لجريدة عمان:
2024-07-06@17:12:55 GMT

كابوس بيروت قد يصبح مستقبل إسرائيل

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

ترجمة: أحمد شافعي

في الثاني عشر من سبتمبر سوف تنظر محكمة إسرائيل العليا في ما إذا كان استيلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على السلطة القضائية قانونيا. وقد رفض نتانياهو مرارا الالتزام بالتقيد بقرار معاكس، ففي حال اتخاذ المحكمة قرارا ضد ائتلافه الحاكم، سوف تواجه إسرائيل أزمة قضائية كاملة.

سيكون على رؤساء الجيش والموساد وشين بيت والشرطة أن يقرروا لمن ولاؤهم، أهو لائتلاف سياسي متورط في انقلاب قضائي أم لمحكمة عليا تحافظ على استقلالها.

لكن حتى في حال حكم المحكمة على نفسها بالعجز عن الحفاظ على سلطاتها، فستواجه إسرائيل أيضا أزمة كاملة. لأن نتانياهو وائتلافه اليميني المتطرف من المؤمنين بالتفوق اليهودي ومن اليهود الأرثوذكس المتطرفين قد انتهكوا بالفعل العقد الاجتماعي الجوهري الذي أبقى على تماسك إسرائيل على مدار السنوات الخمس والسبعين الماضية وهو "عش ودع غيرك يعش".

وإنني أعرف الكثير عن ذلك المبدأ. فقد عشت في بلدين في الشرق الأوسط منذ أواخر السبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات، هما لبنان و"إسرائيل"، وكلاهما حافظ على استقراره لسنين من خلال احترام ذلك المبدأ، إلى أن توقفا عن احترامه.

يشترك لبنان وإسرائيل في سمتين كبريين: فالبلدان صغيران حقا في الجغرافيا ومتنوعان بصورة لا تصدق في السكان، متنوعان دينيا، ومتنوعان عرقيا، ومتنوعان سياسيا، ومتنوعان لغويا، ومتنوعان تعليميا.

وحينما يكون بلد ديمقراطي صغيرا فعلا وقولا، ومتنوعا فعلا وقولا، لا يبقى من سبيل للحفاظ على الاستقرار إلا وجوب أن يحترم جميع الفاعلين المتنوعين مبدأ "عش ودع غيرك يعش". أو "لا غالب ولا مغلوب"، مثلما وصف اللبنانيون الوضع كلما انتهك فصيل هذا المبدأ فغاص البلد في حرب أهلية ثم تعيَّن عليه أن يعيد بناء التوازن بين الطوائف. على الجميع أن يلتزموا بحدود معينة لا يتجاوزونها.

غير أنه على مدار العقدين المنصرمين، عمد حزب الله المدعوم من إيران إلى إهمال هذا المبدأ. واستعمل تفوقه في العتاد والمقاتلين ودعم إيران له في فرض سلطانه على غيره من الأحزاب والطوائف اللبنانية. وبدلا من "لا غالب ولا مغلوب"، فرض حزب الله مبدأ كثيرا "حان أن نكون الآكلون"، بمعنى دهس الديمقراطية، ونيل أكثر من نصيبنا المستحق من موارد الدولة والعمل بلا حساب من سلطة مستقلة (من قبيل سلطة النظام القضائي).

وبرغم جميع الاختلافات الكثيرة بين لبنان وإسرائيل، فإن ائتلاف نتانياهو هو مثل "حزب الله"، وقد قرر أنه حان الوقت لأن يكون أعضاؤه هم الآكلين ـ برغم أنه فاز في انتخابات نوفمبر بفارق لا يعدو ثلاثين ألف صوت من 4.7 مليون صوت. فانتهك مبدأ "عش ودع غيرك يعش" وبدأ على الفور في تحويل مقادير غير مسبوقة من النقود الجديدة إلى مدارس دينية أرثوذكسية متطرفة ـ دونما إلزام لها بتدريس الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنجليزية أو آداب الديمقراطية ـ وتعيين وزراء لهم صحف جنائية ذات سوابق إجرامية وتوجيه الموارد الحكومية إلى توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة بهدف هلهلة عملية السلام القائمة على اتفاقات أوسلو. وقد تم هذا كله في أثناء محاولة تحييد قدرة المحكمة العليا على إيقاف أي منه.

