المتعلقة به؛ سواءً الاجتماعية أو الثقافية أو الصحية أو الاقتصادية أو الأمنية وغيرها".

ومن أهم أوجه الأوقاف في التاريخ العُماني، هو الوقف التعليمي الذي يُمكن إيجاد الأمثلة عليه منثورة في الكتب، فقد أوقف الشيخ خميس بن سعيد الشقصي مكتبته، وأوقف كثير من أغنياء الرستاق أموالًا وبيوتًا لكتب الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي وحفظها وإصلاحها، ووقف مكتبة بني عوف في بهلاء، ثم تتزايد الأمثلة في المكتبات الموقوفة مثل مكتبة بدية العامة، ومكتبة وقف الحمراء، ومكتبة الشيخ نور الدين السالمي، ومكتبة بني سيف، ومكتبة حمد بن ناصر الريامي.

ومن الأمثلة أيضًا على الوقف التعليمي: وقف الكُتب، فقد أجاب الإمام مُحمد بن عبد الله الخليلي عن مسألة ما يُفعل بالكتب المنضدة في الصناديق ما يُفعل بها؟ فكان من جوابه أن "الوقف فيما يصلح له، ولا نرى صلاحاً في ترك الكتب منضدة لتأكلها الأرضة، والأحسن أن يقرأ الرجل فيها، وإن أراد غيره أن يقرأ فليردها إليه"، وقد اهتم العلماء بوقف الكتاب اهتماماً كبيراً كان من ضمنهم عبد الله بن محمد بن بركة، وخميس بن سعيد الشقصي، وسالم بن عبد الله البوسعيدي، وعبد الله بن خلفان الخليلي، وخلف بن سنان الغافري الذي قال:

لنا كتب في كل فنٍّ كأنها/ جنان بها من كل ما تشتهي النفس

ثلاث مئينِ ثم سبعون عدها/ وتسعة آلاف لها ثمن بخس

هي الكنز لا الإنفاق منها بناقص/ هي الفخر لا العيش المدغفل واللبس

وهيهات بعدي أن تباع وتشترى/ كما يشترى من ربه العير والعنس

ولكنها وقفٌ على كل مسلم/ فلا غافر فيها يخص ولا عبسُ

كما اهتم بها الأئمة والسلاطين، فقد أوقف بلعرب بن سلطان مدرسة حصن جبرين، وأوقف سيف بن سلطان الأول تسعة وثلاثين أثراً من ماء الفلج لطلب العلم، وأوقف السلطان برغش بن سعيد جميع مطبوعات المطبعة السلطانية في زنجبار، وكلما تقدم الزمان زادت الأوقاف التعليمية أكثر وزاد تنظيمها.

ومن أوجه المأسسة للوقف التعليمي في سلطنة عُمان نجد المؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج"، وتخصيص بعض الأسهم للمؤسسة الوقفية لدعم التعليم "سراج". وتعمل المؤسسة على رفد مؤسسات التعليم العالي الخاصة والحكومية بالموارد اللازمة لتنمية الطلاب المُعسرين والمحتاجين؛ حيث عملت المؤسسة على القيام بالعديد من المبادرات من ضمنها مبادرة كفالة طالب جامعي، والتي من خلالها يتم إعطاء علاوة شهرية للطلاب المعسرين لتغطية احتياجاتهم الأساسية (مثل المأكل والمشرب والسكن والنقل وغيرها) طول فترة دراستهم. إلى جانب تفعيل بطاقة "مزايا سراج" بالتعاون مع شركة "ثواني"، والتي تمنح الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي الخاصة خصمًا يصل إلى 60% في مختلف الاحتياجات.

وتهدف المؤسسة إلى الاستدامة في أعمالها الوقفية؛ إذ تعمل على استثمار الأموال التي لديها من أجل الوصول إلى حالة من الاستقرار في المبادرات والمشاريع التي تعمل عليها.

وأخيرًا.. يمكن القول إن الوقف مُتجذّرٌ في التاريخ العُماني، على مر العصور، ويؤكد رغبة الإنسان العُماني في أن تظل أعمال الخير متواصلة ومُستدامة، بما يضمن استفادة أكبر عدد من الأفراد منه، وكذلك حصاد الثواب لصاحب الوقف.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

افتتاح 4 مساجد بمراكز كفر الشيخ

أعلن محافظ كفرالشيخ اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، اليوم الجمعة، افتتاح مسجد الحلمية بالحامول، ومسجد عبده بقرية المتيني بكفرالشيخ، والمسجد الغربي بقرية الخادمية بكفرالشيخ، ومسجد جابر البحري الجديد بقرية كوم الدهب بسيدي سالم، وذلك بحضور الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بكفرالشيخ، والدكتور عبدالقادر سليم، مدير عام الدعوة، والشيخ ياسر الغول، مدير شئون الإدارات، وعدد من نواب مجلسي النواب والشيوخ، وعلماء الأوقاف والأزهر الشريف، ورواد هذه المساجد، مقدمًا خالص الشكر لأبناء المحافظة لمشاركتهم المجتمعية فى بناء بيوت الله.
وذلك امتدادًا لسلسلة من الافتتاحات التي تواكب الجمهورية الجديدة، تحت شعار "خدمة بيوت الله شرف"، وفي إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالمساجد مبنى ومعنى، والحرص المستمر على عمارة بيوت الله وتشيدها، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتعميق الحس الايماني لدى المواطنين.
وأدى خطبة الجمعة اليوم الدكتور عبدالقادر سليم مدير عام الدعوة، بمسجد عبده بقرية المتيني بصندلا والتابع لإدارة أوقاف كفرالشيخ غرب، تحت عنوان "المخدرات ضياع للإنسان"،  بهدف توعية جمهور المسجد بمخاطر الإدمان والمخدرات.
وأكد الشيخ معين رمضان يونس وكيل وزارة الأوقاف بكفرالشيخ، أن جميع المساجد قد التزمت بالوقت المحدد والخطبة الموحدة على مستوى المحافظة، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وأهلها وأن يجعلها فى أمانه وضمانه واحة للأمن والأمان والاستقرار، وأن تظل مصر قبلة المساجد والمآذن، وأن يحفظ الله الوطن قيادةً وشعبًا.
 

مقالات مشابهة

  • مشاركة متميزة لـ «مؤسسة زايد العليا» في مهرجان الشيخ زايد
  • افتتاح 4 مساجد بمراكز كفر الشيخ
  • مصر والنرويج يتفقان على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بغزة
  • مشاركة متميزة لـ ” زايد العليا” في مهرجان الشيخ زايد
  • الشيخ كمال الخطيب .. الشام الحنونة لا تخافوا عليها
  • سراج: ٢٠ يناير القادم انطلاق معرض “صُنع في سوهاج”
  • "آل الشيخ": حادث الدهس في ألمانيا أمر مقزز ولا ينم عن دين أو عقل
  • مع اقتراب 2025.. أمنيات السلام ووقف الحرب في السودان تراود المبدعين والرياضيين 
  • نتنياهو ووقف إطلاق النار
  • رام الله: "رجب" يوجه تنويها للمواطنين بشأن تهديدات تصلهم