منذ بدايات العدوان الإسرائيلي على غزة قبل أربعة عشر شهرا، والمنظمات الحقوقية الدولية تتحدث عن ارتكاب الاحتلال لجرائم حرب عن سابق إصرار وتعمد ضد الفلسطينيين، الأمر الذي دفع، بجانب اعتبارات أخرى، لإصدار محكمة العدل الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه المقال يوآف غالانت.



في حين تتحدث منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية عن زيادة مطردة في عدد شهادات الجنود حول انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، مع زيادة خطورتها، وكأن هناك توجه رسمي حكومي وعسكري لتوسيع رقعة الضحايا الفلسطينيين في القطاع.

مراسل موقع زمن إسرائيل، تاني غولدشتاين٬ أكد أنه "خلال الحرب الحالية في غزة، حدثت زيادة كبيرة في عدد الجنود الذين اتصلوا بمنظمة كسر الصمت، وقدموا أدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، والإضرار بالمدنيين، بما فيها ارتكاب جرائم حرب".


غياب الكوابح
ونقل عن نائب رئيس المنظمة إيتان روم، وهو رائد في الاحتياط، وقائد سرية في الدفاع الجوي، وحصل على وسام الخدمة المتميزة لرئيس الأركان، قوله إن "خطورة الأدلة التي تم تلقيها عن هذه الجرائم آخذة في التزايد، حيث اتصل بنا الجنود منذ الأسبوع الأول من الحرب، حتى قبل الغزو البري لغزة، وكلها أكدت أن جيش الاحتلال يعمل في غزة دون كوابح وقيود على تعليمات إطلاق النار، واستخدامها الفعلي".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "شهادات الجنود كشفت عن قفزة خطيرة إلى حد كبير في الانتهاكات التي يرتكبها الجيش في غزة، وشهد الجنود بأنهم كانوا حاضرين فيها، لاسيما أولئك الضحايا الفلسطينيين نتيجة تسوية سلاح الجو لمباني بالأرض، رغم أنها تضم مئات المدنيين، بزعم أنه اكتشف عنصرا من حماس، حتى لو كان غير مسلح، كما يطلق الجنود النار على المدنيين في المناطق التي يصفها بـ"الآمنة"، دون أن يكون هناك تهديد على حياتهم".

وكشف أن "الجنود شهدوا أمام المنظمة حول استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، حيث يأخذون الأولاد والبالغين والمسنّين، ويدخلونهم إلى نفق أو مبنى خطير، يجبرونهم على خلع ملابسهم، ويرسلونهم للداخل مكبلي الأيدي، ومعهم كاميرا، ويعلم الجنود أنهم ليسوا مسلحين، لأنه حتى بالنسبة للمشتبه بهم، فهذا غير أخلاقي".

وأضاف "ويتعارض مع القانون الدولي والإسرائيلي والمحكمة العليا، رغم أنه يمكنه جلب الكلاب والروبوتات، مع أن أحد تفسيرات الجيش أن الكثير من الكلاب أصيبت، مما يؤكد أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بدل الكلاب يظهر أن الجيش لم يعد يرى قيمة في حياتهم".


الدروع البشرية
وأكد أن "استخدام الجنود للفلسطينيين دروعا بشرية خلال حربه في غزة ممارسة شائعة، حيث يأمرونهم بدخول المباني التي يشتبه بتفخيخها، فإذا كانت هناك عبوات فستنفجر فيهم هم، وليس الجنود، وقال لهم أحد الضباط: "لا تفكروا في القانون الدولي، فكروا في حياتكم، فهي أكثر أهمية"، مما جعل منها ممارسة روتينية واسعة النطاق، ومنظمة بدعم لوجستي، وبمعرفة قادة الجيش".

ووصف الطريقة بـ"إرسال الفلسطينيين داخل المواقع المفخخة، مكبلي الأيدي، وكاميرات مثبتة على أجسادهم، ورغم كثرة الشكاوى من المنظمات الدولية حول هذا السلوك المشين، فلم يعلن الجيش حتى الآن عن إجراء أي فحص، ولا عن نتائجه، لاسيما الشهادات التي أوردتها صحف هآرتس ونيويورك تايمز وسي إن إن".

وأكد الجنود للمنظمة أنه "رغم أن إطلاق سراح المختطفين يعتبر هدفا مركزيا للحرب، لكن من النادر أن نسمع عن أعمال ملموسة ومخطط لها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بهم، مقابل اكتفاء الجيش باستمرار الضغط العسكري على حماس بما يشجع على إطلاق سراحهم، وهو كلام لذرّ الرماد في العيون، فجميع الجنود الذين تحدثوا إلينا قالوا إن التعليمات التي تلقوها بإطلاق النار لم تخص المختطفين، وهذا يكشف الحقيقة المروعة المتمثلة بأن النشاط العسكري قتل بشكل مباشر وغير مباشر عدداً منهم أكبر مما أدى لإطلاق سراحهم".


