مر القطار بمدافن كانت محطة اسمها ( اوبو ) حدثت فيها كارثة تصادم قطارين أحدهما ( ناقل للبشر ) وصل للتو الي المحطة وبدأ الركاب يطلعون وينزلون وبعضهم يبحث عن طعام وآخرون يمارسون رياضة المشي في زمن التوقف هذا ليريحوا عضلاتهم من التوتر الذي أصابها بسبب ( القعدة ) الطويلة التي تكاد تجمد الدم في العروق وتجعل الاقدام متورمة متل الكرة أو ( الجراب ) عندما ينفخ فيه الهواء .

.. والقطار نفسه بدأ يلتقط أنفاسه من كثرة اللهاث الذي ظل يعانيه وهو يزحف صعودا الي مبتغاه في اعلي الجبل مدينة الثغر الباسم التي دائما ما تتلقاه بالشوق والحنين والاحضان الدافئة ...
ومن غير سابق اعلان أو أنذار فاجأ الناس جميعا قطار ( ناقل للبضائع ) دخل المحطة بكل مايحمل من تهور ولا مبالاة وسار في نفس المجري الذي يستريح فيه زميله قطار الركاب وكان لابد أن يفعل ذلك لأن ( المحولجي ) في ذاك اليوم الاسود الحزين ربما أخذته سنة من نعاس فغاب عن خاطره أن يقوم بواجبه في فصل الخطوط حتي لا يحصل ما لا يحمد عقباه وجاءت الكارثة كما هو متوقع في مثل هذه الأحوال عندما يغفل البعض عن أداء واجباتهم بدقة وصرامة خاصة تلك الواجبات التي التفريط فيها هو مسألة حياة أو موت مع الدمار الشامل !!..
وجد قطار البضاعة الطريق سالكا فدخل من غير ( تابلت ) الي المنطقة الحرام وضرب بقوة علي ام رأس أخيه لدرجة أن مقدمته واصلت سيرها الي اعلي عربة القيادة بالقطار المعتدي عليه واستقرت المقدمة معلقة ومعها كامل مركز القيادة تماما فوق القطار الواقف المكتظ في داخله وخارجه بالمسافرين الذين في تلك اللحظات الصعبة كانوا في حركة دائبة كل منهم مشغول بأمر من الأمور يقوم به ريثما تنتهي حصة الاستراحة ومن ثم يستأنف قطارهم المسير ...
وماهي الا لحظات وقد استحال كل هذا الصخب والنشاط الي سكون عميق ومن بقي حيا في ذاك اليوم الذي حول المحطة وكأنها ساحة حرب من كثرة الدماء المتدفقة والاشلاء الممزقة والأمتعة المبعثرة كان من شدة الذهول لايكاد يقوي علي شيء ولا يدري أين موضعه في خريطة العالم ...
إزاء هذا الوضع المأساوي تم دفن كل الضحايا بالمحطة التي لم تعد محطة بعد أن تحولت إلي مقابر وصارت القطارات تمر بها ولا تتوقف ويشاهد الركاب لدقائق معدودة شواهد القبور ويقومون بواجب رفع كف الضراعة الي الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

نواصل المسلسل إن شاء الله سبحانه وتعالى .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اصطدام حافلة بأحد الأعمدة في مطار القاهرة وإصابات طفيفة بين الركاب

أعلنت شركة مصر للطيران تعرض أحد الأتوبيسات التي كانت تنقل عدداً من ركاب رحلة متجهة من القاهرة إلى أربيل للتصادم بأحد أعمدة الإنارة بأرض المهبط بمطار القاهرة الدولي، الأمر الذي أسفر عن إصابة السائق وبعض الركاب بإصابات طفيفة.
وقالت الشركة، في بيان: على الفور، تم نقل المصابين إلى مستشفى مصر للطيران للاطمئنان عليهم وعمل الإسعافات الأولية لهم ومتابعة حالتهم الصحية.
أخبار متعلقة تطورات مهمة.. مجلس الأمن الدولي يناقش الأوضاع في سوريااستشهاد خمسة فلسطينيين في قصف الاحتلال خيمة للنازحين جنوب غزة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اصطدام حافلة بأحد الأعمدة في مطار القاهرة وإصابات طفيفة بين الركابعلاج المصابينوأقلعت الرحلة المتجهة من القاهرة إلى أربيل وعلى متنها باقى ركاب الرحلة، وفيما يخص الركاب المصابين فسيتم تسكينهم على رحلات أخرى بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية.
وتوجه رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، إلى المستشفى للاطمئنان على الحالة الصحية للمصابين، كما تواصل الجهات المعنية بمصر للطيران ومطار القاهرة الدولي متابعة مستجدات الوضع والوقوف على أسباب وقوع هذا التصادم.

مقالات مشابهة

  • اصطدام حافلة بأحد الأعمدة في مطار القاهرة وإصابات طفيفة بين الركاب
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة النجاحات والمنجزات التي حققتها رؤية المملكة 2030 في عامها التاسع
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • دعاء للميت يوم الجمعة.. اسأل الله لفقيدك الجنة
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • أدعية للمتوفي يوم الجمعة.. أجمل هدية تقدمها له
  • محامي دفاع حمدوك يواجه تهماً تصل إلى السجن المؤبد .. معتقل منذ 7 أشهر… بعد عرضه الدفاع عن قيادات سياسية
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • خرافة نهاية الكنيسة الكاثوليكية.. ما حقيقتها؟