لدراسة تطوير البنية الأساسية للنظام الصحي الاطلاع على سير العمل بعدد من المؤسسات الصحية فـي محافظة مسندم
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
خصب ـ «الوطن»:
ضِمْن الزيارات الميدانية الاستطلاعية التي يقوم بها المسؤولون بوزارة الصحة للمؤسسات الصحية بمحافظات سلطنة عمان، بدأت سعادة الدكتورة فاطمة بنت محمد العجمية وكيلة وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية والتخطيط ـ أمس، يرافقها سعادة المهندس بدر بن سالم المعمري ـ أمين عام مجلس المناقصات ـ زيارة لعدد من المؤسسات الصحية بمحافظة مسندم.
تأتي هذه الزيارة تواصلًا للزيارات الميدانية الدَّورية التي تحرص وزارة الصحة على القيام بها بهدف الاطلاع على سير العمل بالمؤسسات الصحية وفق مستويات الرعاية الصحية الثلاثة (الأوَّلية، والثانوية، والثالثية) وتفقد الاحتياجات ودراسة تطوير البنية الأساسية للنظام الصحي من خلال المعاينة المباشرة والتدارس مع المسؤولين الصحيين بالمناطق والفئات الطبية والطبية المساعدة والإدارية والعاملين الصحيين في المؤسسات الصحية، سير العمل في مؤسساتهم الصحية والاستماع إلى مقترحاتهم وآرائهم حول تطوير العمل الصحي في هذه المؤسسات. كما أن الزيارة تأتي للتدارس مع المسؤولين بالمحافظة حول الاحتياجات الصحية على ضوء معطيات النمو السكاني والعمراني للمحافظة والاقتراحات المطروحة في هذا الشأن من المسؤولين والمستأنس بها بمطالب أهالي المحافظة حول الحاجة الفعلية للخدمات الصحية.
شملت الزيارة في يومها الأول مشروع مستشفى خصب المرجعي الجديد، حيث اطلعت سعادتها على المراحل المنجزة من المشروع، واستمعت من القائمين عليه إلى تقرير مفصل عن مراحل العمل والتحدِّيات التي تواجه تنفيذ المشروع وتدارست مع المسؤولين سُبل حلها. ويُعدُّ إنشاء مستشفى خصب الجديد نقلة نوعية في الخدمات الصحية بمحافظة مسندم لما يتميز به من مواصفات ومرافق حديثة ومعايير عالمية في تقديم الخدمات العلاجية والتشخيصية للمرضى، وجاءت الأوامر السَّامية بإنشاء المستشفى الجديد مراعاة للكثافة السكانية والأبعاد الجغرافية الاجتماعية والسياسية، حيث سيشتمل المستشفى على الخدمات التخصصية العلاجية المتعددة التي يحتاجها المرضى والتي من شأنها تلبية الاحتياجات العلاجية للمواطنين والتخفيف من أعباء التنقل إلى المحافظات الأخرى، والمستشفى هو من أهم المشاريع في المنظومة التنموية التي تشهدها المحافظة. يقام مشروع مستشفى خصب الجديد على أرض تبلغ مساحتها الإجمالية ما يقارب (100,000) متر مربع، وتبلغ المساحة المبنية للمشروع ما يقارب 36,000 متر مربع، ويتكون المبنى الرئيسي للمستشفى من ثلاثة طوابق وبسعة ما يقارب 164 سريرًا، ويضم المستشفى الجديد عددًا من أجنحة التنويم بمختلف التخصصات للرجال والنساء مثل جناح الجراحة، جناح الأمراض الباطنية، جناح النساء والولادة، جناح الأطفال، 5 أسرَّة بوحدة العناية المركزة للكبار، 5 أسرَّة بوحدة العناية المركزة للأطفال، 18 سريرًا بوحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة والأطفال الخدج، 6 أسرَّة بصالات الولادة، 6 أسرَّة بوحدة الحوادث والطوارئ والإنعاش، 7 أسرَّة بوحدة العناية النهارية، 10 وحدات لغسيل الكُلى، 4 أسرَّة بوحدة العناية بأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك يضم المستشفى وحدة الحروق، وغرف للعمليات وملحقاتها. كما يحتوي المشروع على قسم للأشعة التشخيصية بمختلف التخصصات، مختبر متعدد التخصصات، صيدلية مركزية، منطقة ترفيهية للزوار (محال، مقاهٍ، كافتيريا، ومباني الخدمات المصاحبة للمستشفى قاعة للتدريب والتعليم، خدمات الغسيل، المخازن، المولدات والخزانات، مختبر، وحدة للتعقيم، المطبخ، قسم الهندسة والمعدات الطبية)، ويتضمن مكاتب للإدارة ومباني للخدمات والمخازن الطبية ومخازن عامة، ومحطَّة لمعالجة المياه، ومهبطًا للطائرات العمودية ومولدات كهربائية احتياطية، وغيرها من الخدمات العامة مثل مواقف السيارات للموظفين والمراجعين. وجاء تصميم المشروع وفق الأسس المعمول بها في بناء المستشفيات الحديثة، وهو يُعـدُّ نقلة نوعية في الخدمات الصحية المتخصصة في السلطنة عمومًا والمحافظة التي تخدمها بشكل خاص، علمًا أن نسبة الإنجاز الكُليَّة للمشروع حتى تاريخه تقدَّر بـ63.2%، كما أنجزت الأعمال الهيكلية بنسبة 100%. ضم الوفد المرافق كلًّا من علي بن عبدالله الشحي مدير عام الخدمات الصحية لمحافظة مسندم بالإنابة، والمهندس جمال بن سالم الشنفري مدير عام المشاريع والشؤون الهندسية بوزارة الصحة، وعدد من المسؤولين بالوزارة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المؤسسات الصحیة
إقرأ أيضاً:
الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
خاص سودانايل: دخلت الحرب السودانية اللعينة والبشعة عامها الثالث ولا زالت مستمرة ولا توجد أي إشارة لقرب انتهاءها فكل طرف يصر على أن يحسم الصراع لصالحه عبر فوهة البندقية ، مات أكثر من مائة ألف من المدنيين ومثلهم من العسكريين وأصيب مئات الالاف بجروح بعضها خطير وفقد معظم المصابين أطرافهم ولم يسلم منها سوداني فمن لم يفقد روحه فقد أعزً الاقرباء والأصدقاء وكل ممتلكاته ومقتنياته وفر الملايين بين لاجئ في دول الجوار ونازح داخل السودان، والاسوأ من ذلك دفع الالاف من النساء والاطفال أجسادهم ثمنا لهذه الحرب اللعينة حيث امتهنت كرامتهم واصبح الاغتصاب احدى وسائل الحرب القذرة.
خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية:
بالطبع كان الصحفيون السودانيون هم أكثر من دفع الثمن قتلا وتشريدا وفقدا لأعمالهم حيث رصدت 514 حالة انتهاك بحق الصحفيين وقتل 21 صحفي وصحفية في مختلف أنحاء السودان اغلبهن داخل الخرطوم وقتل (5) منهم في ولايات دارفور بعضهم اثاء ممارسة المهنة ولقى 4 منهم حتفهم في معتقلات قوات الدعم السريع، معظم الانتهاكات كانت تتم في مناطق سيطرتهم، كما فقد أكثر من (90%) من منتسبي الصحافة عملهم نتيجة للتدمير شبه الكامل الذي الذي طال تلك المؤسسات الإعلاميّة من صحف ومطابع، وإذاعات، وقنوات فضائية وضياع أرشيف قيم لا يمكن تعويضه إلى جانب أن سلطات الأمر الواقع من طرفي النزاع قامت بالسيطرة على هذه المؤسسات الاعلامية واضطرتها للعمل في ظروفٍ أمنية، وسياسية، بالغة التعقيد ، وشهد العام الماضي وحده (28) حالة تهديد، (11) منها لصحفيات ، وتعرض العديد من الصحفيين للضرب والتعذيب والاعتقالات جريرتهم الوحيدة هي أنهم صحفيون ويمارسون مهنتهم وقد تم رصد (40) حالة اخفاء قسري واعتقال واحتجاز لصحفيين من بينهم (6) صحفيات ليبلغ العدد الكلي لحالات الاخفاء والاعتقال والاحتجاز منذ اندلاع الحرب إلى (69) من بينهم (13) صحفية، وذلك حسب ما ذكرته نقابة الصحفيين في بيانها الصادر بتاريخ 15 أبريل 2025م بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب.
هجرة الاعلاميين إلى الخارج:
وتحت هذه الظروف اضطر معظم الصحفيين إلى النزوح إلى بعض مناطق السودان الآمنة داخل السودان منهم من ترك مهنة الصحافة ولجأ إلى ممارسة مهن أخرى، والبعض الاخر غادر إلى خارج السودان إلى دول السودان حيث اختار معظمهم اللجوء الى القاهرة ويوغندا وكينيا أو اللجوء حيث يمكنهم من ممارسة أعمالهم الصحفية هناك ولكن أيضا بشروط تلك الدول، بعض الصحفيين الذين لجأوا إلى الخارج يعيشون أوضاع معيشية وانسانية صعبة.
