المسلة:
2025-04-17@17:05:40 GMT

ما بعد الصفقة بين إيران وأمريكا.. محادثات مباشرة؟

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

ما بعد الصفقة بين إيران وأمريكا.. محادثات مباشرة؟

16 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

بعد أسابيع طويلة من المفاوضات المعقدة والمضنية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان وقطر، توصل الجانبان إلى صفقة تبادل سجناء بينهما والإفراج عن جزء من الودائع الإيرانية المحتجزة لدی العراق وكوريا الجنوبية وصندوق النقد الدولي والتي تقدر بـ 24 مليار دولار.

فور الإعلان عن هذه الصفقة، أعلنت السلطات الإيرانية نقل المعتقلين لديها من السجن إلی “الإقامة الجبرية” إلى حين استكمال عملية نقل الأموال الإيرانية المحتجزة في بنوك كوريا الجنوبية. وقالت مصادر مطلعة إن هذه الأموال تم نقلها بالفعل إلی مصرف في سويسرا حيث يتم تحويلها إلى اليورو قبل نقلها لاحقاً إلى مصرفين آخرين في بلدين أوروبيين ومن ثم يتم نقلها إلى الحساب الإيراني المفتوح في أحد البنوك القطرية في الدوحة، حسب إجراءات وزارة الخزانة الأمريكية. أما الأموال المحتجزة في العراق والتي تُقدّر بنحو 11 مليار دولار، فإن البنك المركزي العراقي قام بتحويلها إلى بنك التجارة العراقي، بعدما كان قد قام في وقت سابق بتحويل 2.5 مليار دولار إلى البنك المركزي العماني، على أن تتم تسوية المبلغ المتبقي وفق تفاهمات أبرمت بين العراق وسلطنة عمان ووزارة الخزانة الأمريكية والبنك الفيدرالي الأمريكي.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إن بلاده حصلت علی ضمانات كافية بشأن حسن تنفيذ الصفقة، وأشار إلى أن الأجواء التي تحيط بالمفاوضات إيجابية وتختلف عن سابقاتها. ولم يذكر باقري ماهية هذه الأجواء إلا أن المسؤول البارز في “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط” هنري روما قال إن هذا الإتفاق هو عامل رئيسي في جهود واشنطن وطهران لتقليل التوترات بين البلدين، معرباً عن تكهنه في أن يكون هدف الرئيس الأمريكي جو بايدن هو السماح باستئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة أوروبية في وقت لاحق من هذا العام (تردد أن جهات دولية واقليمية تسعى لأن يحصل ذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل)؛ لكن هنري قال إن بايدن لا يريد مقاربة إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بسبب حساسية الموضوع عند الجمهوريين الذين يتربصون بالديموقراطين قبيل أشهر من موعد إنطلاق التحضيرات للانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام 2024.

واللافت للإنتباه في التفاهم الجديد هو الآتي:

أولاً؛ اذعان الإدارة الأمريكية للمطالب الإيرانية بشأن أنشطة تخصيب اليورانيوم الی درجة 60 بالمئة.

ثانياً؛ الجهود التي بذلتها كل من سلطنة عمان وقطر للتوصل إلى الصفقة إنطلاقاً من علاقاتهما المتميزة بكل من إيران والولايات المتحدة. وبدا واضحاً أن طهران كانت مطمئنة إلى الجهود التي بذلتها هاتان الدولتان الخليجيتان من لحظة بدء المفاوضات النووية حتى يومنا هذا.

ثالثاً؛ ثمة اعتقاد أن تنفيذ هذه الصفقة سيخلق أرضية مناسبة من أجل المضي في مناقشة قضايا عالقة بين الجانبين في مقدمتها القضايا المرتبطة بالدور الاقليمي لإيران والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة علی طهران؛ بيد أن هذا المسار لا يسير علی سجادة حمراء وإن كان الإيرانيون متفائلين بحذر ذلك أن الأمر يحتاج إلى إرادة متبادلة من الجانبين.

