لجريدة عمان:
2025-04-25@11:18:02 GMT

حل أزمة الشوارع ستبدأ بعد خريف ظفار 2023

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

جاء تصريح صاحب السمو السيد مروان بن تركي أل سعيد محافظ ظفار بشأن حل أزمة الشوارع المتمثلة في الازدحامات والاختناقات في الوقت الذي يعيش فيه المواطن والمقيم والسائح ذروتين متباينتين في خريف 2023 الحالي، وهما ذروة الخريف في شهر أغسطس ومظاهرها رذاذ متواصل، وضباب يعم كل البيئات، جبالها وسهولها ومدنها، ونسمات عليلة، واخضرار يضفي عليها سحر الحواس، والأخرى ذروة الاختناقات والازدحامات المرورية، ومظاهرها ضغوطات سيكولوجية تؤرق متع الذروة القلبية والحسية، وبالتالي، فإن سياق التصريح في خضم الذروتين، بدأ توقيتا، وكأنه يخاطب حالة الاستمتاع بذروة الخريف، ويقول تمتعوا بخريف 2023، ولا تجعلوا الازدحام يقلل من متعكم، فقريبا سيبدأ الحل.

يفهم ذلك من سياق بنية العبارة التي وردت في التصريح وهي، سنبدأ في الحل بعد موسم الخريف في المناطق الحيوية مثل شوارع السلطان قابوس وأتين والفاروق وبرج النهضة، والكثير من المشاريع التي تأتي بناء على الاحتياج. التصريح متفائل جدا، ورغم ما فيه من ذكر مشاريع محددة بالاسم، إلا أنه يحمل في مضامينه المتفائلة ما هو أكثر من المشاريع المذكورة، فالحل وفق تلكم العبارة سيكون مرتبطا بما سينتجه التفكير من احتياجات أساسية تجعل البنية التحتية للسياحة قابلة لاستيعاب الإقبال السياحي الذي توقعه سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار بمليون سائح وزائر.

وحل أزمة الشوارع لها سياقين زمنيين، أحدهما قصير، والآخر متوسط الأجل، لا مجال للمدى الطويل في سباق التنافس السياحي الإقليمي، فعلى المدى القصيرة – سنة – هناك أربعة مشاريع سالفة الذكر، يمكن أن يضاف إليها مشروع ازدواجية طريق ريسوت المغسيل الذي تم الإعلان عن مناقصته مؤخرا، وهذه الحزمة من المشاريع تدخل في صلب الأولويات العاجلة التي ينبغي تنفيذها بعيد الخريف فورا، ويثور الجدل بين صفوف النخب المحلية حول بداية الحل بعد الخريف هل سيشمل تلكم المشاريع كلها أم بعضها؟

لو احتكمنا للسياقات الزمنية لهذه المشاريع، وكذلك للغاية التي تدفع بمؤسسة المحافظ التدخل في قضية البنية التحتية، والتلويح بسرعة بداية حل الأزمة، فإن الفهم يذهب إلى المنظور الكمي في الإطار الزمني القصير، ولن يكون الحل ملموسا في خريف 2024 إلا بالتنفيذ الكمي لتلكم المشاريع، ودونها ستظهر أزمة الشوارع مجددا، والإمكانية متاحة، فهي مشاريع معتمدة ومعلنة، وفي حالة انتظار التنفيذ من عدة سنوات، مثلا ازدواجية شارع السلطان قابوس الذي يبلغ طوله 9 كم، وقد تم تسليم تعويضات نزع الملكية للمواطنين، فلماذا يحدد لتنفيذه فترة ثلاث سنوات مثلا؟.

والتسريع الكمي للمشاريع هنا هو الحدث المأمول بعد تدخل مؤسسة المحافظ لتحريك حل أزمات الاختناقات والازدحامات كخطوة عاجلة، والمأمول مبني على مجموعة استدلالات موضوعية، أبرزها تدخل مؤسسة المحافظ في زمن الذروتين، كونها السلطة اللامركزية المسؤولة عن كامل جغرافيا محافظة ظفار بما تحتويه من سلط ومؤسسات مركزية ولامركزية وفق قانون المحافظين الجديد، وتلويحها ببداية الحل بعد الخريف يدخل في إطار هذه الصلاحية، وهى تعبر عن الديناميكية والتفاعلية الآنية والمسؤولة مع الأحداث، مما يجعل كل سياح وزوار خريف 2023، وفي مقدمتهم المجتمع المحلي في حالة ترقب لطبيعة بداية الحل من حيث الكم والنوع معا بعد الخريف، وكيف سيكون الوضع في خريف 2024؟

كما أن عبارة "والكثير من المشاريع التي تأتي بناء على الاحتياج" تفهم في سياق تسمية أربعة مشاريع أساسية إنها ليست حصرية إذا ما كشفت الحاجة للحل مشاريع أخرى قد تدخل في الحل القصير الأجل، وأخرى في الحل المتوسط الأجل.

وتدخل مؤسسة المحافظ فيه رسالة إيجابية أخرى للشركات التي تتنظر مشاريع جديدة للبنية التحتية بفارغ الصبر، وبعضها تقف حتى الآن عاجزة عن دفع مرتبات عمالها منذ جائحة كورونا وتداعياتها، وبالتالي فهذا التصريح يعزز التفاؤل الاجتماعي وتطلعات الشركات في مقاولات جديدة، مما يعطي لقضية التنفيذ الكمي لتلكم المشاريع صفة الاستعجال من منظور الحل القصير المدى، أبرزها:

- إن حل أزمة الشوارع الداخلية ستكون من المنظور الكمي كاستجابة مستحقة للنمو السياحي المتعاظم، وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك دواعي المنافسة السياحية الإقليمية.

- أظهر اقتصاد الخريف لعام 2023 بأنه مصدر دخل متعاظم لخزينة الدولة والبلدية والمجتمع وبالذات الباحثين عن عمل، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالتالي فإن الرهانات هنا على التنفيذ الكمي للمدى الزمني القصير هو من أولويات مرحلة ما بعد الخريف.

- وهذه الأهمية السياحية المتعاظمة تجعل من ازدواجية ما تبقى من طريق مسقط صلالة "هيما ـ ثمريت" ضمن أولويات الاحتياج أيضا.

- أما على المدى الزمني المتوسط، فإن انفتاح الحل نحو إقامة جسور جديدة، وجعل ديناميكية الوصول للعيون المائية التي تشكل أهم الملامح السياحية الجاذبة، وهناك "360" عينا دائمة وموسمية الجريان، فينبغي اختيار أشهرها جذبا، وجعل الوصول إليها ديناميكا وسهلا، وكذلك إقامة نفق لعقبة حمرير لطريق جديد موازي لطريق صلالة ثمريت - لو مدفوع الثمن - لحاجة السياحة والحركة التجارية له، وجعل ولايتي صلالة وثمريت امتزاجا ترابيا في شخصية الامتداد الجغرافي التكاملي، فالنفق سيختصر المسافة إلى النصف.. إلخ.

ومفهوم "الاحتياج" يحتم التفكير الجماعي لتحديد الأولويات القصيرة والمتوسطة الأجل في إطار التشاركية الثلاثية التي أطرافها السلطة اللامركزية والقطاع الخاص والقطاعات المدنية، وكنا اقترحنا تشكيل لجنة إقليمية تابعة لمؤسسة المحافظ، لإعداد خارطة متكاملة للحاجة الفعلية لتعزيز السياحة في ظفار لكل المواسم، وفق منظور التخصص في السياحة العائلية، وربما تحتاج السياحة في محافظة ظفار متزامنة مع خطوة سرعة تنفيذ حزمة المشاريع الجديدة سالفة الذكر، إلى عقد ملتقى ومعرض للسياحة في محافظة ظفار بعد تحديد الفرص الاستثمارية الجديدة في السياحة والعقارات.. إلخ ودعوة مستثمرين من عدة دول للاستثمار في صناعة السياحة العائلية التي تتناغم مع طبيعة المجتمع وثقافته.

كما أنها، أي السياحة العائلية، يمكن أن تصنع الآلاف من فرص العمل المستدامة، والمتابع لحجم إقبال الشباب على الأعمال الصغيرة والمتوسطة في مواسم السياحة التالية "الخريف، الربيع ويطلق عليه محليا الصرب والشتاء" سيؤمن بأهمية الدفع بالسياحة إلى هذه المستويات العميقة، والتخصص في السياحة العائلية.