وأوضح أنه "وفقا للأدلة التي جمعتها المنظمة، فقد زادت انتهاكات حقوق الفلسطينيين خلال الحرب في الضفة الغربية أيضا، وإلى حدّ كبير، حيث تم طرد تجمعات سكانية بأكملها من أراضيهم ومنازلهم بسبب عنف الجيش وتهديدات المستوطنين من حيث النطاق والشدة، وظهر واضحا أن الجيش ليس مهتماً بإيقافها، لأنه في كثير من حالات عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، تم تسجيل وجود جنود في المكان، حيث تم استخدامهم فعليًا كحراس أمن للمستوطنين المتجولين بالزي الرسمي والأسلحة".

وأشار إلى أن "الغارات الجوية أصبحت شائعة في الضفة الغربية، بما يلحقه من دمار في القرى ومخيمات اللاجئين، وتتوافق شهادات الجنود مع العدد الهائل من الجرحى والقتلى فيها".

الإصابات العقلية والنفسية
وأكد أن "العديد من الجنود والمجندات الذين أدلوا بشهاداتهم عن الحرب للمنظمة عن الصعوبات والصدمات التي مروا بها، سواء بسبب ما كان مطلوبًا منهم القيام بالانتهاكات بأنفسهم، أو المشاهد التي تعرضوا لها، مما خلق لديهم العديد من الصدمات، والإصابات العقلية والأذى النفسي، والصعوبات الأخلاقية، مؤكدين عدم رغبة الحكومة بالانخراط في حل سياسي يتيح لهم حياة آمنة في المستقبل، وإعطاء الأولوية لحياتهم بشكل عام، وحياة المختطفين بشكل خاص، وهذه الأمور تؤثر على الجنود، وتزيد من صعوبة حالتهم".


واعترف أن "بعض الجنود الذين قدموا شهادات عن جرائم الجيش في غزة توقفوا عن الخدمة العسكرية، وآخرين هددوا بأنهم لن يحضروا في الاستدعاء القادم لصفوف الاحتياط، لأنهم أيقنوا أن خدمتهم العسكرية ليست مرتبطة بما حصل في هجوم السابع من أكتوبر".

كما أكد المدير التنفيذي السابق للمنظمة، أفنير غافريهو، أن "العدد الهائل من الخسائر الإسرائيلية في غزة أثرت علينا، لأنه بعد عام وشهرين من الحرب تولدت لدينا قناعات بأنها أصبحت زائدة عن الحاجة، وقد كان ينبغي أن تنتهي منذ وقت طويل، وكان من الممكن، بل وينبغي، أن يعود المختطفون لديارهم منذ وقت طويل، ويتوقف سفك الدماء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة جيش الاحتلال القانون الدولي الدروع البشرية غزة الأسرى القانون الدولي جيش الاحتلال الدروع البشرية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

خبير: جرائم حرب إسرائيل وفتح تحقيقات مع عائلة نتنياهو تكشف الحقائق في غزة

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب مجازر وحشية ولم يلتزم بأبسط قواعد الاشتباك العسكري، مشيرًا إلى أن كل محاولة لقتل أحد من أفراد حركة حماس تسببت في مقتل أكثر من 100 مواطن من النساء والأطفال. 

ووصف ذلك بأنه جريمة حرب واضحة لا يمكن تجاهلها.

وأضاف سنجر في تصريحاته عبر فضائية "إكسترا نيوز" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنها مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة، بما في ذلك الصوت الحر الذي ارتفع في الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإدارة الإسرائيلية، والتي صمتت على المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة.

وتابع خبير السياسات الدولية بالقول إن فتح التحقيقات مع عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوضح أن الوقت قد حان لمحاسبة هذا الشخص وفريقه العسكري.

 وأكد أن تصرفات نتنياهو، بما في ذلك جرائمه بحق المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، والتجويع المستمر، والاعتداءات على المستشفيات، وتهجير الفلسطينيين، هي جرائم حرب لم تشهد الإنسانية مثلها من قبل.

مقالات مشابهة

  • خبير: جرائم حرب إسرائيل وفتح تحقيقات مع عائلة نتنياهو تكشف الحقائق في غزة
  • المكتب الإعلامي بغزة: الاحتلال يوظّف روبوتات متفجرة لارتكاب جرائم حرب
  • "الصحفيين الفلسطينيين": الجرائم الإسرائيلية في غزة تستدعي اتخاذ إجراءات لوقف هذه المذبحة
  • الجيش الإسرائيلي يحرق منزلا في بلدة بجنوب لبنان
  • جنود سوريون في العراق يرفضون العودة لبلدهم
  • إعلام إسرائيلي: صور وفيديوهات الجنود التي توثق الانتهاكات بغزة تهدد باعتقالهم
  • عيد ميلاد بدون احتفالات.. مدينة بيت لحم يسودها الحزن تضامنًا مع أوجاع الفلسطينيين
  • حبس 7 لصوص 4 أيام على ذمة التحقق لارتكاب جرائم سرقات بالقاهرة
  • أبرزها مستشفى كمال عدوان.. جرائم إسرائيلية متلاحقة ضد الفلسطينيين
  • وثيقة مسربة تكشف علم مسؤولي الاتحاد الأوروبي بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة