أخطأت الحكومة بتعيينها للأعيسر وزيراً للإعلام، وهو اختيار يتماشى مع الاتجاه السائد الخاطئ بضرورة تعيين وزير يتمتع بقدرة على الكلام والفصاحة و”النضمي” دون النظر لطبيعة ما يدلي به من تصريحات أو ما يتمتع به من صفات تتوافق مع المرحلة.

أقول هذا الكلام بعد مشاهدتي لحلقة الاعيسر في قناة الجزيرة ، والتي بدا فيها بصراحة مفرطة ومثالية مضرة قد تظهر مستقبلاً في أداء الرجل الذي يبدو عليه عدم التوازن الذي سينعكس على تبنيه خيارات تميل لتعزيز صورته الشخصية المرتبطة بلحظة ديسمبر بدلاً من السعي نحو تحقيق أهداف استراتيجية تخدم رواية الدولة الإعلامية للحرب.

هذا التضارب في شخصية الاعيسر سيجعله صيداً سهلاً لأجهزة الإعلام ولبعض الجهات التي تستثمر في توظيف حالة النرجسية العمياء وجعلها نيراناً صديقة تضرب رواية الدولة للحرب من الداخل. ولو كان هناك من موقع يمكن أن يتقلده الأعيسر فالأفضل أن يكون في إطار الجهد الشعبي الداعم للدولة في شكل لقاءات أو برامج بعيداً عن الصفة الرسمية. وإن كانت التقديرات مختلفة للذين أتوا به، فنقول لهم وله إن الإنكار المقبول ” Plausible deniability ” سمة أساسية في العمل الوزاري والمهني،

وإن الصراحة الزائدة قد تكون مضرة لوزير مهامه الأساسية هي تعزيز موقف الدولة داخلياً وخارجياً، وليس من مهمته أن يؤرخ للأحداث التاريخية .
Hasabo Albeely

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الوجه الآخر للحرب في السودان ..!!

صديق السيد البشير *

Siddigelbashir3@gmail.com

لأن الحرب في السودان أفرزت واقعا جديدا في حياة الناس، فقر وتشرد قسري ونزوح داخلي وهجرات إلى خارج حدود البلاد، لكن بالمقابل، أبدع متطوعو بلادي في تشكيل جداريات مضيئة على بناية الوطن، عملا ومعرفة، من خلال استخدام ألوان مميزة، سمتها التطوع لخدمة وافدي العاصمة السودانية الخرطوم، الذين يمموا وجوههم شطر الولايات الآمنة، هربا من نيران الحرب.
ونشطت أجسام مدنية وخيرية وحكومية في إغاثة المنكوبين، غذاء وكساء ودواء وإيواء، ذلك من خلال مطابخ مركزية لهذا الغرض، أسست بمحبة للعمل التطوعي والإنساني، صور وملاحم سطرها أبناء وبنات بلادي في الداخل والخارج، تحكي الأخرى التفاني في خدمة المتأثرين بالحرب بنبل وسعادة ومودة ومحبة، محبة لتقديم الصدقات وفعل الخيرات والمسرات.
مشاهد من وجه آخر للحرب في السودان، لم تتنتجها الموجات والشاشات والمنصات، لتعرف الآخرين للأزمة في البلاد، غني الثروات، المادية والطبيعية والبشرية، التي يعرفها الغريب والقريب.
لم تجد هذه الملاحم، ملامح منها على وسائل الإعلام، لتعرف المتلقي الحصيف عن التنافس النبيل لإنسان السودان في نجدة أخوته في الدين والوطن والإنسانية، تسابق أبناء وبنات البلاد في فعل الخيرات، من خلال المطابخ التي أسست بمدن السودان المختلفة، التي قدمت عديد الوجبات الجاهزة في الزمان والمكان للمتأثرين في مراكز اللجوء المختلفة في المرافق الحكومية والخاصة، فقط، بنبل ومحبة وإنسانية، وبدعم مقدر، عيني ومادي ونفسي من رؤوس الأموال الوطنية والخيرين السودانيين في المهاجر المنافي القريبة والبعيدة، صور تحكي للآخرين، معاني التضحية والفداء لنصرة السوداني لأخيه السوداني الذي أفقدته الحرب في بلده، الأموال الأنفس والثمرات.
قدمت أهل السودان فصول واقعية من حكايات مثيرة عن النفقة و الإيثار، تلامس هي الأخرى، العقل والقلب الروح، روح الإنتماء لوطن مزقته الحروب والنزاعات، ليرنو أهله إلى غد أفضل، تصمت فيه إلى الأبد، أزيز المدافع وأنات الثكلى والجرحى والمنكوبين، لتزدهر فيه سنابل السلام والبذل والعطاء والإستقرار، والله من وراء القصد، وهو يهدي إلى السبيل.
*صحافي سوداني  

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب الريادة: تصرفات الإعلام الإسرائيلي تؤكد ارتباك الدوائر الصهيونية
  • الابيض جال في المستشفى التركي في صيدا: نفذت الوعد بتشغيله
  • القضاء الإداري يلغي قرار وزير التربية والتعليم باعتبار التابلت عهدة شخصية
  • وفد من حزب الله جال على إدارات المستشفيات في صيدا
  • طال انتظارها.. تحديثات جديدة لأجهزة أيباد
  • الوجه الآخر للحرب في السودان ..!!
  • قبرص تسمح لأجهزة استخباراتية إسرائيلية بالتمركز في أبرز مطاراتها
  • وزير الإنتاج الحربي يلتقي رئيس الوطنية للصحافة ويؤكد على دور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي
  • مدرب الجزائر : كأس أفريقيا سيكون سهلاً إذا تأهلنا إلى مونديال 2026
  • بعد توفرها على أندرويد.. واتساب قد يضيف ميزة الحسابات المتعددة لأجهزة آيفون