رابعاً؛ إذا توفرت الإرادة وتم خلق مناخ من الثقة التي تحتاجها العلاقات الإيرانية الأمريكية، يُمكن أن نشهد طي صفحة المباحثات غير المباشرة والإنتقال الی مباحثات مباشرة يستطيع المفاوضون من خلالها التحدث بسلاسة ومرونة غير متوفرة راهناً.

ويبدو لي أن الكرة الآن ليست في الملعب الإيراني وإنما في الملعب الأمريكي لسبب بسيط وهو أن الرئيس السابق دونالد ترامب قضی علی مناخ الثقة الذي بدأ يتكون بعد التوقيع علی الاتفاق النووي عام 2015 من خلال قراره القاضي بالانسحاب من الاتفاق عام 2018 وبذلك دخل الاتفاق النووي ومعه العلاقات الثنائية بين الجانبين في نفق مظلم، وزاد الطين بلة تردد بايدن في اتخاذ القرار الشجاع بالرجوع إلى الاتفاق النووي كما كان قد وعد خلال انتخابات العام 2020.

يشي ذلك أن إدارة بايدن بحاجة إلى تفاهمات مع الجانب الإيراني خصوصاً من نوع الإفراج عن معتقلين أمريكيين تحرص الإدارة علی وصولهم إلى واشنطن قبيل الانتخابات الرئاسية للتخفيف من حدة المواجهة مع الجمهوريين الذين يريدون الايقاع ببايدن وحزبه في الانتخابات التي لن تكون علی شاكلة سابقاتها خصوصاً في ظل المحاكمات التي يواجهها ترامب في ملفات عديدة.

في الجانب الإيراني؛ فإن الأجواء التي تحيط بعلاقات طهران بدول الجوار العربية عموماً والخليجية خصوصاً، تدفع بالحكومة الإيرانية إلى الاستجابة للجهود التي تبذلها الدول التي تتوسط بينها وبين واشنطن وبالذات تلك التي يبذلها سلطان عُمان هيثم بن طارق الذي كان قد زار طهران في 28 أيار/مايو المنصرم والتقی المرشد الإيراني الأعلی الإمام علي خامنئي؛ إضافة إلی أن أية تفاهمات تتم مع الجانب الأمريكي وتكفل إزالة أو التقليل من العقوبات الاقتصادية سيكون مُرحباً بها من الحكومة الإيرانية التي تسعی لفتح صفحة جديدة من العلاقات الاقتصادية علی قاعدة “رابح / رابح” كما تم ذلك في الإتفاق النووي سابقاً أو الصفقة الراهنة.

ويجب ألا ننسی التذكير باستحقاق 18 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وهو “يوم الانتقال” الذي سيُلغی فيه الحظر علی التسليح الإيراني بموجب إتفاق العام 2015، وبالتالي ثمة ترقب لما سيكون عليه سلوك الجانب الامريكي الأمر الذي يؤثر علی مستوی الثقة بين البلدين إلی حد بعيد.

في الخلاصة؛ أمامنا أسابيع مهمة وحساسة جداً علی صعيد تعزيز الثقة بين واشنطن وطهران وهي برسم تنفيذ صفقة تبادل المعتقلين والأرصدة المالية من جهة وكيفية تعامل الولايات المتحدة مع باقي تفاصيل ومعطيات الملف الإيراني من جهة ثانية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاتفاق النووی

إقرأ أيضاً:

ويتكوف: الاتفاق مع إيران مرهون بـ "شرطين"

قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، إن المباحثات مع إيران تُركّز على التأكد من مستوى تخصيب اليورانيوم، والصواريخ الباليستية.

وأضاف ويتكوف في مقابلة مع "فوكس نيوز"، الثلاثاء، “سيتعلق الأمر بالأساس بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح. ويشمل ذلك الصواريخ، ونوع الصواريخ التي خزنوها هناك”.

وقال ويتكوف إن "اجتماعنا الأول مع الإيرانيين كان إيجابيا وبناء ونحن نستكشف إن كان بإمكاننا حل الوضع دبلوماسيا وبالحوار"، مشيرا إلى أن التحقق من البرنامج الإيراني ستكون النقطة الأساسية لإمكانية التوصل لاتفاق مع الإيرانيين.

