قال النائب إيهاب الطماوي مقرر لجنة الأحزاب السياسية بالحوار الوطني وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب إن الحوار الوطني أحدث نقلة نوعية في الحياة السياسية المصرية، وحالة غير مسبوقة من الحراك، بدليل مشاركة أكثر من 65 حزبا سياسيا بالحوار في كافة المحاور، وكذلك القوى السياسية والشبابية المختلفة، والأكاديميين والخبراء والمتخصصين الذي يمثلون الطيف المصري.

وأضاف مقرر اللجنة أن المساحات المشتركة التي ظهرت في العديد من القضايا التي طرحت خلال مناقشات الحوار الوطني تؤكد أن هناك حقبة جديدة للحياة السياسية في مصر، تناسب التأسيس للجمهورية الجديدة التي تقوم على مشاركة جميع الطيف المجتمعي وكافة القوى السياسية الوطني في بنائها موضحا أن بعض اللجان انتهت من تحديد المقترحات النهائية وأرسلتها لمجلس الأمناء الحوار تمهيدا لرفعها لرئيس الجمهورية .

وأوضح أن الجلسات المتخصصة الخاصة بصياغة التوصيات النهائية، يتم خلالها بلورة الرؤى التي يمكن البناء عليها والانطلاق منها، مشيرا إلى أن عدد المشاركين في الجلسات المتخصصة يتراوح ما بين 15 إلى 20 ممثلا للأحزاب المختلفة وخبيرا ومتخصصا وأكاديميا، ما يسهل بلورة ما تم خلال الجلسات النقاشية العامة، التي يتم خلالها الاستماع لكافة الرؤى والمقترحات من كل القوى السياسية المشاركة.

الأحزاب السياسية لها برامج ورؤى وأهداف مختلفة

وفيما يتعلق بلجنة الأحزاب السياسية بالحوار الوطني، أشار النائب إيهاب الطماوي إلى أن لجنة الأحزاب السياسية لها طبيعة خاصة؛ نظرا لأن الموضوعات التي تناقشها تتعلق بالكيانات الحزبية ذاتها والقانون المنظم للعمل الحزبي، ومع الوضع في الاعتبار حقيقة أن الأحزاب السياسية لها برامج ورؤى وأهداف مختلفة تطرح من خلالها الحلول لكافة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن ذلك ينعكس بالضرورة على رؤى الأحزاب في القضايا المتعلقة بدعم وتعزيز الحياة الحزبية ذاتها، إذ من الطبيعي أن يكون لكل تكتل من الأحزاب رؤى مختلفة وفقا للمرجعية التي ينطلق منها.
وقال إنه من بين القضايا التي كانت محل توافق كبير هي أن تتكون لجنة شئون الأحزاب من شيوخ القضاة ويرأسها النائب الأول لرئيس محكمة النقض، على أن تتبعها أمانة أو مفوضية لمساعدتها في أداء عملها، مشيرا إلى أن قضية تأسيس الأحزاب بالإخطار هي قضية محسومة بنص المادة 76 من الدستور، والتي تنص كذلك على أنه لا يجوز حل الأحزاب السياسية إلا بحكم قضائي.

وأضاف أن بعض المقترحات خلال الجلسات النقاشية العامة رأت ضرورة زيادة عدد الأعضاء المؤسسين للأحزاب؛ نظرا إلى زيادة تعداد السكان في مصر عن 105 ملايين نسمة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الجزئية كانت محل اختلاف في وجهات النظر، إذ يرى آخرون أن هذا يكفي بل ويمكن تقليص هذا العدد.. هذا إلى جانب مناقشة قضية الحوكمة والممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب.

وفيما يتعلق بالمناقشات حول قضية دمج واندماج الأحزاب السياسية، أوضح مقرر لجنة الأحزاب السياسية أن هناك فارقا بين المصطلحين: فالدمج يكون بنص القانون، حيث اقترح البعض إضافة نص إلى قانون الأحزاب السياسية يتعلق بأن يتم دمج الأحزاب التي لم تحقق نسبة معينة بالمجالس النيابية أو المحلية، تلقائيا بنص قانوني ملزم، إلى أحزاب ذات أيديولوجية مماثلة، أما الاندماج فهو يعني أن يقرر الحزب الاندماج طواعية مع حزب آخر، مشيرا إلى أن قانون الأحزاب الحالي يوضح كيفية الاندماج، وأنها تتوقف على قرار الجمعية العمومية لكل حزب.