هذا اللون من الاستيلاء على الموارد والسلطة غير مسبوق في السياسة الإسرائيلية، وإنه ليزداد إزعاجا عند الأخذ في الاعتبار أنه يتم، جزئيا، على أيدي أحزاب أرثوذكسية متطرفة لا يدفع أعضاؤها إلا القدر الأدنى من الضرائب وهم الأقل خدمة في الجيش.

لقد علم الجميع حدودهم، حتى الآن، في ما عدا استثناءات قليلة، فعلم العلمانيون إلى أي مدى يمكن الضغط على الأورثوذكس لفتح المطاعم يوم السبت، وعلم الأرثوذكس إلى أي مدى يمكن الضغط على العلمانيين في حقوق المثليين. ومع أن مستوطني الضفة الغربية كرهوا اتفاقات أوسلو، لكنهم لم يحاولوا قط تفكيك السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية. بل إن المحكمة العليا نفسها أصبحت في السنوات الأخيرة تتسم بالمزيد من التوازن الأيديولوجي بين المحافظين والليبراليين، برغم ما يضلل به نتانياهو البلد من تصريحات.

يحكي صديقي ديفيد ماكوفسكي ـ زميل معهد واشنطن المخضرم ـ قصة ابنه الذي ولد في القدس سنة 1998، وأراد ديفيد أن يكون بجوار زوجته فاردا عند ولادته، فأخبره طبيب التوليد الخاص بها أن لا بأس في ذلك ما دامت الممرضة الأرثوذكسية المتطرفة الوحيدة العاملة في غرفة الولادة والتي يمكن أن تعترض على حضوره لن تكون في العمل. ظل الطبيب يفحص الزوجة طوال شهور الحمل كما حكى ديفيد وتمكن من تحديد ميعاد الولادة بعد انتهاء يوم عمل تلك الممرضة المتدينة بالضبط.

حكى ديفيد أنه "عندما حان الوقت الذي قال فيه الطبيب لفاردا ’ادفعي’، كنت حاضرا في غرفة الولادة. بدت الغرفة مصغرا لإسرائيل، حيث يمكن أن يتشبث الناس بالمبادئ، ومع ذلك يجدون طرقا خلاقة للتعايش".

بانتهاك توازن "عش ودع غيرك يعش" بالقوة المحضة، بفضل ميزة برلمانية سياسية ضئيلة وعابرة، انتهك نتانياهو وائتلافه شيئا أهم كثيرا من القانون. فقد انتهكوا العرف غير المكتوب الذي يحافظ لإسرائيل على تماسكها. ومن الصعب أن نتبين كيف سيصبح البلد بعد هذا مثلما كان.

في حال إعلان المحكمة العليا أنها لا تملك سلطة إيقاف انقلاب نتانياهو القضائي، أو في حالة رفض نتانياهو الالتزام بحكم ضد استيلائه على السلطة، فإن النظام الإسرائيلي قد يخرج تماما عن السيطرة، مع ملاحظة أنه الآن متصدع بالفعل من جراء رفض العديد من جنود احتياط الجيش والقوات الجوية خدمة حكومة باتوا يعدونها دكتاتورية لا ديمقراطية.