انتشار خطاب الكراهية والأخبار الكاذبة والمضّللة
ونتيجة لغياب دور الصحافة المسئولة والمهنية المحايدة عمل كل طرف من أطراف النزاع على نشر الأخبار والمعلومات الكاذبة والمضللة وتغييب الحقيقة حيث برزت وجوه جديدة لا علاقة لها بالمهنية والمهنة تتبع لطرفي الصراع فرضت نفسها وعملت على تغذية خطاب الكراهية والعنصرية والقبلية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجدت الدعم والحماية من قبل طرفي الصراع وهي في مأمن من المساءلة القانونية مما جعلها تمعن في رسالتها الاعلامية النتنة وبكل أسف تجد هذه العناصر المتابعة من الالاف مما ساعد في انتشار خطابات الكراهيّة ورجوع العديد من أفراد المجتمع إلى القبيلة والعشيرة، الشئ الذي ينذر بتفكك المجتمع وضياعه.
منتدى الإعلام السوداني ونقابة الصحفيين والدور المنتظر منهم:
ولكل تلك الاسباب التي ذكرناها سابقا ولكي يلعب الاعلام الدور المناط به في التنوير وتطوير قطاع الصحافة والاعلام والدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ونشر وتعزيز قيم السلام والمصالحة وحقوق الانسان والديمقراطية والعمل على وقف الحرب تم تأسيس (منتدى الاعلام السوداني) في فبراير 2024م وهو تحالف يضم نخبة من المؤسسات والمنظمات الصحفية والاعلامية المستقلة في السودان، وبدأ المنتدى نشاطه الرسمي في ابريل 2004م وقد لعب المنتدى دورا هاما ومؤثرا من خلال غرفة التحرير المشتركة وذلك بالنشر المتزامن على كافة المنصات حول قضايا الحرب والسلام وما يترتب عليهما من انتهاكات إلى جانب التقاير والأخبار التي تصدر من جميع أعضائه.
طالب المنتدى طرفي النزاع بوقف القتال فورا ودون شروط، وتحكيم صوت الحكمة والعقل، وتوفير الحماية للمدنيين دون استثناء في كافة أنحاء السودان، كما طالب طرفي الصراع بصون كرامة المواطن وحقوقه الأساسية، وضمان الحريات الديمقراطية، وفي مقدمتها حرية الصحافة والتعبير، وأدان المنتدى التدخل الخارجي السلبي في الشأن السوداني، مما أدى إلى تغذية الصراع وإطالة أمد الحرب وناشد المنتدى الاطراف الخارجية بترك السودانيين يقرروا مصيرهم بأنفسهم.
وفي ذلك خاطب المنتدى المجتمع الدولي والاقليمي بضرورة تقديم الدعم اللازم والمستدام لمؤسسات المجتمع المدني السوداني، خاصة المؤسسات الاعلامية المستقلة لكي تقوم بدورها المناط بها في التنوير ورصد الانتهاكات، والدفاع عن الحريات العامة، والتنديد بجرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين، والمساهمة في جهود تحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.
وكذلك لعبت نقابة الصحفيين السودانيين دورا هاما أيضا في رصد الانتهاكات التي طالت الصحفيين والمواطنين حيث أصدرت النقابة 14 تقريرًا يوثق انتهاكات الصحفيين في البلاد.
وقد وثّقت سكرتارية الحريات بنقابة الصحفيين خلال العام الماضي 110 حالة انتهاك ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان نحو 520 حالة، من بينها 77 حالة تهديد موثقة، استهدفت 32 صحفية.
وأوضحت النقابة أنها تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع الصحفيين العاملين في المناطق المختلفة بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة وانقطاع الاتصالات وشبكة الانترنت.
وطالبت نقابة الصحفيين جميع المنظمات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين، ووقف حملات التحريض الممنهجة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.
خطورة ممارسة مهنة الصحافة في زمن الحروب والصراعات
أصبح من الخطورة بمكان أن تمارس مهنة الصحافة في زمن الحروب والصراعات فقد تعرض كثير من الصحفيين والصحفيات لمتاعب جمة وصلت لحد القتل والتعذيب والاعتقالات بتهم التجسس والتخابر فالهوية الصحفية أصبحت مثار شك ولها تبعاتها بل أصبح معظم الصحفيين تحت رقابة الاجهرة الامنية وينظر إليهم بعين الريبة والشك من قبل الاطراف المتنازعة تهمتهم الوحيدة هي البحث عن الحقيقة ونقلها إلى العالم، ولم تسلم أمتعتهم ومنازلهم من التفتيش ونهب ومصادرة ممتلكاتهم خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع.