تحذير من “وباء عنف جنسي” في السودان
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، مما وصفه بـ”وباء عنف جنسي” تتعرض له النساء في السودان، واصفًا نطاق هذه الاعتداءات بأنه “غير مقبول”. جاء ذلك خلال زيارته الأولى إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، الإثنين.
وقال فليتشر: “أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكنّ، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما فعلوه”.
أزمات إنسانية غير مسبوقة
تسببت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، فيما تصف الأمم المتحدة الوضع بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة”. كما يواجه نحو 26 مليون شخص خطر المجاعة الجماعية، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع باستخدام الجوع كسلاح حرب.
العنف الجنسي في السودان: أرقام صادمة
في تقرير نشرته الأمم المتحدة أواخر أكتوبر، وُصفت جرائم الاغتصاب في السودان بأنها “مُعممة”، مشيرة إلى أن معظمها ارتُكب من قبل قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، محمد شاندي عثمان:
“صُدمنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نوثقه في السودان. وضع المدنيين، خصوصًا النساء والفتيات، يبعث على القلق الشديد ويتطلب معالجة عاجلة”.
وفقًا للتقرير، لم يسلم الأطفال من هذا العنف، حيث تعرضت نساء وفتيات للاختطاف بهدف الاستعباد الجنسي.
توثيق جرائم منظمة
أكدت رئيسة مركز مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، سليمة إسحق، أن المركز وثّق أكثر من 300 حالة اغتصاب، مشيرة إلى أن هذا الرقم لا يمثل سوى 2% من العدد الحقيقي بسبب استمرار الحرب وصعوبة الوصول إلى المعلومات.
وأضافت إسحق:
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: السودان عنف جنسي وباء وباء عنف جنسي فی السودان
إقرأ أيضاً:
57 قتيلا نتيجة أعمال العنف في مدينة الفاشر في دارفور بغرب السودان
الخرطوم - قتل 57 مدنيا على الأقل في مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان وفق ما أفاد مصدر طبي ونشطاء محليون الخميس 17ابريل2025، في ظل تصاعد الاشتباكات وسط مخاوف من اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة.
وأوضحت "لجان المقاومة في الفاشر" أن المدنيين قتلوا الأربعاء في اشتباكات وقصف نفذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
ووقعت أعمال العنف بعد أيام من مقتل أكثر من 400 شخص في هجمات للدعم السريع على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور ومخيمات نازحين قريبة وفقا للأمم المتحدة.
وقدّر الجيش السوداني عدد القتلى الأربعاء بـ 62 شخصا، بينهم 15 طفلا تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات، فضلا عن إصابة العشرات.
وقال الجيش في بيان إنه صد "الهجوم الشرس" على شرق المدينة في رد منسق مع "القوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح، والمخابرات، والشرطة، والمستنفرين، والمقاومة الشعبية".
وأضاف أن قوات الدعم السريع "قامت بقصف عشوائي للمدينة خلال فترات متقطعة".
وتدافع عن الفاشر مجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش تعرف باسم "القوات المشتركة"، قامت في الأشهر الماضية بقطع خط إمدادات الدعم السريع مرارا.
ويصف خبراء معركة الفاشر بالـ"حيوية" بالنسبة للجيش السوداني وحلفائه خوفا من تجدد التطهير العرقي والإبادة الجماعية على يد الدعم السريع.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر الدعم السريع على معظم الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.
- مئة قذيفة يوميا -
بحسب محمد، أحد المتطوعين النازحين من مخيم زمزم إلى الفاشر، لم يتوقف القصف على الفاشر خلال الأيام الماضية.
ويقول محمد لوكالة فرانس فرس إنه أصيب بطلق ناري أثناء الهجوم على زمزم الأسبوع الجاري.
ولعدم وجود منشآت طبية، تلقى محمد ومئات المصابين علاجا أوليا في أحد منازل المخيم، إلى أن نزح محمولا إلى داخل مدينة الفاشر.
ويشير محمد إلى نفاد الأدوية من الفاشر التي لم يعد فيها "مسكنات آلام أو مواد حيوية... ونستخدم الكي بالنار لتضميد الجروح وتطهيرها".
ويتلقى وسط الفاشر "مئة قذيفة يوميا" بحسب محمد، الذي طلب عدم نشر اسم عائلته حفاظا على أمنه، بلا ملاجئ للمدنيين.
وحذرت الأمم المتحدة من توابع وخيمة في حال اقتحام الدعم السريع للمدينة التي تعاني انعداما حادا للأمن الغذائي.
ويعيش في محيط الفاشر 825 ألف طفل في "جحيم على الأرض" بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة.
- مئات آلاف النازحين -
أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.
بعد الهجوم الكبير الذي شنته الجمعة في دارفور، أعلنت قوات الدعم السريع الأحد سيطرتها الكاملة على مخيم زمزم للاجئين، الذي كان يضم نحو مليون لاجئ حسب مصادر إغاثية.
وأدى الهجوم لنزوح 400 ألف على الأقل من سكان المخيم إلى المدن المجاورة.
وقالت "غرفة الطوارئ" وهي مجموعة متطوعة مدنية بمدينة طويلة القريبة من الفاشر إن النازحين الجدد "يعانون نقصا في الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء"، مع عدم توافر أي مساعدات إنسانية في المنطقة.
وأعرب محمد عن تخوفه من اقتحام الدعم السريع الفاشر حيث سيكون "مستقبلنا نلحق بإخواننا الذين راحوا ضحية في زمزم".
وكان زمزم أول منطقة في السودان أُعلنت فيها المجاعة في آب/أغسطس الماضي.
وبحلول كانون الأول/ديسمبر امتدت المجاعة إلى مخيمين آخرين في دارفور وفق تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الكثير من النازحين ربما ما زالوا عالقين في زمزم تمنعهم قوات الدعم السريع من المغادرة.
ومنذ الأربعاء تتمركز 400 مركبة عسكرية تابعة للدعم السريع داخل المخيم، وفقا لصور بالأقمار الصناعية حللها معمل الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل بالولايات المتحدة الذي حذر من "هجوم واسع وشيك" على الفاشر.