الجزيرة:
2025-01-27@04:22:49 GMT

بوكيمون غو استخدمت اللاعبين لتدريب الذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

بوكيمون غو استخدمت اللاعبين لتدريب الذكاء الاصطناعي

خرجت في عام 2016 لعبة جديدة اقتبست عالم "بوكيمون" الشهير لتتحول خلال أسابيع معدودة إلى ظاهرة عالمية جمعت أكثر من 160 مليون لاعب وفق إحصاءات موقع "ستايستا" (Statista) خلال عامها الأول، إذ تمكنت اللعبة خلال العام الأول من توليد أرباح بأكثر من 550 مليون دولار.

قدمت "بوكيمون غو" في ذلك الوقت تجربة فريدة من نوعها، كانت تعتمد بشكل أساسي على تجربة الواقع المعزز الذي يمزج بين عالم اللعبة والعالم الواقعي، وهذا ما أسهم في تحولها إلى ظاهرة تجذب الكبار والصغار على حد سواء، ولكن مع مرور السنوات، بدأ الإقبال على اللعبة في الانخفاض لتصل إلى 87 مليون لاعب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي رغم أن أرباح الشركة لم تنخفض كثيرًا إذ وصلت إلى 566 مليون دولار في عام 2023.

وفي الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، خرجت شركة "نيانتيك" (Niantic) في بيان مفاجئ تعلن من خلاله استخدامها لكافة البيانات والصور التي التقطها المستخدمون في السنوات الماضية من أجل تدريب نموذج ذكاء اصطناعي ينتمي إلى فئة "النماذج الجغرافية الفضائية الكبيرة" أو كما تعرف اختصارًا باسم "إل جي إم" (LGM)، وتجدر الإشارة إلى أن بيان الشركة أكد أنها قامت بتدريب هذا النموذج بالفعل، أي أن هذا الإعلان لا يعبر عن خطة مستقبلية للشركة.

أثار الإعلان حفيظة المستخدمين وخبراء الأمن السيبراني والمدافعين عن الخصوصية حول العالم، كونه يمثل انتهاكا مباشرا لخصوصية المستخدمين فضلًا عن توظيف جهودهم بشكل غير لائق، ولكن ما هي نماذج "إل جي إم" ولماذا غضب العالم من الشركة المطورة؟

سلسلة "بوكيمون" تعد إحدى أقدم سلاسل الأنمي الياباني المقتبس من سلسلة أكثر قدمًا لألعاب ناجحة للغاية (مواقع التواصل الاجتماعي) لماذا حظيت اللعبة بهذه الشعبية في وقت قياسي؟

تعد سلسلة "بوكيمون" إحدى أقدم سلاسل الأنمي الياباني المقتبس من سلسلة أكثر قدمًا لألعاب ناجحة للغاية، إذ يقدر بأن عدد ألعاب "بوكيمون" التي صدرت حتى يومنا هذا بأكثر من 130 عنوانا مختلفا مقسمة عبر عدد من المنصات المنزلية المختلفة، ويعود تاريخ إصدار أول لعبة "بوكيمون" إلى عام 1996 على أجهزة "غيم بوي" (GameBoy) من "نينتندو".

وفي حين يشمل هذا العدد كوكبة من الألعاب المختلفة فضلًا عن الإصدارات الفرعية للألعاب الأساسية لها التي تتشابه في التجربة الأساسية ولكن تقدم نماذج مختلفة منها، إلا إنها تملك جميعًا عاملًا مشتركًا واحدًا، إذ صدرت جميع هذه الألعاب على منصات "نينتندو" حصرًا مع وجود بعض الألعاب الفرعية التي صدرت للهواتف المحمولة مثل "بوكيمون هوم" (Pokemon Home) أو الحواسيب المنزلية، ولكنها ألعاب فرعية، لا تعكس تجربة "البوكيمون" الحقيقة في أن تجوب العالم وتمسك بالوحوش وتخوض مغامرات عديدة، ومن بين هذه الألعاب، تنفرد "بوكيمون غو" بتقديم تلك التجربة التي تحاكي قصة المسلسل وجوهر اللعبة.

