اعتبر كاي كيلر المسؤول عن استراتيجية الأعمال الإقليمية والشراكات لدى المنتدى الاقتصادي العالمي (منظمة دولية مستقلة غير ربحية) أن الروابط الاقتصادية الوطيدة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي تتجاوز النفط إلى مساحات أخرى أكبر هي التكنولوجيا والتصنيع والألعاب.

ولفت كيلر في تحليل نشره مع يوربيان ستينج وترجمه الخليج الجديد إلى أن الصين ودول مجلس التعاون الخليجي تنتجان مجتمعتين الآن حوالي 41٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وذكر أن النمو الاقتصادي السريع للصين أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة، وفي الوقت نفسه ارتفعت واردات الخليج من السلع الاستهلاكية من الصين.

وأضاف أن إجمالي التجارة بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها بلغ 505 مليار دولار في عام 2022 - بزيادة 76٪ مرة على مدى 10 سنوات.

لكن إضافة إلى الطاقة، أوضح كيلر أن التكنولوجيا والتصنيع والألعاب هي أيضا صناعات ذات أولوية لكلا الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وتوفر فرص تعاون وافرة للجانبين.

واستشهد كيلر بتوقيع السعودية 35 مذكرة تفاهم مع شركات صينية (معظمها مع شركات صينية خاصة)، بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السعودية في ديسمبر/ كانون أول 2022.

وأشار إلى أن إحدى هذه الاتفاقات كان مع شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا، وتضمنت الاتفاقية خدمات الحوسبة السحابية وبناء مجمعات عالية التقنية في المدن السعودية.

وفيما يتعلق بالتصنيع، توفر التحولات العالمية المستمرة في مراكز التصنيع ومبادرات "دعم الأصدقاء" فرصًا لإعادة تشكيل سلاسل التوريد.

وذكر كيلر أن شركة إينوفيت الصينية الناشئة للسيارات الكهربائية توضح التحول نحو قطاعات اقتصادية جديدة من خلال استثمار مخطط بقيمة 500 مليون دولار في إنتاج السيارات الكهربائية في السعودية جنبًا إلى جنب مع شريك محلي.

وفي الوقت نفسه، يعد قطاع الألعاب بالفعل فرصة كبيرة وعابرة للحدود تعكس التفضيلات المشتركة وعادات المستهلك في كلا المنطقتين.

ويتضح ذلك، من إعلان مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية السعودية عن استثمار 265 مليون دولار في شركة الرياضات الإلكترونية الصينية في إس بي أو (VSPO) في وقت سابق من هذا العام.

ورأي كيلر أن حتى التعاون في مجال الطاقة لا يتوقف فقط على النفط والغاز، بل يتجاوز ذلك إلى الاستثمار الطاقة البديلة بالنظر إلى أن المنطقتين معرضتان بشدة لتأثيرات تغير المناخ، إذ توفر تحدياتهم المشتركة فرصًا للتعاون في التحول الطاقوي.

على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات في الطاقات البديلة، فهناك شراكة بين شركة Mensha Ventures التي تتخذ من دبي مقراً لها والشركاء الصينيين لاستثمار ما يصل إلى مليار دولار في التقنيات النظيفة.

اقرأ أيضاً

واردات الصين من دول التعاون الخليجي تنخفض لـ 39.5% هذا العام

في حين أن هناك شعورًا أوليًا بالراحة في التفاعل بين القادة من المناطق، يحتاج قادة الأعمال إلى تحسين فهمهم للسوق الأخرى وتعميق الثقة.

وفي هذا الصدد، قال ألكسندر رفول، رئيس إدارة الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي، إن "مؤسسات الحوار وبناء الثقة ضرورية لبناء علاقات تجارية مستدامة (بين الصين ودول مجلس التعاون)"

وأشار أنه في نهاية المطاف فإن العلاقات الوثيقة بين الصين الخليج بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام هي أكثر من مجرد النفط والسلع الاستهلاكية، ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو تدفق التقنيات والأشخاص والأفكار ورأس المال.

ويعد تزايد عدد الطلاب في الشرق الأوسط الذين يتعلمون لغة الماندرين وأقرانهم في الصين ممن يدرسون اللغة العربية هي البداية لتحسين فهم السوق الأخرى وتعميق الثقة بين الجانبين.

ومع ذلك، لا يزال الطريق طويلاً أمام كلتا الصين ومجلس التعاون الخليجي لتطوير فهم دقيق لثقافة بعضهما البعض وتقاليدهما وممارساتهما التجارية.

يجب أن تتدفق التجارة والاستثمارات في كلا الاتجاهين وهناك حاجة إلى رؤية طويلة الأجل للشراكة بين المنطقتين.

من جانبه يرى بيتر رينولدز، الشريك ورئيس قسم الصين الكبرى في شركة الاستشارات أوليفر وايمان: "يجب أن تسترشد هذه التدفقات بما أسميه" المعاملة بالمثل المحترمة "- شعور بأن كلا الجانبين يفوزان ويحترمان بعضهما البعض.

وأضاف رينولدز أنه يرى فرصًا كبيرة لعلاقات أعمق بين المنطقتين إذا تمكن قادة الأعمال من التغلب على الميل نحو إبرام الصفقات وبدلا من ذلك النظر إلى إقامة علاقة طويلة الأمد.

وعقب: "عندها فقط يمكنك مواءمة الرؤى وإنشاء سيناريوهات مربحة للجانبين".

