فريدمان يوجه رسالة تحذيرية إلى ترامب.. العالم تغير والتاريخ لا يرحم
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
وجه الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، رسالة مفتوحة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أكد فيها أن العالم شهد تغييرات هائلة من مغادرة الأخير للبيت الأبيض، وناقش فيها التحديات الجيوسياسية والتكنولوجية العميقة التي ستواجه الإدارة المقبلة، محذرا من التقليل من شأن هذه التحولات التي ستحدد مستقبل العالم.
وقال فريدمان في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، إن "دونالد ترامب قد غادرا البيت الأبيض منذ ما يقرب من أربع سنوات.
وأضاف: "لقد عدت للتو من رحلة إعداد تقارير شملت تل أبيب، مؤتمرا في الإمارات العربية المتحدة، وجلسة مع فريق الذكاء الاصطناعي DeepMind التابع لشركة Google في لندن. ما رأيته وسمعته جعلني أواجه ثلاث صفائح تكتونية متحركة عملاقة سيكون لها آثار عميقة على الإدارة الجديدة".
واستشهد الكاتب في مقال الموجه لترامب بمقولة شهيرة "هناك عقود تمر دون أن يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع يحدث فيها ما يعادل عقودا"، ليؤكد أن المرحلة الراهنة مليئة بالتحولات العميقة التي يجب أن تكون أولوية للإدارة الأمريكية المقبلة.
وأشار فريدمان إلى أن التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط هي من بين أكثر الأحداث الجذرية التي ستشكل المرحلة المقبلة. وزعم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الشهرين الماضيين، "ألحق بإيران وحزب الله خسائر تقارب في أهميتها الاستراتيجية هزيمة الدول العربية عام 1967 في حرب الأيام الستة"، على حد زعمه.
وقال "على مدى العقود القليلة الماضية، نجحت إيران في بناء شبكة تهديد هائلة بدت وكأنها تضع إسرائيل في قبضة أخطبوطية. وأصبح من المقبول على نطاق واسع أن إسرائيل قد رُدعت عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية لأن إيران قامت بتسليح ميليشيا حزب الله في لبنان بالقدر الكافي من الصواريخ الدقيقة لتدمير موانئ إسرائيل ومطاراتها ومصانعها التكنولوجية العالية وقواعدها الجوية وبنيتها الأساسية".
ولكن وفقا لفريدمان، تمكنت دولة الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة "الموساد" ووحدة السايبر 8200، من تحقيق "واحد من أعظم نجاحات الاستخبارات الإسرائيلية على الإطلاق، حيث قامت بزرع أجهزة متفجرة في أجهزة الاتصالات الخاصة بقيادات حزب الله، وتتبع قياداته ومخازن الصواريخ الدقيقة، قبل أن تضربها بشكل منهجي في تشرين الأول /أكتوبر الماضي".
ولفت فريدمان إلى أن "هذه العمليات أسفرت عن قبول حزب الله هدنة لمدة 60 يوما مع إسرائيل بوساطة أمريكية"، وهي خطوة قال إنها "قد تمهد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس أيضا". لكنه حذر من أن هذه التطورات قد تجعل إيران أكثر نضجا للدخول في مفاوضات نووية، أو على العكس، أكثر استعدادا لمواجهة عسكرية.
وتطرق فريدمان أيضا إلى ما يقال إنه "إسرائيل الجديدة"، محذراً من السياسات المتطرفة التي ينتهجها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن استراتيجيات نتنياهو تجاه غزة، التي تعتمد على التدمير الممنهج دون تقديم رؤية واضحة للسلام، أثارت انتقادات دولية وجلبت تدخل المحكمة الجنائية الدولية.
وأشار إلى أن المحكمة الجنائية أصدرت مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وعلى الرغم من أن فريدمان يزعم أن هذه المذكرات مشكوك في شرعيتها، إلا أنه يعتقد أن سياسات نتنياهو هي التي دعت إلى مثل هذا التدخل.
وقال الصحفي الأمريكي إن "الاستراتيجية التي فرضها نتنياهو على جيشه هي واحدة من أبشع الاستراتيجيات في تاريخ إسرائيل: الدخول إلى غزة، وتدمير أكبر قدر ممكن من حماس، وعدم القلق كثيراً بشأن الخسائر بين المدنيين، ثم ترك بقايا حماس في السلطة لنهب قوافل الغذاء وترهيب السكان المحليين ــ ثم تكرار نفس العملية".
ووجه تحذيرا إلى ترامب من أن دعم نتنياهو دون قيد أو شرط قد يضر بمصالح الولايات المتحدة، مضيفا أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى عزلة إسرائيل عالميا.
وأضاف “إذا طوقته (نتنياهو) بذراعيك، فسوف توسخ نفسك وأمريكا أيضا. ستضمن أيضا أن أحفادك اليهود سيتعلمون يومًا ما ما يعنيه أن تكون يهوديًا في عالم حيث الدولة اليهودية منبوذة".
ثورة الذكاء الاصطناعي: التحدي الأكبر
أبرز فريدمان الثورة السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، محذرا من أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) قد يتحقق خلال السنوات الخمس المقبلة، ما سيغير طبيعة العمل والاقتصاد والمجتمع بشكل جذري.
وأشار إلى إنجازات شركة DeepMind، مثل نظام AlphaFold الذي أحدث تحولا في علم البروتينات، ونظام GraphCast الذي يقدم توقعات جوية دقيقة للغاية، معتبرا هذه التطورات مجرد بداية.
لكنه حذر من المخاطر الكامنة، إذا وقعت هذه التقنيات في أيدي خاطئة أو استُخدمت لأغراض مدمرة، مما قد يؤدي إلى ما وصفه بـ"انقراض حضاري".
