أملا في بلوغ أوروبا: "التغريبة السورية" تتواصل عبر ليبيا!
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يراود حلم الهجرة السوريين في محافظات عدّة، بعد نزاع مدمر مستمر منذ 2011 وأودى بحياة نصف مليون شخص وشرّد نصف سكان البلاد. (صورة رمزية لمهاجرين أمام سواحل ليبيا)
من سوريا إلى ليبيا فأوروبا، ينطلق مهاجرون سوريون في رحلة محفوفة بمخاطر قد تكلّفهم حياتهم، تبدأ بتوجيه رسالة عبر الهاتف إلى مهرّب، قبل الانتقال إلى ليبيا ثم الإبحار عبر المتوسط.
يعتمد السوريون المنهكون من مآسي الحرب على مهرّبين ينقلونهم من بلدهم إلى ليبيا الغارقة في أزماتها أيضاً، ليعبروا منها إلى أوروبا، وجهة أحلامهم، إن حالفهم الحظ ولم تبتلعهم مياه البحر، الذي تعد منطقته الوسطى "أخطر طريق هجرة" في العالم.
مختارات غرق مركب الهجرة قبالة اليونان: مصر تنعي والأمم المتحدة تحذر المرتزقة السوريون.. قضية مؤرقة للجميع بلا حل واضح في الأفقبحسب تقرير فإن المرتزقة السوريين الذي شاركوا في معارك سواء في ليبيا أو ناغورني كاراباخ قد تعرضوا لعمليات خداع وسرقة ولم يحصل كثير منهم على أي أموال فيما مات آخرون دون أن تحصل عائلاتهم على ما وعدوا به في حال وفاة أبناءهم.
لعبة الحياة والموت- مقامرة الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا إنتشال عشرات الجثث لمهاجرين سوريين في سواحل تونسوتُعد ليبيا منطلقاً أساسياً لمهاجرين من دول عدة يبحرون على متن مراكب متهالكة ومكتظة من دون ما يكفي من الطعام والمياه ومن دون أبسط معايير السلامة.
في حزيران/يونيو الماضي، غرق مركب صيد انطلق من ليبيا وعلى متنه 750 شخصاً بينهم 141 سورياً على الأقل، قبالة شواطئ اليونان. لكن خفر السواحل أنقذ 104 ركاب منهم فقط.
مهربون عن بعد!
ويقول مهرّب في محافظة درعا الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري في جنوب سوريا، لوكالة فرانس برس، "ننهي العمل كلّه عبر الهاتف". ويضيف "إذا وافق الشخص على تفاصيل العرض، نطلب نسخة من جواز سفره ونحدّد مكاناً يضع فيه المبلغ المتفّق عليه. لسنا بحاجة لأن نلتقي أحداً".
وتُشكّل مكاتب سفر عدة في المحافظة واجهة لمهرّبين متخصّصين في تنظيم رحلة الهجرة، وفق ما يقول مهاجرون من درعا لفرانس برس.
وتلقّت فرانس برس بعدما راسلت أحد المكاتب عبر تطبيق "واتساب" منتحلة صفة طالب هجرة، عرضا مقابل 6500 دولار، يتضمن تأمين موافقة أمنية ليبية، وتذكرة سفر، واستقبالا ونقلا في ليبيا، وإقامة في فندق أو شقق مفروشة، فضلاً عن سترة نجاة وكلفة الإبحار إلى إيطاليا.
ويجزم مقدِّم العرض أن المنامة لن تكون في مستودع أو مخزن، وأنّ بإمكان المسافر الاحتفاظ بحقيبته وهاتفه الخلوي، وهما أمران يجمع مهاجرون على أنه لا يتم الالتزام بهما.
ومنذ استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في 2018، تعاني محافظة درعا التي شهدت موجات هجرة واسعة خلال السنوات الماضية بحسب سكان ومهاجرين، من فوضى أمنية تتخلّلها اغتيالات واشتباكات وتهريب مخدرات. ويشكو سكانها كما أهل باقي المحافظات من أزمة اقتصادية خانقة.
