الجزيرة:
2024-12-27@20:06:17 GMT

ترامب يفاجئ الجميع ويشكل حكومة ائتلافية

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

ترامب يفاجئ الجميع ويشكل حكومة ائتلافية

واشنطن – أكمل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اختياراته لأعلى 20 منصبا داخل حكومته، حيث اختار مجموعة من المسؤولين التقليديين وغير التقليديين للمناصب العليا خلال أقل من 3 أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية.

وعلى عكس تشكيلة إدارته الأولى عام 2016، تحرك ترامب بوتيرة سريعة هذه المرة، وتجاهل مراكز القوى داخل الحزب الجمهوري.

وخلال بداية فترة حكمه الأولى، انصاع لقادة الحزب قبل أن ينقلب عليهم خلال آخر سنتين في عهدته السابقة.

جمعت اختيارات ترامب بين شخصيات عدة ذات خلفيات أيديولوجية متناقضة، إلا أنهم يتحدون في دعم إطار حركته الشعبوية "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" المعروفة اختصارا باسم "ماغا".

إدارة ائتلافية

ومع سيطرة الجمهوريين على أغلبية مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ)، يتوقع أن يواجه العديد من مرشحي إدارة ترامب طريقا سهلا لتأكيد تعيينهم بموافقة أغلبية مجلس الشيوخ حتى أولئك الذين يحوم حولهم الكثير من الجدل. غير أن اضطرار مات غايتز للانسحاب السريع من ترشحه لمنصب وزير العدل، كشف أنه حتى مع سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، سيظل ترامب يواجه بعض العقبات هنا وهناك.

ويرشح الرئيس المنتخب نحو 4 آلاف شخص لشغل مناصب قيادية في مختلف وزارات ومؤسسات ولجان ومعاهد الحكومة الفدرالية، ويتطلب قرابة 1200 منصب منهم موافقة مجلس الشيوخ. ويتمتع الجمهوريون بأغلبية 53 عضوا مقابل 47 عضوا للديمقراطيين في المجلس الجديد الذي يبدأ مهامه مع انطلاق العام الجديد.

ذهب بعض المعلقين إلى تشبيه اختيارات ترامب لشخصيات متناقضة أيديولوجيا بالوزارات الائتلافية في القارة الأوروبية التي تتضمن ممثلي العديد من التيارات السياسية المتنافسة.

ووسط حالة الجدل حول أخلاقيات بعض اختياراته، وعلى رأسهم مرشحه السابق لوزارة العدل ومرشحه الحالي لوزارة الدفاع (البنتاغون) غايتز، ضاعت حقيقة بسيطة لا جدال فيها، وهي أن هذه الحكومة قد تكون أكثر الحكومات تنوعا أيديولوجيا في التاريخ الأميركي الحديث.

وعلى سبيل المثال، تضم التشكيلة الوزارية أصحاب توجهات خارجة عن نسق الحزب الجمهوري، منهم:

روبرت كينيدي جونيور، المرشح الرئاسي السابق والمؤيد لحقوق الإجهاض، وهو مرشح ترامب لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية. لوري تشافيز ديريمر، النائبة بمجلس النواب والداعمة لحقوق النقابات العمالية، وهي مرشحة لوزارة العمل. تولسي غابارد، النائبة الديمقراطية والمرشحة الرئاسية السابقة، مديرة للاستخبارات الوطنية. سكوت بيسنت، مستشار سابق لجورج سوروس ذي التوجهات التقدمية وأحد أعداء ترامب، مرشحا لوزارة الخزانة. الدكتور مارتي مكاري، الجراح والمؤلف الذي اكتسب شهرة على قناة "فوكس نيوز" لآرائه المتناقضة حول فيروس كورونا، مديرا لإدارة الغذاء والدواء. رغبة السيطرة

عكست اختيارات ترامب نسخة من تفكيره سواء ما تعلق بالصحة العامة ومواجهة كورونا واللقاحات، أو برفضه التدخل العسكري الأميركي في أزمات حول العالم، ورغبته في المزيد من السياسات الحمائية التجارية. وبعدما انتهى من السيطرة على مفاصل الحزب الجمهوري، تشير اختياراته إلى رغبته في السيطرة على البيروقراطية الفدرالية.

وهكذا نجح ترامب، في أقل من 8 سنوات، في الانتقال من كونه ممولا للحزب الجمهوري إلى مرشحه في 3 دورات انتخابية متتالية. ونجح في تغيير هوية الحزب الذي قاده في العقود الأخيرة الرئيس جورج بوش والسيناتور جون ماكين، ليصبح حزبا شعبويا له وجهات نظر متطرفة ومختلفة جذريا عن مواقف الجمهوريين التقليدية حول التجارة والهجرة وحجم الإنفاق.

واعتبر الصحفي الأميركي فريد زكريا أن رغبة ترامب في منح دور كبير لإيلون ماسك وفيفيك راماسوامي من خلال ترؤسهما مبادرة إدارة الكفاءة الحكومية المعروفة أيضا اختصارا بـ"دي أو جي إي"، تعد خبرا سارا.

وفي مقال له بصحيفة واشنطن بوست، أشار زكريا إلى وجود أكثر من 180 ألف صفحة من اللوائح الفدرالية، ورأى أنها تحتاج إلى إلقاء نظرة جادة عليها، وإلغاء بعضها، وتصغير أخرى، وتقاعد الكثير من الموظفين الفدراليين.

ويقول الخبراء إن ما يتحدث عنه ترامب وماسك وراماسوامي، سواء من حيث توفير الأموال أو تخفيض أعداد الموظفين الحكوميين، غير واقعي، وإنهم سيصطدمون قريبا بالحقائق السياسية والاقتصادية التي ستعرقل مساعيهم الطموحة.

ويدعي ماسك أنه يستطيع خفض الميزانية بنحو تريليوني دولار، لكن المحللين يرون أن ذلك سيتطلب تخفيضات جذرية (لا تنال شعبية لدى الناخبين) خاصة تجاه مخصصات برامج معاشات المتقاعدين، أو ميزانية وزارة الدفاع، أو برامج الخدمات الصحية الحيوية.

في حين يزعم راماسوامي أنه يمكن خفض عدد القوى العاملة الفدرالية بمقدار ثلاثة أرباع على مدى 8 سنوات، مع تخفيض بنسبة 50% في السنة الأولى أو الثانية، إلى جانب تخفيض بنسبة 40% في عدد الوكالات والمؤسسات الحكومية.

وكتب ماسك وراماسوامي مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال"، جاء فيه أن مبادرتهما هي "دعوة لتقليص حجم الحكومة الفدرالية ومهاجمة البيروقراطية الراسخة والمتنامية باستمرار والتي تمثل تهديدا وجوديا لجمهوريتنا". وتستند خططهما -جزئيا- إلى أحكام المحكمة العليا الأخيرة والتي تحد من سلطة الوكالات في كتابة وفرض اللوائح، مما يمنح الرئيس حرية كبيرة لإجراء تغييرات كبيرة.

وأضافا أنه مع حصول ترامب على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي وأغلبية الأصوات الشعبية، ولديه بالفعل 6 محافظين في المحكمة العليا مقابل 3 ديمقراطيين، يستعد ترامب "لفرصة تاريخية لإجراء تغييرات هيكلية في الحكومة الفدرالية". وفي مواجهة المعارضة المتوقعة، قالا "نتوقع أن ننتصر".

خلاف المراجعات

وكانت عمليات التحقق الأمنية من مكتب التحقيقات الفدرالي ممارسة تقليدية للإدارات الجديدة تجاه المرشحين الذين يحتاجون إلى موافقة مجلس الشيوخ، إلا أن فريق ترامب الانتقالي لم يوقع بعد على الاتفاقيات اللازمة للسماح بإجراء مثل هذه الفحوص.

ومع انسحاب غايتز على خلفية فضائح جنسية، ومع الجدل المثار حول اتهامات سابقة لبيت هيغسيث المرشح لحقيبة وزارة الدفاع، طالبت إيمي كلوبوشار السيناتورة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا بضرورة إجراء عمليات التحقق من خلفية المرشحين عن طريق مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، والتي أوضحت أنها ضرورية لتأكيدهم.

وفي حديث مع شبكة "إيه بي سي"، قالت كلوبوشار "أريد أن أتخذ قرارا بشأن كل واحد منهم على أسس موضوعية كما فعلنا في الماضي، ولا يمكنني القيام بذلك دون التحقق من الخلفية. لماذا لا نحصل على هذه الفحوص الأمنية لأهم وظائف في الحكومة الأميركية؟".

وقد رد السيناتور الجمهوري بيل هاجرتي، من ولاية تينيسي وهو مقرب من ترامب، في مقابلة مع الشبكة نفسها بالقول إن الناخبين لا يهتمون بالفحوص عن خلفية من رشحهم ترامب لمجلس الوزراء، وإنه سيطرد أعضاء إدارته الذين لا يتبعون السياسة التي حدّدها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

علماء يحذرون من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبًا

قبل انتهاء عام 2024 تفاجئ العماء بكارثة متوقعة قد تصيب العالم هذا القرن حيث حذر العلماء من أن الأرض تواجه فرصة "بنسبة 1 من 6" لحدوث ثوران بركاني ضخم هذا القرن قد يؤدي إلى "فوضى مناخية" مشابهة لتلك التي حدثت عقب ثوران جبل تامبورا في إندونيسيا عام 1815،  وأوضحوا أن البشرية لا تمتلك خطة لمواجهة آثار هذا الحدث الكارثي المحتمل.

وفي عام 1815، أطلق ثوران جبل تامبورا 24 ميلا مكعبا (100.032 كم مكعب) من الغازات والغبار والصخور إلى الغلاف الجوي، ما أدى إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة العالمية، وهذا الحدث تسبب في "عام بلا صيف"، حيث فشلت المحاصيل الزراعية وانتشرت المجاعة، كما تفشت الأمراض ما أسفر عن وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص.

ومع ذلك، فإن تأثيرات ثوران بركاني ضخم في القرن الحادي والعشرين قد تكون أسوأ بكثير، بالنظر إلى الظروف البيئية الحالية التي تشهدها الأرض نتيجة للاحتباس الحراري الناتج عن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري.

