لجريدة عمان:
2024-06-30@11:00:48 GMT

حل أزمة الشوارع ستبدأ بعد خريف ظفار 2023

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

جاء تصريح صاحب السمو السيد مروان بن تركي أل سعيد محافظ ظفار بشأن حل أزمة الشوارع المتمثلة في الازدحامات والاختناقات في الوقت الذي يعيش فيه المواطن والمقيم والسائح ذروتين متباينتين في خريف 2023 الحالي، وهما ذروة الخريف في شهر أغسطس ومظاهرها رذاذ متواصل، وضباب يعم كل البيئات، جبالها وسهولها ومدنها، ونسمات عليلة، واخضرار يضفي عليها سحر الحواس، والأخرى ذروة الاختناقات والازدحامات المرورية، ومظاهرها ضغوطات سيكولوجية تؤرق متع الذروة القلبية والحسية، وبالتالي، فإن سياق التصريح في خضم الذروتين، بدأ توقيتا، وكأنه يخاطب حالة الاستمتاع بذروة الخريف، ويقول تمتعوا بخريف 2023، ولا تجعلوا الازدحام يقلل من متعكم، فقريبا سيبدأ الحل.

يفهم ذلك من سياق بنية العبارة التي وردت في التصريح وهي، سنبدأ في الحل بعد موسم الخريف في المناطق الحيوية مثل شوارع السلطان قابوس وأتين والفاروق وبرج النهضة، والكثير من المشاريع التي تأتي بناء على الاحتياج. التصريح متفائل جدا، ورغم ما فيه من ذكر مشاريع محددة بالاسم، إلا أنه يحمل في مضامينه المتفائلة ما هو أكثر من المشاريع المذكورة، فالحل وفق تلكم العبارة سيكون مرتبطا بما سينتجه التفكير من احتياجات أساسية تجعل البنية التحتية للسياحة قابلة لاستيعاب الإقبال السياحي الذي توقعه سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار بمليون سائح وزائر.

وحل أزمة الشوارع لها سياقين زمنيين، أحدهما قصير، والآخر متوسط الأجل، لا مجال للمدى الطويل في سباق التنافس السياحي الإقليمي، فعلى المدى القصيرة – سنة – هناك أربعة مشاريع سالفة الذكر، يمكن أن يضاف إليها مشروع ازدواجية طريق ريسوت المغسيل الذي تم الإعلان عن مناقصته مؤخرا، وهذه الحزمة من المشاريع تدخل في صلب الأولويات العاجلة التي ينبغي تنفيذها بعيد الخريف فورا، ويثور الجدل بين صفوف النخب المحلية حول بداية الحل بعد الخريف هل سيشمل تلكم المشاريع كلها أم بعضها؟

لو احتكمنا للسياقات الزمنية لهذه المشاريع، وكذلك للغاية التي تدفع بمؤسسة المحافظ التدخل في قضية البنية التحتية، والتلويح بسرعة بداية حل الأزمة، فإن الفهم يذهب إلى المنظور الكمي في الإطار الزمني القصير، ولن يكون الحل ملموسا في خريف 2024 إلا بالتنفيذ الكمي لتلكم المشاريع، ودونها ستظهر أزمة الشوارع مجددا، والإمكانية متاحة، فهي مشاريع معتمدة ومعلنة، وفي حالة انتظار التنفيذ من عدة سنوات، مثلا ازدواجية شارع السلطان قابوس الذي يبلغ طوله 9 كم، وقد تم تسليم تعويضات نزع الملكية للمواطنين، فلماذا يحدد لتنفيذه فترة ثلاث سنوات مثلا؟.

