العلاج بالفنون.. دواء جديد لدعم الأطفال النازحين
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
الفنّ يعني الإبداع والمشاعر والأحاسيس والحالة النفسيّة التي تنعكس على كل أشكاله. وأيضا للفن تأثير أبعد من الفرح، يصل إلى علاج الاضطرابات النفسيّة وتعزيز الصحة العقليّة. انتشر في لبنان منذ سنوات ما يعرف بـ "العلاج الفني"، وهو شكل جديد من العلاج، يركز على الصحة الجسدية والنفسية للفرد أو للمجموعة.
وتلخص نازحة جنوبية (17 عاما) فكرة مبادرة العلاج بالفن التي أطلقتها بعض الجمعيات في مراكز الإيواء، قائلة لـ"لبنان24": "نخرج الخوف والقلق الذي نعيشه بسبب الحرب الراهنة على شكل رسومات وأشعار ونصوص مكتوبة وأحيانا نقوم بالتمثيل والغناء".
ويستقبل النازحون الصغار الجمعيات بالتصفيق وصرخات الابتهاج. فهم يعلمون جيدا أنهم على موعدٍ مع ساعتَين من الأنشطة الترفيهية ذات البُعد النفسي، والتي تُنسيهم لبُرهةٍ المأساة التي يمرون بها. وتتنوع الأنشطة الجسدية والفكرية والإبداعية، من أجل تحفيز الأطفال على إخراج الطاقة السلبية من أجسادهم.
على سبيل المثال، لعبة الـ"إيموجي"، تحفّز الأولاد على التماهي مع الوجوه الأليفة المعروضة أمامهم، وعلى التعبير عمّا يشعرون به. فالجلوس ضمن حلقاتٍ مستديرة للكلام أو اللعب أو الرسم، يمنح الأطفال شعوراً بالأمان.
كما يرسم الأطفال النازحون بيوتهم التي فارقوها، ويصورونها جميلة على الورق.
تقول الاخصائية النفسية ماريا ماجدالينا شلح لـ"لبنان24" أن "العلاج بالفن هو معالجة نفسية تستند إلى وسائط فنية كالرسم والنحت وكل ما هو صوري كأداة أساسية للتعبير، إذ لا يعتمد المرء على الكلام فقط في عملية التواصل، وإنما أيضًا يتفاعل مع الأعمال الفنية من أجل إيصال أفكاره، والعمل على تخطي الصعوبات النفسية التي تعترضه".
وتضيف: "يعتمد ذلك بشكل أساسي على عوامل كثيرة منها خلفية الطفل وخبراته، وعلاقته ومدى ارتباطه بأفراد أسرته، والأهم الطريقة التي اختبر بها الحرب وعاش من خلالها، بما انطبع في ذهنه من صور ومآسٍ، كلُّها عوامل تؤثر في تعامل الطفل مع أزمته النفسية وطريقة تعبيره عنها".
وأشارت شلح الى أن الأبحاث تظهر اليوم أن الصدمة تترك أثرها في العوامل غير النطقية، إذ يجري تذكرها في الجسد، الروائح، الأصوات، الصور، الألوان… إلخ. لذا فالعلاج بالفن يقدِّم طريقة غير صدامية في التعبير عن شيء ما مرعب، ما يجعل الطفل أحيانًا غير مرتاح في التحدث عما جرى، إلا أنه قد يفضل التعبير عنه في صور، تجعلك ترى مأساته من دون التكلم عنها.
من خلال وسائط فنية كالرسم والنحت عبَّر هؤلاء الأطفال عن مخاوفهم، وعندما يصبح الهدوء ترفاً في الحرب، يمكن لبرامج التدخل من خلال الفنون المتنوّعة أن تبني مساحة آمنة للأطفال وأهاليهم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مركز الملك سلمان للإغاثة يطلق حملات تطوعية في الصحة النفسية بدمشق وريفها
دمشق-سانا
بهدف تقديم الدعم النفسي للمرأة والطفل، باعتبارهما المتضرر الأكبر من الحروب والكوارث، أقام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع الشريك الإستراتيجي الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث (الأمين) حملات تطوعية في مجال الصحة النفسية في مناطق عدة من محافظتي دمشق وريفها.
منسق التدريبات في (الأمين) عبد السلام الأمين أوضح لـ سانا الشبابية أن الجمعية تقوم بتنفيذ المبادرات التي يقيمها مركز الملك سلمان في سوريا، وفي الوقت الحالي تتضمن الحملات محاور عدة، وهي “الدعم النفسي للمرأة والطفل، وإعداد مدربين (TOT) للأطباء تحت مسمى (سفير الحياة)، وللمنقذين على الأرض تحت مسمى (المستجيب الأول).
بدورها مشرفة الشراكات في مركز الملك سلمان والمنسقة للحملة التطوعية للدعم النفسي للمرأة والطفل في سوريا كفى الشعلان بينت أن فريقاً من المتطوعين ضم أطباء ومستشارين نفسيين قدم من المملكة العربية السعودية، مستهدفاً الآباء والأمهات والمعلمين والأطفال.
ولفتت الشعلان إلى أن الضرر النفسي الأكبر من جراء نشوب النزاعات في العالم يقع على النساء والأطفال، مبينة أن هذه الحملة انطلقت لأول مرة في سوريا لتقديم الدعم لهم، وللتقييم على أساسها، بهدف إطلاق مبادرات أخرى حسب الحاجة.
من جهتها الاستشارية النفسية فائقة الإدريسي أكدت أهمية الحوار، وذلك كأحد محاور ورشات العمل التي استهدفت مجموعة من السيدات السوريات من مختلف الاختصاصات والأعمار.
وأوضحت أن الحوار عامل أساسي في تماسك المجتمع عن طريق التفاعل والمشاركة، وقبول الآخر، والمحاولة الدائمة في إيجاد الحلول للمشكلات باختيار الوقت والزمن المناسب للحوار بشكل عام.
وحول ما قدمت الورشات للأطفال واليافعين، بين الطفل نور الدين إبراهيم 13 عاماً أهمية المحور الذي تحدث عن التنمر الذي هو أحد أكبر المشكلات التي تواجه الطفل، وما تسببه من ألم نفسي وجسدي للأطفال.
فيما رأى الطفل كريم أحمد أن الحديث عن السلوك الإيجابي في ورشة العمل أعطاه حافزاً ليكون شخصاً إيجابياً ومؤثراً في المجتمع، وخاصة أن التدريبات جعلته يشعر بشعور الآخرين، وفق تعبيره.
تابعوا أخبار سانا على