موقع النيلين:
2025-04-15@08:08:54 GMT

قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

‏عندما كنتُ في العشرينيَّات، وفي أزقَّة المدينة المنيرة.. أحببتُ ابنة الجيران كأيِّ مراهق في تلك الفترة.. إنَّها فتاة كرديَّة الأصل والملامح والطبائع، واسمها «نيروز»، وتكبرني بخمس سنوات.!

‏في ذلك الحين قالت لي: لماذا لا تكتب فيَّ بعض الشِّعر يا أحمد؟!‏حينها لم أكن قادرًا على الكتابة، ولا أملك من طوب معجم المفردات والكلمات ما يؤسِّس لي بيتًا من الشِّعر، لذلك ذهبتُ إلى ديوان العم «نزار قباني» -رحمه الله- واختلست منه كلمة من هنا، وكلمة من هناك، واتَّكأتُ على قصيدة اسمها (دعيني)، وبدأتُ أُغيِّر في كلماتها حتَّى تكوَّنت على يدي هذه القصيدة، وهي أُولى القصائد التي كتبتُها.

. إنَّها خليطٌ من خربشات العرفج، وإبداعات «نزار»، وعيون «نيروز»؛ أقول فيها:

‏دَعينِي أكتبُ لَكِ شعرًا

‏دَعينِي أنثرُ لَكِ وردًا

‏دَعينِي اشترِي لَكِ الآيسكريمَ مثلَّجًا

‏دَعينِي أرسمُ عينيكِ كلوحةٍ علَى القمرِ

‏دَعينِي أجرِي بحذاءٍ أو بغيرِ حذاءٍ إليكِ يا بعيدةَ المنالِ

‏دَعينِي أَرمِي الكرةَ باتجاهكِ حتَّى اتبعَهَا

‏دَعينِي أغنِّي لَكِ رغمَ أنَّنِي لَا أجيدُ الغناءَ‏دَعينِي أسرقُ عطرَ أختِي وأقدِّمهُ هديةً بينَ يديكِ

‏دَعينِي آخذُ فستانَ خالتِي وأقدِّمه لَكِ هديةً بمناسبةِ رؤيتِي لَكِ

‏دَعينِي أقتبسُ من عينيكِ الإلهامَ

‏لعلِّي أرتِّبُ فِي حضرتِكِ الكلامَ

‏دَعينِي أصبُّ لكِ الشَّايَ صبًّا

‏لأنَّكِ وردةُ هذَا الصباحِ

‏دَعينِي أعبِّرُ عمَّا يدورُ في مشاعرِ الأكوابِ

‏وهِي تلامسُ شفتيَكِ

‏دَعينِي أسألُكِ.. هلْ أعجبَكِ الشَّاي‏أمْ أخلطهُ لَكِ ببعضِ الحليبِ

‏دَعينِي أقولُ لكِ: إنِّني أحبُّكِ

‏أتعلمِينَ ذلكَ؟! نعمْ أُحبُّكِ

‏دَعينِي أفكِّرُ.. كيفَ ألتقِي بِكِ

‏وكيفَ اشتاقُ لَكِ وأطوِي المسافةَ التي بيننَا

‏دَعينِي آخذُ إجازةً قصيرةً‏لأدرسَ تاريخَ عينيكِ

‏لأعرفَ متَى اتَّصلَ الجمالُ بعينيكِ

‏دَعينِي أقبضُ علَى الزَّمنِ حينَ أكونُ أمامَكِ

‏فلا أجعلهُ يتحرَّك بلْ يتوقَّف

‏في هذهِ اللحظةِ التاريخيَّة

‏التي أكحِّلُ عيني برؤيتكِحسنًا؛ ماذا بقي!

بقي القول: إنَّني بعد قصيدة «دَعينِي… دَعينِي… دَعينِي» كتبتُ قصيدةَ «تعالِي» وتلكَ لهَا قصيدةٌ سأرويهَا فِي مقالِ الأسبوعِ المقبل.

أحمد عبدالرحمن العرفج – جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ا د عین ی د عین ی أ

إقرأ أيضاً:

اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ

يمانيون ـ هاشم عبدالرحمن الوادعي

في زمن الانحناء.. اليمن يقف شامخاً
حين خفتت الأصوات، وتراجعت الهتافات، وركنت الشعوب إلى الصمت والذهول، كان اليمن وحده يعلو على الجراح، يرفع راية الكرامة، ويصرخ في وجه الجبروت الأمريكي والصهيوني، مؤكدًا أن قضايا الأمة لا تُنسى، وأن الدم الفلسطيني لا يُباع في أسواق السياسة.
منذ السابع من أكتوبر 2023م، واليمن يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لا في البيانات والمواقف الإعلامية، بل في ميادين الفعل والتضحية، في البر والبحر، وفي مواقف تكتُب للتاريخ صفحة ناصعة لا تقبل المحو.

*حشود لا تهدأ.. وصوت لا يخبو
أكثر من 900 ساحة وشارع وميدان امتلأت بجماهير يمنية لا تعرف الكلل، خرجوا كل أسبوع في مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، يهتفون بشعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، يفضحون الصمت العالمي، ويكشفون تواطؤ أنظمة عربية وإسلامية فقدت الحس والضمير.
هذه الجموع الهادرة لم تخرج لمجرد التضامن، بل خرجت عن قناعة، عن إيمان، عن إدراك أن معركة غزة هي جزء من معركتهم، وأن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها.