اقرأ أيضاً

الصين تعتزم دفع محادثات التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي

 

المصدر | كاي كيلر/يوربيان ستينج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: النفط والغاز التصنيع الألعاب مجلس التعاون الخلیجی بین الصین دولار فی

إقرأ أيضاً:

السعودية والهند تتفقان على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة

الاقتصاد نيوز - متابعة

ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الأربعاء نقلا عن بيان مشترك في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن المملكة والهند اتفقتا على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بما في ذلك إمدادات النفط الخام وغاز البترول المسال.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، فقد رحبت السعودية والهند، بتوسيع (مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي) ليشمل أربع لجان وزارية، مما يعكس تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك من خلال إضافة لجنة وزارية للتعاون الدفاعي، ولجنة وزارية للتعاون في مجالي السياحة والثقافة.

وأشار الجانبان إلى أن الأساس المتين للعلاقة الثنائية بين البلدين قد تعزز من خلال الشراكة الإستراتيجية التي تغطي مجالات متنوعة، بما فيها الدفاع والأمن والطاقة والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والزراعة والثقافة والصحة والتعليم والروابط الشعبية. وتم تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.

والسعودية من أكبر مصدري النفط إلى الهند. والتقى مودي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أن يقطع زيارته ويعود إلى نيودلهي بعد هجوم وقع في الشطر الهندي من إقليم جامو وكشمير وأسفر عن مقتل 26 في أسوأ هجوم في الهند منذ وقائع إطلاق نار في مومباي في 2008.

وفي مجال الطاقة، اتفق الجانب الهندي على العمل مع المملكة لتعزيز استقرار أسواق النفط العالمية وتحقيق التوازن في ديناميكيات سوق الطاقة العالمية.

وأكدا على ضرورة ضمان أمن إمدادات جميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية. واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في عدة مجالات بقطاع الطاقة، تشمل إمدادات النفط الخام ومشتقاته بما في ذلك غاز البترول المسال، والتعاون في برنامج احتياطي النفط الإستراتيجي الهندي، والمشاريع المشتركة في قطاعي التكرير والبتروكيماويات بما في ذلك الصناعات التحويلية والمتخصصة، والاستخدامات المبتكرة للهيدروكربونات، والكهرباء، والطاقة المتجددة، بما في ذلك استكمال الدراسة المشتركة التفصيلية للربط الكهربائي بين البلدين، وتبادل الخبرات في مجالات أتمتة الشبكات، وربطها، وأمن ومرونة الشبكات الكهربائية، ومشاريع الطاقة المتجددة، وتقنيات تخزين الطاقة، وتعزيز مشاركة الشركات من الجانبين في تنفيذ مشاريعها.

وأكد الجانبان على أهمية التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر/النظيف بما في ذلك تحفيز الطلب، وتطوير تقنيات نقل وتخزين الهيدروجين، وتبادل الخبرات والتجارب لتطبيق أفضل الممارسات. وأكدا أهمية العمل على تطوير سلاسل التوريد والمشاريع المرتبطة بقطاع الطاقة، وتمكين التعاون بين الشركات، وتعزيز التعاون في مجال كفاءة الطاقة، وترشيد استهلاكها في قطاعات المباني والصناعة والنقل، ورفع مستوى الوعي بأهميتها.

وفيما يخص تغير المناخ، أكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، وضرورة وضع وتنفيذ اتفاقيات مناخية تركز على الانبعاثات دون المصادر.

وأشاد الجانب الهندي بإطلاق المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر)، وأعرب عن دعمه لجهود المملكة في مجال تغير المناخ.

وأكد الجانبان أهمية التعاون المشترك لتطوير تطبيقات الاقتصاد الدائري للكربون من خلال تعزيز السياسات التي تستخدم الاقتصاد الدائري للكربون كأداة لإدارة الانبعاثات وتحقيق أهداف تغير المناخ.

كما اتفق البلدان على تعميق علاقاتهما الدفاعية وتحسين التعاون في مجال التصنيع الدفاعي إلى جانب اتفاقيات في مجالي الزراعة والأمن الغذائي.

وتم خلال الزيارة التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التالية:

مذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء السعودية وإدارة الفضاء الهندية في مجال الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية.

مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ووزارة الصحة والرعاية الأسرية في جمهورية الهند للتعاون في المجالات الصحية.

اتفاقية ثنائية بين مؤسسة البريد السعودي ووزارة البريد الهندية بشأن الطرود البريدية الخارجية الواردة.

مذكرة تفاهم بين اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات والوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات في جمهورية الهند، للتعاون في مجال التوعية والوقاية من المنشطات.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • التعاون الخليجي بجمعية رجال الأعمال تعقد لقاءً موسعًا مع وفد غرفة تجارة عمان محافظة الشرقية
  • لهذه الأسباب... الرئيس عون مصرٌّ على نزع سلاح حزب الله
  • ديفيد هيرست: حماس لن تأخذ الأموال وتهرب من غزة لهذه الأسباب
  • لا تذهب للعراق.. وسم جزائري يحذر تبون من زيارة بغداد لهذه الأسباب
  • السعودية والهند تتفقان على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة
  • وزير الاستثمار يبحث مع سفير الصين سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • ولي العهد: الاكتشافات الجديدة للزيت والغاز تدعم قدرة السعودية لتلبية الطلب المحلي والعالمي
  • مجلس الوزراء: الاكتشافات الجديدة للنفط والغاز الطبيعي تعزز المكانة الاقتصادية للمملكة
  • المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها يعقد اجتماعه الـ17 للمجلس الإشرافي
  • محلل إسرائيلي: لهذه الأسباب لن تكون المنطقة العازلة آمنة لجيش الاحتلال