باستغلال الفقر.. مساع إيرانية لتغيير الهوية الثقافية والدينية بمناطق سورية
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
وسط تراجع التعليم وانتشار الفقر في بلد مزقته الحرب، ومن خلال تقديمها لـ"مغريات"، تعمل إيران على نشر أفكارها الدينية والثقافية بين سكان مناطق سورية، عبر "مزارات" ومدارس تدعمها.
ومن بين أبرز تلك الممارسات، هي التي تتمحور حول نشر أفكار التشيع بين الأطفال، كما يحدث في "روضة أطفال المستقبل" في منطقة البوكمال السورية، عبر تلقين الأطفال مناهج تعليمية تدرس اللغة والتاريخ الفارسي من وجهة نظر إيران.
كما يتم تقديم منح للدراسة في إيران، تستهدف طلاب المدارس والشباب في الثلاثينيات من العمر، مما يوسع دائرة التأثير، وفق مراقبين، أكدوا أن طهران "لا تكتفي بالوجود العسكري، بل تسعى إلى "تغيير الهوية الدينية والثقافية لمناطق سيطرتها في سوريا، باستخدام التعليم والدعم المادي كجسر لتحقيق طموحاتها الإقليمية".
وحول هذا التوجه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "تدريس اللغة الفارسية في محافظة دير الزور، وهي ليست حاضنة شعبية للإيرانيين، تأتي في إطار هيمنة طهران على هذه المنطقة من الجغرافيا السورية".
وتابع في حديثه لقناة "الحرة": "المناهج لا تدرس بالقوة ولا يوجد قبول اجتماعي أيضا، هناك ترغيب من المليشيات الإيرانية للسوريين في دير الزور تحديدا، وإخضاع للنساء والأطفال لدورات تعليمية تحت مسمى تطوير الكادر العلمي".
وأوضح أنه "يتم تدريس اللغة عبر الترغيب، سواء بالمال أو بالتوظيف في مراكز اجتماعية تابعة للإيرانيين".
إيران في سوريا.. خفايا ومستقبل "التغيير الديمغرافي الهادئ" منذ انخراطها في الحرب السورية لحماية النظام السوري من السقوط دخلت الاستراتيجية التي اتبعتها إيران في البلاد بعدة محطات كان أبرزها و"أخطرها"، حسب خبراء ومراقبين، تلك المتعلقة بعمليات "التغيير الديمغرافي" التي أحدثتها وشاركت بها مع ميليشياتها ووكلائها في عدة مدن وقرى وبلدات.واستطرد عبد الرحمن: "كما فعل تنظيم داعش عندما كان يقوم بغسل أدمغة الأطفال.. يجري استغلال الأطفال الذين هم جاهزين بالأساس للتعلم، ويتم ترغيبهم برحلات ودورات، وتدريسهم فكر ولاية الفقيه في بقعة جغرافية من المفترض أن لا علاقة لها بها، دينا أو فكرا".
واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "الأوضاع المأساوية هي التي أجبرت الأطفال على الالتحاق بدورات في المراكز الثقافية الإيرانية في سوريا، وبالأخص في دير الزور"، موضحا أن "كل ما تقوم به إيران في إطار محاولة تعزيز سياستها وهيمنتها".
وحول وجود اعتراضات من بعض السكان على تلك الممارسات الإيرانية، قال عبد الرحمن إن "الاعتراضات يوقفها شيوخ العشائر المقربون والمدعومون والمسلحون من إيران، حيث يحاولون مواجهة أي احتجاجات".
كما أوضح أنه جرى "تغيير فكر البعض" في مناطق سيطرة إيران داخل سوريا "إلى ولاية الفقيه".
وتابع: "تم ذلك في بعض القرى وبين بعض العوائل في مناطق سيطرة إيران في سوريا، وذلك بحكم الوجود الإيراني بالمنطقة منذ أكثر من 7 سنوات"، معتبرا أنه لا يمكن الحكم ما إذا كان ذلك عن "اقتناع حقيقي أم من أجل الحصول على الدعم بأشكاله المادية، أو غير ذلك".
