قالت دار الإفتاء المصرية إن قول "أرض مصر أرض مباركةٌ وهي أم البلاد" صحيحٌ، وهو من كلام نبي الله نوح عليه السلام، وقد ورد في الأثر، وتناقله عددٌ كبيرٌ من علماء الأمة ومؤرخيها. وهذا ما أيَّده الواقع على مر العصور والأزمان.

وأوضحت الإفتاء أن نبي الله نوحٌ عليه السلام ، أطلق على مصر "أم البلاد وغوث العباد"، فقد أخرج ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (ص: 27، ط.

مكتبة الثقافة الدينية) بسندٍ حسن عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن نوحًا عليه السلام قال لابنه حينما أجاب دعوته: [اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم، وقوهم عليها] اهـ.

وهذا الأثر ذكره جماعة من العلماء في كتبهم، واحتجوا به على فضائل مصر، كما ذكرها بذلك الأديب علي بن ظافر الأزدي (613) في "بدائع البدائه" (ص 180)، والمؤرخ الرحالة ابن بطوطة (779) في "تحفة النظار" (1/ 201، ط.

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما فيما نقله مجموعة من العلماء: [لمَّا خلق الله عز وجل آدم عليه السلام مثَّل له الدنيا؛ شرقها وغربها، وسهلها وجبلها، وأنهارها وبحارها، وبناءها وخرابها، ومن يسكنها من الأمم، ومن يملكها من الملوك، فلمَّا رأى مصر رآها أرضًا سهلة، ذاتَ نهر جارٍ؛ مادَّتُه من الجنة، تنحدر فيه البركة، وتمزجه الرحمة، ورأى جبلًا من جبالها مكسوًّا نورًا، لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة، في سفحه أشجار مثمرة، فروعها في الجنة، تُسقَى بماء الرحمة، فدعا آدم في النيل بالبركة، ودعا في أرض مصر بالرحمة والبر والتقوى، وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات، وقال: يا أيها الجبل المرحوم، سفحك جنة، وتربتك مسك، يدفن فيها غراس الجنة، أرض حافظة مطيعة رحيمة، لا خلتك يا مصر بركة، ولا زال بك حفظ، ولا زال منك ملك وعز، يا أرض مصر فيك الخبايا والكنوز، ولك البر والثروة، سال نهرك عسلًا، كثَّر الله زرعك، ودر ضرعك، وزكى نباتك، وعظمت بركتك وخصبت، ولا زال فيك خير ما لم تتجبري وتتكبري أو تخوني، فإذا فعلت ذلك عراك شرٌّ، ثم يعود خيرك. فكان آدم عليه السلام أول من دعا لها بالرحمة والخصب والبركة والرأفة] اهـ.
قال أبو الحسن أحمد بن محمد بن المدبر المصري الكاتب [ت270هـ]: [مصر اختيار نوح عليه السلام لولده، واختيار الحكماء لأنفسهم، واختيار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لأنفس الصحابة.. واختيار عمرو بن العاص رضي الله عنه لنفسه.. واختيار الخلفاء لمن يقوم منهم، وكذلك الملوك والسلاطين إلى وقتنا هذا، وقد صارت دار الملك وبيضة الإسلام] اهـ. نقلًا عن القاضي ابن ظهيرة في "الفضائل الباهرة في مصر والقاهرة" (ص: 82).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبي الله نوح مصر نوح عليه السلام الإفتاء علیه السلام أم البلاد

إقرأ أيضاً:

لماذا ذهب السيد المسيح لبيت سمعان الفريسي وزكا العشار؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذهب السيد المسيح إلى بيت سمعان الفريسي وزكا العشار وجاء ذلك لعدة أسباب، وكل زيارة تحمل دلالة تعليمية ورمزية كبيرة في رسالته.

زيارة سمعان الفريسي (لوقا 7: 36-50)

في هذه الزيارة، جاء المسيح إلى بيت سمعان الفريسي الذي كان يدعوه لحفل عشاء. وفي أثناء العشاء، دخلت امرأة خاطئة (غالبًا كانت من المدينة) وأخذت تبكي على قدمي يسوع، وتغسلهما بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها. عندها، علّم المسيح سمعان الفريسي درسًا عن المغفرة والحب والتوبة، حيث أظهر كيف أن المرأة التي كانت تُعتبر خاطئة أظهرت حبًا كبيرًا وتوبة صادقة، في حين أن الفريسي لم يُظهر نفس الاهتمام. هذه الزيارة كانت فرصة ليوضح المسيح أن الله ينظر إلى القلب والتوبة أكثر من المظاهر الدينية.

زيارة زكا العشار (لوقا 19: 1-10)

زكا كان عشارًا (أي جامع ضرائب)، وكان يُعتبر في ذلك الوقت شخصًا غير محبوب ومرذولًا بسبب تعامله مع الاحتلال الروماني وتراكم الثروات بطريقة غير عادلة. 

عندما علم زكا بقدوم يسوع إلى مدينته، تسلق شجرة ليراه، وهو كان قصير القامة. يسوع، رغم مكانته ومعرفته بكل شيء، دعا زكا لينزل من الشجرة ويستضيفه في بيته. هذه الزيارة كانت بمثابة إعلان عن محبة الله للأشخاص الذين يُعتبرون منبوذين أو غير محبوبين، وأظهرت رغبة المسيح في إصلاح القلوب وتحويلها من الشر إلى الخير بعد لقائه بالمسيح، قرر زكا التوبة وإعادة الأموال التي أخذها بطريقة غير عادلة.


 المسيح أظهر اهتمامه بالقلوب التائبة والمحبّة لله، بغض النظر عن وضع الشخص الاجتماعي أو الديني.

زياراته إلى هذه الشخصيات كانت لتعليم الناس أن الرحمة والتوبة هي أساسية في ملكوت الله.

 المسيح لم يأتِ ليخلص الأبرار بل الخطاة، كما جاء في قوله: “لَمْ آتِ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ” (لوقا 5:32).

هذه الزيارات كانت بمثابة دعوة لجميع الناس إلى التوبة والإيمان، بغض النظر عن خلفياتهم أو أخطائهم السابقة.

مقالات مشابهة

  • السلام والتنمية في ليبيا: العقوري يدعو لتوحيد الجهود وتجاوز الانقسام السياسي
  • وطني لن يموت
  • دعاء الجمعة للمتوفي.. احرص عليه الآن وحتى غروب شمس اليوم
  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • لماذا ذهب السيد المسيح لبيت سمعان الفريسي وزكا العشار؟
  • جنوب  المغضوب عليه
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • بيع لوح حجري لوصايا موسى عليه السلام بمبلغ خيالي
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته