القمص يوحنا نصيف: «تقبلنا أو رفضنا للمعجزة لا يؤثر على علاقتنا بالمسيح»
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
أكد القمص يوحنا نصيف أن تقبل الإنسان للمعجزة او رفضه لا يؤثر على علاقته بالمسيح، جاء ذلك ضمن مقال نشر له عبر صفتحه الرسمية معلقاً من خلاله على الأحداث الجارية علي مواقع التواصل الاجتماعي حول معجزات السيدة العذراء.
نص المقال:
جاءني هذا السؤال الهام، ويسعدني أن أناقشه معكم.. هل كل ما نراه أو نسمعه من معجزات يجب أن نصدِّقه، أم أنّه يمكن للشيطان أن يفعل معجزات؟
الحقيقة أنّه ليس كلّ ما نسمعه من معجزات، نحن ملتزَمون بأن نصدِّقه.
لا يصحّ أن نعلِّق إيماننا على بعض المعجزات.. فإيماننا يُبنى على كلام الله الحيّ، ووعوده الصادقة، وتسليم الحياة بالكامل له، وحمل الصليب والسير معه في الطريق الضيِّق، واختبار حضوره في الصلاة وقراءة الكلمة الإلهيّة والأسرار..
الله لا يُدير العالم بالمعجزات بل بقوانين طبيعيّة ثابتة، وتأتي المُعجزات كاستثناءات.. فلا يجب أن نطلب المعجزات باستمرار، أو نعتبرها قاعدة أساسيّة في الحياة.
القديسون يؤكِّدون لنا باستمرار أنهم أعضاء أحياء معنا في جسد المسيح، ويُفرِّحون قلوبنا من آن لآخَر بمساعدتنا في بعض المواقف بشكل واضح.. ولكنهم يهتمُّون بالأكثر بتوبتنا وجدِّيتنا في الحياة الروحيّة..
لقد علّمنا ربنا يسوع ألاّ نطلب سوى ملكوت الله وبرّه، وباقي الأمور تُزاد لنا.. أي أنّنا لا ينبغي أن نطلب معجزات ماديّة، بل نطلب فقط خلاص نفوسنا.. نطلب نعمة المحبّة لتملأ قلوبنا.. نعمة الوداعة.. نعمة الطهارة.. نعمة التواضع.. نعمة الحكمة... نطلب أن يملك الله على حياتنا ويملأنا ببرّه..!
أحيانًا يكون هناك بعض المبالغات وعدم الدِّقة في نقل الأخبار من البعض، وهذا شيء منتشر في مجتمعاتنا.. وقد يكون سرد الأحداث مخلوطًا بالانطباعات والرؤى الشخصيِّة.. وقد تكون الأحداث طبيعيَّة تمامًا والبعض يعتبرها معجزة كبيرة، للتباهي بها، وهذا بالطبع أمرٌ مُضِرٌّ روحيًّا..!
مع ظهور وانتشار الميديا الحديثة، صارت هناك فرصة أكبر لنشر المعجزات الحقيقيّة.. كما أصبح هناك أيضًا فرصة أكبر لتلفيق أخبار عن معجزات غير حقيقيّة، من أجل لفت النظر وكسب جماهير من المعجبين أو ربح بعض الأموال.. وفي هذا تشويه لمسيحيّتنا بكلّ أسف..
بالطبع الشيطان يستطيع أن يعمل معجزات في حدود معيّنة، ويمكن بواسطتها تشتيت هدف واهتمامات البعض عن خلاص نفوسهم، أو تضليل البعض عن الإيمان المستقيم.. وقد جاء في سِفر الرؤيا (ص13) أن هناك معجزات مُبهِرة ستتمّ بقوِّة الشيطان منها إنزال نار من السماء.. وهنا نجد خطورة كبيرة على الذين يعلِّقون إيمانهم على المُعجزات وليس على العِشرة الحيّة مع المسيح، فهؤلاء يمكن تضليلهم بسهولة..!
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
البطريرك يوحنا العاشر يدعو إلى تجسيد التوبة والرحمة في مسيرة الصوم الكبير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه قداسة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، رسالةً روحيةً إلى رعاة وأبناء الكنيسة الأنطاكية في أرجاء العالم، بمناسبة بدء الصوم الكبير، مؤكدًا على أن هذه الفترة تمثل "مسيرة توبةٍ ومسيرة رحمةٍ تُترجم أفعالاً"، وفق تعبيره.
في رسالته التي حملت عنوانًا روحيًا عميقًا، وصف البطريرك الصوم بأنه رحلةٌ روحيةٌ تتلمس فيها النفسُ فجر القيامة عبر مرافقة المسيح "عريسها السماوي"، في مسيرةٍ تبدأ بالتأمل في الرحمة والغفران، وتتوج بدخول أورشليم العلوية.
وأشار إلى أن أيام الصوم تحمل في طياتها دعوةً لاستعادة "الفردوس المفقود" عبر التوبة، مستذكرًا قصة آدم ومريم المصرية كرمزين للخطيئة والتجدد.
توقف البطريرك عند دلالات آحاد الصوم، بدءًا من "أحد مرفع اللحم" الذي يُذكِّر بضرورة الرحمة تجاه القريب، مرورًا بـ"أحد الغفران" الذي يُجسِّد المصالحة مع الخالق والخليقة، وصولًا إلى "أحد تكريم الأيقونات" كجسرٍ بين الزمني والأبدي. كما دعا إلى استلهام دروس "عود الصليب" و"فضائل القديسين"، مؤكدًا أن التوبة هي جوهر المسيرة.
ختم البطريرك رسالته بصلاةٍ حارةٍ من أجل "إسكات ظلام العالم" المليء بالحروب والخطف والكراهية، طالبًا من الرب أن "يزرع في الكيان البشري نورانيته"، وأن يمنح الراحة لـ"الراقدين" في صدره، ويسكب الطمأنينة على النفوس والديار.
وقال: "نسأله أن يطلع عليهم نور رحمته، هو المبارك والممجد أبد الدهور".
يُذكر أن هذه الرسالة تأتي في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تحدياتٍ إنسانيةً واجتماعيةً معقدة، ما يجعل دعوة البطريرك إلى "ترجمة الرحمة أفعالاً" رسالةً جامعةً تتجاوز الحدود الطقسية إلى آفاقٍ إنسانيةٍ أوسع.