إذ يمكنك عبر هذه اللعبة التجول في العالم بشكل فيزيائي والتقاط الوحوش المختلفة من الأماكن المختلفة عبر استخدام الكرات، فضلًا عن الدخول في معارك مع أصدقائك في الشارع وأبطال اللعبة حول العالم، ويعد هذا السبب الرئيسي وراء جذب ملايين اللاعبين إليها.

تتيح لك اللعبة ببساطة زيارة أماكن حقيقية وواقعية في مختلف بقاع العالم والتقاط وحوش فريدة بكل مكان، مثلًا إلى جوار البحار يمكن أن تجد الوحوش البحرية، وفي الجبال تجد الجبلية وهكذا، وهو تجربة تحاكي عالم "بوكيمون" بشكل كبير، ورغم أن الشركة المطورة طرحت لعبة أخرى تدعى "إنغريس" (Ingress) تعتمد على الفكرة ذاتها ولكن مع الوحوش الفضائية، فإن هذه اللعبة لم تحظ بالنجاح ذاته.

ويمكن القول إن الشركة استطاعت عبر "بوكيمون غو" التقاط صور وجمع بيانات ملايين الأماكن المختلفة حول العالم بشكل مجاني بفضل بيانات اللاعبين، وبحسب بيانها الأخير، فإنها استخدمت هذه الصور والبيانات لتطوير نموذج "إل جي إم" الخاص بها.

يعود تاريخ إصدار أول لعبة "بوكيمون" إلى عام 1996 على أجهزة "غيم بوي" من "نينتندو" (مواقع التواصل الاجتماعي) ما هي نماذج "إل جي إم"؟

يمكن النظر إلى نماذج "إل جي إم" بأنها "شات جي بي تي" ولكن مخصصة للأماكن الجغرافية، فكما يعتمد "شات جي بي تي" على النصوص المدخلة إليه من أجل توليد المزيد من النصوص، فإن نماذج "إل جي إم" تعتمد على الصور المدخلة إليها من أجل إدراك المكان الذي تم التقاط الصورة فيه بدقة ومعرفة كافة الأماكن المحيطة به سواءً كانت حيوية أم لا ثم الإجابة على الأسئلة المتعلقة بها.

يعتمد هذا النموذج على تقنية قامت "نيانتيك" بتطويرها خلال السنوات الخمس الماضية بحسب ما جاء في البيان، وهي تدعى تقنية "نظام تحديد المواقع البصرية" (Visual Positioning System)، إذ تقوم هذه التقنية ببناء خريطة ثلاثية الأبعاد بشكل مباشر باستخدام الصور والبيانات الواردة من هواتف مستخدمي الألعاب.

وفي حين تتشابه هذه التقنية مع ما تستخدمه "غوغل" في تطبيق "غوغل إيرث" أو تطبيق الخرائط الخاص بها، إلا إنها تختلف عنها في الدقة والكيفية حيث تعتمد الأخيرة على البيانات المدخلة من قبل المستخدمين الذين يمشون على أقدامهم، أي أنها أكثر دقة وأحدث من البيانات الملتقطة عبر الأقمار الصناعية في حالة "غوغل".

تعد سلسلة "بوكيمون" إحدى أقدم سلاسل الأنمي الياباني المقتبس من سلسلة أكثر قدمًا لألعاب ناجحة للغاية (مواقع التواصل الاجتماعي) لماذا كل هذه الضجة؟

وضحت "نيانتيك" في بيانها أنها قامت بتغيير سياسة وشروط استخدام لعبة "بوكيمون غو" في عام 2021 لتشمل استخدام هذه البيانات في تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي، وهو أمر متوقع من شركة تصل أرباحها إلى مئات الملايين.

ورغم وجود مثل هذا البند في شروط اللعبة، فإنه لم يكن من الشروط الابتدائية التي وافق عليها المستخدمون عند تحميل اللعبة في المرة الأولى، وهو يعد تغيرًا كبيرًا لهدف اللعبة وجوهرها، لذا كان يجب التركيز عليه بشكل أكثر وضوحًا من هذا.

ومن ناحية أخرى، تضاربت آراء المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي حول هذا الأمر، فانقسم المستخدمون إلى طرفين، جزء يراه أمرًا منطقيًا ومتوقعا من الشركة وسط صيحة الذكاء الاصطناعي ومحاولة تحقيق المزيد من الأرباح، وجزء آخر يراه اختراقا واضحا للخصوصية ويضع علامات استفهام كبيرة حول استخدام هذا النموذج مستقبلًا، وإن كانت نية الشركة بيعه للشركات الخارجية أو استخدامه لتطوير تطبيق جديد خاص بها.

وصلت "بوكيمون غو" لذروة الربحية الناتجة منها في عام 2020 حين حققت أرباحًا تخطت 900 مليون دولار. (وكالة الأنباء الأوروبية) متاعب مالية من "بوكيمون غو"

وصلت "بوكيمون غو" لذروة الربحية الناتجة منها في عام 2020 حين حققت أرباحًا تخطت 900 مليون دولار وهو ما مثل قفزة كبيرة من أرباح العام السابق التي لم تتخط 660 مليون دولار، وقد تزامن هذا الأمر مع الحظر الصحي بسبب وباء "كوفيد-19" حيث أطلقت الشركة مجموعة تحديثات جعلت اللعبة أكثر متعة وملائمة للتجربة داخل المنازل دون الحاجة للخروج.

ولكن مع رفع إجراءات الحظر الصحي وعودة الأمور لما كانت عليه، بدأت أرباح اللعبة في الانخفاض، لتصل إلى 566 مليون دولار في العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض هذا العام أيضًا، لذا يعد نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي تطوره الشركة حبل النجاة الذي ينقذ الشركة من الغرق وخسارة الأموال.

تكمن المخاوف من استخدام هذه النماذج في تطوير أسلحة ذكية وآلات قتل لا تحتاج إلى توجيه من قبل بشري (وكالة الأنباء الأوروبية) استخدامات نموذج "إل جي إم"

تحمل نماذج "إل جي إم" العديد من الإمكانات بداخلها، مما يجعل استخداماتها متنوعة في العديد من المجالات المختلفة حول العالم، بدءًا من الاستخدامات السياحية، كأن يلتقط السائح صورة لمكان ما أو شارع ما لتظهر له مجموعة من أهم النقاط السياحية أو الترشيحات المباشرة من المستخدمين فضلًا عن إرشاد التائهين وسط المناطق الغريبة عنهم للأماكن التي يرغبون بالذهاب إليها.

ويمكن أيضًا استخدام هذه النماذج في روبوتات التوصيل المتقدمة، فبدلًا من أن يعتمد الروبوت على نموذج خرائط "غوغل" أو أي تطبيق آخر، يمكن له الاعتماد على الخريطة ثلاثية الأبعاد التي أنتجتها "نيانتيك" من أجل الوصول إلى الهدف بدقة أكبر.

تكمن المخاوف من استخدام هذه النماذج في تطوير أسلحة ذكية وآلات قتل لا تحتاج إلى توجيه من قبل بشري، إذ يمكن تزويد الآلة بالهدف ثم تركها تعتمد على الخريطة ثلاثية الأبعاد التي تتضمن معلومات وبيانات دقيقة حول موقع الهدف لإنهاء المهمة بأقل الخسائر البشرية، ورغم أن مثل هذا الأمر يبدو مستقبليًا للغاية، فإن شركات الذكاء الاصطناعي بدأت في بيع نماذجها للجيش الأميركي وتصريح استخدامها في الأسلحة.

لا يمكن التنبؤ بمستقبل مثل هذا النموذج الذي طورته "نيانتيك" لأنه مازال تقنية حديثة العهد لم تكتشف كافة استخداماتها، ولكن من الأكيد أن مثل هذه التقنية تتسبب في تغير طريقة تعامل الآلات مع المواقع الجغرافية والبشر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی ملیون دولار هذا النموذج استخدام هذه حول العالم فضل ا عن أرباح ا من أجل فی عام

إقرأ أيضاً:

شبكة إفريقية للحوار والمصالحات تستخدم الذكاء الاصطناعي

تصدر مشروع إنشاء شبكة إفريقية للحوار والمصالحات أبرز نتائج “الملتقى الخامس للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم” الذي شهدته نواكشوط في الفترة من 21 إلى 23 يناير 2025.
يُشار إلى أن المؤتمر عُقد بالتعاون بين الحكومة الموريتانية، و”منتدى أبوظبي للسلم” برعاية الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وتحت شعار “القارة الإفريقية..واجب الحوار وراهنية المصالحات”وترأسه الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي،رئيس “منتدى أبوظبي للسلم”.
حضر المؤتمر وفقا للمنظمين وزراء وممثلو حكومات إفريقية وعدد من العلماء والمفكرين والأكاديميين وخبراء من دول القارة و العالم .
ناقش المشاركون في الملتقى على مدى ثلاثة أيام، الوضع الراهن في إفريقيا والحاجة إلى ثقافة الحوار وعقد المصالحات، استلهاما من الإرث الحضاري للقارة الإفريقية، وما يتيحه الواقع من اكتشافات علمية جديدة؛ بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، وكل ما يعين على فتح آفاق واسعة لبناء السلام وتعزيز قيم التسامح في المجتمعات الإفريقية.
منصة رقمية متعددة اللغات
أقر المؤتمر ضمن توصياته “إنشاء منصة رقمية متعددة اللغات، تضم العلماء والمفكرين والقيادات المجتمعية من مختلف دول القارة، تهدف إلى توفير مساحة تفاعلية لتبادل الخبرات والنماذج العملية للمصالحات، و تقديم حلول مبتكرة وتسترشد بالمعرفة المحلية لحل النزاعات، و دعم التواصل بين الأطراف المتنازعة باستخدام تقنيات الترجمة الفورية لتعزيز الفهم المتبادل”.
تضمنت التوصيات”إطلاق برنامج تدريبي متكامل للشباب والنساء في الوساطة المجتمعية، يهدف إلى تمكين الشباب والنساء في المناطق المتضررة من الصراعات من اكتساب مهارات الحوار وحل النزاعات، والمشاركة الفاعلة في جهود المصالحة على المستويين المحلي والإقليمي، ودعمهم ليصبحوا وسطاء فاعلين في مجتمعاتهم بالتعاون مع المؤسسات الدينية والحكومية.”
أوصى المؤتمر بـ”إنشاء صندوق دعم المصالحات والتنمية المحلية” وتم التشديد في هذا الإطار على “تأسيس صندوق إفريقي مشترك بتمويل من الحكومات والشركاء الدوليين، يُخصص لدعم مبادرات المصالحات القبلية، والمجتمعية في القارة الافريقية، وتمويل برامج التعليم والتدريب في المناطق التي تشهد نزاعات”.
ذكاء اصطناعي لتحليل النزاعات وإدارة المصالحات
اتفق المشاركون في الملتقى على “تطوير نظام ذكاء اصطناعي لتحليل النزاعات وإدارة المصالحات، والتعاون مع شركات تكنولوجيا دولية لتطوير تطبيق ذكي قادر على تحليل جذور النزاعات بناءً على بيانات تاريخية واجتماعية واقتصادية، لتمكين الجهات المعنية من اقتراح حلول مخصصة لكل نزاع بناءً على معايير علمية وإنسانية”
