أبو بكر الديب يكتب: الاستثمار في "ثقب إبرة"
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في جولة بالمنطقة الصناعية بالقنطرة في مدينة الإسماعيلية والتابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بصحبة اللواء طيار أركان حرب، أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، وصالح موتلوشن، السفير التركي بمصر، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، رأيت نهضة كبري في صناعة الملابس بأيدي مصرية واستثمارات أجنبية وميزة صناعة الغزل والنسيج أنها كثيفة العمالة وتوفر فرص عمل كبيرة وتخفض معدلات البطالة وتقليل فاتورة الاستيراد والاستغلال الأفضل للقطن المصري.
وعرفت مصر الغزل والنسيج منذ العصر الفرعون وفي 1927 تم تأسيس شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة كإحدى شركات بنك مصر وكانت تمثل 40% من الاقتصاد الوطني.
وتمثل مصر محور صناعة النسيج في أفريقيا والشرق الأوسط، وتمر صناعة الغزل والنسيج بعدة مراحل هي: زراعة القطن، والحلج والغزل والنسج ثم تصنيع المنتج النهائي كالملابس الجاهزة والمفروشات وغيرها.
ويوجد غي مصر عشرات الشركات في قطاع الصناعات النسيجيّة في مصر ما بين القطاعات العام والخاص والاستثماري.
وتبلغ صادرات الغزل والنسيج حوالي 4 مليارات دولار وهي من القطاعات الحيوية وهو ما دفع الدولة إلى إعادة إحيائه مرة أخرى بتوفير التدريب للعاملين للتعامل مع التكنولوجيا والآلات الحديثة.
وتواجه هذه الصناعة عدد من التحديات دفعت الحكومة إلى بذل الجهود ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى تطوير القطاع واتخاذ خطوات جادة في تطوير هذه الصناعة من خلال تحقيق طفرة كبيرة في قطاع اللوجستيات وخاصة في إنشاء طرق برية وسكك حديدية جديدة ورفع الطاقة الاستيعابية للموانئ المصرية لتشجيع الصادرات من خلال اتفاقيات التجارة الحرة والأنظمة الاستثمارية المختلفة التي تقدمها الحكومة أهمها نظام المناطق الحرة والمناطق الاستثمارية.
وخلال الفترة الماضية تدفقت علي مصر العديد من رؤس الأموال الأجنبية ومنها الصين وروسيا للاستثمار في الغزل والنسيج وصناعة الملابس وتعمل في مصر 1700 شركة تركية بحجم استثمارات يقدر بأكثر من 3 مليارات دولار.. رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري التركي، عادل اللمعي، أكد أن هناك تدفقات ضخمة للاستثمارات التركية لمصر خلال الفترة الحالية، بعد تحسن العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين وهو الامر الذي أكده رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي مصطفى دنيزر، مضيفا أن هذه الاستثمارات توفر آلاف الوظائف بشكل مباشر أو غير مباشر.
والقنطرة هي منطقة صناعية واعدة تستطيع استقبال المزيد من الاستثمارات، واستطاعت أن تكتسب ثقة المستثمرين في فترة وجيزة وتشمل صناعات المنسوجات والأقمشة والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والأجهزة الطبية والملابس الرياضية وتستهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خطة طموحة لتطوير المنطقة الصناعية بالقنطرة لكي تكون إحدى ركائز إقامة الصناعات الصغيرة والمتوسطة لدعم وتعظيم الصناعة الوطنية.
40 467735360_10237932743323679_5783448339327241436_nالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسماعيلية قناة السويس مصانع الغزل والنسيج مصانع الملابس أبوبكر الديب الغزل والنسیج
إقرأ أيضاً:
أيمن نصري يكتب: الرياضة وحقوق الإنسان فريق واحد
من المتعارف عليه أنّ الرياضة تعد ترسيخًا حقيقيًا على الأرض لفكرة حقوق الإنسان، وهو ما ظهر بشكل واضح في الوثائق التأسيسية لكل من الأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية، التي تنص على نفس التطلعات والأهداف، كما أنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق اللجنة الأولمبية يحظران التمييز على أساس اللون والعرق والنوع واللغة والدين والانتماء السياسي، وهو الأمر الذي تعكسه الرياضة من خلال تعزيز مبادئ الإنصاف والاحترام، عبر ممارسة الرياضة سواء بشكل احترافي أو كهواية متاحة للجميع دون قيد أو شرط.
