بوابة الوفد:
2024-11-23@19:56:17 GMT

ما الذي يُعيق تحقيق العدالة في مصر؟

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

أسباب عدة تقف في وجه تحقيق العدالة الناجزة في مصر، يتمثل بعضها في القوانين التي بها عوار وتحتاج لإعادة النظر، أو تزايد عدد القضايا تزامنًا مع قلة عدد المحاكم والقضاة في مصر؛ فعددهم لا يتناسب مع حجم الدعاوى المرفوعة والمنظورة أمام المحاكم، وكذلك عدم تأهيل المحاكم والنيابات ودعمها بالإمكانيات الحديثة والمتطورة التي تسهم في تسهيل إجراءات التقاضي، وفقًا لما أكده خبراء القانون.

العدالة الناجزة التي تعلنها الدولة كاستراتيجية لها لا يمكن لها أن تتحقق إلا إذا تم تعديل هذه القوانين التي تحتاج لإعادة نظر، لأن العدالة الناجزة ليس معناها أن نسرع في صدور الاحكام وهناك خلل في اصدارها، وهذا يأتي على حساب جودة الأحكام ومستواها سواء من الناحية القانونية أو اللغة، ولا يمكن أن يحقق محاكمة قانونية عادلة منصفة محايدة تلتزم بالقوانين بعد إجراء التعديلات على هذه القوانين، بحسب الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي.

وهناك عدة أسباب تعيق تحقيق العدالة الناجزة في مصر، ومن أهم هذه الأسباب قلة عدد القضاة في مصر، فعددهم لا يتناسب مع حجم الدعاوى المرفوعة والمنظورة أمام المحاكم، وعدم تأهيل المحاكم والنيابات ودعمها بالإمكانيات الحديثة والمتطورة التي تساعد في تسهيل إجراءات التقاضي، وفقًا للدكتور أحمد مهران الخبير القانوني.

عدد المحاكم في مصر

كما أن قلة عدد المحاكم، وعدم تنفيذ قانون السلطة القضائية وفقا للدستور المصري فيما يتعلق بآليات تعيين أعضاء النيابة والقضاء والتي تنص على أن يكون 25% من المعينين من المحامين المنتمين للنقابة، كما ذكر مهران في تصريحات خاصة لـ "جريدة الوفد".

فالقوانين ذاتها قد تكون سببًا من الأسباب التي تؤدي لتأخير العدالة، وكذلك بعض المعايير التي تتعلق بالمحاكمات، حيث وضعت القوانين إجراءات محددة تضمن حقوق الدفاع للجاني مثل الطعن على الأحكام عن طريق المعارضة والاستئناف، وإعادة الإجراءات أوعن طريق النقض وهي إجراءات تضمن وجود محاكمةعادلة للجاني، كما أكد المستشار أيمن محفوظ الخبير القانوني.

أسباب عدم تحقيق العدالة في مصر

ومن بين أسباب عدم تحقيق العداله الناجزة أن المحاكمات العسكرية تأخذ وقت أقل بكثير من المحاكمات المدنية، وهناك بعض الأسباب متعلقة بما يتطلبه القانون في رسم طريق محدد وبإجراءات محددة قبل رفع دعوى التقاضي، مثل قانون الأسرة الذي يستلزم اللجوء إلى مكاتب التسوية قبل رفع الدعوي أو الالتزام بعمل إجراء فض المنازعات قبل اللجوء الى القضاء الإداري  أوإرسال إنذار بالإخلاء مثل قضايا الإيجار، فكل هذه الاشتراطات قد تؤخر العدالة الناجزة.

وأيضًا يُعد تزايد أعداد القضايا من الأسباب الرئيسية التي تقف حائل دون تحقيق العدالة الناجزة، إذ تُمثل عبء كبير جدًا على القضاء وعلى سلطات التحقيق، مما يؤخر الفصل في القضايا،وهنا وجب تسليط الضوء علي أهمية زيادةأعداد الدوائر القضائية لمواجهة سيل القضايا المتزايد والمتراكم علي منصة القضاء، وفقًا لما قاله محفوظ في تصريحات خاصة لـ "الوفد".

فالدولة تبذل قصارى جهدها في تحقيق ذلك الحلم المنشود "العدالة السريعة"، وذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة في التقاضي أو ما يُعرف بمفهوم التقاضيعن بُعد والذي يضمن سرعة الفصل في القضايا ويغلق الباب في وجه من يحاول التسويف أوإطاله زمن التقاضي.