ولفت إلى أن مسألة دمج الأحزاب السياسية بنص قانوني ملزم تحتاج إلى بحث متعمق أكثر حول مدى دستورية هذا الأمر. 

وحول التوصيات الخاصة بلجنة الأحزاب السياسية، أكد النائب إيهاب الطماوي أن اللجنة لا تزال في مرحلة بلورة ما تم طرحه في الجلسات النقاشية العامة، من خلال جلسات متخصصة لصياغة التوصيات، وأنه في ظل حالة الحوار والاستماع لكافة الرؤى وطرح الأفكار والاستفادة من كل طرح، لا يمكن الحديث عن سقف زمني أو مدة زمنية محددة لخروج التوصيات.

وفيما يتعلق بالتوصيات الخاصة بالنظام الانتخابي قال إنه خلال الجلسات تم اقتراح ثلاثة أنظمة انتخابية اقترح وساند كل منها عدد من الأطراف المشاركة في الحوار: الأول هو الإبقاء على النظام الحالي بانتخاب 50% من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عبر القائمة المطلقة المغلقة على 4 دوائر بالجمهورية. والنظام الثاني يتم بانتخاب كل الأعضاء بالقائمة النسبية غير المنقوصة عبر 15 دائرة على مستوى الجمهورية. ويضم الاقتراح الثالث انتخاب 50% من الأعضاء بالنظام الفردي و25% بنظام القائمة المطلقة و25% بنظام القائمة النسبية.

ونوه بأن النظام الانتخابي الذي يراه يتوافق مع ضوابط وأحكام الدستور المصري الحالي هو النظام القائم الذي يجمع ما بين القائمة المغلقة المطلقة بنسبة لا تقل عن 50% من المقاعد والنظام الفردي.
وأوضح أن هناك عدة أسباب لملائمة هذا النظام الانتخابي، تشمل أن نظام القائمة المغلقة المطلقة يتميز بالسهولة على الناخب المصري، وأن هذا النظام يساعد على تقارب الأحزاب وتكوين التحالفات الانتخابية، مما يسهم في تحقيق التعددية الحزبية والسياسية التي نصت عليها المادة الخامسة من الدستور، مشيرا إلى أن البرلمان الحالي يشهد تمثيل 13 حزبا سياسيا إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

وأضاف مقرر لجنة الأحزاب السياسية بالحوار الوطني أن نظام القائمة المغلقة المطلقة بنسبة لا تقل عن 50 بالمائة من مقاعد مجلسي النواب والشيوخ يساعد على تحقيق نسب التمييز الإيجابي التي حددتها المواد 11 و243 و244 من الدستور، في 6 فئات لها دور هام وحيوي في تأسيس الجمهورية الجديدة، وهي: (المرأة بنسبة لا تقل عن 25% - المصريين بالخارج – ذوي الهمم – الشباب – العمال والفلاحين -المسيحيين)، بالإضافة إلى النص المادة 102 من الدستور التي تنص على تمثيل عادل للسكان والمحافظات، ما يعني ضرورة مراعاة المحافظات الحدودية والمناطق النائية.

وأوضح أن القائمة المغلقة المطلقة تساعد على وصول كفاءات من الخبراء والمتخصصين والأكاديميين في مجالات مختلفة إلى البرلمان بغرفتيه، وهو ما قد لا توفره الظروف العملية الانتخابية في نظامي القائمة النسبية أو الفردي.

ولفت النائب إيهاب الطماوي إلى أن النقد الموجه إلى نظام القائمة المغلقة المطلقة فيما يتعلق بإهدار عدد من أصوات الناخبين الذين صوتوا للقائمة التي لم تفز، وأن القائمة النسبية هي النظام الأفضل لتمثيل أكبر عدد من الأحزاب، هو نقد غير موضوعي وغير واقعي؛ إذ أن نظام القائمة النسبية قد يتسبب في إهدار أصوات أكثر من القائمة المغلقة المطلقة، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تحصل قائمة نسبية في منطقة على عدد من الأصوات يؤهلها للحصول على مقعد أو مقعدين في البرلمان، ولا تحصل على تلك المقاعد، وهو ما حدث بالفعل في برلمانات سابقة (1987 – 1990 – 2012)؛ ما أدى إلى حل هذه البرلمانات، بالإضافة إلى المشكلات المحاسبية التي تتعلق بالوزن النسبي لمقعد في محافظة ما والوزن النسبي لمقعد آخر في محافظة أخرى، بالإضافة إلى الفوارق بين الأوزان النسبية للمقاعد على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن نظام القائمة النسبية لا يضمن بالضرورة وصول عدد أكبر من الأحزاب إلى البرلمان، بل من الممكن أن يقلص عدد الأحزاب التي وصلت إلى البرلمان الحالي، والذي انتخب بنظام القائمة المغلقة المطلقة، والتي بلغ عددها 13 حزبا، بالإضافة إلى نواب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
وأشار إلى أن المقارنة بين النظام الانتخابي للبرلمان المصري والبرلمانات الغربية، هي مقارنة غير موضوعية؛ نظرا لأن عدد الأحزاب في أي دولة غربية لا يصل إلى 106 أحزاب، بالإضافة إلى أن الأنظمة الانتخابية في الغرب تعتمد على النظام الفردي، ويحدد الناخب في أي دولة منها قراره بناءً على انتمائه الحزبي، على عكس ما يحدث في انتخابات النظام الفردي في مصر والذي يعتمد التصويت فيه على صلات القرابة والقبلية، إلى جانب تأثير رؤوس الأموال في العملية الانتخابية، ما يعني أن الاعتماد على نظام فردي كامل لا يدعم الحياة السياسية ولا النيابية ولا الأحزاب.

