ذكرت وكالة بلومبيرغ أن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن اتفاق شامل لاستبدال التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية (إي في إس) شهدت تقدما محدودا في الأسابيع الأخيرة.

ورغم التفاؤل الأولي بعد المحادثات السابقة في بكين، حيث تم الإبلاغ عن تقدم طفيف، لا تزال هناك عقبات كبيرة تحول دون التوصل إلى إطار عمل قابل للتنفيذ يرضي الطرفين.

جمود في المحادثات الفنية

ويتفاوض الاتحاد الأوروبي والصين حول صفقة محتملة يمكن أن تحل محل التعريفات الجمركية المضادة للدعم التي فرضها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي. هذه التعريفات، التي تصل إلى 35% بالإضافة إلى معدل 10% القائم، ستظل سارية لمدة 5 سنوات ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.

الصين لم تستوف بعد متطلبات الاتحاد الأوروبي الصارمة المتعلقة بتنفيذ الاتفاق حسب بلومبيرغ (رويترز)

ومع ذلك، كشفت مصادر مطلعة لبلومبيرغ أن الصين لم تستوف بعد متطلبات الاتحاد الأوروبي الصارمة المتعلقة بتنفيذ الاتفاق، التي تهدف إلى ضمان الامتثال لقواعد منظمة التجارة العالمية.

وتكمن نقطة الخلاف الرئيسية -وفق بلومبيرغ- في هيكل الاتفاق. ففي حين تفضل بكين اتفاقا شاملا تقوده هيئة تجارية صينية، يقترح الاتحاد الأوروبي آلية لضبط الأسعار تنظم أسعار التصدير والكميات.

بالإضافة إلى ذلك، يقترح الاتحاد الأوروبي اتفاقيات مع شركات السيارات الفردية، من ضمنها تلك التي لديها مشاريع مشتركة في الصين، كحل وسط محتمل، وترفض بكين هذا النهج.

تصاعد التعريفات الجمركية

أشارت الصين إلى إمكانية فرض تعريفات جمركية انتقامية تستهدف صادرات الألبان والخنازير والبراندي الأوروبية إذا استمرت تعريفات الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية.

ويوم الاثنين، صعّد الاتحاد الأوروبي الموقف بطلب مشاورات مع منظمة التجارة العالمية بشأن الإجراءات الصينية المتعلقة بواردات البراندي، وفق بلومبيرغ.

شركات صناعة السيارات الصينية مثل بي واي دي وجيلي وسايك تتابع عن كثب سير المحادثات (الفرنسية)

ومع استمرار الخلاف حول التعريفات، تتابع شركات صناعة السيارات الصينية مثل بي واي دي وجيلي وسايك التطورات عن كثب.

وأشار محللون في مورغان ستانلي إلى أن المفاوضات الجارية قد تكون لصالح مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين، مما أدى إلى ارتفاع أسهمهم في وقت سابق من هذا الأسبوع.

تداعيات أوسع نطاقا

وأبرزت بلومبيرغ أن عدم إحراز تقدم قد يؤدي إلى تفاقم التوترات في بيئة تجارية متوترة بالفعل. وقد تبنى الاتحاد الأوروبي موقفًا حازمًا، مشددًا على ضرورة أن يلتزم أي اتفاق ليس فقط بقواعد منظمة التجارة العالمية، بل يضمن أيضًا منع آليات مثل التعويض المتقاطع، حيث يمكن تعويض تعديلات الأسعار للسيارات الكهربائية بمبيعات في قطاعات أخرى مثل السيارات الهجينة أو إكسسوارات السيارات.

وفي الوقت نفسه، رفضت المفوضية الأوروبية التعليق على حالة المفاوضات، ولم يتم إطلاع الدول الأعضاء على أي اختراقات كبيرة.