أوصى المؤتمر بأن يتم ” إطلاق جوائز سنوية محلية للمصالحة والحوار في إفريقيا تمنح لأفضل المبادرات المجتمعية والفردية التي نجحت في حل نزاعات طويلة الأمد، أو تقليل حدة التوترات في مناطق النزاع، وفي تعزيز الحوار بين المكونات المجتمعية المختلفة، ودعم ثقافة السلم بوسائل إبداعية تجمع بين الإرث الحضاري الإفريقي والابتكار”.
واتفق المشاركون في المؤتمر على أهمية “استحداث لجنة للحوار والمصالحات والتنمية، تجمع بين الحكماء والوجهاء والعلماء في كل بلد، وتعنى بالوساطات والمصالحات لفض النزاعات سواء كان مردها إلى ضغائن تاريخية أو عصبيات عرقية وقبلية، أو كان سببها الفكر المتطرف والإرهاب.
تشمل وظائف هذه الهيئة المقترحة”تطوير مقرر دراسي بعنوان “ثقافة الحوار”، في المدارس والمعاهد الحكومية ومؤسسات التعليم الشرعي العتيق على مستوى القارة الافريقية”و”إنشاء مركز متخصص للحوار يتبع المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، وإصدار مجلة السلم الإفريقية، وتكون خاصة بالقارة، ويكتب فيها أبناء القارة الإفريقية”.
تم الاتفاق على “إعداد برنامج صيفي للمشاركين يتضمن دورات تدريبية وتكوينية على مفاهيم السلم وقيم التسامح ومصطلحات الحوار، لتزويدهم بعدة مفهومية وأدوات حجاجية، تساعد على قوة البراهين والقدرة على الإقناع، ليقوم المشاركون بالدور المرجو منهم في الحوار والصلح”.
كما نصت التوصيات على كتابة ميثاق إفريقي للحوار، يتضمن مجموعة من الأسس والمبادئ الحاكمة، لتشكل أرضية للتوافق بين الساعين إلى الإصلاح والمصالحة في إفريقيا، ويكون هذا الميثاق دستورا ومرجعا للمتحاورين في القارة، ، ومائدة إفريقية عالمية يجلس إليها كل محتاج”.
رسالة عبد المحمود أبو واقتراحاته
شارك الدكتور عبد المحمود أبو إبراهيم الأمين العام لـ “هيئة شؤون الأنصار ” في السودان في المؤتمر بتقديم بحث بعنوان ” الحوار في الإسلام حقائق ونتائج”.
نوه أبو بأهمية الملتقى وقال إنه يهدف لاعتماد آلية الحوار باعتباره الوسيلة المثلى لفض النزاعات وحل المشاكل بالحسنى، بالإضافة لتشجيع أساليب الوساطات والتحكيم وتفعيل أدوات الصلح وإنشاء هيئات وأجهزة ووزارات للمصالحة والسلم في الدول.
رأى عبد المحمود أن المؤتمر جاء في وقته نظراً لما تعيشه منطقتنا من حروب وصراعات مدمرة تؤدي إلى الفشل وذهاب الريح.
أضاف أن موضوع المؤتمر صادف هوى في نفسي؛ وقال “ظللت أتناول هذا الأمر منذ أكثر من عشرين سنة في محاضراتي وفي خطب الجمعة، فضلاً عن المشاركة في ورش عمل ومؤتمرات تهدف لتعزيز الحوار وقد أصدرت كتاباً في 2010م عن الحوار في الإسلام يبين أن الحوار هو الأصل في معالجة المشكلات والأزمات.
لفت إلى أن “من مظاهر أزمة إفريقيا الصراعات والغلو والتطرف والحروب”.
وشدد على “أن مساحة الحوار في الإسلام كبيرة ومتنوعة، وأن أهمية هذا الملتقى تأتي في ظل ظروف وجد العنف فيها مساحة أكبر نتيجة للغلو الداخلي والهيمنة الخارجية، ما يتطلب رسم طريق ثالث يُلقي الضوء على القواسم الإنسانية المشتركة ويؤصل لثقافة الحوار في المجتمع”. ووصف الأوضاع الحالية بأنها استثنائية لا بد من تجاوزها، .
وتضمن بحث الدكتور أبو محاور عدة شملت “تعريف الحوار وأساسياته”
دعوة لأصحاب الديانات
خاطب دكتور أبو في بحثه أصحاب الديانات بقوله “مطلوب من أصحاب الديانات كافة من منطلق الحرص على وفاء له مستقبل، ومستقبل له وفاء، أن يؤكدوا تمسكهم بمبادئ تحقق تعايشاً سلمياً على كافة الأصعدة العالمية، والإنسانية، والإقليمية، والوطنية تهدي الإنسانية سواء السبيل وتجنبها التدين المتعصب والانتماء الثقافي المنكفئ، والاندفاع في حداثة مستلبة وعولمة عمياء”.
