الجزيرة:
2025-04-23@03:21:36 GMT

52 يوما من الحصار.. لقمة الطعام في شمال غزة مغمسة بالدم

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

52 يوما من الحصار.. لقمة الطعام في شمال غزة مغمسة بالدم

خرج الشاب الفلسطيني محمود عودة من سكان بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة من منزله مضطرا للباحث عن ما يسد به رمق عائلته الجائعة المكونة من 8 أفراد، لكنه قتل على الفور برصاصة أطلقتها طائرة مسيّرة إسرائيلية.

ولا تزال عائلة عودة، مع أكثر من 80 ألف فلسطيني آخرين، ترفض مغادرة شمالي قطاع غزة، والذي يعاني حصارا إسرائيليا متواصلا منذ 52 يوما، رغم إنذارات الإخلاء الإسرائيلية وتعميق الاجتياح العسكري والمجاعة والعطش.

ويقول الوالد عودة للأناضول "فقدت ابني البكر محمود (22 عاما) بسبب الطعام الذي لا يتوفر للمحاصرين المجوعين بأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة".

ويضيف "لقمة الطعام في بيت لاهيا والمناطق المحيطة بها مغمسة بالدم فعليا، حيث يضطر الأهالي المحاصرون يوميا للخروج من منازلهم للبحث عن المياه والطعام في المناطق القريبة منهم، لكن الاستهدافات الإسرائيلية تترقبهم، فتقتل وتصيب بعضهم".

وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لشمالي قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في حين يقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمالي القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه.

وضع مأساوي

ومنذ أسابيع نفد الطعام لدى عائلة الحاج مهدي شبات، الذي ينحدر من بلدة بيت حانون وينزح حاليا في مشروع بيت لاهيا.

ويقول شبات للأناضول "نعيش على الماء والملح وأحيانا بعض أرغفة الخبز، ورغم ذلك لا نفكر في النزوح أبدا من شمال غزة".

ويصف الوضع المعيشي لعائلته المكونة من 10 أفراد وباقي العائلات بـ"المأساوي جدا".

ويتابع "بصعوبة بالغة نوفر المياه من مستشفى كمال عدوان أو من أحد الآبار التي تعمل بشكل متقطع كل أسبوع مرة واحدة على الطاقة الشمسية".

ويحكي "نحصل على المياه وفوقنا الطائرات المسيرة تطلق النيران والقنابل، والقذائف المدفعية تتساقط حولنا بشكل كثيف، وشظاياها تصيب الناس".

وفي أحدث جرائمها بحق المحاصرين بمناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، قصفت إسرائيل مستشفى كمال عدوان مؤخرا، مما أدى ضمن أضرار مادية أخرى كبيرة إلى انقطاع الكهرباء وإتلاف خزانات المياه.

وعن مشقة توفير الطعام، يكمل شبات حديثه قائلا "دخلنا في أسابيع الحصار الأولى إلى المنازل التي تركها أهلها وأخذنا ما وجدنا فيها من طعام، لكن مع الوقت كل ذلك نفد، واليوم حرفيا لا يوجد لدينا أي طعام".

"لن نترك أرضنا"

المأساة نفسها تعيشها عائلة محمد المصري في بلدة بيت لاهيا، ويقول المصري للأناضول "نموت جوعا وعطشا تحت القصف، فالاحتلال مُصر على قتلنا رغم كل المطالبات الدولية بإدخال الطعام والشراب لنا نحن المحاصرين في شمال قطاع غزة".

ويزيد "نرفض ترك أرضنا للمحتل ونخرج حتى لو لم يبق إلا التراب لنأكله. الموت أهون علينا من تلك اللحظة".

وحسب المصري، فإن أطفاله الثلاثة "يشعرونه دائما بالحسرة، خاصة عندما يطلبون الطعام ولا يتمكن من توفيره لهم".

ويتابع "لم نتلقَ أي مساعدات منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية وحتى قبلها بنحو شهر، ولا يوجد لدينا أي مخزون من الطعام، لذلك الوضع مأساوي جدا لدى كل من يعيش في شمالي قطاع غزة".

عقاب جماعي

ويجمع الأهالي الذين لم يغادروا شمالي قطاع غزة، رغم إنذارات إسرائيل، على أن ما يعيشونه اليوم من حصار وعطش وجوع "هو ضريبة لصمودهم ورفض ترك منازلهم".