والتسريع الكمي للمشاريع هنا هو الحدث المأمول بعد تدخل مؤسسة المحافظ لتحريك حل أزمات الاختناقات والازدحامات كخطوة عاجلة، والمأمول مبني على مجموعة استدلالات موضوعية، أبرزها تدخل مؤسسة المحافظ في زمن الذروتين، كونها السلطة اللامركزية المسؤولة عن كامل جغرافيا محافظة ظفار بما تحتويه من سلط ومؤسسات مركزية ولامركزية وفق قانون المحافظين الجديد، وتلويحها ببداية الحل بعد الخريف يدخل في إطار هذه الصلاحية، وهى تعبر عن الديناميكية والتفاعلية الآنية والمسؤولة مع الأحداث، مما يجعل كل سياح وزوار خريف 2023، وفي مقدمتهم المجتمع المحلي في حالة ترقب لطبيعة بداية الحل من حيث الكم والنوع معا بعد الخريف، وكيف سيكون الوضع في خريف 2024؟

كما أن عبارة "والكثير من المشاريع التي تأتي بناء على الاحتياج" تفهم في سياق تسمية أربعة مشاريع أساسية إنها ليست حصرية إذا ما كشفت الحاجة للحل مشاريع أخرى قد تدخل في الحل القصير الأجل، وأخرى في الحل المتوسط الأجل.

وتدخل مؤسسة المحافظ فيه رسالة إيجابية أخرى للشركات التي تتنظر مشاريع جديدة للبنية التحتية بفارغ الصبر، وبعضها تقف حتى الآن عاجزة عن دفع مرتبات عمالها منذ جائحة كورونا وتداعياتها، وبالتالي فهذا التصريح يعزز التفاؤل الاجتماعي وتطلعات الشركات في مقاولات جديدة، مما يعطي لقضية التنفيذ الكمي لتلكم المشاريع صفة الاستعجال من منظور الحل القصير المدى، أبرزها:

- إن حل أزمة الشوارع الداخلية ستكون من المنظور الكمي كاستجابة مستحقة للنمو السياحي المتعاظم، وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك دواعي المنافسة السياحية الإقليمية.

- أظهر اقتصاد الخريف لعام 2023 بأنه مصدر دخل متعاظم لخزينة الدولة والبلدية والمجتمع وبالذات الباحثين عن عمل، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالتالي فإن الرهانات هنا على التنفيذ الكمي للمدى الزمني القصير هو من أولويات مرحلة ما بعد الخريف.

- وهذه الأهمية السياحية المتعاظمة تجعل من ازدواجية ما تبقى من طريق مسقط صلالة "هيما ـ ثمريت" ضمن أولويات الاحتياج أيضا.

- أما على المدى الزمني المتوسط، فإن انفتاح الحل نحو إقامة جسور جديدة، وجعل ديناميكية الوصول للعيون المائية التي تشكل أهم الملامح السياحية الجاذبة، وهناك "360" عينا دائمة وموسمية الجريان، فينبغي اختيار أشهرها جذبا، وجعل الوصول إليها ديناميكا وسهلا، وكذلك إقامة نفق لعقبة حمرير لطريق جديد موازي لطريق صلالة ثمريت - لو مدفوع الثمن - لحاجة السياحة والحركة التجارية له، وجعل ولايتي صلالة وثمريت امتزاجا ترابيا في شخصية الامتداد الجغرافي التكاملي، فالنفق سيختصر المسافة إلى النصف.. إلخ.

ومفهوم "الاحتياج" يحتم التفكير الجماعي لتحديد الأولويات القصيرة والمتوسطة الأجل في إطار التشاركية الثلاثية التي أطرافها السلطة اللامركزية والقطاع الخاص والقطاعات المدنية، وكنا اقترحنا تشكيل لجنة إقليمية تابعة لمؤسسة المحافظ، لإعداد خارطة متكاملة للحاجة الفعلية لتعزيز السياحة في ظفار لكل المواسم، وفق منظور التخصص في السياحة العائلية، وربما تحتاج السياحة في محافظة ظفار متزامنة مع خطوة سرعة تنفيذ حزمة المشاريع الجديدة سالفة الذكر، إلى عقد ملتقى ومعرض للسياحة في محافظة ظفار بعد تحديد الفرص الاستثمارية الجديدة في السياحة والعقارات.. إلخ ودعوة مستثمرين من عدة دول للاستثمار في صناعة السياحة العائلية التي تتناغم مع طبيعة المجتمع وثقافته.

كما أنها، أي السياحة العائلية، يمكن أن تصنع الآلاف من فرص العمل المستدامة، والمتابع لحجم إقبال الشباب على الأعمال الصغيرة والمتوسطة في مواسم السياحة التالية "الخريف، الربيع ويطلق عليه محليا الصرب والشتاء" سيؤمن بأهمية الدفع بالسياحة إلى هذه المستويات العميقة، والتخصص في السياحة العائلية.

وقد أصبحت السياحة العائلية تفرض ذاتيتها عالميا، فهي في نمو عالمي بمعدل 4.75% ليصل حجم السوق إلى 180 مليار دولار (وفق إحصائيات 2018)، كما يرتفع الإنفاق العالمي للمسلمين على السياحة العائلية الخارجية بنسبة 7.7% ليصل إلى 150 مليار دولار، باستثناء رحلات الحج والعمرة، لذلك فاستهدافها لذاتها فيها ضمانات الاستدامة المالية وقبول حاضنتها الاجتماعية، وينطبق مفهوم السياحة العائلية على السياحة الخريفية، لكنها تحتاج إلى صناعة متسارعة في منتوجاتها وإيقاعاتها الزمنية، وهى تملك كل مقومات الاستفراد السياحي الإقليمي، ويمكن الرهان عليها لكي تصبح مصدرا مستداما للدخول المختلفة، وكذلك منتجة للوظائف الدائمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من المشاریع

إقرأ أيضاً:

وصولا للقاءات العائلية.. ماذا وراء التحولات النوعية بخطاب أردوغان حول التطبيع مع الأسد؟

ضجت الأوساط التركية والسورية بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول استعداد بلاده لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، معبرا عن إمكانية إجراء لقاء مع بشار الأسد على المستوى العائلي كما كان الحال عليه قبل القطيعة التي وقعت بين الجانبين في أعقاب اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وكان البارز في تصريحات الرئيس التركي هذه المرة وصفه لبشار الأسد بـ"السيد" لأول مرة منذ قطع العلاقات بين أنقرة ودمشق عام 2012، الأمر الذي دفع ناشطين إلى إعادة مشاركة تصريحات سابقة أدلى بها أردوغان عام 2018 ووصف خلالها رئيس النظام السوري بـ"القاتل الذي قتل مليون شخص من أبناء شعبه"، منتقدا المطالبين بالاجتماع مع الأسد.

ولفت الصحفي عدنان جان أتاي توركمان، إلى أن استخدم أردوغان هذه المرة كلمة "السيد الأسد" في حديثه عن بشار، تطور لافت على مستوى الخطاب الإعلامي للرئاسة التركية.

من جهته، علق الصحفي التركي المعارض إسماعيل سايماز على خطاب أردوغان بالقول "من القاتل الأسد إلى السيد الأسد"، في إشارة إلى التطور اللافت في الخطاب التركي الرسمي.

ولا تفتح تصريحات أردوغان التي أدلى بها الجمعة للصحفيين في إسطنبول، الباب أمام عودة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، بل إلى رفعها أيضا إلى مستوى اللقاءات العائلية على غرار اللقاءات التي جرت في فترة ازدهار العلاقات التركية السورية قبل نحو عقدين، حيث شدد الرئيس التركي على أنه "كما التقى في الماضي مع السيد الأسد وكان هناك لقاءات عائلية، فإنه من المستحيل تماما أن نقول إن ذلك لن يحدث في المستقبل".

وأطلقت تصريحات الرئيس التركي الأولى من نوعها، تساؤلات حول إمكانية تجاوز أنقرة حاجز الشروط المسبقة التي يضعها الأسد أمام المبادرات الرامية إلى تطبيع العلاقات، فضلا عن دوافع تركيا التي أعادت تسليط الضوء خلال الأسابيع الأخيرة على هذا المسار المتعثر، والذي تباطأ بشكل شبه كامل خلال العام الأخير.




ما الجديد بتصريحات أردوغان؟
◼ جاء حديث الرئيس التركي عن اللقاء مع الأسد، في أعقاب تصريح أدلى به الأخير ونقلته وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، قال فيه إنه منفتح "على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى".