إليكم وصفا للأمر قدمه يوهانان بليسنر رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (وهو مركز أبحاث غير حزبي، وأنا أحد المتبرعين له) في مقال حديث على موقع المنظمة:

"لقد قامت حكومة منتخبة بإجراء تعديلات دستورية يحتمل أن تكون واسعة المدى بناء على خطوط حزبية ضيقة. ومهما يكن رأي المرء في التعديل المعني، فقد تم تجاوز خط أحمر... لأن تنفيذ هذا الاستيلاء على السلطة قد تم في مواجهة أضخم وأطول مظاهرات في تاريخ البلد، وضد إرادة أغلبية الشعب، ودونما اعتبار لتحذيرات قوية من خبراء في الأمن والقانون والاقتصاد، بما تسبب في تهديد لملايين الإسرائيليين".

وأضاف بليسنر ـ في تحليل له أصداء حقيقية بالنسبة للديمقراطية الأمريكية أيضا ـ أنه اعتبارا من هذه اللحظة "سيكون لدى كل مواطن إسرائيل، في كل مرة يذهب فيها إلى صندوق الانتخاب، وعي مرعب بأن هزيمته قد تساوي طريقته كاملة في الحياة. سيدلي المتدين بصوته وهو يخشى أن حكومة ذات قيادة علمانية قد تقوض منفردة الشخصية اليهودية للدولة إن تراءى لها هذا. وسوف تدلي امرأة علمانية بصوتها وهي ترتعش خوفا من تداعيات فوز اليمين على حقوقها".

بل إن حقوق 1.6 مليون من المواطنين العرب في إسرائيل، الذين تمثل المحكمة العليا حاميا جوهريا لهم، قد تصبح كاملة تحت رحمة الأغلبية اليهودية في حال استمرار هذا القانون. وما كان لهذا أن يحدث مطلقا في بلد متنوع يقوم على مبدأ عش ودع غيرك يعش.

خلص بليسنر إلى أن "الانتخابات لا ينبغي أن تكون تنافسا يحصل فيه الفائز على كل شيء، ويستولي المنتصر على كل شيء، ويخاطر الخاسر بكل شيء. فما هذه بديمقراطية، إنما هي وصفة لحرب أهلية".

والحقيقة أنني سألت الكاتب الإسرائيلي آري شافيت عن أكثر ما يخشاه اليوم في بلده. فقال إنه لا يخشى أن تتحول إسرائيل إلى "دكتاتورية انتخابية ـ تشبه المجر أو بولندا أو روسيا. وذلك لأن الميراث السياسي اليهودي لا يمكن أن يقبل سلطة الحكم المطلق، ولأن اليمين المتطرف في إسرائيل لا يملك القوة الكافية لفرض إرادته على الليبراليين".

قال إن الخطر الحقيقي على إسرائيل هو أنها سوف تهوي إلى الفوضى والتفكك.

أضاف شافيت أن "الشبح القادم هو لبنان. جارنا الشمالي الذي عانى الكثير من التمزق حينما تهاوى نظامه الطائفي الرهيف". والآن، في إسرائيل، انهارت التسوية التاريخية التي أتاحت للمجتمعات شديدة التنوع أن تعيش معا في سلام ـ مع سيطرة اليمين على السلطة السياسة في أغلب السنوات العشرين الماضية، وسيطرة الوسط واليسار على المحاكم والإعلام والجامعات".

قال شافيت إنه كما في أيام المعبد الأول والمعبد الثاني "يمزقنا التعصب والتطرف ويهدد بتدمير الأمة التي أقمناها هنا. ولذلك فإن الكابوس الذي يوقظني في جنح الليل ليس بودابست أو وارسو، وإنما هو بيروت".

ولما كنت شخصيا قد عشت في كابوس بيروت في أواخر السبعينيات، يمكنني أن أجزم بأن الاحتمال قائم تماما بالنسبة لإسرائيل اليوم. فمن يكسر ما لديه، يخسره، ولا راد له.

• توماس فريدمان كاتب عمود رأي في السياسة الخارجية في صحيفة نيويورك تايمز ومؤلف كتاب "من بيروت إلى القدس".