ويقول يزن الأسمر من مخيم جباليا "اعتدنا على سياسة العقاب الجماعي من الاحتلال وقواته التي تضرب بعرض الحائط كل القوانين والاتفاقات الدولية ولا تحترم أي معايير إنسانية".

ويضيف "للعالم أن يتخيل أن هناك آلاف البشر محاصرون منذ نحو شهرين في بقعة جغرافية يمنع الدخول والخروج منها، ودون السماح بإدخال ما يسد رمقهم من طعام، كيف سيكون حالهم؟".

وحسب الشاب العشريني "فإن كل محاولات الاحتلال للاستيطان في شمالي قطاع غزة ستُكسر أمام صمود الأهالي حتى لو تبقى واحدا منهم هناك".

يشاركه الرأي الشاب مؤيد البهتيمي من مشروع بيت لاهيا بقوله "رفضنا أوامر الاحتلال منذ بدء عمليته العسكرية، وكلما اقترتب منا الآليات الإسرائيلية نهرب إلى مكان أبعد، مع رفضنا المطلق لفكرة الهجرة القسرية".

ويضيف "كل المواطنين الذين تركوا شمالي قطاع غزة غادروا مكرهين تحت حمم النيران والقصف، ولم يغادر أحد طوعيا، لذلك لا يمكن أبدا لجيش الاحتلال المدجج بأعتى أنواع الأسلحة تسجيل انتصار علينا"، وفق الهتيمي.

ويعتبر أن "تباهي الجيش الإسرائيلي بإفراغ مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة من المواطنين ما هي إلا محاولة لترميم صورته المكسورة أمام صمود الأهالي وبسالة المقاومين في الميدان".

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات شمالی قطاع غزة بیت لاهیا فی شمال

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تقتحم بلدة العيسوية شمال القدس دون تنفيذ اعتقالات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، بلدة العيسوية، شمال شرق القدس المحتلة.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت العيسوية، وانتشرت في شوارعها، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

 وعلى صعيد آخر، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، الإثنين، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 51 ألفًا و240 شهيدًا، و116 ألفًا و931 مصابًا.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن المصدر قولها إن من بين الحصيلة 1864 شهيدًا، و4890 مصابًا منذ 18 مارس الماضي، مضيفة أن 39 شهيدًا، و62 مصابًا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأوضحت، أن عددًا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانات.

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى ويخضعهم لفحوصات طبية وسط غزة

أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة، بعد اعتقال دام عدة أشهر.

وتم الإفراج عن الأسرى عبر موقع كوسوفيم العسكري شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حيث جرى نقلهم مباشرة إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، لإجراء فحوصات طبية عاجلة.

ووفقًا لمكتب إعلام الأسرى، فإن غالبية المفرج عنهم جرى اعتقالهم على حاجز الإدارة المدنية، باستثناء أسير واحد من منطقة الزوايدة، اعتُقل من منطقة نتساريم.

واعتقل جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة مئات المواطنين من غزة، عبر ما يعرف بـ«الحلابات»، والاقتحامات، وتم الإفراج عن عدد منهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، قبل أن تتنصل إسرائيل من اتفاق وقف النار بغزة، في 18 مارس المنصرم.

 وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، برًا وبحرًا وجوًا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 51000 مواطن، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 116343 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

مقالات مشابهة

  • حماس: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد 50 يوما من إغلاق المعابر
  • 50 يوما على إغلاق معابر غزة بشكل مُحكم.. وحماس تحذر من المجاعة
  • حماس: قطاع غزة بات يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة
  • مرور 50 يوما على إغلاق معابر غزة من قبل الاحتلال.. وحماس تحذر
  • استشهاد واصابة العشرات في قصف العدو عدة مناطق في قطاع غزة
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة العيسوية شمال القدس دون تنفيذ اعتقالات
  • تكية في الفاشر لتقديم الطعام لنازحي مخيم زمزم في شمال دارفور
  • طولكرم تحت الحصار.. 85 يوما من العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • جنين تحت الحصار.. 91 يوما من العدوان والتدمير
  • من حلم الزيارة إلى كابوس الحصار.. عربي21 ترصد استغاثات العالقين في غزة (شاهد)