شمسان بوست / متابعات:

ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، الأحد، أن القوات المسلحة في روسيا جنَّدت مئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا، وذلك من خلال عملية تهريب غامضة، تسلّط الضوء على الروابط المتنامية بين روسيا وجماعة (الحوثيين) في اليمن.

وقال يمنيون تم تجنيدهم وسافروا إلى روسيا، للصحيفة، إنهم تلقوا وعوداً بوظائف برواتب عالية، وحتى الحصول على الجنسية الروسية، مشيرين إلى أنهم عندما وصلوا بمساعدة شركة مرتبطة بالحوثيين، تم تجنيدهم قسراً في الجيش الروسي، وإرسالهم إلى خطوط المواجهة في أوكرانيا.



وأكد المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ أن روسيا تنشط لإقامة اتصالات مع الحوثيين ومناقشة نقل الأسلحة، رغم أنه رفض تقديم تفاصيل أكثر. وقال: “نعلم أن هناك أفراداً روساً في صنعاء يساعدون في تعميق هذا الحوار”، معتبراً أن “أنواع الأسلحة التي تتم مناقشتها مثيرة للقلق للغاية، ومن شأنها أن تمكن الحوثيين من استهداف السفن بشكل أفضل في البحر الأحمر وربما أبعد من ذلك”.

من جهته، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي، إن روسيا مهتمة أيضاً بأي مجموعة في البحر الأحمر أو الشرق الأوسط، معادية للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المرتزقة يتم تنظيمهم من قبل الحوثيين جزءاً من جهد لبناء روابط مع روسيا. وذكرت الصحيفة أن المتحدث باسم الحوثيين لم يستجب لطلبها للتعليق.

وبحسب الخبير في شؤون منطقة الخليج في معهد “تشاتام هاوس” فارع المسلمي، فإن قلة من المرتزقة اليمنيين تلقوا أي تدريب، وكثر منهم لا يريدون أن يكونوا هناك. وأضاف “إن أحد الأمور التي تحتاج إليها روسيا هو الجنود، ومن الواضح أن الحوثيين يجندون (لهم)”، واصفاً ذلك بأنه انفتاح على موسكو. وأضاف: “اليمن مكان سهل للغاية للتجنيد. إنها دولة فقيرة للغاية”.

ووفق صحيفة فاينانشال تايمز، فقد تضمّنت العقود التي وقعها اليمنيون، واطلعت عليها، شركة أسسها السياسي الحوثي البارز عبد الولي عبده حسن الجابري. وتشير وثائق تسجيل شركة الجابري، المسجلة في صلالة بسلطنة عمان، إلى أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية. ويبدو أن تجنيد الجنود اليمنيين بدأ في وقت مبكر من شهر يوليو/ تموز. وكان أحد عقود التجنيد التي اطلعت عليها الصحيفة مؤرخاً في 3 يوليو، وموقعاً من قبل رئيس مركز اختيار الجنود المتعاقدين في مدينة نيجني نوفغورود.

وكشف أحد المجندين اليمنيين للصحيفة، ويدعى نبيل، عن كيفية خداعه للالتحاق بالجيش الروسي، مشيراً إلى أنه كان ضمن مجموعة تضمّ نحو 200 يمني تم تجنيدهم في الجيش الروسي في سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وصولهم إلى موسكو، لافتاً إلى أنه في حين كان بعضهم من المقاتلين المتمرسين، لم يكن لدى الكثير منهم أي تدريب عسكري. وأوضح أنهم تعرضوا للخداع للسفر إلى روسيا ووقعوا على عقود تجنيد لا يستطيعون قراءتها.

وتابع نبيل الذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي، وتواصل مع الصحيفة عبر الرسائل النصية، أنه أغرته وعود العمل المربح في مجالات مثل “الأمن” و”الهندسة”، على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته. وبعد بضعة أسابيع، تم احتجازه مع أربعة يمنيين آخرين وصلوا أخيراً في غابة في أوكرانيا، وهم يرتدون ملابس عسكرية تحمل شارات روسية، ووجوههم مغطاة بأوشحة. وقال أحد الرجال في مقطع فيديو تمت مشاركته مع الصحيفة: “نحن تحت القصف. ألغام ومسيّرات وحفر مخابئ”، مشيراً إلى أن أحد زملائه حاول الانتحار ونقل إلى المستشفى. وتحدث الرجال في الفيديو عن أنهم كانوا يحملون ألواحاً خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ من القنابل، مضيفين: “لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية”.

وفي رواية ثانية، قال عبد الله، وهو يمني آخر طلب عدم نشر اسمه الحقيقي، إنه وُعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار وألفي دولار شهرياً، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات بدون طيار. ولفت عبد الله إلى أنه وصل إلى موسكو في 18 سبتمبر، وأن مجموعته أخذت بالقوة من المطار إلى منشأة تبعد 5 ساعات عن موسكو، حيث أطلق رجل يتحدث باللغة العربية البسيطة النار فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد الذي كان مكتوباً باللغة الروسية. وقال: “وقعته لأنني كنت خائفاً”.