** "خدمة نيويورك تايمز"

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحکمة العلیا على السلطة فی حال

إقرأ أيضاً:

من هو كير ستارمر الذي أعاد حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا؟

يتولى كير ستارمر رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة، بعدما قادر حزب العمال إلى فوز ساحق في الانتخابات العامة البريطانية 2024.

صعد ستارمر إلى موقع زعامة العمال قبل أربع سنوت خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة.

ما قبل السياسة

انتخب كير ستارمر كنائب في البرلمان البريطاني في مرحلة غير مبكرة من حياته، عندما كان في الخمسينيات من عمره، بعد مسيرة مهنية لامعة كمحامٍ.

ومع ذلك، كان لديه اهتمامٌ سياسي واضح وكان لديه أيضاً نزعة يسارية متطرفة في شبابه.

ولد عام 1962 في لندن ونشأ في مقاطعة ساري، في الجنوب الشرقي من إنكلترا لأسرة لديها أربعة أبناء.

كثيراً ما يردد ستارمر أن جذوره متوغلة في الطبقة العاملة. فقد كان والده يعمل في أحد المصانع، بينما عملت والدته ممرضة.

وكانت الأسرة من أشد المؤيدين لحزب العمال. واختارت له أن يحمل نفس اسم أول زعماء العمال وهو كير هاردي الذي كان من عمال مناجم الفحم.

عاش ستارمر حياة عائلية مضطربة. يقول عن والده إنه كان رجلاً بارداً يريد أن يظل بعيداً، عن والدته أنها عانت طوال معظم حياتها من داء ستيل، أحد أمراض المناعة الذاتية، الذي أقعدها بالنهاية وجعلها لا تقوى على المشي والكلام، ثم اضطر الأطباء إلى بتر ساقها.

في سن السادسة عشرة، انضم إلى كوادر الشباب بالفرع المحلي لحزب العمال في منطقته، كما قام لفترة من الوقت بكتابة وتحرير مجلة “البدائل الاشتراكية”.

كان ستارمر أول فرد في عائلته يرتاد الجامعة. درس القانون في جامعتي ليدز وأكسفورد البريطانيتين، ثم عمل كمحامٍ متخصص في شؤون حقوق الإنسان. خلال تلك الفترة من حياته، كافح لأجل إلغاء عقوبة الإعدام في بلدان أفريقية وكاريبية (بمنطقة البحر الكاريبي).

وترافع أيضاً في قضية شهيرة في التسعينيات، عن اثنين من الناشطين البيئيين بعدما اختصمتهم سلسلة مطاعم معروفة الوجبات السريعة في تهمة التشهير.

في عام 2008، تولّى ستارمر منصب رئيس النيابة العامة، ثم صار رئيساً لدائرة النيابة العامة وخدمات الإدعاء العام الملكية البريطانية.

بقي في ذلك المنصب الرفيع حتى عام 2013 ثم حصل على لقب فارس في العام التالي.

 

زعامة حزب العمال

التحق ستارمر بمجلس العموم البريطاني (البرلمان) في 2015 كنائب عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن.

كان العمال آنذاك على مقاعد المعارضة، خلف رئيس حزبهم، جيريمي كوربين، السياسي من أقصى اليسار.

عُهدت إلى ستارمر مهامُ وزارة الداخلية في حكومة الظل التي تشكلها المعارضة بغرض توجيه النقد للحكومة القائمة. وقد تولى ستارمر مراجعة وتقييم أداء الحكومة التنفيذية في مجالات مثل الهجرة ثم بعد تصويت المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح وزير حكومة الظل لشؤون “البريكسيت” أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واستخدم ستارمر هذا المنصب للضغط من أجل إجراء استفتاء ثان في شأن البريكسيت.

حصل ستارمر على فرصته ليصبح زعيماً لحزب العمال بعد الانتخابات العامة لعام 2019.