وقد تزيد الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تم إطلاقها في القرن الماضي من تأثير التبريد الناتج عن ثوران بركاني. ووفقا للدكتور توماس أوبري، فإن الغلاف الجوي الأكثر سخونة سيساهم في انتشار الغاز الكبريتي بشكل أسرع وأكثر فعالية، ما يزيد من قدرة الجسيمات المعلقة في الهواء على عكس أشعة الشمس وتقليل درجات الحرارة العالمية.

وقالت الدكتورة أنيا شميت، عالمة الغلاف الجوي في جامعة كامبريدج: "هناك نقطة مثالية من حيث حجم الجسيمات الدقيقة التي تكون فعالة للغاية في تشتيت ضوء الشمس". وأضافت أن دراستها التي نشرت في Nature Communications عام 2021، تشير إلى أن الاحترار العالمي سيزيد من قدرة هذه الجسيمات على تقليص 30% من الطاقة الشمسية، ما قد يساهم في تبريد سطح الأرض بنسبة 15%.

وعلى الرغم من هذه الاكتشافات، يبقى التنبؤ بالثورات البركانية أمرا صعبا. وقال الدكتور ماركوس ستوفيل، أستاذ المناخ بجامعة جنيف: "نحن في بداية الفهم لما يمكن أن يحدث"، مشيرا إلى ضعف البيانات المتاحة حول البراكين القديمة.

لذلك، يعتمد العلماء على بيانات نوى الجليد وحلقات الأشجار القديمة لتحليل تأثيرات البراكين في الماضي.

وتشير الدراسات إلى أن العديد من الثورانات البركانية في العصور الماضية أدت إلى تبريد مؤقت للأرض، مثل ثوران جبل تامبورا الذي أدى إلى انخفاض درجة الحرارة العالمية بنحو درجة مئوية واحدة. كما تشير الأدلة إلى أن ثوران بركان سامالاس في إندونيسيا عام 1257 قد ساعد في بداية "العصر الجليدي الصغير"، الذي استمر لعدة قرون. أما ثوران جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991 فقد أدى إلى تبريد الأرض لمدة عدة سنوات بمقدار نصف درجة مئوية.

وبالإضافة إلى ذلك، قد يساهم تغير المناخ في تعديل سلوك البراكين.

وقال الدكتور توماس أوبري: "الذوبان السريع للأنهار الجليدية فوق البراكين يمكن أن يزيد من الضغط تحت الأرض ويؤدي إلى ثورانات بركانية". كما أن هطول الأمطار المتزايد بسبب تغير المناخ قد يتسبب في انفجارات بركانية مشابهة لـ "قنبلة البخار"، حيث تتسرب المياه إلى الشقوق القريبة من البراكين النشطة.

وأظهرت دراسة أجريت في 2022 أن حوالي 58% من البراكين النشطة في العالم قد تكون معرضة للانفجار نتيجة لتغير المناخ وزيادة هطول الأمطار المتطرف، ما يعزز فرص حدوث تبريد عالمي مشابه "لعصر جليدي صغير".

وبالرغم من صعوبة التنبؤ بتوقيت حدوث ثورانات بركانية، فإن العلماء يحثون على أهمية الاستعداد لهذه الكارثة المحتملة. وقال ستوفيل: "يجب على صناع السياسات الاستعداد من خلال وضع خطط إخلاء وتنظيم المساعدات الغذائية في حالة فشل المحاصيل نتيجة للثوران البركاني".

كما أشار الخبراء إلى أن ثورانا بركانيا في القرن الحادي والعشرين قد يؤثر على عالم أكثر اكتظاظا بالسكان، حيث يمكن أن تكون الاضطرابات الناتجة عنه غير متوقعة وقد تتردد تأثيراته في أنحاء مختلفة من العالم بطرق مميتة وغير مباشرة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | هيئة الطيران الفدرالية الروسية: تعليق حركة الطيران بمطارات موسكو ومطار مدينة كالوغا تحسبا لهجمات بمسيرات
  • “البام” يثمن مضامين مدونة الأسرة ويدعو الحكومة للإسراع ببلوة هذه المقترحات
  • علماء يحذرون من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبًا
  • محافظ الشرقية وقيادات الشعب الجمهوري يفتتحان معرض أثاث دمياط بالزقازيق|صور
  • محافظ الشرقية يستقبل قيادات «الشعب الجمهوري» لتنسيق قوافل طبية مجانية
  • محافظ الشرقية وقيادات الشعب الجمهوري يتوجهون لافتتاح معرض للأثاث الدمياطي
  • اليمن يفاجئ السعودية ويتقدم في الشوط الأول
  • اجتماع عاجل لحزب الشعب الجمهوري حول الحد الأدنى للأجور
  • بحضور وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة.. الشعب الجمهوري يقيم احتفالية كبرى لتجهيز ١٥٠ شابا وفتاة من المقبلين على الزواج
  • خلال احتفالية الشعب الجمهوري.. أمين تنظيم الحزب: مبادرتنا تستهدف تعزيز التماسك الاجتماعي