صعوبة تنفيذ الأحكام القضائية ومحاولة الهروب منها سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة بالطعن على الأحكام أو الاستشكال فيها أو الهرب من تنفيذ الحكم سواء داخل البلاد أو خارجها؛ لذا وجب علينا تعديل القوانين وتعديل سلوك التقاضي بالنسبة للمتقاضين ووضع مفهوم زمني مناسب يكون لاجراءات التحقيق والمحاكمة وليس بالخيال الغير منطقي  بالتنفيذ اللحظي للعدالة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العدالة الناجزة عدد المحاكم العدالة الناجزة تحقیق العدالة فی مصر

إقرأ أيضاً:

قضايا فساد كبرى أمام المحاكم بالجزائر.. حملة منظّمة أم إجراءات ظرفية؟

قررت غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة، تأييد حبس ابن وزير في الحكومة التي مسها التعديل الرئاسي الإثنين الماضي، على خلفية تهم فساد رفقة عدد من مديري شركات محلية ووكلاء شركات صينية، من بينهم الرئيس المدير العام لمجمع كوسيدار للحديد، وفق ما أوردت وسائل إعلام جزائرية، أمس الأربعاء.

كما تخص قضايا الفساد المطروحة أمام القضاء في الجزائر فروع المجمع العمومي للصناعات المعدنية والصلب، في قضايا تتعلق بإبرام "صفقات مشبوهة"، وفق المصدر نفسه.

فساد انتخابي

وواصل القضاء الجزائري النظر في الفساد الانتخابي والسياسي هذه المرة. حيث شرع في الاستماع إلى متهمين رئيسين في قضية "شراء توقيعات منتخبين مقابل الحصول على التزكية من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية" (جرت يوم 7 سبتمبر الماضي)، حسب ما أعلنه، وقتها، النائب العام لدى مجلس قضاء العاصمة، لطفي بوجمعة، في ندوة صحفية عقدها يوم 1 أغسطس 2024.

واستمعت الضبطية القضائية التابعة لمصالح المديرية العامة للأمن الداخلي (جهاز استخبارات) إلى "أكثر من 50 شخصا من المنتخبين اعترفوا بتلقيهم مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 و 30 ألف دج (150 و224 دولار)، مقابل تزكيتهم لراغبين في الترشح".

كما تم التحقيق مع 10 أشخاص "تكفلوا بالوساطة في جمع وتسليم المبالغ المالية بين هؤلاء المنتخبين والراغبين في الترشح البالغ عددهم ثلاثة أفراد".

وسبق للقضاء أن عالج قضية ذات صلة بالفساد الانتخابي في الجزائر، وأدان القطب الجزائي المتخصص في الجرائم المالية والاقتصادية، السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري السابق بالسجن ثمانية أعوام، في يونيو 2022.

كما ألزمه بتعويض مالي للخزينة العمومية يقدر بـ 21 ألف دولار، بتهمة "التمويل الخفي للحملة الانتخابية" الخاصة بإعادة انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في 2019، والتي أفشلها الحراك الشعبي وأجبره على الاستقالة.

الجمارك ورجال الأعمال

وعادت قضايا الفساد داخل أجهزة الوقاية والرقابة للواجهة أمام المحاكم، بعدما تقرر استئناف النظر يوم 27 نوفمبر القادم، في القضية الخاصة باستيراد السيارات التي يتابع فيها 14 متهما من إطارات بالجمارك الجزائرية.

وضمن التحقيقات الجارية، فتحت فرقة الشرطة الاقتصادية التابعة لأمن ولاية الجزائر العاصمة "تحقيقات معمّقة في ملف فساد، يتعلق بالصفقات المبرمة بمناسبة تنظيم كأس أفريقيا للمحليين (الشان) بالجزائر عام 2023، وفق ما أوردته صحيفة "الشروق" الجزائرية.

وتخص القضية الجديدة "تجاوزات وخروقات في الشق المتعلق بإبرام صفقات مع عدة جهات شاركت في تنظيم كأس الشان، لكن تبيّن بعد التدقيق والتحري في العقود المبرمة، أنها مخالفة للقوانين المعمول بها"، حسب المصدر نفسه.

وكانت السلطة في الجزائر عمدت إلى إطلاق سلسلة من التحقيقات الواسعة في قضايا فساد بعد الحراك الشعبي سنة 2019، وتمت متابعة وتوقيف أبرز رموز النظام السابق في مقدمتهم أحمد أويحيى وعبد المالك سلال الذين شغلا منصب وزير أول، ووزراء وولاة ورجال أعمال، ومسؤولين آخرين، ومست المحاكمات "قضايا استيراد وتركيب السيارات وصفقات عمومية مختلفة والحصول على امتيازات عير مستحقة وعرقلة سير القضاء".

مرحلة ثانية

وتشير عودة القضايا الكبرى للفساد مجددا أمام المحاكم الجزائرية إلى دخول البلاد "مرحلة ثانية تخص فترة تسيير ما بعد فترة حكم بوتفليقة (1999-2019)"، وفق ما يؤكده لـ "الحرة" الحقوقي يوسف بن كعبة.