وقد أصبحت السياحة العائلية تفرض ذاتيتها عالميا، فهي في نمو عالمي بمعدل 4.75% ليصل حجم السوق إلى 180 مليار دولار (وفق إحصائيات 2018)، كما يرتفع الإنفاق العالمي للمسلمين على السياحة العائلية الخارجية بنسبة 7.7% ليصل إلى 150 مليار دولار، باستثناء رحلات الحج والعمرة، لذلك فاستهدافها لذاتها فيها ضمانات الاستدامة المالية وقبول حاضنتها الاجتماعية، وينطبق مفهوم السياحة العائلية على السياحة الخريفية، لكنها تحتاج إلى صناعة متسارعة في منتوجاتها وإيقاعاتها الزمنية، وهى تملك كل مقومات الاستفراد السياحي الإقليمي، ويمكن الرهان عليها لكي تصبح مصدرا مستداما للدخول المختلفة، وكذلك منتجة للوظائف الدائمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من المشاریع

إقرأ أيضاً:

مصر: تصدير الأطباء هو الحل لمواجهة هجرة الأطباء!

في حين تعاني منظومة الرعاية الصحية في مصر من وجود نقص شديد في أعداد الأطباء مقارنة بعدد السكان من ناحية، وبالنسب العالمية من ناحية أخرى، فقد جاءت التصريحات الصادمة لرئيس الوزراء في منتصف شهر نيسان/ أبريل 2025 الجاري؛ أنه يتم تنفيذ التوجيهات الرئاسية، وأنه بعد التوسع في إنشاء كليات الطب؛ فقد تم قبول 29 ألف طالب في العام الحالي سوف يصبحون أطباء بعد ست سنوات حسب قوله، وحينها تصبح مصر تمتلك قوة ناعمة من الأطباء يمكن تصديرها للخارج مما يؤدى إلى النمو المالي وزيادة رصيد العملة الصعبة بالبلاد.

وقد سبق وأن تم الإعلان عن وجود عجز في أعداد الأطباء بصورة رسمية في كلمة وزيرة الصحة السابقة في شهر أيلول/ سبتمبر 2018، وهي تبرر حدوث كارثة وفيات مرضى الغسيل الكلوي في مستشفى ديرب نجم بمحافظة الشرقية (حزيران/ يونيو 2018)؛ وقتها قالت بأن 60 في المئة من الأطباء تركوا مصر للعمل في الخارج، واستمرت تلك النسبة في تزايد مستمر، وكان آخرها ما أعلنه نقيب الأطباء عن استقالة سبعة آلاف طبيب من العمل في المستشفيات الحكومية عام 2024.

مشكلة زيادة هجرة الأطباء خارج مصر لها أسباب تم رصدها ودراستها من جهات متعددة:

مشكلة مصر ليست في نقص الأطباء، لأن عدد جميع الأطباء المسجلين في النقابة يجعل نسبة الأطباء في مصر أفضل من النسب العالمية لعدد السكان، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن 60 في المئة وأكثر من الأطباء قد هربوا إلى الخارج لعدة أسباب من بينها:

مشكلة مصر ليست في نقص الأطباء، لأن عدد جميع الأطباء المسجلين في النقابة يجعل نسبة الأطباء في مصر أفضل من النسب العالمية لعدد السكان، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن 60 في المئة وأكثر من الأطباء قد هربوا إلى الخارج لعدة أسباب
أولا: فساد بيئة العمل: وتشمل سوء حالة المباني ونقص التجهيزات والآلات والأدوات والأدوية والمستلزمات، وفساد بروتوكولات العمل من طول ساعات العمل ومنع الإجازات.

ثانيا: نقص التدريب وغياب فرص التأهيل العلمي خاصة بعد إلغاء الزمالة، وقلة فرص دراسات الماجستير، ليصبح نظام البورد المصري هو الأساس رغم ما فيه من مشاكل وصعوبات، إضافة إلى القصور الشديد في التدريب خاصة في فترة التدريب الإجباري قبل التخرج (فترة الامتياز)؛ حيث أعلن أطباء الامتياز بمستشفيات قصر العيني العريقة بجامعة القاهرة مؤخرا عن تعرضهم لحالة من الإهمال الشديد وعدم التدريب وسوء المعاملة، ناهيك عن انعدام لوجستيات الإقامة والتغذية وأماكن الراحة وصرف المستحقات المالية.