◼ تزامنت مع حديث زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل عن إمكانية توجهه للقاء مع الأسد بمفرده من أجل حل مشكلة اللاجئين في تركيا، والتوسط بين رئيس النظام السوري وأردوغان.

◼ التصريحات جاءت أيضا في أعقاب خروج تركيا من الفترات الانتخابية (الانتخابات العامة والمحلية)، التي كانت تشهد زخما في الحديث عن ملفات اللاجئين والتطبيع مع الأسد لجذب الناخبين، وهو ما يشير إلى عزم أنقرة للمضي قدما هذه المرة في ملف التطبيع إلى مستويات غير مسبوقة.

◼ لم تتطرق تصريحات أردوغان إلى شروط نظام الأسد المسبقة التي تطالب أنقرة بسحب قواتها من شمال غربي سوريا قبل الحديث عن تطبيع العلاقات، وكان الرئيس التركي قال عام 2022، إنه "من الممكن اللقاء مع الأسد، لكنه يطالب بخروج تركيا من شمال سوريا، لا يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لأننا نكافح الإرهاب هناك".




ملفات ضاغطة تدفع أنقرة نحو الأسد
تقويض نفوذ الوحدات الكردية: تسعى أنقرة إلى التعاون مع الأسد لتعزيز جهودها الرامية للقضاء على نفوذ الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في الجانب الآخر من حدودها مع الأراضي السورية، لا سيما بعد إعلان الإدارة الذاتية عن عزمها إجراء انتخابات محلية في شمال شرقي سوريا، وهو الأمر الذي ترفضه تركيا بشكل مطلق وتراه انعكاسات لمساع تهدف إلى إنشاء "دويلة إرهاب" على حدودها.

ملف اللاجئين: تسعى أنقرة إلى التوصل إلى حل ينهي أزمة اللاجئين، لا سيما وأن هذا الملف استخدم من قبل أحزاب المعارضة التركية في كل استحقاق انتخابي كـ"ورقة رابحة" ضد الحكومة تمكنها من جذب أصوات الناخبين المناهضين لوجود اللاجئين السوريين.

خلفيات مسار التطبيع
أعلن الرئيس التركي العام الماضي، عن استعداده للاجتماع مع الأسد، وذلك ضمن مسار انخرطت فيه أنقرة، برعاية روسية، قبل الانتخابات العامة منتصف عام 2023 من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق بعد قطيعة تجاوزت الـ12 عاما.

وفي أيار/ مايو 2023، عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن ما عرف بـ"الصيغة الرباعية".

وجاء هذا الاجتماع تتويجا للعديد من اللقاءات التي جمعت رؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، فضلا عن لقاء وزير الدفاع التركي بنظيره في حكومة الأسد بموسكو في كانون الأول/ ديسمبر عام 2022، حيث اتفقا على تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات.

لكن المساعي التركية لإعادة تطبيع العلاقات، تعثرت بعدما اعتبر الأسد أن "هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا"، زاعما أن الإرهاب في سوريا "صناعة تركية"، ومطالبا بسحب القوات التركية بشكل كامل من شمال غرب البلاد.

مقالات مشابهة

  • فيلم ظلام رجل.. مطاردات ضابط انتربول في خريف العمر
  • ساكا: لست الحل المناسب لحل أزمة إنجلترا!
  • وصولا للقاءات العائلية.. ماذا وراء التحولات النوعية بخطاب أردوغان حول التطبيع مع الأسد؟
  • وصولا للقاءات العائلية.. تحولات نوعية في خطاب أردوغان حول التطبيع مع الأسد
  • الطبيعة الخلابة تكسو سلطنة عُمان
  • خطة لضمان انسيابية الحركة المرورية بصلالة خلال موسم الخريف
  • برلمانية :توجيهات الرئيس السيسي في أزمة وفاة الحجاج المصريين جاءت حاسمة
  • أعضاء مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة يحصلون على عقود مشتريات بقيمة 1.27 مليار درهم خلال 2023
  • ملتقى المشاريع الشبابية يناقش دعم الشباب في ريادة الأعمال في ظفار
  • بعد أزمة شركة خدمات الطوافة.. العليا للحج تبحث تعويض الحجاج - تفاصيل