وأصدر مجلس قضاء العاصمة في شهر فبراير من السنة الجارية حكما استئنافيا بالسجن لخمس سنوات نافذة بحق وزير عيّن في عهد الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، وهو نسيم ضيافات المكلف بالمؤسسات الصغرى، بتهم "تبديد المال العام واستغلال النفوذ والثراء غير المشروع".

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، محمد هدير، أن قضايا الفساد التي عادت لردهات المحاكم "انعكاس طبيعي لمسار مكافحتها والوقاية منها بعد سلسلة المحاكمات التي طالت أبرز رجال وقادة وكبار مسؤولي المرحلة الماضية من حكم بوتفليقة".

ويرفض هدير في حديثه لـ "الحرة" تسمية القضايا الجديدة "بموجة فساد"، بل يؤكد أنها "امتداد لظاهرة لا تقتصر على الجزائر فقط"، معتبرا أن ملفات الفساد الجديدة "دليل على فعالية أنظمة المقاومة والمكافحة وآلياتها التي وجدت بعد دستور 2020 بغرض تحقيق المزيد من الشفافية".

وفي تعليقه على متابعة ومحاكمة شخصيات بارزة بتهم الفساد خلال مرحلة حكم الرئيس الحالي تبون، يؤكد المتحدث أن "الدولة أخذت على عاتقها مسؤولية مكافحة الفساد بصرف النظر عن المتورطين فيه"، لافتا إلى أن "التحقيقات الاحترافية للسلطات الأمنية والقضائية تفرق بين الخطأ المهني، والمتعمد الذي يدخل في خانة الفساد".

إصلاح التشريعات ومشاركة المواطن

ويشير عضو المنظمة الوطنية للوقاية من الفساد وحماية الممتلكات العمومية، فتحي بن يوب، إلى أن القضايا التي ظهرت مؤخرا بملفات كبرى هي "تحصيل حاصل لسرعة استجابة السلطات العمومية المخولة بمكافحة الظاهرة عقب الإصلاحات التي طالت المنظومة التشريعية".

ويؤكد فتحي بن يوب لـ"الحرة" أن مشاركة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني "باتت واضحة بفعل آليات حماية المبلغين عن الفساد التي يضعها القضاء تحت تصرفهم"، وحسب المتحدث فإن الحكومة "ساهمت في تسهيل إنشاء جمعيات وتنظيمات مدنية تساهم إلى جانب السلطات القضائية في التبليغ عن القضايا على كافة المستويات".

وأنشأت الجزائر عدة آليات لمكافحة الظاهرة أبرزها الديوان المركزي لقمع الفساد، والسلطة العليا للشفافية والوقاية منه ومكافحته، كما منحت السلطات الأمنية صفة الضبطية القضائية بما في ذلك بعض الأسلاك الاستخباراتية للتحقيق في مختلف القضايا.

اقتصاد الريع والنظام المالي

ويرى الحقوقي يوسف بن كعبة في حديثه لـ"الحرة" أن ملف الفساد بشموليته و"رغم الترسانة التي وضعت لمكافحته لا توجد نتيجة حقيقية لمعالجة الفساد"، متسائلا عن خلفيات "عدم إظهار الأسباب الجوهرية التي تقف وراء انتشار الظاهرة على عدة مستويات لمعالجتها".

ويعتقد المتحدث أن الفساد راجع لعدة أسباب، أبرزها "طبيعة منظومة الحكم في الجزائر التي تسمح به"، موضحا أن "الاقتصاد المبني على الريع، وعدم وجود أسس وضوابط واضحة في التعاطي مع الاقتصاد الوطني"، كلها عوامل "تؤدي إلى بروز هذه الممارسات في الاقتصاد".

وحسب بن كعبة فإن الآليات الراهنة لا زالت "ضعيفة" بداية من "المنظومة المالية والبنكية الهشة التي يغلب عليها طابع السوق الموازية في التعاملات المالية بالعملة الصعبة"، معتبرا أن الخلل المسجل في هذه المنظومة من الأسباب الكبرى التي تجعل من الفساد معادلة من الصعب التغلب عليها، بما يسمح بانتشار التجاوزات بحق الاقتصاد والمال العام".

المصدر: الحرة

مقالات مشابهة

  • العدالة الدولية الناجزة
  • العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • حقوقيون: مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية
  • «الريادة»: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت خطوة نحو تحقيق العدالة
  • خبيرة تربوية: تأسيس مراكز تعليمية مخصصة للأطفال ذوي الهمم خطوة إيجابية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية
  • قضايا فساد كبرى أمام المحاكم بالجزائر.. حملة منظّمة أم إجراءات ظرفية؟
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة الدولية
  • تحقيق العدالة الطبية| جهود كبيرة لتطبيق المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل
  • من أراضي الملاعب لـ أروقة المحاكم.. محطات في قضية اللاعب أيمن أشرف