*غزة تُذبح.. والعالم يتفرج
أطفال يُنحرون، عائلات تُباد، أحياء كاملة تُمحى عن الوجود، والعالم صامت كأن لا شيء يحدث. لا مؤتمرات ذات أثر، ولا مواقف ذات وزن، فقط بيانات مكررة وتصريحات باهتة، في مقابل جريمة بشعة تُرتكب كل يوم بحق شعب أعزل.
تُركت غزة وحدها تواجه المجازر، وكأنها ليست جزءًا من الأمة، وكأن الدم الفلسطيني لا يستحق الغضب، ولا الدعاء، ولا حتى التضامن اللفظي.

*الضمير العربي.. جثة في ثلاجة الصمت
أين الجامعة العربية؟ أين منظمة التعاون الإسلامي؟ أين الأحزاب والنقابات والتيارات الثورية؟ لماذا لم تغضب الشوارع؟ لماذا لم تتحرك الملايين؟ هل ماتت الروح؟ أم أن شعوبًا بأكملها أُخضعت بالتدريج حتى اعتادت الذل والاستسلام؟
إنها أسئلة مُرّة، ولكنها حقيقية، تُسلّط الضوء على واقع عربي مريض، أنهكته التبعية، وأعجزه الخوف، فأصبح عاجزًا عن مجرد الاستنكار.

*اليمن.. نبضٌ إيماني لا يُقهر
في مواجهة كل هذا الركود، جسّد اليمن موقفًا إيمانيًا لا نظير له، حيث انصهرت الإرادة الشعبية في بوتقة الصمود والثبات، وارتفعت رايات العزة في كل ساحة، لترسل للعالم رسالة واحدة: “لسنا محايدين في معركة الكرامة، وفلسطين ليست وحدها”.
التحام الشارع اليمني بالموقف المقاوم لم يكن لحظة عاطفية، بل رؤية استراتيجية وموقف تاريخي، يعبّر عن يقين راسخ بأن معركة فلسطين هي معركة الأمة جمعاء، وأن النصر حليف من لا يساوم، ولا يهادن.
*العدو يتخبط.. وصنعاء تكتب المعادلة
عندما فشل العدو في كسر إرادة اليمن، لجأ إلى استهداف المدنيين والبنى التحتية، ظنًا منه أن القصف يثني العزائم. لكنه فوجئ بصواريخ ومسيرات يمنية تقلب المعادلة في البحرين الأحمر والعربي، وتعري الهيمنة الأمريكية التي بدأت تتصدع تحت ضربات صنعاء.
وهنا يتجلّى الفرق بين من يقاتل إيمانًا، ومن يقاتل لأجل أجندة، بين من يصنع النصر رغم الجراح، ومن يصنع الهزيمة رغم الترسانة.

السيد القائد: الثبات على الحق هو النصر
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الأمريكي إلى زوال، لأنه يستند إلى البغي والاستكبار، بينما يقف اليمن على أرضية إيمانية صلبة، عصية على الانكسار. فالحق لا يُهزم وإن طال ليله، والإيمان هو النور الذي لا يخبو.

*خاتمة: اليمن.. نار الكرامة التي لا تنطفئ
هكذا، يمضي اليمن في طريقٍ لا عودة منه، طريق الحق الذي لا يعرف المساومة، ولا يقبل الحياد.
فهذا الشعب الذي اعتدي عليه، وحاصره الجيران، لم ينكسر ولم يتراجع، بل اختار أن يكون في الصفوف الأولى لمعركة الأمة، مؤمنًا بأن الوقوف إلى جانب فلسطين ليس مجرد تضامن، بل واجب ديني، ومسؤولية تاريخية، وموقف إنساني لا يقبل التردد.
في زمن تُباع فيه المواقف وتُشترى، ويُدار فيه الصمت كسلعة، قرر اليمنيون أن يكونوا صوتًا للحق، ونداءً للضمير، ورايةً عالية لا تنكسر أمام العواصف.
لقد صنعوا من ثباتهم أسطورة، ومن مواقفهم مدرسة، ومن صمت الآخرين وقودًا لغضبهم المشروع.
هنا، في أرض اليمن، يتجلى المعنى الحقيقي للكرامة.. وهنا، يُكتب التاريخ من جديد:
لا حياد في معركة الكرامة.. ولا مكان لأمة لا تقاتل من أجل فلسطين.

مقالات مشابهة

  • ما الملفات التي سيبحثها نواف سلام خلال زيارته لسوريا؟
  • قصيدة عن الأردن بمناسبة يوم العلم الأردني
  • الحقيقة التي لا نشاهدها
  • ينتظر هدية سام مرسي.. هل يتوج صلاح مع ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي مبكرا
  • هذه هي الموانئ التي ستستقبل شحنات الأغنام المستوردة إلى الجزائر
  • مصر تدين الهجمات التي استهدفت مخيم زمزم بدارفور
  • اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ
  • جمال سليمان: بدأت مشواري بأدوار رومانسية.. ومينفعش أقول إني اتظلمت
  • دراسة: عينيك قد تساعدان في كشف أعراض مبكرة عن الخرف
  • من هي أبرز الشركات العالمية التي تصنّع في الصين؟