لعل من أهم فوائد الرياضة هي قدرتها على تعزيز قيم المبادئ والالتزام والانتماء، وهو دور مهم تلعبه في حياتنا، ويعد أمرًا يعزز من ثقافة حقوق الإنسان في حياتنا، ولا شك أنّ الرياضة تمثل أداة للتغيير الاجتماعي وتعزز الاحترام والمنافسة الشريفة، وهي من قيم حقوق الإنسان الأساسية، فمن خلال الرياضة يسعى البشر وراء تحقيق أهداف جماعية وتحقيق الإنصاف والوحدة والإندماج بين ثقافات الشعوب المختلفة، فاحترام القواعد واحترام الآخرين نجده في عالم الرياضة، وهي اللغة التي يستطيع أن يتعلمها ويتكلمها البشر جميعا باختلاف ثقافتهم وانتماءاتهم الثقافية والاجتماعية والدينية.
لا بد من التأكيد أن الرياضة حليف قيم لدعم حقوق الإنسان في توحدنا، وتساعد العالم على التقارب، مؤكدة على أنّ أسمى أهدافها احترام الإنسانية والكرامة، وهو أحد أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948.
الفكرة الأساسية في الرياضة، أنّ الحكم عليك يكون من خلال تميزك في نشاط رياضي بذلت فيه مجهودًا كبيرًا، فلا يتم الحكم عليك وفق أي معايير أخرى سواء كانت الجنسية والعرق والدين واللون.
ومن المعروف أنّ الرياضة مرتبطة بشكل كبير بالصحة والنفسية، فهي تساهم في تحسين المزاج العام، وتعمل على زيادة التركيز والتقليل من الإجهاد والاكتئاب، وتعزز الثقة بالنفس وتحسن من الذاكرة، كما أنها تقلل من مستوي هرمون التوتر في الجسم، وفي الوقت نفسه تحسن من إنتاج الأندروفين والدوبامين، وتساعد على الوقاية من القلق والاكتئاب وتحسن من الحالة المزاجية، وتعطي شعورًا بالمتعة، وهو الأمر الذي يعزز من حقوق الإنسان لأن الصحة النفسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحسين حالة حقوق الإنسان، فهو حق أساسي للجميع التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية، وهو ما تساهم في تحقيقه الرياضة بشكل غير مباشر.
برغم المجهودات المبذولة من المؤسسات الرياضية الدولية والمنظمات الحقوقية المتخصصة في نشر ثقافة ممارسة الرياضة، إلا أننا ما زلنا نعاني من التعصب الرياضي في مختلف الرياضات، خاصة في رياضة كرة القدم، نتيجة نقص الثقافة الرياضية لدي المشجعين، والأنانية وعدم قبول الآخر، أو تقبل النقد الإيجابي، وكذلك تنشئة الأجيال الجديدة على ثقافة العنف والتعصب، خاصة على أساس اللون أو العرق، هو أمر يعد انتهاكًا واضحًا للقيم والأخلاق الإنسانية والحقوقية، وهو أمر في غاية الخطورة وجب التصدي له بمنتهي الحزم والقوة؛ لمنع انتشار مثل هذه الممارسات الخاطئة والحد منها، خاصة أنّ المسابقات الرياضية تنتشر على نطاق عالمي واسع، وهو أمر إذا لم يتم التصدي له سوف يساهم بشكل كبير في نشر مظاهر التطرف والعنف والتعصب؛ لتتحول الرياضة من أداة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش والاعتدال والاحترام والانفتاح، إلى أداة لنشر التعصب والكراهية، وهو ما يفقد الرياضة قيمتها الحقيقية ويحولها إلي مجرد منافسات، الهدف منها الفوز للتباهي وتحقيق مكاسب مادية، لذلك وجب تغليظ العقوبات على جميع أفراد المنظومة سواء لاعبين أو جماهير؛ لضمان الحد من هذه الظواهر السلبية التي تعيق بشكل كبير تعزيز ثقافة حقوق الإنسان.
- أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان