لا زال مقتل عالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرليخ قبل أيام في جنوب لبنان يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة تواجده في منطقة قتال حامية الوطيس، ومدى واقعية ما قيل بشأن عمله المتخصص للعثور على جذور يهودية في تلك المناطق اللبنانية وصولا الى نهر الليطاني. 

أوري إيرليك الصحفي والمتحدث باسم منظمة علماء الآثار "عيمك شافيه"، كشف أن "دولة الاحتلال تسعى للحصول على أي معلم أو مؤشر عن تواجد اليهود، ولو قبل آلاف السنين، في أي منطقة حول العالم، للادعاء بملكيتها وأحقية الاستيطان فيها، استنادا للقول المأثور بأن "كل مكان كانت فيه مستوطنة يهودية، بغض النظر عن الزمان، يجب إعادة بنائها"، بزعم أنها كانت في يوم من الأيام جزءًا من مملكة إسرائيل، حتى لو عاد الأمر الى القرن الثاني عشر الميلادي".

 

وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "هذه الادعاءات مدعاة لمزيد من التوسع الاستيطاني، لأنه يعني عملياً إزالة الحدود بين الدول، والاستناد للمواقع الأثرية بدل القرارات السياسية، وهو ما كشفه العديد من آباء الاستيطان، ومنهم أرنون سيغال الذي نشر بعد شهرين من هجوم حماس في السابع من أكتوبر أن إسرائيل ستتوسع حتى نهر الليطاني، مما يذكرنا بأساليب المستوطنين في شرقي القدس وأماكن أخرى، وهذا ليس من قبيل الصدفة".  

وأوضح أن "عالم الآثار إيرليخ، يعتبر النموذج الأولي للمستوطن الذي يستكشف الأرض، ويستخدم مواقع التراث والآثار كأدوات فعالة للمحو والمصادرة باحتلال الضفة الغربية عام 1967، حيث يقدم المستوطنون ما يزعمونه تاريخا يهوديا غنياً في الضفة الغربية كمبرر لحقهم المزعوم فيها، مع الافتراض الضمني بأنه إذا كان هناك تاريخ يهودي فيها، حقيقي أو مخترع، فلن يكون للفلسطينيين أي صلة تاريخية بها". 


وأشار إلى أن "علاقة علم الآثار بالاستيطان يعني أن له واقعًا متعدد الطبقات وغنيًا في الغالب، بحيث يمكن أن ترى الثقافات المختلفة الموجودة في الأراضي الفلسطينية خلال آلاف السنين عندما غاب اليهود عنها، ثم ترى ما هو واضح، وهو الارتباط التاريخي للفلسطينيين بأرض فلسطين". 

وأكد أن "إيرليخ، الذي تم تقديمه في بعض التقارير الإعلامية بأنه عالم آثار، فإنه استخدم علم الآثار حسب احتياجاته، ولعله أفضل مثال على كيفية استفادة المستوطنين من التراث كوسيلة لتدريب فكرة الاستيطان في أذهان الإسرائيليين، على الأقل بالنسبة لمن يرتبطون بالوعد الإلهي المزعوم". 

وكشف أنه "منذ اللحظات الأولى لهذه الحرب، عمل إيرليخ على خلق صلة بين الاحتلال والاستيطان في أذهان الإسرائيليين، ليس في الأراضي الفلسطينية فحسب، ولكن في لبنان أيضًا، حيث ظهرت في الأيام الأخيرة قصص لا حصر لها حول رحلاته البحثية في الضفة الغربية، استمرت لسنوات طويلة، بعضها في مناطق (أ) و(ب)، قام الجنود بتأمينها، مما يكشف طبيعة العلاقة الإشكالية على مر السنين بين الجيش والاستيطان وعلم الآثار". 

وأوضح أن "قادة الفرق الاستيطانية في الضفة الغربية كانوا متشوقين دائماً لتفسيرات إيرليخ حول بعدها الديني العميق، موضحا للجنود، بحكم سلطته البحثية، وبعيدًا عن أي نقاش حول المشاكل الديموغرافية والقيود السياسية، أن أرض إسرائيل ليست مقاطعة محتلة، وليس هناك شك بأن الضفة الغربية لديها الكثير من التاريخ اليهودي، في ضوء أن لديه قدرة خاصة لا يتمتع بها الجميع بالتعرف على المواقع اليهودية، وفي كل مكان". 

ولفت إلى أنه "في جنوب لبنان قام إيرليخ بتحديد ووضع علامات على الخريطة خلال حرب لبنان الأولى 1982 على قائمة المواقع والمقابر اليهودية هناك، مما يعني بنظر المستوطنين أن الجيش الإسرائيلي حين يتواجد هناك فهو ليس احتلالاً، وبالتالي فإنه في الواقع يخدم غرضا سياسيا، وليس علماً أثرياً، وهو ما يتضح من ممارساته في الضفة الغربية، كقرية بني نعيم، رغم أن التقاليد الإسلامية المحلية تكرّم الشخصيات التوراتية". 

وأكد أن "الخطط التي قدمها المستوطنون للحكومة، ويقترحون فيها تطوير المواقع الأثرية، تم تضمين العديد من المواقع ذات البعد الديني التوراتي، وقد ترأس إيرليخ العديد من جولات المستوطنين في الضفة الغربية الحشمونيون في أريحا، بمشاركة مئات الإسرائيليين، تحتاج لتأمين لواء كامل من الجيش، مما يفسّر التزامه العميق تجاه أهواء المستوطنين حول الأماكن الأثرية". 


