طرابلس "أ.ف.ب ": تسببت الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين نافذتين في ضواحي العاصمة الليبية، منذ اندلعت مساء الاثنين الى سقوط ما لا يقلّ عن 27 قتيلا وأكثر من 100 جريح.

وأفاد مركز طب الطوارئ الذي يدير الإغاثة في غرب البلاد عن تسجيل 27 قتيلاً و110 جرحى في اشتباكات بين "اللواء 444" و"قوة الردع"، وهما محسوبان على "حكومة الوحدة الوطنية" التي تتخذ من طرابلس مقرّا.

وبحسب المركز، تم إنقاذ 234 عائلة وإخراجها من مناطق القتال جنوب العاصمة، بالإضافة إلى عشرات الأطباء والممرضات الأجانب الذين تقطعت بهم السبل.

في هذه الاثناء، دعت بيانات صادرة عن سفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي الى وقف الأعمال العدائية.

عملت ثلاثة مستشفيات ميدانية وحوالى 60 سيارة إسعاف بأقصى طاقتها على مساعدة الجرحى وإجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمانا.

بدأت المعارك بعد قيام قوة الردع باعتقال قائد "اللواء 444" العقيد محمود حمزة الاثنين، ولم ترد أي معلومات رسمية عن أسباب اعتقاله.

وأعلن "المجلس الاجتماعي" المكوّن من وجهاء وشخصيات قبلية واجتماعية نافذة في بلدية سوق الجمعة جنوب شرق طرابلس حيث معقل "قوة الردع"، توصله إلى اتفاق مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لنقل العقيد محمود حمزة الى "جهة محايدة"، دون تسميتها.

وأشار المجلس في بيان صحافي متلفز إلى أن التهدئة ووقف إطلاق النار سيتبعان هذا الإجراء، ما سمح بعودة الهدوء الى العاصمة.

وبحسب وسائل إعلام محلية، نقل حمزة إلى المقر الرئيسي لـ"جهاز دعم الاستقرار"، وهو جماعة مسلحة أخرى ذات نفوذ في طرابلس ويتبع للمجلس الرئاسي.

واستؤنفت حركة الملاحة الجوية صباح امس الاربعاء من مطار معيتيقة في طرابلس، وفق المكتب الإعلامي للمطار الذي قال إن عددا من الرحلات الدولية الإضافية ستصل وتغادربشكل متواصل، رغم عودة الأنشطة إلى طبيعتها في العاصمة، ظل التوتر ملموسا.

استخدمت الأسلحة الثقيلة والأسلحة الرشاشة في الاشتباكات في مناطق في الضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة الليبية، وطالت مناطق مأهولة بالسكان.

تشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرّها طرابلس، وأخرى تسيطر على شرق البلاد.

من جهته، توجّه عبد الحميد الدبيبة برفقة وزير الداخلية عماد الطرابلسي ليلا إلى عين زارة، أحد القطاعات الواقعة جنوب شرق طرابلس والأكثر تضررا من الاشتباكات.

وخلال تجوله في الشوارع المظلمة في الحي المكتظ بالسكان، أعطى توجيهات لتحديد "الأضرار المادية من أجل تعويض المواطنين"، وفق ما ذكر المركز الإعلامي الحكومي.

ووضعت وزارة الداخلية جهازًا أمنيًا للإشراف على وقف إطلاق النار ونشر قوات في أكثر مناطق المدينة توتراً.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لم يتسنّ التأكد من صحتها، تظهر دمارا هائلا في المركبات الآلية وعدد من واجهات منازل المدنيين في المناطق التي شهدت اشتباكات.

ويعدّ "اللواء 444" الذي يقوده العقيد محمود حمزة من أكثر القوى العسكرية تنظيماً، وينتشر خصوصا جنوب العاصمة، كما يسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا وتحديداً ترهونة وبني وليد، ويقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.

فيما تعد "قوة الردع"، وهو جهاز لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية ويتبع المجلس الرئاسي الليبي، إذ تسيطر على معظم وسط وشرق المدينة وتفرض سيطرة مطلقة على قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية.

