لا أمان في العالم ونظامه يتآكل!!
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
تنتصر غزة وتنتصر لبنان في الحرب الظالمة التي يشنها الكيان الصهيوني منذ أكثر من عام، وتخسر إسرائيل وأمريكا ويتآكل النظام العالمي ويخسر مكانته أمام أجيال أدركت حقيقة دولها وحقيقة ما يسمى بالمجتمع الدولي. تنتصر غزة ولبنان رغم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى ورغم ملايين النازحين والمشردين لسبب بسيط جدا هو أن هؤلاء يدافعون عن أعراضهم وأرضهم التي لم يأتوها من آفاق العالم وشتاته بحثا عن وهم المال وبناء «الدولة» اليهودية كما هو فلسفة الكيان.
أما النظام العالمي نفسه فإنه يواجه أكبر تحدٍ وجودي يتمثل في تآكل القوانين التي أُنشئت لحماية الدول الضعيفة والمقهورة، وهذا التآكل ليس وليد لحظة حرب غزة أو لبنان، بل هو وليد سنوات طويلة من ازدواجية المعايير التي اعتمدها الغرب، حيث أصبحت المصالح الجيوسياسية تتفوق على المبادئ، ما أدى إلى تقويض الإيمان بحقيقة وجود نظام دولي عادل وشامل.
الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، بدعم أمريكي وغربي معلن باعتباره استراتيجية لا حياد عنها، تكشف عن خلل النظام العالمي في أوضح صوره وتقدم رسالة مفادها أن القوانين الدولية ما هي إلا أداة لإخضاع الضعفاء أما الدول القوية والكبرى فإنها هي من تحرك النظام أو تجمده وفي جميع الأحوال فإنه لا ينطبق عليها ولا تحتكم لقوانينه.
وازدواجية المعايير ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا في عصر يتسم بتوافر المعلومات وسرعة تداولها. لم يعد من الممكن إخفاء الانتهاكات أو تبريرها بالخطابات الدبلوماسية الفضفاضة. ومع ذلك، تستمر القوى الكبرى في الاستناد إلى شرعية مهترئة، متجاهلة أن مصداقيتها تُستهلك مع كل قرار يتناقض مع المبادئ التي تزعم أنها تدافع عنها.
في هذا السياق، يصبح حق الفيتو رمزًا لتعطيل العدالة بدلاً من تحقيقها. لقد أُنشئ هذا الحق لضمان التوازن بين القوى الكبرى، لكنه اليوم يستخدم كأداة لفرض إرادة الأقوياء على حساب الضعفاء. كيف يمكن لعالم أن يشعر بالأمان إذا كانت قوانينه تخضع لابتزاز المصالح؟
ولذلك لا غرابة أن نسمع في كل مكان أصواتا تقول بشكل واضح أن النظام العالمي لم يعد صالحا للمرحلة التي نعيشها، إما لإصلاحه أو ظهور نظام عالمي جديد، وهو في الحقيقة آخذ في التشكل ولكن الأمر يحتاج إلى زمن ليس قصيرا وإلى المزيد من التحولات الهيكلية في العالم.
لكن الإصلاح المؤسسي وحده لا يكفي. لتحقيق عالم أكثر أمانًا، يجب أن تتكاتف الشعوب والمجتمعات، ليس فقط من خلال الحكومات، بل عبر شبكات التضامن العالمية التي تضغط لوقف الجرائم، وتُحرّك الضمير الإنساني.
ليس من مصلحة أحد في العالم أن ينهار النظام العالمي ونعود إلى أجواء الحرب العالمية الثانية لكن استمرار تآكل النظام العالمي عبر تآكل قيمه ومبادئه وتآكل مؤسساته من شأنه أن يقوده إلى الانهيار والفوضى.. وهذا ما لا يريده أحد رغم أن العالم ذاهب إليه دون هوادة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النظام العالمی
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي.. 736 مليون امرأة تعرضن للعنف حول العالم
يحتفل العام في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وذلك بسبب الظروف التي تعانيها النساء والفتيات في ختلف المناطق حول العالم.
العنف ضد النساء والفتياتأظهرت بيانات منظمة الأمم المتحدة، تعرض نحو 736 مليون امرأة حول العالم للعنف الجسدي أو الجنسي.
وبينت البيانات الأممية، أيضًا أن واحدة من كل 4 فتيات مراهقات يواجهن الإساءة من شركائهن.
وبحسب البيانات، فإن نسبة انتشار العنف ضد النساء والفتيات عبر التكنولوجيا تتراوح بين 16% و58%.
وتعاني النساء الأصغر سنًا، خاصة من جيل Z مواليد (1997 - 2012) وجيل الألفية مواليد (1981 - 1996)، بشكل خاص من العنف الذي تيسره التكنولوجيا.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة، أن 70% من النساء في مناطق الصراعات والحروب يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
كما شهدت السنوات الأخيرة زيادة نسبتها 15% في عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث عالميًا مقارنة بـ 8 سنوات مضت.
وتعكس هذه الأرقام التحديات الكبيرة التي تواجه النساء والفتيات على مستوى العالم، مما يتطلب مزيدًا من الجهود الدولية والمحلية للحد من هذه الظواهر وحماية حقوق المرأة.
حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء والفتياتهي حملة دولية أطلقتها الأمم المتحدة لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات، وتُقام سنويًا بدءًا من 25 نوفمبر (اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة) وحتى 10 ديسمبر (يوم حقوق الإنسان).
أهداف الحملة- رفع الوعي بقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.
- تسليط الضوء على عدم المساواة بين الجنسين.
- الدفع نحو إحداث تغييرات مؤثرة في السياسات والممارسات المتعلقة بهذه القضايا.الأنشطة والموضوعات
- تقدم الحملة 16 يومًا من النشاط تركز على مناهضة العنف القائم على الجنس.
- تستعرض موضوعات جديدة أو تستمر في موضوعات قائمة، مع التركيز على قضايا محددة تهدف إلى معالجة جوانب من عدم المساواة بين الجنسين.
منذ عام 2016، يشارك المجلس القومي للمرأة في الحملة تحت شعار "كوني"، حيث يتم تنفيذ أنشطة متنوعة في جميع محافظات الجمهورية.
دور المنظماتتُشارك العديد من المنظمات الدولية، والمؤسسات الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني في بلدان العالم لدعم أهداف الحملة من خلال:
- تنظيم فعاليات تثقيفية.
- إطلاق مبادرات مجتمعية.
- الدعوة لإحداث تغييرات على المستوى المحلي والدولي لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتمثل هذه الحملة دعوة عالمية للعمل المشترك من أجل القضاء على كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات وتعزيز حقوقهن الإنسانية.