ثالثا: الافتقاد إلى الأمن والأمان الوظيفي في العمل وكثرة الاعتداءات على الأطقم الطبية بصورة شبه يومية.

رابعا: وهو عنصر محوري يشمل تدني الأجور بصورة عامة لا تتناسب مع الوقت ولا مع المجهود المبذول، مع وجود نوع من التمييز بين الأطباء بحسب الجهات التي يعملون لديها سواء عسكرية أو مدنية، وحتى المؤسسات الصحية المدنية بينها تفاوت كبير في الأجور والمزايا. وانعدام العدالة المالية له أثر كبير في حالة الإحباط والسعي نحو الهروب من مصر، إضافة إلىعزوف الأطباء عن شغل الكثير من التخصصات المهمة، مثل التخدير وطب الطوارئ والعناية المركزة.

وزاد الطين بلة عزوف أوائل دفعات الخريجين عن العمل بوظائف طبيب مقيم داخل مستشفيات الجامعية، وكان آخرها استقالة 117 طبيبا من المستشفيات الجامعية في الإسكندرية في شهر آذار/ مارس 2025 الماضي، بالرغم من كونها وظيفة مهمة في مكان متميز وخطوة نحو الترقي في المنظومة العلمية والطبية بالجامعات.

التوجيهات الرئاسية التي أعلن عنها رئيس الوزراء لمواجهة أزمة نقص الأطباء كان لا بد من إعلان تنفيذها بصورة أو بأخرى:

في شهر حزيران/ يونيو عام 2019 تم عقد اجتماع موسع حول تلك المشكلة وصدرت التوجيهات الرئاسية لمواجهة العجز في أعداد الأطباء؛ وشملت ثلاثة محاور رئيسية وهي: أولا: تحويل الصيادلة إلى أطباء، ثانيا: التوسع في افتتاح كليات جديدة للطب بأنواعها الحكومية والخاصة والأهلية وزيادة أعداد الخريجين، ثالثا: تخريج دفعات استثنائية من كليات الطب لسد العجز في أعداد الأطباء.

بالنسبة للتوجيه الرئاسي الأول بتحويل الصيادلة إلى أطباء، والذي وردت الإشارة إليه في دعوة من رئيس الأكاديمية الطبية العسكرية لنقيب الأطباء لحضور اجتماع لمناقشة الأمر؛ بناء على تكليف من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، فقد أصدرت نقابة الأطباء بيانا في بداية أيار/ مايو 2020، جاء فيه أن "النقابة العامة للأطباء ترفض هذا المقترح تماما، حيث إنه يضر بصحة المواطن المصري، ومن المعلوم بالضرورة أن كل فئة من فئات الفريق الطبي لها دور هام جدا تقوم به فعلا، وتمارسه طبقا للأصول العلمية والمهنية وطبقا لنوعية الدراسة النظرية والعملية التي درستها لسنوات طويلة". وتابع البيان: "لا تستطيع أي فئة أن تحل محل الفئة الأخرى، ولا يجوز القول بأن أي دراسة مكملة يمكنها معادلة شهادة علمية وعملية مختلفة، وهذا الأمر سيضر بسمعة مصر الطبية العالمية، واختتم البيان بالقول: "لذلك نحيطكم علما بأن نقابة الأطباء ترفض هذا المقترح جملة وتفصيلا".

ولكن وحيث أنه كان من الضرورة الواقعية والجبرية أن تتم تلبية التوجيهات الرئاسية؛ وتحت العنوان العريض "التأمين الصحي الشامل: نواجه نقص الأطباء بالاستعانة بالصيادلة"؛ جاءت تصريحات مدير هيئة الرعاية الصحية في التأمين الصحي الشامل الجديد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 بأن الهيئة تسعى لمواجهة النقص في أعداد الأطباء بدراسة "التدريب التحويلي"، والذي يهدف لتأهيل التخصصات التي تضم أعداد كبيرة للعمل في تخصصات أخرى فيها عجز، وعلى سبيل ذلك الصيادلة، حيث من المقرر أن يتم وفقا للرؤية أن يعمل الصيدلي مساعدا للطبيب بعد دورات تدريبية معينة.