ولفت عبد الله إلى أنه تم بعد ذلك وضعهم في حافلات إلى أوكرانيا، وقد تلقوا تدريباً عسكرياً أولياً وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، قرب الحدود الأوكرانية، مشيراً إلى أن العديد من المجموعة الأصلية من الوافدين لقوا حتفهم في أوكرانيا، حيث أحضرهم “محتالون يتاجرون بالبشر”، مضيفاً: “كان كل هذا كذبة”. ووفق “فاينانشال تايمز”، لم ترد شركة الجابري للتجارة العامة والاستثمار على العديد من المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني المرسلة إلى العنوان المدرج في وثائق تسجيل الشركة. كما لم يكن من الممكن الوصول إلى الجابري، مؤسسها، على رقم هاتفه.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: فی أوکرانیا إلى أنه إلى أن

إقرأ أيضاً:

روسيا: رئيسة اليونيسيف تهتم بأطفال أوكرانيا أكثر من غزة

انتقدت روسيا المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" على خلفية عدم تقديم "حجة قوية لرفضها" تقديم إحاطة لمجلس الأمن بشأن الأطفال في غزة، وهو اجتماع طلبت روسيا عقده.

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، وهي أمريكية، قدمت للمجلس المكون من 15 عضواً "بشكل مفاجئ" في ديسمبر (كانون الأول) إحاطة بشأن الأطفال في أوكرانيا في ظل رئاسة الولايات المتحدة للمجلس.

وأضاف السفير الروسي "لذا يبدو أن الأطفال في غزة أقل أهمية بالنسبة لليونيسف من الأطفال في أوكرانيا".

وقال متحدث باسم اليونيسيف إن راسل موجودة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا وتركز على التعامل مع الأزمات الإنسانية، ولم تتمكن من تعديل جدولها الزمني لتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن.

وقال المتحدث "عرضت السيدة راسل على مدير الطوارئ إلقاء بيانها نيابة عنها... أحاطت المديرة التنفيذية لليونيسف مجلس الأمن عدة مرات بشأن وضع الأطفال في غزة وتقدر تركيز المجلس على الأطفال المتأثرين بالحرب".

واجتمع مجلس الأمن عشرات المرات لمناقشة الحرب في غزة. والقوات المسلحة وقوات الأمن في إسرائيل وحركتا حماس والجهاد الإسلامي والقوات المسلحة الروسية مدرجة جميعها على قائمة عالمية سنوية لمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال.

وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إفادة خلال اجتماع مجلس الأمن أمس الخميس عبر دوائر الفيديو من ستوكهولم. وكان صريحا في تقييم الشهور الخمسة عشر الماضية منذ بدء الحرب في غزة، قائلا "تعرض الأطفال للقتل والتجويع والتجمد حتى الموت".

وأضاف "تعرضوا للتشويه واليتم وفصلوا عن عائلاتهم. تشير أقل التقديرات إلى أن أكثر من 17 ألف طفل فقدوا أسرهم في غزة... هناك جيل كامل مصاب بصدمة نفسية".

وبدأت روسيا الحرب مع أوكرانيا المجاورة في فبراير (شباط) 2022 وهي في حالة حرب منذ ذلك الحين.

#Russia has reprimanded the head of the #UN children’s agency #UNICEF for not providing a “weighty argument for her refusal” to brief the Security Council on children in #Gaza - a meeting requested by Russia.https://t.co/gD8ZW1ocv2

— Al Arabiya English (@AlArabiya_Eng) January 24, 2025

وبدأت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد.

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي: روسيا تفوز ونحن نخسر الحرب في أوكرانيا
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجمات على أوكرانيا بـ 1250 قنبلة انزلاقية
  • روسيا تعلن سيطرتها على بلدة جديدة شرق أوكرانيا
  • صحيفة عبرية: تهديد “الحوثيين” يظل قائم حتى تطبيق “اتفاق غزة” 
  • روسيا تسيطر على بلدة في شرق أوكرانيا‭ ‬
  • تفاصيل رفض زيلينسكي تهميش أوكرانيا في مفاوضات السلام مع روسيا
  • بعد معركة استمرت أشهراً..روسيا تؤكد رفع العلم في بلدة مهمة في شرق أوكرانيا
  • الاحتكار والسيطرة.. كيف يؤثر حظر الحوثيين لـ”طحين القمح” على اليمنيين؟
  • روسيا تعيد جثامين 757 جندياً إلى أوكرانيا
  • روسيا: رئيسة اليونيسيف تهتم بأطفال أوكرانيا أكثر من غزة