ومع استمرار فرض التعريفات الإضافية، تواجه شركات السيارات الأوروبية تحديات متزايدة، حيث تهدد هذه الرسوم بجعل السيارات الكهربائية الصينية أقل تنافسية في السوق الأوروبية، بينما تدرس الصين اتخاذ تدابير مضادة قد تؤثر على الصادرات الأوروبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السیارات الکهربائیة الاتحاد الأوروبی الأوروبی ا

إقرأ أيضاً:

ميركل تكشف أزمة ترامب مع "السيارات الألمانية"

قالت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، الأحد، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هدد خلال إدارته الأولى بفرض رسوم جمركية ضخمة على الاتحاد الأوروبي للتخلص من السيارات الألمانية في منهاتن بولاية نيويورك.

وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية للترويج لمذكراتها القادمة: "كان ترامب مهووسا بفكرة أن هناك، في نظره، عددا كبيرا جدا من السيارات الألمانية في نيويورك".

وأضافت: "لقد قال دائما إنه إذا أصبح رئيسا، فسيفرض رسوما جمركية مرتفعة جدا بحيث تختفي (السيارات الألمانية) من شوارع مانهاتن".

ونفت ميركل أن يكون لدى ترامب ضغينة شخصية ضدها، وقالت: "لا، في عينيه كنت أجسد ألمانيا"، وفقًا لما نقلته الصحيفة الإيطالية.

الرسوم الجمركية
والرسوم الجمركية هي ضرائب تفرض على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة من دول أجنبية.

وخلال إدارته الأولى، فرض ترامب العديد منها على دول أخرى، وتعهد بإعادة تطبيقها في حال عودته إلى البيت الأبيض في عام 2025، ومن هذه المنتجات التي يخطط لفرض رسوم كبيرة عليها هي السيارات الأجنبية.

بحسب موقع "غو بانكينغ ريتس"، أدى هذا التهديد بفرض الرسوم الجمركية إلى انخفاض أسعار أسهم شركات صناعة السيارات الأجنبية بشكل حاد في صباح اليوم التالي لفوز ترامب، وفقًا لتقرير لقناة CNBC.

تراجعت أسهم الشركات الصينية والألمانية واليابانية بشكل ملحوظ، حيث استعد المستثمرون لانخفاض كبير في مبيعات السيارات الأجنبية داخل أميركا خلال السنوات القادمة، لأن الرسوم الجمركية تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

من يدفع ثمن الرسوم الجمركية؟
وفقا للموقع أشار العديد من منتقدي سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية (وكما حدث خلال ولايته الأولى)، عندما تُفرض رسوم جمركية على الشركات الأجنبية، فإنها تعوض الفرق المالي بزيادة أسعار منتجاتها.

وهذا يعني أنه إذا اضطرت شركات صناعة السيارات الأجنبية إلى دفع رسوم جمركية أعلى عند تصدير سياراتها إلى أميركا، فإنها سترفع أسعار تلك السيارات، مما يُلقي بالعبء المالي للرسوم الجمركية على المستهلكين الأميركيين.

لماذا يفرض ترامب الرسوم الجمركية؟
يرى الرئيس المنتخب أن هذه السياسة ستزيد من مبيعات السيارات الأميركية، بالإضافة إلى إجبار شركات صناعة السيارات على نقل مصانعها إلى الولايات المتحدة، مما سيعزز فرص العمل في قطاع التصنيع.

مقالات مشابهة

  • عقب تعهدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية.. تراجع أسعار النحاس والمعادن الأساسية
  • ترامب يهدد بزيادة الرسوم الجمركية على الصين بسبب «تهريب المخدرات»
  • كندا والصين تردان على تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية
  • ارتفاع أسهم السيارات الكهربائية الصينية مع اقتراب اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي والصين يقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الكهربائية
  • ميركل تكشف أزمة ترامب مع "السيارات الألمانية"
  • مرشح حزب الخضر الألماني يحذر ترامب من الرسوم الجمركية
  • بلومبيرغ: ماليزيا تقدم نموذجا للصين لتحقيق نمو مستدام بنسبة 5%
  • أوروبا والصين.. اتفاق قريب حول رسوم السيارات الكهربائية