التوجيهات الرئاسية هي بمثابة الهروب إلى الأمام؛ وترك الواقع كما هو دون أدنى محاولة لمواجهة حقيقية مع مشكلة تزايد هجرة الأطباء ووجود فجوة تشغيلية في الفريق الطبي، حيث يوجد عجز كبير في أعداد الأطباء بالنسبة لعدد السكان
بالنسبة للتوجيه الثاني: فقد بدأ التوسع في افتتاح كليات جديدة للطب مع منحها تسهيلات لمدة ثلاث سنوات بداية من عام 2019، لاستكمال إنشاء مستشفى جامعي تابع لكل كلية طب لتدريب الطلبة حسب القانون، وكانت الزيادة سريعة جدا؛ حيث بلغ عدد كليات الطب في مصر 47 كلية معتمدة من قبل المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، منها 24 كلية في الجامعات الحكومية، و15 في الجامعات الأهلية، و8 كليات في الجامعات الخاصة حتى الآن، وإن كان شرط وجود مستشفى جامعي بسعة سريرية تتناسب مع عدد الطلبة في كل كلية طب لم يتم تنفيذه بصورة كاملة.

وجاء التوجيه الرئاسي الثالث؛ بخصوص تخريج دفعات استثنائية يحمل مفهوما غامضا، فتلك الآلية قد تكون مقبولة في الكليات العسكرية بحيث يتم استكمال التدريب والدراسة ميدانيا، ولكنه غير متعارف عليه بالنسبة للعاملين في مجال الصحة والطب بصورة خاصة، وكان لا بد من إيجاد صيغة يمكن قبولها عمليا وواقعيا لتخريج دفعات عاجلة أو استثنائية. ومن هنا جاءت فكرة تعديل عدد سنوات دراسة الطب لتصبح خمس سنوات فقط بدلا من نظام السنوات الدراسية الست الموجود في مصر منذ أكثر من قرن، وهذا يعني تسريع تخريج الأطباء، وضمان تواجد عدد كاف منهم في المستشفيات على مدى عامين كاملين بدلا من عام واحد هو فترة التدريب الإجباري أو الامتياز، بحيث يحصل الطبيب على شهادة التخرج بعد قضاء فترة سبع سنوات تشمل الدراسة والتدريب الإكلينيكي في المستشفيات.

الواقع العلمي والعملي لتلك التوجيهات الرئاسية يؤكد على أنها بمثابة الهروب للأمام:

تلك التوجيهات الرئاسية هي بمثابة الهروب إلى الأمام؛ وترك الواقع كما هو دون أدنى محاولة لمواجهة حقيقية مع مشكلة تزايد هجرة الأطباء ووجود فجوة تشغيلية في الفريق الطبي، حيث يوجد عجز كبير في أعداد الأطباء بالنسبة لعدد السكان، ويبلغ 9 أطباء لكل 10 آلاف مواطن، والنسبة العالمية هي 23 طبيبا لكل عشرة آلاف مواطن، إضافة إلى وجود ضعف شديد في مستوى التدريب والتأهيل والكفاءة، مما يؤثر سلبيا على مستوى الرعاية الصحية للمواطنين.

كان المفروض منطقيا أن تكون التوجيهات الرئاسية تنصب حول إزالة أسباب هجرة الأطباء كأولوية أولى عاجلة، خاصة وأن الحلول واضحة سهلة التنفيذ شرط وجود الرغبة والإرادة.

مقالات مشابهة

  • فعالية اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف بجامعة ظفار
  • الطقس الماطر يعود إلى تركيا… تحذير بالرمز الأصفر في 20 ولاية: كيف سيكون الطقس في إسطنبول؟
  • الخريف: إطلاق التجمع الصناعي للألبان في الخرج سيوفر بيئة إنتاجية متكاملة ومستدامة
  • مصر: تصدير الأطباء هو الحل لمواجهة هجرة الأطباء!
  • وزير السياحة يتدخل لحل أزمة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
  • فوز بنك ظفار بجائزة "أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع"
  • بنك ظفار يفوز بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عمان
  • اعتداء جديد يطال موقعاً أثرياً شرق مدينة ظفار التاريخية في إب
  • خطوات خدمة تمديد تأشيرة الزيارة العائلية إلكترونيا
  • محافظ سقطرى يناقش الاستعدادات التموينية لفصل الخريف ومشاريع التنمية بالمحافظة