وأكد أن الجمع بين نظام القائمة المغلقة المطلقة بنسبة لا تقل عن 50% إلى جانب النظام الفردي هو ما يتوافق مع الضوابط الدستورية ويبتعد بالنظام الانتخابي عن شبهات عدم الدستورية حتى لا تتكرر تجارب سابقة انتهت بحل البرلمان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لجنة الأحزاب السیاسیة مقرر لجنة الأحزاب النظام الانتخابی القائمة النسبیة الحوار الوطنی بالإضافة إلى من الدستور إلى جانب عدد من

إقرأ أيضاً:

مخرج الحفل: الختام دون مظاهر احتفالية بسبب الظروف السياسية

يقام الليلة حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ45، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بعد مرور 9 أيام على فعاليات المهرجان المليئة بالأنشطة السينمائية.

ويبدأ حفل الختام بكلمة رئيس المهرجان حسين فهمى، والذى يدعو فيها أعضاء لجان التحكيم لتوزيع جوائز المسابقات المختلفة بالدورة الجديدة.

وكشف المخرج محمد حمدى، عن الترتيبات والتجهيزات الأخيرة لحفل ختام المهرجان، وقال: «نعتمد فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى على البساطة ولا يوجد به أى أنواع من البهرجة»، موضحا: «سنبدأ الحفل بفقرة فنية قصيرة مدتها بين 4 دقائق و5 دقائق لن تزيد على ذلك، ثم يصعد الفنان حسين فهمى لإلقاء كلمته ويقوم بتوزيع الجوائز الخاصة بلجان المهرجان ورؤسائها».

تابع: «ثم يقوم الفنان حسين فهمى بدعوة معالى وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ليلقى كلمته، ثم يبدأ معالى الوزير مع الفنان حسين فهمى بتوزيع الجوائز الخاصة بالمسابقة الرسمية الدولية الجوائز الكبرى».

تتنافس الأفلام فى المسابقة الرسمية على جوائز الهرم الذهبى لأحسن فيلم، والهرم الفضى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج، وجائزة الهرم البرونزى وجائزة نجيب محفوظ وأحسن ممثل وممثلة وجائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى.

وسيتم دعوة أعضاء لجنة التحكيم على المسرح لإعلان الجوائز وأسباب اختيارها، ففى المسابقة الدولية يترأسها المخرج العالمى دانيس تانوفيش، والمونتبير أحمد حافظ والمخرج الإيطالى أندريا بالورو، والإسبانية انجيلا مولينا والتايلاندية أنوشا سويتاكور نبونج، والمنتجه سيلفى بيالا والنجمة التونسية عائشة بن أحمد.

وفى لجنة تحكيم جوائز السينما العربية يترأسها المنتج الإيطالى إنزو بورسلى والموسيقى تامر كروان والمخرجة السعودية هند الفهاد، وفى لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد الدولية يترأسها جراين هومفريز مدير مهرجان دبلن السينمائى، والمغربية نسرين الراضى والمخرج خالد الحجر.

وجائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، تترأسها المخرجة ساندرا نشأت والألمانية سيلفانا سانتاماريا والناقدة كلير دياو، وفى مسابقة لجنة تحكيم جائزة افضل فيلم افريقى طويل، تترأسها لمياء بلقايد ومن بوركينا فاسو فرنسوا بودا والمخرج مراد مصطفى، ولجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم آسيوى طويل يشارك فيها أن ديمى جيروى، ورامان تشاولا من الهند وسلمى مبارك، وفى لجنة النقاد – الفيبرسى – يشارك كيارا سبانيولى جاباردى والناقد الالمانى شايلن رياز، وأحمد عزت، وفى لجنة تحكيم أفضل فيلم وثائقى يحكم اليونانى ديميتريس كيركينوس، والفلسطينى رائد انضونى والمخرجة نادية كامل.

كما توزع جوائز مسابقتان للأفلام الفلسطينية، ويترأس لجنة تحكيم أفلام غزة المنتج جابى خورى بعضوية الفنانة كندة علوش والناقد أحمد شوقى، ولجنة تحكيم جائزة الفيلم الفلسطينى يترأسها د. عمرو الليثى بعضوية المنتجة ليالى بدر والفنان مصطفى شعبان.

تنافس على الجائزة الأساسية للمهرجان 16 فيلما، بينها التركى إيشا، والأمريكى قصر الشمس الزرقاء، ومن بنجلاديش عزيزتى مالوتى، ومن المجر 2 يناير، والفرنسى مالدورور، والبرازيلى مالو، والفرنسى قابل البرابرة، ومن استراليا مذكرات حلزون، ومن تونس نوار عشية، والروسى طوابع بريد، واليابانى زهرة الثلج، ومن مصر دخل الربيع يضحك للمخرجة نهى عادل، واللبنانى موندوف لكريم قاسم، ومن رومانيا العام الجديد الذى لم يأت أبدا، والايطالى فيكتوريا والأمريكى عندما رن الهاتف بالإضافة لفيلم الافتتاح لرشيد مشهراوى.

عرض 11 فيلما خارج المسابقة الرسمية و14 فيلما فى مسابقة آفاق عربية، و7 أفلام فى مسابقة أسبوع النقاد، و33 فيلما فى مسابقة الفيلم القصير، و11 فيلما فى البانوراما الدولية، و12 فيلما فى العروض الخاصة، و7 أفلام فى عروض منتصف الليل، واهتم المهرجان هذا العام بقسم كلاسيكيات القاهرة بالاحتفال بمئوية ساتياجرى راى الهندى بـ3 أفلام، ومئوية سيرجى باراجانوف، وأفلام 4kK، و14 فيلم فى كلاسيكيات مصرية مرممة.

وتحت عنوان «حدود الصين السينمائية»: الخيال العلمى والدراما وما بعدها، بالتعاون مع مهرجان بكين السينمائى الدولى، عرض 7 أفلام صينية، و10 أفلام ضمن بانوراما الفيلم المصرى القصير، كما يعرض 3 أفلام تحت عنوان «صنعت فى مصر» وهى أفلام جرى تصويرها فى مصر مؤخرا وحققت نجاحا. وأفلام كيبيك المختارة تعرض 6 أفلام.

كل هذه الأفلام عرضت بدور العرض السينمائى مسارح دار الأوبرا المصرية، الكبير والصغير والهناجر 1، 2، ومركز الإبداع بالإضافة إلى سينما الزمالك 1، 2، وقاعة ايورت بالجامعة الأمريكية، وسينما ڤوكس (VOX) 1،2 – مول سيتى سنتر ألماظة، وسينما ڤوكس (VOX) 1،2 – مول مصر.

 

مقالات مشابهة

  • مخرج الحفل: الختام دون مظاهر احتفالية بسبب الظروف السياسية
  • «الجيل الديمقراطي»: الحوار الوطني أحدث زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية والحزبية
  • السودان ما بين استبدال القوى السياسية أو استبدال الأمة السودانية
  • مقرر المحليات بالحوار الوطني يكشف مصير قانون المجالس المحلية
  • محاربة الشائعات ومساندة القيادة السياسية تتصدران اجتماع تحالف الأحزاب المصرية
  • متى يصدر قانون انتخابات المجالس المحلية؟.. مقرر لجنة المحليات بالحوار الوطني يجيب
  • أبرز إنجازات الحوار الوطني.. الإشراف القضائي والنظام الانتخابي وتوصيات التعليم والصحة
  • عضو مجلس الأمناء: الحوار الوطني منصة تجمع أطياف المجتمع والقوى السياسية
  • الحوار الوطني توافق بلا خطوط حمراء.. مناقشات لقضايا مهمة دون سقف محدد (ملف خاص)
  • محاربة الشائعات ومساندة القيادة السياسية يتصدران أجندة اجتماع 42 حزبا سياسيا