عدت نتائج تلك الانتخابات بمثابة الكارثة بالنسبة للحزب ــ فقد واجه أسوأ هزيمة منذ عام 1935 ــ الأمر الذي أجبر جيريمي كوربين على الاستقالة. وفاز السير كير بقيادة حزب العمال بأجندة يسارية ركزت على تأميم شركات خدمات الطاقة والمياه، وكفل تعليم جامعي مجاني.

وكان حزب العمال وقتها نتيجة إدارة جيريمي كوربين، يعاني انقساماً داخلياً واضحاً بين جناحين، دعاة اليسارالمتشدد أو الراديكالي ودعاة اليسار المعتدل.

وقال ستارمر إنه يريد توحيد الصفوف وتقريب التكتلين مع المحافظة على “راديكالية” السيد كوربين محذراً من الميل الشديد أيضا نحو الوسط.

ثم أعقب ذلك أن قرر ستارمر تعليق عضوية جيريمي كوربين في حزب العمال بسبب الخلاف حول التقرير الخاص بالتصدي لمعاداة السامية داخل الحزب خلال فترة قيادة كوربين الحزبية.

ويزعم كثيرون من معسكر اليسار المتشدد أن ستارمر كان يجري إعادة ترتيب للبيت الداخلي طويلة النفس للتأكد من أن الأعضاء المعتدلين فقط هم من سيتمكنهم الترشح للبرلمان.

ما هي تواجهات ستارمر؟

برغم مما وورد على لسانه في حملته الحزبية، إلا أن ستارمر أدار عجلة قيادة حزب العمال إلى سياسات الوسط الصريحة بغية جعله أكثر قابلية للانتخاب. كما تراجع عن متابعة العديد من المخططات المكلفة، مستنداً في ذلك على الحالة السيئة لخزانة الدولة وفي نفس الوقت فهو لم ينزع الشعرات الأخيرة لليسارية الراديكالية من خطته.

خطط التأميم

تخلى ستارمر عن مقترحاته السابقة بتأميم شركات الطاقة والمياه في المملكة.

مع ذلك، فقد وعد بدمج شبه شامل لخدمات السكك الحديدية المتوفرة لنقل الركاب في غضون خمس سنوات، في كيان واحد خاضع لسيادة الدولة اطلق عليه Great British Railways.

ملف التعليم

تخلى ستارمر عن تلبية وعود إلغاء الرسوم الدراسية لطلاب الجامعات، قائلاً إن الحكومة لن تكون قادرة على تحملها.

وقال لبي بي سي في مايو/ أيار الماضي: “من المرجح أن نتخطى هذا الالتزام لأننا نجد أنفسنا وسط ظروف مالية مختلفة”.

غير أنه صرح أن حزب العمال سيبدأ في فرض ضريبة القيمة المضافة على رسوم المدارس الخاصة في بريطانيا.

Getty Imagesظهرت فيكتوريا زوجة السير كير إلى جانبه في مؤتمرات الحزب قضايا البيئة

قلّص حزب العمال تعهده الذي قطعه في عام 2021 بإنفاق 28 مليار جنيه إسترليني (35 مليار دولار) سنوياً لدعم مشروعات الطاقة الخضراء النظيفة، غير أنّه لم يفرّط لا بوعود بناء مزارع توربينات الرياح البحرية ولا بتطوير مصانع البطاريات للسيارات العاملة بالطاقة الكهربائية.

ولم يسلم من جراء ذلك من انتقادات خصمه الرئيسي، حزب المحافظين الذي اتهمه بأنه يحاول “التملّص” مما يعتبر التزام سياسي رئيسي.

وقد تعهّد ستارمر مؤخراً باستثمار 8 مليارات جنيه إسترليني في الطاقة الخضراء من خلال شركة جديدة تسمى جي بي إنيرجي.

كما تعهّد أيضاً بالإقلاع عن الوقود الأحفوري بالكامل تقريباً في عملية إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول عام 2030.

ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا لا يمكن تحقيقه.

الموقف من إسرائيل وغزة

تلى الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل، إعلان ستارمر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وفي شن هجوم مضاد.

وقد أثار ذلك الموقف غضب جمهور الناخبين المؤيدين للفلسطينيين، وتمرداً من العشرات من نواب حزب العمال الذين خرجوا عن نصه، ودعوا بدلاً من ذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار.

غير أنّه دعا في فبراير/شباط من هذا العام إلى “وقف دائم لإطلاق النار”، مشدداً على وجوب “أن يتم الآن”.

وأظهر استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة يوغوف في آذار/ مارس أن 52 بالمئة من سكان المملكة المتحدة يعتقدون أن ستارمر لم يتعامل مع تلك القضية على الوجه الأنسب.

كما وأنه ساند ما قامت به الحكومة البريطانية من أعمال قصف لقواعد المتمردين الحوثيين في اليمن ردّاً على هجمات هؤلاء على السفن المارة عبر البحر الأحمر ومرتبطة بإسرائيل وذلك في إطار حرب غزة.

الجيران الأوروبيون Getty Imagesكير ستارمر

في 2019، دعا السير كير لإجراء استفتاء ثانٍ قد يلغي قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي.

أما الآن فإن ستارمر يؤكد أنه ما من مجال للتراجع للوراء بيد أنه أفاد بأنه يرغب بمناقشة اتفاقيات تعاون جديدة مع الاتحاد الأوروبي بشأن أمور تخص المعايير البيئية، والاشتراطات الخاصة بالمنتجات الغذائية وبسوق العمل.

“أنا أكره الخسارة”

غالباً ما يسخر خصوم ستارمر من كونه شخصا مملاً، وأنه يحب إظهار تمسكه بالقواعد، وأطلق عليه أحد زملائه لقب “أستاذ القواعد”.

ولم يرتكب أي مخالفة للقونين سوى مرة واحدة، عندما كان شاباً، وألقت الشرطة القبض عليه لبيعه الآيس كريم بدون حمل تصريح تجاري. تمت مصادرة بضاعته ولم يتخاذ أي إجراء عقابي آخر حيال الأمر.

إنه لا يميل في المقابلات سوى لكشف القليل عن نفسه، لكنه أقر بأنه يملك حدساً تنافسياً.

وقال لصحيفة غارديان البريطانية: “أنا أكره الخسارة. يقول البعض إن التكافل هو الأهم. وأنا لست في هذا الفريق”.

تزوج ستارمر من فيكتوريا ألكسندر، التي تعمل في هيئة الصحة الوطنية، عام 2007، ولديهما طفلان.

خارج أوقات العمل، يفضل ستارمر أن يمضي أوقات الاسترخاء في لعب كرة القدم الخماسية وهو من مشجعي فريق أرسنال لكرة القدم.

 

مقالات مشابهة

  • من هو كير ستارمر الذي أعاد حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا؟
  • مكتب نتانياهو: لا تزال هناك فجوات بشأن وقف إطلاق النار
  • تقرير: بايدن يضغط على نتانياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • بايدن ونتانياهو يبحثان مقترح وقف إطلاق النار
  • مسؤول في البيت الأبيض: رد حماس من شأنه دفع المفاوضات باتجاه إتمام صفقة
  • بايدن ونتانياهو يبحثان مقترح وقف إطلاق النار ورد حماس
  • نتانياهو يبلغ بايدن بإرسال وفد إسرائيلي للتفاوض حول الرهائن مع حماس
  • نتانياهو لبايدن: لن تنتهي الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها
  • حزب الله يشن هجوما كبيرا على إسرائيل .. وأصوات الانفجارات تصل بيروت
  • اجتماع متوقع بين بايدن ونتانياهو في واشنطن أواخر يوليو