وتحتجز "قوة الردع" في سجن رئيسي داخل القاعدة معظم رموز نظام معمر القذافي الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية أو ينتظرون أحكاما نهائية وأبرزهم عبد الله السنوسي، صهر العقيد الراحل ورئيس جهاز مخابراته السابق.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في وقت سابق في بيان إنها "تتابع بقلق" الأحداث و"تأثيرها على المدنيين"، داعية إلى "وقف فوري للتصعيد" و"الحوار" و"الحفاظ على التقدم المحرز في مجال مكافحة الإرهاب".

وقالت الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش حنان صالح "بعد الاشتباكات العنيفة في طرابلس، نرى الابتذال والتأسف المعتادين. لن يتغير شيء في غياب تحميل المسؤوليات".

واعتبر المحلل المختص في شؤون ليبيا جلال حرشاوي أنه "مهما كانت تبعات هذه الأحداث، فإن السنوات الثلاث الماضية أضاعها" الدبلوماسيون وصنّاع القرار.

وأضاف أن "طرابلس منطقة تسيطر عليها الميليشيات أكثر من ذي قبل" وحتى إذا "بقي الدبيبة في السلطة، فإن الأحداث تظهر أنه لا يسيطر" على الوضع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قوة الردع

إقرأ أيضاً:

الدبيبة: ليبيا لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية

بنغازي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مصر: ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا في مدى زمني محدد خطة أوروبية لتسريع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة أمس، أن بلاده لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية، مشدداً على رفض توطين المهاجرين غير الشرعيين.
وذكرت رئاسة الحكومة الليبية في بيان أن ذلك جاء «خلال ترؤس الدبيبة اجتماعاً موسعاً لمناقشة ملف الهجرة غير النظامية بحضور وزير الداخلية عماد الطرابلسي ووزير العمل على العابد والمكلف بتسيير شؤون وزارة الخارجية الطاهر الباعور ومدير إدارة الاستخبارات العسكرية اللواء محمود حمزة بالإضافة إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وجهاز حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية الليبية».
وأضاف البيان أن «الاجتماع خصص لبحث التحديات الأمنية والاقتصادية الناجمة عن تدفق المهاجرين غير القانونيين واتخاذ إجراءات عاجلة لضبط الحدود ومكافحة التهريب والاتجار بالبشر». وشدد الدبيبة على أن أمن واستقرار الشعب الليبي خط أحمر، نافياً إشاعات متداولة حول نية الحكومة توطين المهاجرين.
وأكد أن «ليبيا لن تخضع لأي ضغوط أو مساومات في ملف الهجرة»، داعياً الشعب الليبي إلى «عدم الانجرار وراء الإشاعات المغرضة»، ومؤكداً التزام الحكومة بحماية أمن البلاد واستقرارها.

مقالات مشابهة

  • غيث: رد حكومة الدبيبة على المصرف المركزي غير دقيق
  • العالم يحبس أنفاسه.. غياب التوصل لاتفاق جديد قبل 18 أكتوبر يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى سيناريو الحرب الشاملة
  • مخلوف: حكومة الدبيبة مسؤولة عن تعطيل الانتخابات كما حدث في 2021
  • حماس تندد ب”انتهاك اسرائيلي فاضح” لوقف إطلاق النار بعد غارة دامية على شمال غزة
  • بن شرادة: هدف حكومة الدبيبة قد يكون تعطيل وعرقلة الانتخابات وإرباك المشهد السياسي
  • وزير الخارجية الأمريكي: التوصل لوقف إطلاق نار في أوكرانيا لا يزال صعبا ومعقدا
  • هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة: عدم التوصل لاتفاق قريب سيؤدي لموت المحتجزين
  • الحاجي: لن يتغير موقفنا في المحافظة على حكومة الدبيبة
  • الدبيبة: ليبيا لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية
  • بعد صراع 40 عاماً.. أرمينيا وأذربيجان تعلنان التوصل لاتفاق سلام