◄ النضال الفلسطيني والمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني يمثلان أبرز صور الصمود في العصر الحديث

 

 

 

أحمد بن محمد العامري

ahmedalameri@live.com

 

 

على مدار التاريخ، كانت الحرية الحلم الأكبر الذي تنشده الشعوب والغاية السامية التي يسعى الإنسان لتحقيقها في حياته. الحرية ليست مجرد حق مكتسب، بل هي جوهر الكرامة الإنسانية وأساس قيام الأوطان المستقلة.

فمن دون حرية، لا كرامة، ومن دون استقلال، لا وطن.

لقد أثبتت التجارب الإنسانية أنَّ طريق الحرية ليس سهلًا ولا معبدًا، بل مليء بالصعاب والتضحيات. كما علمنا التاريخ، فإنَّ الشعوب لا تنال استقلالها من خلال المفاوضات وحدها أو طلب الاستقلال بأدب من المستعمر. فالحرية تُنتزع انتزاعًا بالنضال والصمود والتضحيات الجسام، والتاريخ شاهد على أنَّ الشعوب التي رضخت للاحتلال من دون مقاومة استمرت في عبوديتها، أما من اختارت الكفاح فقد كتبت مستقبلها بدماء شهدائها.

النضال.. الوسيلة الشرعية العليا لتحقيق الاستقلال

النضال هو الأداة الأهم والأكثر شرعية في مواجهة الاحتلال والظلم. ومن خلاله، تمكنت أمم كثيرة من انتزاع استقلالها من براثن مستعمر متغطرس، وبالرغم أن معارك التحرر لم تشهد دائمًا انتصارات حاسمة، فإنها كانت تسير وفق استراتيجيات تُنهك المستعمر على المدى الطويل. لقد أدركت الشعوب أن الصبر والمثابرة هما أقوى أسلحتها في وجه القوة العسكرية والهيمنة الاقتصادية. وتجربتا فيتنام وأفغانستان خير دليل على ذلك.

فلسطين ولبنان.. نضال لا ينتهي

النضال الفلسطيني والمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني يمثلان أبرز صور الصمود في العصر الحديث. هذا الاحتلال، المعروف بنزعته الاستيطانية ودمويته، لم يترك خيارًا أمام الشعوب المحتلة سوى المقاومة. وبرغم فداحة الثمن، فإن الفلسطينيين واللبنانيين يدركون أن الحرية تستحق كل تضحية.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه المقاومة لا يقتصر على العدو المحتل، بل يمتد إلى الخيانة والتخاذل من بعض الأنظمة العربية التي فضّلت التطبيع والانصياع على حساب كرامة الشعوب وحقوقها. لقد أثبتت اتفاقيات التطبيع، وعلى رأسها اتفاق "أبراهام"، أنها لا تخدم سوى الاحتلال الصهيوني، بينما يستمر الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القمع والتهجير وحده.

هؤلاء القوم، منذ عهد سيدنا موسى عليه السلام وحتى يومنا هذا، لا يحترمون المواثيق والاتفاقيات، فهم يتقنون المراوغة والنكث بالعهود. أما المطبّعون الذين زعموا أن "اتفاق أبراهام" سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، فقد جاء الواقع ليكشف زيف هذه الادعاءات، مؤكدًا أن الاتفاقات مع هذا العدو لا تعدو كونها وسيلة لتثبيت احتلاله وتوسيع نفوذه.

النفاق الغربي وازدواجية المعايير

شعارات حقوق الإنسان والشرعية الدولية والديمقراطية أثبتت أنها مجرد ورقة سياسية يستخدمها السياسي الغربي المنافق ليكيل بمكيالين. فهو يدعم مذكرة اعتقال الرئيس الروسي بوتين الصادرة عن محكمة الجنايات الدولية، ولكنه يقف ضد مذكرة اعتقال رئيس وزراء العدو الصهيوني الصادرة عن المحكمة ذاتها. وبلغ الأمر بالإدارة الأمريكية إلى تهديد رئيس المحكمة بعقوبات. هذا النفاق، الذي أصبح مكشوفًا للعالم أجمع، لا يخجلون منه بل يمارسونه بوقاحة.

الحرية.. ثمنها غالٍ ولكنها تستحق

من أراد الحرية عليه أن يدفع ثمنها، ومن أراد دعم المقاومة فعليه أن يكون عونًا وسندًا، لا مصدرًا للتثبيط والتشكيك. الشعوب التي تنشد الحرية تعرف أن النصر ليس وعدًا فارغًا، بل حقيقة قادمة لمن يثبت على الحق ويصبر على البلاء. ومن يتجرأ، ينتصر.

النضال هو عنوان الشعوب الحرة والمسار الذي لا مفر منه لمن يريد التحرر. ورغم قسوة الطريق، فإن النصر دائمًا كان حليفًا لمن ضحوا وصبروا. واليوم، ونحن نشهد الصراع المستمر ضد الاحتلال والظلم، علينا أن ندرك أن الحرية تستحق التضحيات، وأن الشعوب التي تصمد لا تُهزم أبدًا.

النضال ليس خيارًا؛ بل قدر، والحرية ليست حلمًا؛ بل حق ينتزع. والنصر، بإذن الله، قادم ما دام فينا أبطال يصرون على انتزاع الحرية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يواصل عدوانه لليوم ال 64 على لبنان

الثورة نت/وكالات يواصل جيش العدو الصهيوني عدوانه على لبنان لليوم الـ 64، مستهدفا المدن والبلدات بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي. وصباح اليوم الإثنين، قصفت مدفعية الاحتلال وسط مدينة الخيام جنوب لبنان. وشنّت طائرات الاحتلال الحربية غارة جوية على بلدة أنصارية جنوبا. كما يشن الاحتلال غارات وتقصف مدفعيته مجرى نهر الليطاني – منطقة الخردلي. وليلة أمس، قصف طيران الاحتلال الحربي بسلسلة غارات عنيفة وأحزمة نارية الضاحية الجنوبية لبيروت، لا سيما مناطق حارة حريك، بئر العبد، الغبيري، معوض والشويفات- العمروسية، والشارع الصيني في الحي الأبيض. وارتفعت حصيلة العدوان على لبنان إلى 3754 شهيدا 15626 مصابا ألفًا و626 آ منذ 8 أكتوبر 2023 الماضي.

مقالات مشابهة

  • أبو مازن يؤكد تقديم كل الإمكانيات المتاحة لمساعدة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة
  • حماس: مجزرة الاحتلال بمدرسة الحرية استخفاف بالقوانين الدولية
  • في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.. متى يتحول التضامن إلى تدخل حقيقي؟
  • صباغ : سورية تجدد إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على دول المنطقة وشعوبها، وإدانة جرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه لليوم ال 64 على لبنان
  • المسيرة المليونية تجسيدٌ للأمل في مواجهة الاحتلال ودفاعٌ عن الحق
  • حماس : لن نقبل بأي تفاهمات لا تنهي معاناة شعبنا الفلسطيني
  • أبو الغيط : حروب إسرائيل تقلل من فرص الشعوب في التنمية وتحقيق الاستدامة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الحصار الإسرائيلي يعرض حياة المرضى للخطر