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2022، فقد بلغ عدد المقاتلين الإيرانيين والميليشيات التابعة لها في سوريا، إلى نحو 100 ألف مقاتل.
وقدمت إيران لنظام بشار الأسد في سوريا، خطوطا ائتمانية بقيمة حوالي 6 مليارات دولار، مما ساعد في تخفيف آثار العقوبات الدولية، لكن ساهم أيضا في تدهور الاقتصاد السوري، وفق مخرجات تقرير نشرته في عام 2023 مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
حروب وأزمات.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في الشؤون العربية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية كان معظمها ناتجا عن اعتماد الجمهورية الإسلامية الجديدة سياسة تصدير الثورة إلى دول الجوار.وتسعى إيران كذلك لإحداث تأثير على السوريين، من خلال المقامات والمزارات، ومن بينها حسينية الإمام جعفر الصادق في دير الزور، التي كانت تعرف سابقا باسم حسينية الملالي.
كما أن هناك حسينية "أبو الفضل" في حي هرابش في دير الزور أيضًا، وتشرف عليها مليشيا حزب الله اللبنانية، وتستخدم لإقامة الشعائر الدينية.
في الجنوب، هناك مقام السيدة زينب في العاصمة دمشق، وهو من أهم المزارات الشيعية في سوريا، وتشرف إيران حاليا على تطويره وتوسيعه.
وهناك مقام السيدة رقيّة في دمشق، وتولي إيران اهتماما بهذا المعلم "لتعزيز وجود المذهب الشيعي". ويوجد كذلك مقام عمار بن ياسر في الرقة، الذي تشير مصادر إلى أن "إيران تسعى إلى تطويره بهدف تعزيز وجودها في المنطقة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی دیر الزور فی سوریا إیران فی
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. أستاذ استثمار: الحكومة تهتم بملف الصناعة باستغلال الموارد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور محمد الشوادفي، أستاذ الاستثمار وإدارة الأعمال، إنه منذ تشكيل الحكومة الجديدة وكان هناك اهتمام كبير من الدولة بقطاع الصناعة باعتبارها المخرج الأساسي والدعامة الأساسية لنمو الاقتصاديات واستغلال الموارد، مشيرًا إلى أن شعار الاستثمار والتكامل يعني أن جهود الدولة في الفترة القادمة ستكون موجهة للاستثمار في مزيد من الصناعات والتكامل بين الصناعات.
وأضاف الشوادفي في مداخلة هاتفية لبرنامج "هذا الصباح" على فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن مصر لديها مجمعات صناعية تقوم على التكامل بين الصناعات المختلفة، بهدف توطين الصناعة، وفي نفس الوقت توطين الصناعات بمعنى أن الدولة المصرية تحاول أن تجذب وتسوق للفرص الاستثمارية الموجودة داخل الدولة المصرية، وتوطين الصناعات الكبيرة والاستراتيجية، وبالتالي فكان هناك صناعات مثل صناعة السيارات والسفن والأدوية.
وتابع، أن الفترة الحالية هي مرحلة جديدة في الصناعة، قائمة على اقتصاد المعرفة وبناء اقتصاد تنافسي، إذ تسعى الدولة؛ لتطوير رأس المال البشري، حتى يصبح لدى الإنسان قدرة على التفكير والإبداع، في تقديم منتجات جديدة لها عدة أهداف، مثل إحلالها محل الواردات؛ لتجنب الدولة دفع أموال هائلة من النقد الأجنبي على الواردات من الدول الأخرى وتتحمل تكاليف كثيرة، والنقطة الثانية هي زيادة المكون المحلي بما يؤكد أهمية وجود المكون وأن يكون هذا المكون مبني على أفكار وابداعات مصرية وزيادة مشاركة المكون المحلي في المنتج النهائي.