وقال الكاتب مخاطبا ترامب "قد تعتقد أن ولايتك الثانية سوف يتم الحكم عليها بعدد التعريفات الجمركية التي تفرضها على الصين. أختلف معك. عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، أعتقد أن إرثك - وكذلك إرث الرئيس شي بينغ - سوف يتحدد بمدى السرعة والفعالية والتعاون بين الولايات المتحدة والصين في التوصل إلى إطار فني وأخلاقي مشترك مدمج في كل نظام ذكاء اصطناعي يمنعه من أن يصبح مدمرا".
واختتم فريدمان رسالته بتحذير قائلا "لن ينظر التاريخ إليك برحمة، أيها الرئيس المنتخب ترامب، إذا اخترت إعطاء الأولوية لسعر الألعاب للأطفال الأمريكيين على حساب اتفاق مع الصين بشأن سلوك روبوتات الذكاء الاصطناعي".
تأتي رسالة فريدمان في وقت يستعد فيه ترامب للعودة إلى البيت الأبيض مع فريق جديد يبدو، بحسب تقارير صحفية، أنه أكثر ملاءمة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدوانا وحشيا متواصلا على لبنان وقطاع غزة بالرغم من التحذيرات الدولية والأممية من اتساع دائرة النار لتطال المنطقة بأكملها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية فريدمان ترامب الشرق الأوسط الاحتلال لبنان لبنان الشرق الأوسط الاحتلال فريدمان ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
كشفت وزارة الصحة ممثلة فـي مستشفـيي النهضة وخولة أمس عن مجموعة من المشروعات الصحية التي تهدف إلى توطين الخدمات الصحية التخصصية لتكون قريبة من المواطن وتقليل قوائم الانتظار للحصول على هذا النوع من الخدمات التخصصية. وتسير سلطنة عُمان فـي عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، نحو تحقيق قفزات نوعية فـي الخدمات الصحية فـي وقت ما زال فـيه العالم مهددا بموجات وبائية فـي أي وقت من الأوقات، وكانت تجربة وباء فـيروس كورونا قد أعطت دول العالم دروسا عميقة فـي أهمية الاهتمام بمشروعات الرعاية الصحية والاستثمار فـيها باعتبارها أمنا وطنيا واقتصاديا.
وتكشف المشروعات التي أعلنت الوزارة عنها أمس اهتمام الحكومة بوضع رؤية طموحة لتحقيق استدامة القطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات. وهذا يفهم بشكل واضح من استحداث خدمات جراحية متقدمة مثل عمليات العمود الفقري وجراحات تمدد الأوعية الدموية الدماغية، وافتتاح وحدات علاج الألم والرعاية النهارية. إن توفـير مثل هذه الخدمات من شأنه أن يحقق عائدا اقتصاديا يتمثل فـي تقليل رحلات العلاج الخارجية التي تتسبب فـي تحويلات مالية ليست سهلة للخارج.
وتتميز المشروعات / الخدمات التي أعلنت الوزارة عنها أمس فـي أنها تبني شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص وهي نموذج يجب تعزيزه وتوسيع نطاقه لضمان استمرارية التمويل والتطوير.. ولا بد أن يستمر الدعم المقدم من الشركات الوطنية الكبرى مثل شركة تنمية نفط عُمان ومؤسسة اليسر الخيرية؛ لأنه يعكس حجم الالتزام الاجتماعي من مؤسسات القطاع الخاص فـي دعم وتنمية المؤسسات الصحية، ومن المهم العمل على تنمية مثل هذا الدعم من مختلف الشركات لأنه فـي النهاية يصب فـي خانة البناء المجتمعي الذي هو مسؤولية جماعية.
وعلى الرغم من هذه المشروعات التي تبعث فـي النفس المزيد من الثقة فـي شهر المشروعات والإنجازات إلا أنه لا يمكننا تجاوز التحديات التي تتمثل بشكل أساسي فـي فكرة الاستدامة. والاستدامة فـي القطاع الصحي تحتاج إلى استمرارية فـي تحديث البنية الأساسية الصحية وتطويرها وفق أحداث الأجهزة وتأهيل الكوادر الصحية لتستطيع مواكبة التقدم فـي المجال الطبي إضافة إلى توسيع برامج البحوث الطبية وبرامج الابتكار؛ فالاستثمار فـي الإنسان، سواء من خلال تأهيل الأطباء والممرضين أم تحديث البرامج العلاجية، هو استثمار طويل الأمد يضمن رفاه المجتمع.
ومن المهم تأهيل أطباء من جيل الشباب ليستطيعوا التعاطي مع الطفرة التكنولوجية الحديثة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها وفق المعطيات المتوفرة الآن أو تلك البرمجيات التي تخضع للتدريب العميق، من تشخيص الأمراض بدقة تفوق الذكاء البشري، وقد تعتمد الكثير من الدول فـي القريب العاجل على تقنيات إجراء العمليات الدقيقة باستخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تعمل هي الأخرى بدقة متناهية قد لا يمتلكها أكثر الأطباء خبرة ومهارة فـي العالم وفق ما يؤكده مطورو هذه التقنيات.وأمام هذه التحولات الكبرى سيكون أمام المستشفـيات فـي العالم وبما فـي ذلك المستشفـيات فـي سلطنة عمان مهمة صعبة فـي تزويد مؤسساتها الصحية بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تستطيع مواكبة هذه الطفرة التكنولوجية والتي تملك القدرة الحقيقية على تقليل قوائم الانتظار والحصول على الخدمات الطبية الذكية فـيما يجلس طالب الخدمة فـي منزله أو فـي أي مكان آخر فـي العالم.