تصاعدت المواجهات بين لبنان وإسرائيل بشكل غير مسبوق، وسط تحركات دولية وأممية لوقف إطلاق النار، بعد مباحثات استمرت أشهر، لكن، ماذا عن التكاليف الإنسانية والمادية للحرب على الطرفين؟

حصيلة الشهداء والإصابات

وزارة الصحة اللبنانية، أعلنت عن استشهاد ما لا يقل عن 3768 شخصًا في لبنان، حتى 24 نوفمبر، بينما أصيب نحو 15699 آخرين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي، كما يقدر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب عدد قتلى حزب الله بما لا يقل عن 2450 عنصرًا.

تدمير المنازل والبنية التحتية

تضرر لبنان بشكل كبير جراء العمليات العسكرية، حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في تدمير أو تضرر أكثر من 99 ألف وحدة سكنية، إلى جانب تضرر 262 مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها، ووقوع ضرر في القرى والبلدات، حيث تعرضت مناطق وادي البقاع وجنوب لبنان لدمار واسع، ليكشف البنك الدولي تقدير الأضرار الناتجة عن تدمير المساكن بنحو 2.8 مليار دولار.

كما تضرر القطاع الزراعي بشكل بالغ، حيث بلغت خسائره حوالي 124 مليون دولار، ووفقًا لتقارير وكالة «رويترز»، إذ تجاوزت الخسائر الإجمالية في هذا القطاع 1.1 مليار دولار، بسبب تدمير المحاصيل ونفوق الثروة الحيوانية، ونزوح المزارعين.

النزوح الجماعي داخل لبنان وخارجه

أسفرت الحرب عن نزوح جماعي للسكان داخل لبنان وخارجه، فحتى 18 نوفمبر، جرى تسجيل نزوح أكثر من 886 ألف شخص داخل لبنان، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما فر أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا منذ بداية الحرب.

التأثير الاقتصادي على لبنان

وكشف البنك الدولي عن الاقتصاد اللبناني بشكل بالغ جراء هذه الحرب، فقد قدرت الأضرار والخسائر التي لحقت بالاقتصاد اللبناني بنحو 8.5 مليار دولار، كما توقع البنك انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبنان بنسبة 5.7% في عام 2024.

وفي قطاع الزراعة، ألحق الحرب ضررا في قطاع الزراعة وأدت إلى تدمير وفقدان المحاصيل إلى جانب نزوح العمال والمزارعين، إلى تدهور القطاع الزراعي بشكل كبير، كما تأثرت صناعة السياحة بشدة، حيث تكبد القطاع خسائر تقدر بحوالي 1.1 مليار دولار، مما يمثل ضربة حادة للنشاط الاقتصادي في لبنان، الذي يعتمد بشكل كبير على هذين القطاعين.

خسائر إسرائيل في حربها مع لبنان

بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فقد تكبدت خسائر نتيجة لضربات حزب الله، حيث جرى قتل 45 إسرائيليًا في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان، إلى جانب مقتل ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا، وإخلاء حوالي 60 ألف شخص من منازلهم في المناطق على الحدود مع لبنان، بحسب وكالة «رويترز»، نقلًا عن بيانات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، ومن المتوقع أن تكون الخسائر أكبر من ذلك.

أما بالنسبة للأضرار المادية، قدرت السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالمباني، والمرافق بنحو 273 مليون دولار، حيث تضرر عدد من المنازل والمزارع والشركات في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية، ونتيجة لذلك تسببت الحرائق الناتجة عن الهجمات في تدمير 55 ألف فدان من الغابات في شمال إسرائيل.

التأثير الاقتصادي

ومن جهة التأثير الاقتصادي، عانى الاقتصاد الإسرائيلي من ارتفاع العجز في الميزانية إلى ما يقرب من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، مما دفع وكالات التصنيف الائتماني إلى خفض تصنيف إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحرب في اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد، مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى 3.5%.

لذلك، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، وهو ما أثر سلبًا على تكاليف المعيشة والضغط على الأسر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لبنان الحرب اسرائيل حصيلة الشهداء النزوح الجماعي التأثير الاقتصادي ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

رئيس لبنان: يجب إجبار إسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار (فيديو)

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي، إن اعتداءات إسرائيل على الضاحية تمثل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار، نطالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وفد فرنسي يزور بيروت قريبا

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن هناك وفد فرنسي سيزور بيروت قريبا لبحث التعاون في مجال القضاء والطاقة، ومستعدون لدعم لبنان في مجال الطاقة، وأن الضربات على بيروت تنتهك وقف إطلاق النار.

من جانبه، أكد العميد أكرم سريوي، الخبير العسكري، أن لبنان ليس ضد السلام، لكنه يرفض التطبيع المنفرد مع إسرائيل أو أي محاولات لاستفراد بيروت بقرارات تتجاوز الإجماع العربي.

https://www.youtube.com/live/sekC6fgZT1Q?si=ZGX6L5Vasi3VdqcZ

وأوضح سريوي، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن لبنان ملتزم بالمبادرة العربية التي طُرحت في بيروت، والتي تقوم على حل شامل للصراع العربي-الإسرائيلي، مؤكدًا أن من يرفض السلام ليس لبنان، بل إسرائيل التي رفضت جميع المبادرات العربية وانقلبت على الاتفاقات السابقة مع الفلسطينيين.

وأشار إلى أن تل أبيب تسعى لفرض واقع جديد على لبنان من خلال اتفاق يُشبه "الاستسلام"، وهو ما يرفضه اللبنانيون بالإجماع، خاصة أن أي اتفاق يجب أن يكون ضمن إطار عربي موحد.

وشدد العميد سريوي، على أن البحث في أي اتفاقات سلام لا يمكن أن يتم طالما أن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي لبنانية وعربية، مشيرًا إلى أن هناك وجودًا عسكريًا إسرائيليًا في عدة نقاط داخل لبنان، إضافة إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • لبنان.. اعتقال مشتبه بهم في إطلاق صواريخ على إسرائيل
  • هدنة إسرائيل وحزب الله تترنح... من المستفيد؟!
  • أمريكا تدعم إسرائيل بعد قصف جنوب لبنان.. وتطالب بنزع سلاح حزب الله
  • واشنطن تدعم إسرائيل بعد قصفها الضاحية وتطالب بنزع سلاح حزب الله
  • إسرائيل تقصف الضاحية وحزب الله ينفي إطلاق صواريخ
  • ماكرون وعون يحذران إسرائيل من نتائج عكسية ودوامة عنف
  • رئيس لبنان: يجب إجبار إسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار (فيديو)
  • حزب الله ينفي ضلوعه بإطلاق قذيفتين صاروخيتين نحو إسرائيل: ملتزمون بوقف إطلاق النار
  • الجيش الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان وحزب الله ينفي علاقته بإطلاق الصواريخ
  • حزب الله: ملتزمون بوقف إطلاق النار ولا علاقة لنا بإطلاق صواريخ على إسرائيل