حكومة الدبيبة تعلن التوصل لاتفاق لوقف العمليات العسكرية
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
طرابلس "أ.ف.ب ": تسببت الاشتباكات العنيفة بين مجموعتين مسلحتين نافذتين في ضواحي العاصمة الليبية، منذ اندلعت مساء الاثنين الى سقوط ما لا يقلّ عن 27 قتيلا وأكثر من 100 جريح.
وأفاد مركز طب الطوارئ الذي يدير الإغاثة في غرب البلاد عن تسجيل 27 قتيلاً و110 جرحى في اشتباكات بين "اللواء 444" و"قوة الردع"، وهما محسوبان على "حكومة الوحدة الوطنية" التي تتخذ من طرابلس مقرّا.
وبحسب المركز، تم إنقاذ 234 عائلة وإخراجها من مناطق القتال جنوب العاصمة، بالإضافة إلى عشرات الأطباء والممرضات الأجانب الذين تقطعت بهم السبل.
في هذه الاثناء، دعت بيانات صادرة عن سفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي الى وقف الأعمال العدائية.
عملت ثلاثة مستشفيات ميدانية وحوالى 60 سيارة إسعاف بأقصى طاقتها على مساعدة الجرحى وإجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمانا.
بدأت المعارك بعد قيام قوة الردع باعتقال قائد "اللواء 444" العقيد محمود حمزة الاثنين، ولم ترد أي معلومات رسمية عن أسباب اعتقاله.
وأعلن "المجلس الاجتماعي" المكوّن من وجهاء وشخصيات قبلية واجتماعية نافذة في بلدية سوق الجمعة جنوب شرق طرابلس حيث معقل "قوة الردع"، توصله إلى اتفاق مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لنقل العقيد محمود حمزة الى "جهة محايدة"، دون تسميتها.
وأشار المجلس في بيان صحافي متلفز إلى أن التهدئة ووقف إطلاق النار سيتبعان هذا الإجراء، ما سمح بعودة الهدوء الى العاصمة.
وبحسب وسائل إعلام محلية، نقل حمزة إلى المقر الرئيسي لـ"جهاز دعم الاستقرار"، وهو جماعة مسلحة أخرى ذات نفوذ في طرابلس ويتبع للمجلس الرئاسي.
واستؤنفت حركة الملاحة الجوية صباح امس الاربعاء من مطار معيتيقة في طرابلس، وفق المكتب الإعلامي للمطار الذي قال إن عددا من الرحلات الدولية الإضافية ستصل وتغادربشكل متواصل، رغم عودة الأنشطة إلى طبيعتها في العاصمة، ظل التوتر ملموسا.
استخدمت الأسلحة الثقيلة والأسلحة الرشاشة في الاشتباكات في مناطق في الضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة الليبية، وطالت مناطق مأهولة بالسكان.
تشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرّها طرابلس، وأخرى تسيطر على شرق البلاد.
من جهته، توجّه عبد الحميد الدبيبة برفقة وزير الداخلية عماد الطرابلسي ليلا إلى عين زارة، أحد القطاعات الواقعة جنوب شرق طرابلس والأكثر تضررا من الاشتباكات.
وخلال تجوله في الشوارع المظلمة في الحي المكتظ بالسكان، أعطى توجيهات لتحديد "الأضرار المادية من أجل تعويض المواطنين"، وفق ما ذكر المركز الإعلامي الحكومي.
ووضعت وزارة الداخلية جهازًا أمنيًا للإشراف على وقف إطلاق النار ونشر قوات في أكثر مناطق المدينة توتراً.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لم يتسنّ التأكد من صحتها، تظهر دمارا هائلا في المركبات الآلية وعدد من واجهات منازل المدنيين في المناطق التي شهدت اشتباكات.
ويعدّ "اللواء 444" الذي يقوده العقيد محمود حمزة من أكثر القوى العسكرية تنظيماً، وينتشر خصوصا جنوب العاصمة، كما يسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا وتحديداً ترهونة وبني وليد، ويقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.
