((عدن الغد))خاص.

تقرير: عدنان حجر 

في حياة الإنسان اشياء لا يمكن أن يصدقها بل يستحيل أن يصدق أنها حدثت.. لكن في اليمن فقط وبسبب تبعات الحرب وقطع الرواتب على الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية بات حدوث المستحيل واقعا بل ومأساويا.. فقد تصدق أن معلما انتحر أو معلما طلق زوجته أو أن معلما انحرف.

. لكن هل تصدق أن معلما تنازل عن ابنته لشخص آخر أو معلم يشحت في الشوارع ويعيش وأسرته على بقايا طعام الغير.. في هذا التقرير نسلط الضوء حول هذا الموضوع.

معلم يتنازل عن ابنته لآخر

وجع الوجع ومأساة الماسي تتضمنه هذه الوثيقة التي تحكي عن قيام معلم بالتنازل عن ابنته لشخص آخر وذلك لعدم قدرته على تحمل مسؤوليتها المعيشية بسبب انقطاع الرواتب ورفض الميليشيات الحوثية الإرهابية صرفها للموظفين وخاصة المعلمين.

 مأساة في وثيقة رسمية

تقول الوثيقة المأساة أن الأخ غالب عبده صلاح تنازل عن ابنته ابتهاج البالغة من العمر 8 سنوات للأخ طاهر احمد يحي الغرباني وزوجته مقابل احتضان البنت ورعايتها ومعاملتها معاملة الاب والام حتى تبلغ مبلغ الزواج..ويكون مسؤول مسؤولية كاملة عن حياتها الشخصية ولايحق لوالد البنت التدخل في شؤون زواج ابنته إلا أن يعقد لها فقط ولايحق لاي شخص من أسرتها أو أهلها أو أقاربها التدخل في شؤون البنت وهي في حضانة ورعاية ومسؤولية من تنازل لهم والدها عنها . 

 قهرته الحرب فتفككت اسرته

يقول أحد أصدقاء غالب الذي تنازل عن ابنته ..أن صديقه كان يعمل مدرسا مجتهدا وملتزما ومنضبطا وكفاءة عالية في تدريس مادته ويعيش ظروفا مادية جيدة وظروفا أسرية متماسكة يسودها الحب والوئام والاستقرار النفسي والاجتماعي ..وما أن اندلعت الحرب حتى بدأت الأمور تتدهور خطوة خطوة كان أشدها أن الميليشيات الحوثية الإرهابية أوقفت صرف الرواتب وحاصرة الناس وعمدت أن تعيقهم في الوصول إلى مصادر رزق أخرى ..فتدهور وضع صديقي وتعب نفسيا وبدأت المأساة بأن طلق زوجته لعدم قدرته على كفايتها وبدأ يعيش مع بقية اسرته حياة قاسية حتى وصل إلى مرحلة فقدان قدرته على مقاومة الوضع والظروف المحيطة به ..وبدأ خوفه على ابنته وحزنه أن تحرم من حقها في الحياة والعيش الكريم فقرر أن يتنازل لزميل له بحضانة ابنته ورعايته وتحمل مسؤوليتها مسؤولية كاملة وحرم نفسه من ابنته لكي لايحرمها من حقها في الحياة.

معلم يتسول ليعول اسرتين

روى ناشط حقوقي في صنعاء، تفاصيل مؤلمة، عن اضطرار أحد المدرسين، لجمع بقايا الطعام، من مطاعم العاصمة، ليسد بها جوع أسرته وأسرة شقيقه المتوفي، بعدما جارت عليه سلطة الانقلاب، وأكل الحوثيون مرتبه منذ سنوات..

وقال الناشط الحقوقي، يحيى أحمد أبو الرجال، في منشور على صفحته بالفيسبوك،إنه قبل يومين، عندما كان ضيفا لدى أحد أصدقائه لتناول الغداء بأحد المطاعم بصنعاء، تفاجأ بشخص يدخل ليجمع بقايا الأكل من المطعم، فخطر على باله أنه يعرفه.

المعلم وصديقه الاشتراكي

ويضيف أبو الرجال: "قلت لصديقي كأني اعرف هذا الشخص ، قال مش معقول ما تعرفه !! هذا زميلنا الاستاذ ..... ، لكن ظروفه سيئة قوي بدون مرتب و بدون عمل و يضطر لجمع بقايا الاكل لأولاده و اسرته و اسرة اخيه الذي توفي"..

ويواصل الناشط سرد تفاصيل القصة المؤلمة: "استحيت ان انظر اليه او اكلمه و لكن صديقي قام اليه و دعاه للغداء فرفض و التفت اليا بابتسامته الجميلة التي كنت وكان الجميع يعرفها و قال اين الغيبة يا بش مهندس ، عادك اشتراكي او قد بطلت ؟"..

  أبو الرجال والمعلم والم المشهد

ومن شدة الصدمة، تسمّر أبو الرجال قاعدًا، وقال: "لم استطع النطق فقد كنت مثلي مثل الكرسي الذي اجلس عليه من ألم المشهد". ويشير إلى أن المدرس، معروف وتربت على يديه أجيال في مدينة الروضة، شمالي أمانة صنعاء..

وانهالت مئات التعليقات، على منشور الحادثة المؤلمة، وكلها تعبر عن مدى الوجع والقهر الذي وصل إليه حال المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين، وخصوصا المدرسين، المنقطعة رواتبهم منذ قرابة الثمان سنوات...

 قضيتين متلازمتين

أن قضية المعلم متعلقة بالتعليم حيث تعد القضية الوطنية الاولى.. ولم يتوقف الامر عند انكار حقه في الراتب بل وصل الى تجريم المطالبة براتبه كما تجاوز انكار دوره الوطني وتضحياته الى اتهامه والحكم عليه في آن واحد بالخيانة الوطنية.. 

مشاهد وحكايات وقصص مأساوية في يوميات المعلمين والتربويين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية والتعلم يأتي في اخر اهتمامات الميليشيات الحوثية فالتعليم لايمكن أن يؤدي رسالته الخالدة ويبني أجيال المستقبل والمعلم لاحقوق ولا رعاية ولا اهتمام.

 ماذا بعد ذلك ؟.

الانسان العاقل والمنصف يتساءل في أي حكومة ، وسلطة ، وجماعة ، وعالم ، وقارة ، يتم تحويل المعلم والموظف الى عبد بلا حقوق وشاقي بلا مقابل وبدون خبز وشربة ماء ووسيلة مواصلات لأداء رسالته الانسانية والبقاء وأسرته على قيد الحياة. ماذا بعد ذلك ؟.من كان يعلم أن هذا الحال المؤلم سيصل اليه المعلم اليمني خاصة والموظف اليمني بشكل عام من بؤس وهوان...ولكن هل من مآسي أشد وأعظم من الماسي التي يمر بها صناع الرجال من القادة في مختلف مناحي الحياة وأسباب بناء الدول وتنميتها وتطورها وتقدمها ..

كل ماتقدم يحدث للمعلم في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية .. وان حدث في المناطق المحررة فليس على ذلك النحو والصور والماسي ..فهل يستحق المعلم الإنسان العظيم أن تكون نهايته على غرار ماتقدم .

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی مناطق سیطرة

إقرأ أيضاً:

وفاة رئيس بيرو السابق عن عمر يناهز 86 عامًا

توفي ألبرتو فوجيموري، الزعيم القوي السابق لبيرو طوال فترة تسعينيات القرن الـ20 والزعيم الأكثر إثارة للانقسام في البلاد، عن عمر يناهز 86 عاما، بعد عشرة أشهر فقط من حصوله على عفو وإطلاق سراحه من السجن.

الرئيس الأسبق توفي بعد صراع مع مرض السرطان

وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية فإن رئيس البيرو الأسبق توفي في منزل ابنته ووريثته السياسية كيكو فوجيموري في العاصمة البيروفية ليما، مساء أمس الأربعاء حيث أعلنت ابنته «بعد صراع طويل مع السرطان، رحل والدنا ألبرتو فوجيموري للتو للقاء الرب، نطلب من أولئك الذين أحبوه أن يرافقونا بالصلاة من أجل الراحة الأبدية لروحه».

لا يزال فوجيموري، الذي حكم بيرو من عام 1990 إلى عام 2000، شخصية مثيرة للانقسام في بيرو، بينما تقود ابنته كيكو التي رشحت نفسها للرئاسة ثلاث مرات، حركة سياسية شعبوية يمينية.

 أُدين رئيس بيرو السابق بتهمة الاختطاف والقتل 

وينسب إليه أنصاره الفضل في القضاء على حركة الدرب المضيء الماوية وإعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح بعد التضخم الجامح ويعتقد كثيرون آخرون أنه حكم بقبضة من حديد خلال العقد الذي أمضاه في السلطة، والذي اتسم بانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والفساد المستشري.

في عام 2009، أُدين فوجيموري بتهمة الاختطاف والقتل وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا في ما وصف بأنه حكم تاريخي لقضايا حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية، وأطلق سراحه من السجن في ديسمبر 2023 بعد أن قضت المحكمة الدستورية في بيرو بضرورة منحه عفواً إنسانياً، على الرغم من أن المحكمة الأمريكية لحقوق الإنسان طلبت من الدولة البيروفية الامتناع عن تنفيذ الأمر. 

مقالات مشابهة

  • رياض الخولي أول الحاضرين في مهرجان الفضائيات العربية
  • السيد القائد في كلمة له مواكبةَ لفعاليات المولد النبوي الشريف وآخر تطورات العدوان على غزة (إنفوجرافيك)
  • هل يأكل الهايتيين الحيوانات الأليفة حقا في بلدة سبرينغفيلد بأوهايو؟
  • وداعًا للمشاكل الصعبة والمسائل المعقدة.. إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي بقدرات ”تفكير” كالبشر!
  • هل يواجه حكما بالحبس.. مصير أحمد فتوح بعد رفض أسرة الضحية التنازل
  • السفارة الأمريكية: الميليشيات المتحالفة مع إيران هاجمت مجمع الدعم الدبلوماسي ببغداد
  • تركيا.. معلم ينقذ تلميذه من الموت في اللحظات الاخيرة “فيديو”
  • كانسيلو يتجول برفقة ابنته في أحد المولات
  • زيلينسكي يرفض التنازل عن القرم
  • وفاة رئيس بيرو السابق عن عمر يناهز 86 عامًا