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: عصابات تهريب البشر الهجرة إلى أوروبا الحرب السورية شرق ليبيا حكومة طرابلس دويتشه فيله عصابات تهريب البشر الهجرة إلى أوروبا الحرب السورية شرق ليبيا حكومة طرابلس دويتشه فيله
إقرأ أيضاً:
الدمار الكبير في درعا شاهدٌ على فظاعة جرائم النظام البائد
درعا-سانا
الدمار الكبير والخسائر بالأرواح يشهد على حجم الإجرام الذي تعرضت له مدينة درعا من قبل النظام البائد خلال نحو 8 سنوات، امتدت من عام 2011 حتى 2018، هذه المدينة التي تعرضت لقصف من مختلف صنوف الأسلحة، وخاصة الطائرات، والدبابات وراجمات الصواريخ والمدفعية، وقذائف الهاون.
رئيس مجلس المدينة المهندس أمين العمري، ذكر في تصريح لمراسل سانا أن عدد سكان المدينة يبلغ نحو 200 ألف نسمة، يقطنون ضمن 25 حياً سكنياً، تضرر 20 منها خلال سنوات الحرب بنسبٍ تراوحت بين 10 و 90 بالمئة، في حين بقيت 5 أحياء سليمة، مبيناً أن عدد مبانيها التي تشمل مناطق درعا البلد ودرعا المحطة و طريق السد والمخيمات يبلغ 12072 بناءً، منها 6114 بناءً سليماً أو متضرراً بشكلٍ طفيف، ونحو 866 بناءً متضرراً و بحاجةٍ لإكساءٍ كلي، و2463 بناءً متضرراً جزئياً وتحتاج إزالة أو تدعيماً، و2629 بناءً متهدماً بشكلٍ كامل.
وأفاد بأن أغلب سكان حي المنشية في درعا البلد، هجروا بالكامل بسبب تعرض الحي لقصفٍ عنيفٍ، كما تم تهجير السكان من أجزاء في طريق السد والمخيمات، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة بعد انتصار الثورة، شهدت عودة عدد من العائلات أغلبها من الأردن، وبدأ العائدون يستعيدون دورة حياتهم الطبيعية، وسط تحديات تتعلق بالخدمات، وسوء الوضع العام وقلة الأبنية الصالحة للسكن وارتفاع بدلات الاستئجار.
وبخصوص الأسواق التجارية، بيّن العمري أن لدى مدينة درعا أسواقاً تضم 5 آلاف فعاليةٍ تجاريّة مختلفة، تتوزع في شوارع الشهداء وهنانو والقوتلي وفي محيط المشفى الوطني، وساحة بصرى، إضافةً إلى سوق الخضار وعماش والرحمة وحامد مول، مشيراً إلى أن وجودها على خط تماسٍ مع تواجد جنود النظام البائد، أخرجها جميعها من الخدمة، وطال بعضها ضرر كبير والآخر ضرر جزئي، مبيناً أن مجلس المدينة أعاد تفعيل بعضها بنسبةٍ بلغت 20 بالمئة، وبحاجةٍ ماسةٍ لتفعيل الباقي لأنها عصب المدينة الرئيسي وقبلة المتسوقين من قرى وبلدات المحافظة.
خطيب مسجد سعد بن أبي وقاص في حي طريق السد، الشيخ عبد الرزاق الصياصنة بيَن في تصريحٍ مماثل أن أهالي المدينة وثقوا شهداء الثورة بالاسم والتاريخ وشهادة الشهود، وسبب الوفاة بقذيفة، أو رصاصة قناص أو قصف طيران وغيرها، موضحاً أن عدد شهداء مدينة درعا حتى نهاية عام 2018 تاريخ التسويات، ووقف الأعمال القتالية بلغ 1950 شهيداً، إضافة إلى نحو 450 معتقلاً أو مفقوداً أو مغيباً و400 مصابٍ بنسب عجزٍ مختلفة، بتر طرفٍ، أو فقدان بصرٍ أو إعاقةٍ دائمة أو جزئيةٍ أو غيرها.
أحد أبناء درعا البلد محمد المسالمة بيّن لمراسلة سانا أن ظروف مدينة درعا في سنوات الثورة، كانت صعبةً بسبب عدم توافر الخدمات الأساسية من ماءٍ وكهرباءٍ والقصف المتواصل، وأصعبها كان إخراج الأطفال من تحت الأنقاض في ظل غياب الوسائل الحديثة والاقتصار على وسائل تقليديةٍ بدائيةٍ، إضافة إلى خروج الأهالي من منازلهم سيراً على الأقدام وتحت القصف، وأيضاً ظروف الضغط على السكان لإخراج أبنائهم من الثوار قسرياً إلى محافظة إدلب.
قاسم المقداد وليلى حسين