قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إن تزويد الغرب أوكرانيا بأسلحة نووية قد يمثل في نظر روسيا هجوما يوفر الأساس لرد نووي.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي أن مسؤولين غربيين لم تكشف هوياتهم أشاروا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يمد أوكرانيا بأسلحة نووية على الرغم من الخوف من أن يكون لمثل هذه الخطوة عواقب وخيمة.

وقال ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا بين عامي 2008 و2012، على منصة تلغرام اليوم الثلاثاء "يعكف سياسيون وصحفيون أميركيون على مناقشة عواقب نقل أسلحة نووية إلى كييف".

وأضاف أن مجرد التهديد بنقل مثل هذه الأسلحة النووية قد يعتبر استعدادا لحرب نووية ضد روسيا. ومضى يقول "النقل الفعلي لمثل هذه الأسلحة يعادل في الأمر الواقع شن هجوم على بلادنا" بموجب العقيدة النووية الروسية المعدلة حديثا.

من جانب آخر، ذكرت شبكة "آر بي سي" الإعلامية الروسية نقلا عن مصادر لم تذكرها بالاسم أن اللفتنانت جنرال ألكسندر سانشيك تم تعيينه قائدا مؤقتا لوحدة عسكرية روسية تسمى "وحدة الجنوب".

ويأتي ذلك بعد إقالة القائد السابق للوحدة، وهي واحدة من الوحدات العسكرية الكبيرة المشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي ظل التطورات المتلاحقة بأوكرانيا، قال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين إن بلاده تعارض تجميد الصراع في أوكرانيا لأن موسكو بحاجة إلى "سلام راسخ وطويل الأمد" يعالج الأسباب الجذرية للأزمة.

وأضاف أن روسيا في موقع قوة في ميدان المعركة، وهي منفتحة على إجراء محادثات.

وبدأت روسيا حربا على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022، ومذ ذاك سيطرت روسيا على المزيد من الأراضي شرقي وجنوبي أوكرانيا، وخلفت الحرب مئات آلاف القتلى من الجانبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ما هي مخاطر السلام في أوكرانيا بـ "شروط روسيا"؟

تشير التطورات الأخيرة في مؤتمر ميونيخ للأمن إلى تحول في العلاقات عبر الأطلسي، مع تراجع الولايات المتحدة عن دورها القيادي السياسي والعسكري في أوروبا.

نهج الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية يتبع منطق سياسات القوى العظمى



وسلط تقرير لموقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الضوء على التعاون بين واشنطن وروسيا بشأن مستقبل أوكرانيا دون التشاور مع أوروبا أو كييف، الأمر الذي يثير مخاوف أمنية للقارة بأكملها.
ودعت الولايات المتحدة الأوروبيين إلى تحمل قدر أعظم من المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم، مع إعادة التوازن إلى تركيزها الاستراتيجي تجاه آسيا. ويزيد هذا التغيير في الموقف من خطر اندلاع حرب كبرى أخرى في أوروبا. التحولات الجيوسياسية وعواقبها

ولفت التقرير النظر إلى أن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية يتبع منطق سياسات القوى العظمى، والذي أسفر عن مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تجاوز أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين.
وتشمل الآثار المترتبة على ذلك: تضاؤل سيادة أوكرانيا (بالتفاوض مع روسيا دون إشراك أوكرانيا)، وتقديم تنازلات لروسيا (بالتخلي عن مطلب أوكرانيا بعضوية حلف الناتو، والاعتراف بالضم الإقليمي الروسي، وقبول روسيا كقوة عظمى) وضعف النفوذ الأوروبي (بتهميش أوروبا في هذه المفاوضات).

How to prevent the next war in Europe: A five-point solid plan developed by @jana_puglierin @ClaudMajor @Ce_Moll and @CarloMasala1 Time to act quickly and decisively instead of debating the nature of the wake-up call https://t.co/cLXK21FFXt via @ecfr

— Camille Grand (@camille_grand) February 26, 2025

ووفق التقرير، يشكّل هذا النهج سابقة خطيرة، إذ يرسخ لدى روسيا فكرة أن العدوان استراتيجية قابلة للتطبيق، ويوحي للحلفاء الأوروبيين بأن دورهم في تشكيل أمن القارة لا يكاد يذكر.

مخاطر السلام الهش وقال التقرير إن "السلام بشروط روسيا" سيصحبه أثار خطيرة على أوكرانيا وأوروبا، منها:
• المخاطرة بانهيار أوكرانيا كاملةً: دون خطط أمنية وإعادة إعمار واضحة، قد تشهد أوكرانيا ركوداً اقتصادياً وهجرة جماعية واضطرابات سياسية، مما يجعلها هدفاً سهلاً للعدوان الروسي في المستقبل.
• استغلال روسيا للمفاوضات: فقد تستخدم موسكو المحادثات كتكتيك للمماطلة، وإطالة أمد الحرب في حين تخلق انقساماً داخل أوروبا وتآكل الدعم لأوكرانيا.
• تقويض الأمن الأوروبي: فطالما أن روسيا تحتفظ بقدراتها العسكرية وطموحاتها الإقليمية، ستظل أوكرانيا وبقية أوروبا عُرضة للخطر.
خطة من 5 نقاط لمنع الحرب ولتجنب هذا السيناريو، اقترح التقرير خطة شاملة من خمس نقاط تعمل على تعزيز قوة أوكرانيا، ودعم الدفاع الأوروبي، وتعزيز الردع ضد روسيا. 1. تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية

يجب على أوروبا أن تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها مع رفض مقترحات السلام غير المقبولة. وتشمل الإجراءات الرئيسة:

How to prevent the next war in Europe: A five-point plan: https://t.co/D0rUbwOIV9 @ecfr aracılığıyla

— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) February 26, 2025

الدعم المالي: يجب على الأوروبيين تقديم 40 مليار يورو كمساعدات هذا العام والالتزام بنسبة 0.25% من ناتجهم المحلي الإجمالي سنوياً لدعم أوكرانيا. والعقوبات ومصادرة الأصول: يجب فرض عقوبات إضافية، ويجب استخدام الأصول الروسية المجمدة بالكامل لتمويل أوكرانيا.
الدعم السياسي الواضح: يجب على أوروبا أن تؤكد علناً استقلال أوكرانيا وحقها في تحديد كيفية انتهاء الحرب.

2. تحديد شروط وقف إطلاق النار يجب هيكلة وقف إطلاق النار الدائم بعناية لتقليل المخاطر المستقبلية. وتشمل المكونات الأساسية ما يلي: خط وقف إطلاق نار محدد بوضوح، ومنطقة منزوعة السلاح للحد من الأعمال العدائية في المستقبل، وآليات أمنية بقيادة أوروبية لفرض السلام، ومقاومة حازمة للمطالب الروسية التي تعرض الأمن الأوروبي للخطر، مثل القيود المفروضة على الموقف العسكري لحلف الناتو. 3. زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي يجب على أوروبا أن تعزز ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير لضمان قدرتها على ردع العدوان بشكل مستقل عن الولايات المتحدة، وذلك بالالتزام بإنفاق 3% أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وضمان تمويل دفاعي مستقر، وخاصة في دول مثل ألمانيا، وتطوير آليات تمويل بديلة، ربما تشمل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وتركيا. 4. وضع خطة تحول دفاعي أوروبية وتحتاج أوروبا إلى تحمل المسؤولية عن دفاعها من خلال إنشاء انتقال منظم وطويل الأمد يسمح بالانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية دون خلق ثغرات أمنية. وهذا يتطلب استراتيجية عسكرية أوروبية منسقة، وتقسيم واضح للمسؤوليات الدفاعية بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وخارطة طريق للردع النووي الأوروبي، والتي تظل تعتمد بشكل كبير على قدرات الولايات المتحدة. 5. تحديد القيادة الأوروبية في المسائل الأمنية لكي تتولى أوروبا زمام المبادرة في مجال الأمن، يجب عليها إنشاء هيكل قيادي مستقر يضمن المساءلة واتخاذ القرار السريع. ويتطلب هذا إطاراً مؤسسياً قوياً لتحديد من يقود السياسة الأمنية داخل أوروبا، واتفاقيات ملزمة بين الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لضمان التماسك، والالتزام بالقوة العسكرية عند الضرورة، بدعم من تفويضات سياسية واضحة. الوقت ينفد وقال التقرير إن أوروبا تمر بمنعطف حرج، إذ لم يعد بإمكان القارة الاعتماد على الإيماءات الرمزية لضمان أمنها، وإنما يجب عليها تنفيذ إجراءات فورية وحاسمة لحماية سيادة أوكرانيا ومنع حرب أخرى في أوروبا. ودون هذا، قد تنهار أوكرانيا تحت الضغط الروسي، وسيضعف الإطار الأمني الأوروبي بشكل لا يمكن إصلاحه.
وتقدم الخطة المقترحة المكونة من خمس نقاط مخططاً لأوروبا لتأكيد نفسها كجهة فاعلة في مجال الأمن، والدفاع عن أوكرانيا، ومنع العدوان الروسي في المستقبل، لكن الوقت ينفد.
ووفق التقرير، فإن الاختيارات التي يتم اتخاذها في الأشهر المقبلة ستشكل مستقبل الأمن الأوروبي لسنوات قادمة.

مقالات مشابهة

  • روسيا في حالة تأهب.. بوتين يطالب بتشديد الإجراءات ضد تهديدات الاستخبارات الأوكرانية
  • ما هي مخاطر السلام في أوكرانيا بـ "شروط روسيا"؟
  • 524 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار «أوكرانيا» نتيجة الحرب الروسية
  • أوروبا وتأثير الحرب الروسية على أوكرانيا بتوفير الغاز والطاقة
  • لافروف: "توافق نووي" بين روسيا وإيران
  • 3 سنوات من الحرب الروسية على أوكرانيا.. ماذا خسر العالم؟
  • وزارة الدفاع الروسية تعلن مقتل أكثر من 200 عسكريا أوكرانيا في محور “كورسك”
  • الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب روسيا بالانسحاب من أوكرانيا
  • بوتين: روسيا وأمريكا قد تتفقان على خفض الأسلحة إلى النصف
  • الأمم المتحدة تتبنى قرارا يطالب بانسحاب روسيا من أوكرانيا