وأوضح ويتكوف أنه إذا لم نتمكن من التحقق من البرنامج الإيراني سيتعين علينا البحث عن بدائل قد لا تكون في صالح أحد.

من جانبه، لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإمكانية ضرب المنشآت النووية الإيرانية إن لم تتخل طهران عن فكرة امتلاك سلاح نووي، وذلك قبل أيام من جولة مفاوضات ثانية مرتقبة بين البلدين في العاصمة الإيطالية روما.

وقال ترامب خلال استقبال رئيس السلفادور، نجيب أبو كيلة، في البيت الأبيض، إن على إيران التحرك بسرعة لأنها تقترب من الحصول على سلاح نووي وهذا لن يحدث، وفق تعبيره.

وأوضح ترامب أن إيران لا بد أن تتخلى عن السعي لامتلاك سلاح نووي وإلا ستواجه عواقب قاسية قد تشمل توجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الرئيس الأميركي قوله "إذا كان علينا أن نفعل شيئا قاسيا للغاية، فسنفعله. وأنا لا أفعل ذلك من أجلنا. أنا أفعل ذلك من أجل العالم، إنهم أشخاص متطرفون، ولا يمكن أن يمتلكوا سلاحا نوويا".

كما اشتكى ترامب من وتيرة المحادثات النووية بين بلاده وإيران، مع بدء جولة جديدة من المفاوضات المحورية بين البلدين، وقال "أعتقد أنهم يماطلون".

وتابع "إيران تريد التعامل معنا، لكنها لا تعرف كيفية ذلك. عقدنا اجتماعا معها السبت الماضي، وسيكون هناك اجتماع آخر السبت المقبل، وهذا وقت طويل".

وقال ترامب "أريد إيران أن تكون بلدا غنيا وعظيما، ولكن المسألة بسيطة وهي أنها لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا".

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه لا يمكن لواشنطن أن تدعي سعيها للحوار في حين أنها تواصل الضغوط والتهديدات.

يأتي ذلك، قبل أيام من جولة مفاوضات ثانية بين الطرفين يرجح أنها ستعقد في روما السبت المقبل، إذ قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن جولة ثانية من مباحثات بلاده مع الولايات المتحدة، ستعقد قريبا في روما برعاية من سلطنة عمان، وذلك بعد أيام من انعقاد جولة أولى في السلطنة.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية دون تهجير الفلسطينيين - الرئيس المصري وأمير قطر يدعمان خطة إعادة إعمار غزة السعودية تعلن عن ترتيبات وإجراءات جديدة استعدادا لموسم حج هذا العام العدل تبدأ جلسات بشأن التزامات إسرائيل تجاه تواجد الأمم المتحدة بفلسطين الأكثر قراءة نتائج القمة بين فرنسا ومصر والأردن بشأن الوضع في غزة واشنطن تتعهد للقاهرة بإدخال المساعدات إلى غزة مستوطنون يحرقون قاعة أفراح ويخطون شعارات عنصرية غرب سلفيت إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إيران تؤكد على الضمانات قبل جولة المباحثات الثانية مع واشنطن
  • الوكالة الذرية عن دورها في محادثات إيران وأمريكا: من أجل السلام
  • عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران | تفاصيل
  • بزشكيان يقبل استقالة ظريف من منصبه كمفاوض في الاتفاق النووي الإيراني
  • ويتكوف: ما يهمنا فى محادثات إيران هو برنامج تخصيب اليورانيوم
  • الاتفاق الأمريكي-الإيراني: ترتيبات الكواليس وتداعياتها على فلسطين والعرب السنّة
  • ترامب يهاتف سلطان عمان بشأن إيران وويتكوف يحدد شروط الاتفاق معها
  • روسيا ترد على تقرير استقبال اليورانيوم الإيراني
  • ويتكوف: الاتفاق مع إيران مرهون بـ "شرطين"
  • حرب التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. إلى أين؟