علم وتربية.. تجربة واعظ مقدسي في رحاب الأقصى
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
يقول مريش للجزيرة نت إن شعوره بوجود فراغ لدى الجيل الجديد من الأطفال في القدس وتراجع الالتزام الديني جعله يفكر في طريقة لإرشادهم وتوجيههم من خلال عمل فردي تطوعي، فبدأ بتعليمهم بعض الأحكام الشرعية وحفظ القرآن الكريم وشرحه وتفسيره.
وفي خلاصة تجربته، أشار المعلم الفلسطيني إلى تعلق الأطفال بحلقات العلم وحرصهم على حضورها داخل الأقصى، مشيرا إلى أنهم احتجوا عليه ذات مرة عندما أراد أن يتوقف عن دروسه لضيق وقته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
(طُـوفَان الأقصى).. ماذا بعد؟!
د. محمد عبدالله يحيى شرف الدين
عندما يَـمُــرُّ بالناس حَدَثٌ جَلَلٌ؛ يلحُّ عليهم تساؤُلٌ يتمثل في: ماذا بعد ذلك؟
فهذا سؤال يتطلب إجَابَةً هي مفتاح الانفراجة، ترسُمُ ملامحَ النتائج، وأمام جريمةِ العصر (احتلالِ فلسطين)، نستفهمُ: ماذا بعد؟!
جال، ولا يزالُ يجولُ هذا السؤالُ في الذاكرة الجمعية لعالمَينِ هما: عالم الإسلام المجاهد، من فلسطين ولبنان إلى اليمن والعراق، ويبلغ إيران، وكل إنسان حر، والعالم الآخر عالم الكفر والنفاق من الشرق إلى الغرب.
ويلح هذا السؤال بشكل مكثّـف، وبقلق بالغ على الأخير -فقط-، ولا سيما قطعان المغتصبين اليهود؛ لكون الفريق الأول قد حسم الإجَابَة ابتدأ منذ وطأت الأقدام المدنّسة أرضَه المطهَّرة.
لقد جاءت قطعانُ المغتصبين اليهود من حول العالم، ولا سيما من أُورُوبا وأمريكا، وتركت منازلَها هناك، باحثةً عن حياة أفضلَ في المغتصبات الفلسطينية، وإلا فالحُبُّ لأول منزل.
ولذا تقضُّ مضاجعَهم الإجَابَةُ عن هذا السؤال؛ لأَنَّهم أدركوا أنْ لا مكانَ لهم آمنًا في أرض فلسطين مع (طُـوفَان الأقصى).
نعم؛ الإجَابَةُ مُرَّةٌ عليهم، كمرارة العلقم، ولكن الواقع هو المجيب، حَيثُ حزم بعضُ قطعان المغتصبين أمتعتهم، ورحلوا من أرضنا الثائرة، وعادوا إلى منازلهم في أُورُوبا وأمريكا، وغيرِهما، وتركوا المنازلَ المغتصَبةَ لأهلها، وهذا هو المنطق الفطري، والحل المناسب؛ ليعيشَ مِن ثَمَّ كلا الطرفين آمِنًا في منزله.
فاليهودُ لن يذهبوا إلى العراء؛ إنما إلى منازلِهم المنتظَرة لهم في أُورُوبا وأمريكا، في حين سيعودُ شعبُنا الفلسطيني من مخيَّمات النزوح، ومن المنافي إلى منازلهم التي اغتصبها اليهود.
أما مَن تبقى منهم، فجحيمُ (طُـوفَان الأقصى) يقضُمُ من عقولهم، ويستنزفُ نفسياتِهم المرهقة؛ فوجدوا أن لا ملاذَ لهم من ذلك، إلا الجنون، والأمراض النفسية والعصبية، ولم يعد ملاذًا لهم الجنون؛ فالدراسات والبحوث النفسية أثبتت حديثًا أن المجنون؛ مهما بلغت درجةُ جنونه العقلي، لا يلقي بنفسِه في النار؛ لأَنَّ الحفاظَ على النفس نزعةٌ فطرية، لا يلغيها الجنون.
إذن؛ هم لاحقون لمن سبقهم؛ لكن بدون حتى أمتعة، كسابقيهم، وقوامُ الفارِّ المجرم النتن وحكومته هم القطعان المستنفرة التي فرت من قسورة (طُـوفَان الأقصى)، ولقد رأيتُه في شاشات التلفاز بعينَينِ حاسرتَين متحسرتين، ذهب السُّكْرُ بجل عقله، أراه في مقابلاته يترنح مخمورًا، عَلَّه يذهَبُ بعقله بعيدًا عن الطوفان؛ لكن لا عاصم اليوم، فمن لا يستطيع توفير الأمن لأسرته؛ لا يمكن أن يحقّق الأمان لقطعانه المغتصِبة؛ ولذا لم تقترب النهاية؛ إنما بدأت -فِعلًا- منذ فر بعض تلك القطعان خارج أرض فلسطين.
وهنا الإجَابَةُ: أَمَّا بعدُ؛ الحقوا -يا قطعان المغتصبين-، بمن فر قبلكم من قومكم خارج أرضنا الفلسطينية، فهم السابقون، وأنتم -قطعًا- اللاحقون، فروا بجلدكم قبل أن تلحقَ جلودُكم بجلود السابقين من صرعاكم الكُــثُــرِ.
أما نحن -معاشِرَ الإسلام-؛ فسلفًا أدركنا الإجَابَة، بل على ضوئها انطلقنا محرِّرين أرضَنا المقدَّسة، فقال لنا تعالى: {قَاْتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤]، ووعدنا الله تعالى، سبحانه لا يخلف الميعاد؛ قال لنا قاطعا بوعده: {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}، [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: ١٦٠].
أما بعد؛ هو بلا ريب (وعد الآخرة): (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، [سُورَةُ الإِسْرَاءِ: ٧].
وصدق الله الجبار.