فيما تعد "قوة الردع"، وهو جهاز لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية ويتبع المجلس الرئاسي الليبي، إذ تسيطر على معظم وسط وشرق المدينة وتفرض سيطرة مطلقة على قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية.
وتحتجز "قوة الردع" في سجن رئيسي داخل القاعدة معظم رموز نظام معمر القذافي الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية أو ينتظرون أحكاما نهائية وأبرزهم عبد الله السنوسي، صهر العقيد الراحل ورئيس جهاز مخابراته السابق.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في وقت سابق في بيان إنها "تتابع بقلق" الأحداث و"تأثيرها على المدنيين"، داعية إلى "وقف فوري للتصعيد" و"الحوار" و"الحفاظ على التقدم المحرز في مجال مكافحة الإرهاب".
وقالت الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش حنان صالح "بعد الاشتباكات العنيفة في طرابلس، نرى الابتذال والتأسف المعتادين. لن يتغير شيء في غياب تحميل المسؤوليات".
واعتبر المحلل المختص في شؤون ليبيا جلال حرشاوي أنه "مهما كانت تبعات هذه الأحداث، فإن السنوات الثلاث الماضية أضاعها" الدبلوماسيون وصنّاع القرار.
وأضاف أن "طرابلس منطقة تسيطر عليها الميليشيات أكثر من ذي قبل" وحتى إذا "بقي الدبيبة في السلطة، فإن الأحداث تظهر أنه لا يسيطر" على الوضع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قوة الردع
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي يدعو الدول النامية التوصل "سريعا" لاتفاق مع واشنطن بشأن الرسوم
الاقتصاد نيوز - متابعة
أعلن رئيس البنك الدولي أجاي بانغا أن من مصلحة الدول النامية التوصل "سريعا" إلى اتفاق مع الولايات المتحدة للحد من آثار الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.
وقال بانغا: "يجب التوصل سريعا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لأنه كلما تأخرت هذه المفاوضات، كانت الآثار سلبية على الجميع".
وأشار رئيس البنك الدولي إلى أن "الولايات المتحدة كانت حتى الآن تفرض أدنى رسوم جمركية في العالم، في حين أن الرسوم المطبقة في الدول النامية أعلى. نشجعهم على خفضها، فهذا مفيد للجميع، وقد أظهرت البيانات الاقتصادية ذلك بوضوح"، وفق وكالة فرانس برس.
وردّ رئيس البنك الدولي أيضا على انتقادات وجّهها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في وقت سابق خلال الأسبوع، قال فيها إن بانغا ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا يجب أن "يكسبا ثقة الحكومة" الأميركية.
وأوضح بانغا "الناس يُركّزون على الولايات المتحدة لأنها أكبر مساهم لدينا، لكن دولا كبرى أخرى غيّرت حكوماتها - اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا. حتّى إنّ فرنسا غيّرت حكومتها مرتين"، وهذه الدول تطلب إيضاحات من البنك الدولي.
وشدد على أن مهمة مؤسسته لم تتغير وهي تتمثل في مساعدة البلدان على القضاء على الفقر خصوصا من خلال توفير فرص عمل مستدامة، وهو ما يعني "الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة"، وهي نقاط متفق عليها مع الحكومة الأميركية بحسب "بانغا".
وذكر أن الأمر يتعلق أيضا بإنتاج الكهرباء، في وقت كان رئيس البنك قد أبدى في بداية ولايته رغبته في ربط 300 مليون شخص في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشبكة الكهرباء.
وقال "يجب أن نأخذ في الاعتبار احتياجات كل بلد، ونضمن ألا يكون الإنتاج متقطعا، وأن يكون لدينا مصدر الطاقة الأكثر ملاءمة من أجل ضمان إمدادات منتظمة طوال اليوم".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام