الأمطار والبرد والجوع.. ثالوث يفتك بالنازحين تحت نار الإبادة / شاهد
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
#سواليف
“المياه جرفت خيامنا، وأتلفت ملابسنا وفراشنا، والبرد ذبحنا، وفوق هذا، #الجوع يفتك بنا”، بهذه الكلمات تصف النازحة ميساء رضوان حالًا بالغ القسوة يحل بمليوني نازح يتكدسون في مناطق وسط وجنوب قطاع #غزة.
تعيش رضوان في #خيمة بالية لا تقوى أمام الرياح وغزارة #الأمطار، ومد البحر الذي يزداد في فصل #الشتاء، وتقول إن الظروف التي نعيش وجيرانها #النازحين من حولها “مؤلمة وسوداوية، والعالم الظالم يصمت أمام ما يجري لنا”.
نزحت الأربعينية رضوان رفقة عائلتها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 من منزلها في مخيم الشاطئ إلى منطقة مواصي خان يونس غرب المحافظة، متسائلة عن الذنب الذي اقترفه أطفالها، ليعيشوا تحت وطأة هذه الظروف، فلا ملابس كافية تقيهم تدفء أجسادهم الصغيرة ولا مأوى يرد عنهم الأمطار، “احنا الكبار مش متحملين #البرد، فما بالكم بالأطفال؟!!”.
مقالات ذات صلة قرارات مهمة لمجلس الوزراء 2024/11/26وتناشد رضوان تناشد أحرار العالم بالتدخل لإنقاذ آلاف المواطنين من نار #الحرب ومأساوية واقع لا تصفه الكلمات، ومعاناة تتفاقم يوما بعد آخر.
وتضيف أن المأساة التي يعيشونها مع هطول الأمطار في كل مرة تترافق مع شح في الغذاء والدواء، “فالطحين والخضار مفقودين في الأسواق، وبالكاد نوفر للأطفال ما يسد جوع بطونهم، وكثير من الأيام ينامون ببكائهم من الجوع”.
وتعصف #أزمة_إنسانية ومعيشية خانقة في وسط وجنوبي قطاع غزة، نتيجة منع #الاحتلال الإسرائيلي تمرير المساعدات وإدخال البضائع، وانتشار لصوص وعصابات في طريق الشاحنات القليلة التي يسمح الاحتلال بإدخالها عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، فيما لا يزال معبر رفح مغلقاً منذ أكثر من ستة أشهر، ما أدى إلى تعميق الأزمة وسط ظهور ملامح مجاعة حقيقية نتيجة غياب المستلزمات الأساسية من الأسواق.
لا حياة هنا..
وتتأثر الأراضي الفلسطينية بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، مصحوب بزخات مطرية ورياح، وحذرت الأرصاد الجوية من خطر الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وشدة سرعة الرياح. ورجحت أن تستمر حالة الطقس السيئ هذه أيامًا أخرى.
وتعرّضت خيام النازحين لأضرار جسيمة من جرّاء الأمطار وغرقت في مياهها. وأظهرت صوراً ومشاهد فيديو بثها نازحون ونشطاء على شبكات التواصل حجم المأساة التي يعيشها الأطفال والنساء وكبار السن بفعل دخول مياه الأمطار، والمد البحري إلى الخيام.
⬅️شاهد ..
نازح من مخيم جباليا في مدينة غزة يشكو حال عائلته وطفله الجريح في ظل تساقط الأمطار وندرة الملابس والأغطية. pic.twitter.com/ySN8b5jrDp
وفي حين أن شهر الشتاء يبدأ في قطاع غزة رسميًّا في 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلا بواعثه المبكرة تلقي بمخاوف كبيرة في نفوس مئات آلاف النازحين الذي يعيشون في خيام بالية، لا تحميهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
ويقول محمود الباز وهو أب لخمسة أطفال، يعيش في خيمة في منطقة المشاعلة في دير البلح وسط قطاع غزة، إن المطر زاد من معاناة الأسرة التي لا تملك حتى البساط كي تُغطي بها أرضية الخيمة.
ويوضح أن الخيمة التي يسكنها تهالكت وتمزق قماشها بفعل حراة الصيف، ما تسبب بتسرب مياه الأمطار إلى أمتعتهم، “العيشة هنا قاسية جدًا، لا حياة هنا، لا هدوء، لا راحة، وفوق ذلك نعيش الخوف والقصف كل ثانية”.
ويشاطر حرب أبو عودة النازح من بيت حانون شمالي القطاع إلى وسطه، معاناة الباز ورضوان، مبديا تشاؤمه حيال صمود خيمته في وجه الرياح، مضيفا “هذه الخيمة لا يمكن أن تصمد.. المنخفض لا يزال في بدايته، لا نعرف ماذا نفعل؟”.
الأمطار تداهم أطفال غزة وهم ينتظرون الطعام#حرب_غزة pic.twitter.com/8BJh4fRI3N
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 25, 2024ويضيف: “نحاول تثبيتها، لكن لا إمكانيات لدينا، ولم تصلنا أي مساعدات لتقوية الخيام.. حينما تشتد الرياح، كل شخص يمسك زاوية من الخيمة حتى لا تطير”.
دعوة للتدخل السريع
ويقول محمد الميدنة مدير الإعلام والعلاقات العامة في جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، إنّ الأمطار التي تساقطت في اليومين الماضيين تسبّبت في أضرار جسيمة بالخيام التي تؤوي آلاف النازحين، إذ إن المياه تدفقت إلى داخلها، الأمر الذي أدى إلى تلف الأمتعة والفرش فيها، مشيرا إلى أن الأمر “لا يُبشّر بالخير مع اقتراب فصل الشتاء الذي تكثر فيه الأمطار الغزيرة”.
????المنخفض الجوي يفاقم المعاناة معاناة النازحين..#خاص فلسطين أون لاين | الأمطار الغزيرة تتسبب في غرق عشرات الخيام التي يحتمي بها النازحون على شاطئ مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/TJHy6USh4A
— فلسطين أون لايـن (@F24online) November 25, 2024ويعرب الميدنة عن خشيته من غرق الخيام المقامة في المناطق المنخفضة التي عادة ما تحدث فيها سيول مع هطول الأمطار العزيرة. وتساءل عن الوضع في حال استمرّ تساقط الأمطار بغزارة، علماً أنّ “خيام النازحين بالكاد صمدت أمام الأمطار الخفيفة”. ورأى أنّ “الوضع الراهن ينذر بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يُسجَّل تدخّل عاجل”.
وحث النازحين المقيمين في الخيام ومراكز الإيواء على ضرورة أخذ التدابير الوقائية ما أمكن لتجنب أضرار المنخفض الجوي، وتثبيت الخيام ووضع سواتر رملية في محيطها لمنع تدفق مياه الأمطار.
ووسط تدهور الأوضاع مع تغيّر الأحوال الجوية، دعا الميدنة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخّل سريعاً لإنقاذ النازحين، مطالباً بتوفير خيام بديلة أو كرفانات (مقطورات) إيواء لمساعدتهم في تفادي الأضرار التي قد تلحق بهم في موسم الشتاء.
تفشي المجاعة جنوب قطاع غزة بسبب منع ادخال الطحين، طابور الحصول على الخبز صباح كل يوم.#نتنياهو_مجرم_حرب #اسرائيل_كيان_ارهابي pic.twitter.com/bTajMFa9Me
— تيسير البلبيسي (@Taysirbalbisi) November 23, 2024جوع وبرد
وتشير بيانات الأونروا إلى نزوح 1.9 مليون فلسطيني منذ بداية حرب الإبادة الأمر الذي يعني نحو 90% من إجمالي عدد سكان القطاع البالغ نحو 2.3 مليون نسمة. وبحسب أونروا، فإنّ ثمّة مهجّرين في قطاع غزة نزحوا عشر مرّات أو أكثر، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، من أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض، مؤكدة أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة بالنسبة للعائلات في القطاع.
جوع وبرد قارس ..
مياه الأمطار تزيد من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة pic.twitter.com/GUdkX9wUnc
وتوضح الأونروا أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبي 6% من حاجة السكان في قطاع غزة، مشيرة إلى أزمة حادة يشهدها القطاع بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال، حيث تسبب ذلك في صعوبات جمة للحصول على الخبز، بعد إغلاق معظم المخابز جنوب القطاع.
ووصفت الوكالة الأممية أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء بـ”المأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء”.
وطالبت بفتح كامل للمعابر، وإدخال ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المختلفة في قطاع غزة.
وتتركز الأزمة الغذائية في غياب الطحين ما أدى إلى ارتفاع سعره. فقبل شهر ونصف الشهر، لم يزد سعر الكيس بوزن 25 كيلوغراما عن 20 شيكلا. أما في الوقت الحالي، فيصل سعره إلى ما بين 100 و150 شيكلاً، فيضطر الناس للاصطفاف في طوابير طويلة على المخابز تستمر لعدة ساعات للحصول على ربطة خبز، أو الاعتماد على البدائل كالأرز والمعكرونة والعدس.
لأول مرة منذ بداية الحرب، المجاعة تفتك بجنوب غزة بشكل لا يُصدَّق، والحياة تضيق بشكل لا يُوصف، والناس لا تجد كسرة خبز تُسكت بها بطون أطفالها الجائعة !!
اللهم قد يئسوا من البشر، ومن رحمتك يارب لا نيأس، فأطعم اللهم جائعهم وفرج اللهم كربتهم !!#غزه_تموت_جوعاً pic.twitter.com/invOyQUBPQ
ويتزامن شح الدقيق مع الارتفاع الكبير في أسعار الخضار، وقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من البصل ما بين 50 و60 شيكلاً، ومثله الطماطم، فيما بلغ سعر كيلو الخيار 20 شيكلاً، ومثله الباذنجان، بينما اختفت البطاطاس من الأسواق. كذلك ترتفع أسعار الملابس الشتوية بمستويات لم يعتد الناس عليها في القطاع، خصوصاً مع فصل الشتاء وحاجتهم للتدفئة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر عام 2023، متسبباً في مجازر مروعة وجرائم حرب أزهقت أرواح الآلاف بين شهيد وجريح ومفقود، متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الجوع غزة خيمة الأمطار الشتاء النازحين البرد الحرب أزمة إنسانية الاحتلال حرب غزة خاص نتنياهو مجرم حرب میاه الأمطار فی قطاع غزة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
الرياح تقتلع خيام النازحين واستشهاد كوادر طبية حرقًا بـ “كمال عدوان”
#سواليف
دخلت #حرب_الإبادة_الجماعية في قطاع #غزة يومها الـ 449، من #غارات #الاحتلال المكثفة واستهداف أحياء مدينة غزة وسط القطاع، مما خلّف عددا من #المصابين و #الشهداء، بينما غرقت #خيام #النازحين بفعل الأجواء العاصفة وشديدة البرودة، واقتلعت #الرياح_الشديدة الخيام في بعض المناطق.
وغرقت خيام النازحين في مناطق من قطاع غزة بعد دخول مياه البحر إليها جراء الأجواء العاصفة وشديدة البرودة.
ونشب حريق في خيمة عائلة نازحة؛ جراء موقد حطب للتدفئة بمنطقة مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة فجر اليوم، ونجت العائلة بأعجوبة، وفق مصادر محلية.
مقالات ذات صلة من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رمال شقيقة 2024/12/28واستشهد 11 فلسطينيًا جراء غارات الاحتلال على جباليا البلد ومخيم المغازي في قطاع غزة، منذ فجر اليوم.
واسشتهد 9 فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة “النعامي” في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، فيما شن الاحتلال غارتين على مخيم النصيرات وبلدة المصدر وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال وزوارقه منطقة المواصي ومناطق غرب مدينة رفح.
وأطلقت قوات النار آليات الاحتلال تجاه المناطق الجنوبية من حي الزيتون، غرب مدينة غزة.
واستشهد فلسطينيان اثنان وأصيب ثالث بقصف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين، على شارع سراري في جباليا البلد، شمال قطاع غزة.
في الأثناء، أدان الدفاع المدني بغزة اعتقال الاحتلال لمدير الدفاع المدني بمحافظة الشمال “أحمد حسن الكحلوت”، ونعتبره استمراراً في النهج التدميري لمنظومة العمل الإنساني والإغاثي في شمال قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني، إن اعتقال الكحلوت يأتي بعد أن أوقف كلياً عمل الدفاع المدني بمحافظة الشمال منذ 22 أكتوبر الماضي.
واعتقل جيش الاحتلال 22 من العاملين في الدفاع المدني بمحافظتي غزة والشمال، ولا معلومات عن مصيرهم حتى الآن، وفق بيان الدفاع المدني.
وأمس الجمعة، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان واعتقلت الكوادر الطبية والمرضى والجرحى تحت قصف المدفعية وطائرات الاحتلال، وأحرقت المستشفى.
وبحسب مصادر طبية، فإن عددًا من #الكوادر_الطبية استشهدوا حرقاً بالنيران التي أشعلتها قوات الاحتلال بمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن قوات الاحتلال اقتادت العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان بما في ذلك مدير المستشفى د حسام ابو صفية إلى مركز للتحقيق.
وروى الطاقم الطبي لمستشفى كمال عدوان إنه كان هناك قصف مباشر على أقسام الأرشيف والتعقيم والصيانة في المستشفى، مما أشعل حريقًا انتشر بسرعة إلى أقسام المرضى وغرف العمليات والمختبر.
وبحسب الطاقم الطبي، فمع انتشار الحريق وانعدام المياه، حاول بعض الشبان إخماده باستخدام الماء من جهاز غسيل الكلى، والذي كان ممزوجًا بمادة الكلور، مما أدى إلى إصابتهم بحروق في أيديهم ووجوههم
وصباح اليوم، أفرجت قوات الاحتلال عن قرابة 400 فلسطيني بينهم كوادر طبية، بعد اعتقالهم أمس من مستشفى كمال عدوان وشمال قطاع غزة.