وكشف أنه "في يوم جنازة إيرليخ، اعترف يارون روزنتال رئيس المجلس الاستيطاني غوش عتصيون، أن الجيش دأب على تأمين جولاتنا الأثرية عندما نقوم بالتحقيق في المواقع، وتعريف الجنود بها، بزعم أنه في المرة القادمة عندما تكون هناك معركة بنفس المنطقة، سيقاتلون بشكل أفضل بسبب معرفتهم بجذورها اليهودية، ولعل طريقة التفكير هذه دفعت الجيش للاعتقاد بأنه من المنطقي استخدام إيرليخ ابن 71 عامًا في نشاط عملياتي لتحديد مواقع أثرية بدلاً من استخدام عدد لا يحصى من الأدوات التكنولوجية الموجودة تحت تصرفه". 

وأوضح أن "حادثة مقتل إيرليخ في جنوب لبنان بنيران حزب الله تكشف عن العلاقات الوثيقة بين الجيش والمستوطنين وعلماء الآثار، الذين يعتقدون أن أي موقع له تاريخ يهودي يجب أن يكون بالضرورة تحت السيطرة الإسرائيلية، مما يعني أن مشروع قانون الضم الخاص بالضفة الغربية الذي تقدم به الائتلاف الحكومي، ينص على توسيع صلاحيات وأنشطة هيئة الآثار، بزعم أن مناطقها "غارقة" في التاريخ اليهودي، وتعود ملكيتها للشعب لليهودي، رغم ان هذه الخطوة من شأنها تجبر الإسرائيليين على دفع أثمان باهظة لأخطاء حكومتهم". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية لبنان الاحتلال لبنان غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة فی جنوب لبنان العدید من

إقرأ أيضاً:

استشهاد مُسن عقب تعرضه للضرب من جنود الاحتلال جنوب الضفة (شاهد)

استشهد مسن فلسطيني، اليوم الثلاثاء، إثر الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامهم بهدم منزل في بلدة وادي فوكين غرب محفظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن المسن غازي بدر مناصرة (70 عاما) استشهد بعد وقت قصير من إصابته بجلطة، عقب اعتداء جنود الاحتلال عليه بالهراوات وأعقاب البنادق خلال هدم منزل في بلدة وادي فوكين غرب بيت لحم.

ولفتت إلى أن 6 مواطنين أصيبوا أيضا برضوض وخدوش، بينهم المسن مناصرة، الذي أصيب بجلطة وأعلنت وفاته لاحقا.

وأظهر مقطع فيديو الاعتداء على المواطنين، حيث انهال الجنود الإسرائيليون بالضرب المبرح على مجموعة من الفلسطينيين.

الشهـيد غازي مناصرة (70 عاما) من القهر أصابته جلطة قلبية وارتقى، خلال اعتداء قو|ت الاحتلال على الناس وهدم منزلين في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم. pic.twitter.com/IkkaT4GaEV

— شجاعية (@shejae3a) April 8, 2025

وفي وقت سابق، هدم الجيش الإسرائيلي 7 منازل لفلسطينيين في مواقع متفرقة من الضفة الغربية بدعوى "البناء دون ترخيص".



وتمنع السلطات الإسرائيلية البناء أو استصلاح الأراضي في المناطق المصنفة "جيم" بالضفة الغربية، إلا بالحصول على تراخيص يعد الحصول عليها "شبه مستحيل" وفق فلسطينيين.

وبموجب الاتفاقية المؤقتة لعام 1995 "أوسلو 2" بين إسرائيل والفلسطينيين، تم تصنيف المنطقة "جيم" على أنها خاضعة للسيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية.

يأتي ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مخيمات وبلدات ومدن شمال الضفة الغربية منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.

ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 946 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل شابة فلسطينية عند مفرق بلدة حارس غربي سلفيت في الضفة الغربية، بزعم رشقها الجنود بالحجارة، ومحاولة تنفيذها عملية طعن.

واستشهدت الشابة الفلسطينية بعد تلقيها عدة رصاصات من جنود الاحتلال الذين تعمدوا قتلها.

ولاحقا، كشفت الهيئة العامة للشؤون المدنية أن الشهيدة هي أمانة إبراهيم محمد يعقوب (30 عاماً).

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل أكثر من 16 ألف فلسطيني من الضفة الغربية خلال عام ونصف
  • بالتزامن مع حرب غزة.. عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم في الضفة الغربية
  • عمرو خليل: إسرائيل تشعل الأوضاع في الضفة الغربية لإرضاء اليمين المتطرف
  • هيئة الآثار بصنعاء تدين استهداف العدوان الأمريكي لقلعة نقم التاريخية
  • عاجل| جيش الاحتلال يعلن بدء عملية عسكرية واسعة في نابلس شمالي الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية: تصعيد الاحتلال لهدم المنازل في الضفة الغربية امتداد لجرائم الإبادة والتهجير
  • الخارجية الفلسطينية تدين استهداف الاحتلال للمنازل والمنشآت في الضفة الغربية
  • عاجل| مصابون في عملية طعن بالقدس الغربية
  • استشهاد مُسن عقب تعرضه للضرب من جنود الاحتلال جنوب الضفة (شاهد)