قال إن الصدامات الدامية التي يرفدها التعصب بعناصر التغذية، وسوء الفهم يغرس الكراهية مما يجعل الصدام أمرا محتوما، وإن مغذيات البغض والكراهية لا يمكن مواجهتها إلا بالوعي بالقواسم المشتركة التي ينبغي أن تحل محل عوامل الصدام، وبهذا تنتشر في ثقافة المجتمع معاني التسامح والتواصل والتعاون، ليتشكل الرأي العام الذي يؤثر على متخذي القرارات وعندها سيراعون تطلعات المجتمع ويسعون للاستجابة لها.”
أهمية الإقرار بالتنوع
تناول بحث عيد المحمود موضوع ” الإقرار بالتنوع الإنساني، وقال إن الإسلام أكد أن التنوع والتمايز والتعدد والاختلاف حقيقة يقتضيها منطقُ الحياة وطبيعة الخلق في مختلف الأعصار والأمصار، وهي تعددية وتنوع في إطار وحدة الأصل الذي خلقه الله، فالإنسان مخلوق لخالق واحد، ومن نفس واحدة، ثم تكاثر أزواجاً وألواناً وألسنة، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
استئصال الأخر سبب الحروب
عن الحروب قال أبو إن معظم الحروب التي وقعت في تاريخ الإنسان سببها محاولات استئصال الآخر ومَـحْوه من الوجود، وترجع محاولات الإزاحة من الوجود والإفناء لعدة أسباب، منها: الحسد، وتوهُّم نقاء العنصر، وادعاء احتكار الحقيقة، والطمع في الثروات، وغير ذلك.
وأكد أن الإقصاء والاضطهاد ومحاولة إلغاء الآخر نهج يؤدي إلى ظهور التعصُّب للأعراق، ومن ثمَّ يدفع إلى حروب مُدمِّرة.
اقتراحات قدمها عبد المحمود
اقترح دكتور عبد المحمود في المؤتمر إدخال مادة الحوار في المناهج التعليمية في المراحل الدراسية كافة ليتعلم الدارس ثقافة الحوار ويعيشها في كل مراحل حياته.
اقترح إنشاء مركز متخصص في الحوار يتبع لمنتدى السلم، يُعنى بتدريب القادة الدينيين ورموز المجتمع و المؤثرين في المجتمع ليعززوا وينشروا ثقافة الحوار في واقترح التشجيع على البحث في الحوار وتخصيص جوائز لأفضل بحوث تقدم في مجال الحوار وثقافة الحوار، وتنظيم حوارات بينية تشمل مجالات التقاطع في القارة الأفريقية، وتشجيع العمل المشترك بين الشباب في العمل الإنساني والاجتماعي والتعليمي والمحافظة على البيئة وغيرها من المجالات التي تعزز التعايش السلمي بين الشعوب.
كما اقترح إنشاء وزارات ومفوضيات وجمعيات تُعنى بالحوار في كل دولة من دول القارة الأفريقية، ويتم التنسيق بينها لتبادل الخبرات، وقوبلت اقتراحاته بالترحيب والتقدير.

mohamedelmaki.com  

مقالات مشابهة

  • ديب سيك الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء
  • ثلاثة أسباب قد تؤدي إلى تباطؤ زخم الذكاء الاصطناعي في 2025
  • زوكربيرج يكشف عن خطة بـ65 مليار دولار لتعزيز أهداف الذكاء الاصطناعي
  • شبكة إفريقية للحوار والمصالحات تستخدم الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تشخيص أمراض الرئة بأستراليا
  • خلال منتدى دافوس.. زعماء العالم يناقشون تحديات رأس المال البشرى في عصر الذكاء الاصطناعي
  • ضمن فعاليات القاهرة للكتاب.. "الذكاء الاصطناعي والترجمة.. تحديات وآفاق جديدة"| صور
  • ضمن فعاليات القاهرة للكتاب.. الذكاء الاصطناعي والترجمة.. تحديات وآفاق جديدة
  • ترامب متّهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على الأسباب