صحة حديث والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: ما صحة حديث والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه؟ فقد سئل بخطاب مدير قسم التعاون بوزارة الزراعة بما صورته: أرجو التفضل عن الجملتين الآتيتين؛ هل هما أو إحداهما من مأثور قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه»، «الله في عون المرء ما دام المرء في عون أخيه»؟.
قالت دار الإفتاء إنه ورد في الجزء الثامن من "صحيح الإمام مسلم" (المطبوع بالأستانة، بصحيفة 71) ما نصه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».
وبهذا عُلِم ما هو المأثور من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم نعثُر على ما خالفه، ولا نستطيع نفي ما عداه، فإن ثبت ما يخالفه بطريق صحيح كان من اختلاف الرواية.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه قد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة, ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة, ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة, وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده, ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) (صحيح مسلم).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عون العبد دار الإفتاء الإفتاء حديث الله علیه وآله وسلم الله ع الله ف
إقرأ أيضاً:
مفتاح القرب من الله.. أوضحه الشيخ الشعراوي
التقرب إلى الله غاية المسلم، كلُ على طريقته الخاصة، فمنهم من يتقرب بالصلاة وآخر بالصوم وغيره بالزكاة، وغيرها بالأعمال الصالحة، ولكن يسعى الجميع إلى معرفة مفتاح القرب من الله، لنيل الرضا والثواب الكامل والفضل من الله عز وجل.
العلاقة بين العبد وربهفيديو قديم للراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، تحدث فيه عن العلاقة بين العبد وربه ومفتاح القرب من الله، حيث قال إنّ الإيمان الحقيقي بالله يجعل الإنسان قريبًا منه: «الله يُعلمنا في قوله (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، أنّ الرد على التحية بالإحسان هو من طرق التقرب إلى الله سبحانه وتعالى».
مفتاح القرب من اللهوأضاف «الشعراوي» أنّ الإيمان بالله هو مفتاح القرب من الله، وبه يصبح القرب متبادلاً، مستشهدًا بقول الله تعالى: «اذكروني أذكركم، ما يعني أنّ المبادرة تبدأ من الإنسان، فإن هو بادر بالقرب من الله تقرب الله منه، وإذا اقترب منه شبرا، يقترب منه ذراعا، وإذا مشي إليه، هرول الله إليه.
تقرب العبد من اللهوتابع إمام الدعاة موضحًا الفارق بين التعامل مع البشر ومع الله، فقال: «في الدنيا، إذا أردت لقاء أصحاب الجاه، قد ترفض طلبك، وإن وافقوا حددوا الموضوع والزمان والمكان، وينهون اللقاء في وقتها، أما الله، فلا يحتاج مواعيد، فهو يحتفي بعبده في أي وقت وأي مكان، وما على العبد سوى التوجه لله عز وجل».
العبودية لله عزة وكرامةوأكد الشيخ الشعراوي، أنّ العبودية لله تختلف تمامًا عن المفهوم البشري المشوه، فهي ليست تبعية تضعف الإنسان، بل هي عزة تمنحه القوة والكرامة، قائلًا: «حسبُ نفسي عزًا بأني عبد يُحتفي بي بلا مواعيد، فالعبودية لله هي تبعية لكريم يعطيك، كلما ازدادت عبوديتك زاد الله في عطائه».
واختتم الشعراوي حديثه بأنّ العبودية لله ترفع من شأن العبد وتمنحه الخير، فهي عبودية عزة وكرامة، عكس البشر الذين يستغلون العبودية لتحقيق مصالحهم ومآربهم.