2025 بلا حكومة: كردستان أمام شلل سياسي طويل
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
26 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تعيش الساحة السياسية في إقليم كردستان العراق توترات متصاعدة بعد إعلان مفوضية الانتخابات المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث ينتظر الإقليم أول جلسة للبرلمان الجديد. فيما تعكس التحليلات السياسية والآراء الشعبية توقعات متباينة حول مستقبل الحكومة المرتقبة، تزداد الخلافات بين الكتل الفائزة حدة، خصوصًا بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
يبرز في المشهد السياسي مطلب الاتحاد الوطني الكردستاني بالحصول على أحد المنصبين الرئيسيين في الإقليم، رئاسة الإقليم أو رئاسة الوزراء، مما يعد تجاوزًا للصيغة التوافقية التي اعتاد عليها الإقليم بين الحزبين الكبيرين، إذ طالما اتُفق على أن يحتفظ الاتحاد بمنصب رئيس جمهورية العراق بينما يتولى الديمقراطي منصب رئيس الإقليم ورئيس وزرائه.
“الديمقراطي يرفع شعارات الحكومة الائتلافية وفق الاستحقاقات الانتخابية، لكنه يرى أن الاتحاد يتبنى سياسة رفع سقف المطالب بلا مبرر”، بحسب تصريح أدلى به أحد القياديين في الديمقراطي .
غياث السورجي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، صرح بشكل متشائم أن تشكيل الحكومة قد يتأخر إلى موعد الانتخابات الاتحادية العامة المقررة في نهاية عام 2025. تصريحات السورجي تعكس تخوفات الاتحاد من صعوبة التوافق السياسي، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بالتحالف مع أطراف خارجية لتحقيق مكاسب سياسية. “الاتحاد الوطني يحاول الاستفادة من نفوذه التقليدي في السليمانية ودوائرها القريبة، بالإضافة إلى تعزيز تحالفاته الإقليمية”، كما يرى مراقب سياسي .
وفق تغريدة نشرها ناشط سياسي على منصة “إكس”، فإن “التوتر السياسي في كردستان يعكس أزمة ثقة عميقة بين الأطراف، والناخبون يتطلعون لحكومة قوية تتجاوز التوافقات الهشة نحو إصلاحات جذرية”. بينما علق أحد رواد “فيسبوك” من السليمانية قائلاً: “الحديث عن التحالفات الخارجية لا يفيد المواطن الذي ينتظر خدمات حقيقية وشفافية في إدارة الموارد”.
وذكرت مصادر قريبة من أروقة المفاوضات أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي حصل على 39 مقعدًا من أصل 100 في برلمان الإقليم، يسعى لتشكيل حكومة موسعة تشمل الأطراف الصغيرة لضمان أغلبية مريحة. في المقابل، يرى الاتحاد الوطني، الذي حصل على 23 مقعدًا، أن دوره يجب أن يتعزز عبر توليه أحد المناصب السيادية في الإقليم، معتبراً أن الاستحقاق الانتخابي لا يعني تقليص نفوذه التاريخي.
“الجيل الجديد”، القوة الصاعدة في البرلمان بـ15 مقعدًا، يحاول لعب دور الوسيط بين الكتل الكبيرة، حيث كتب قيادي في الحركة تغريدة قال فيها: “لن ندخل في تحالفات تقوم على المحاصصة، نريد حكومة تنهي الفساد وتعيد الأمل للشباب”. هذا الطرح قد يجعل من “الجيل الجديد” بيضة القبان في المعادلة السياسية الجديدة.
ويرى باحث اجتماعي أن الأزمة الحالية ليست مجرد صراع على المناصب، بل تعكس تعقيدًا أعمق يرتبط بالثقة بين الأحزاب وتاريخ طويل من الخلافات. “لا يمكن تجاوز الواقع الاقتصادي والسياسي المتداخل بين الإقليم وبغداد، مما يضع الجميع أمام تحدٍ صعب لتشكيل حكومة تلبي احتياجات المرحلة”، بحسب تحليله.
التوقعات تشير إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد مفاوضات شاقة قد تتخللها تنازلات مؤلمة، فيما تبقى الأنظار متجهة إلى البرلمان المرتقب وما إذا كان سيفتح فصلاً جديدًا من الاستقرار أم يرسخ الانقسام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الاتحاد الوطنی
إقرأ أيضاً:
غلق المطار عقاب سياسي: السليمانية تتهم أربيل وأنقرة بالتآمر
24 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تتنامى القواعد العسكرية التركية في إقليم كردستان العراق بشكل ملحوظ، حيث أصبحت جزءًا من معادلة النفوذ الإقليمي لأنقرة. ورغم أن انتشارها يتركز في الإقليم، فإن لتركيا أيضًا قواعد في المناطق العربية من العراق، أبرزها في بعشيقة والموصل، مما يشير إلى استراتيجية أوسع نطاقًا تعكس طموحاتها الأمنية والجيوسياسية.
الصراع التركي-الكردي يبقى محركًا رئيسيًا لهذه التدخلات. ففي الوقت الذي تصعّد فيه أنقرة عملياتها البرية والجوية ضد حزب العمال الكردستاني، يبرز الدور الإشكالي للحكومة العراقية في ضبط هذا الملف.
ويشير القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، برهان الشيخ رؤوف، بوضوح إلى أن مسؤولية التصدي لهذه التجاوزات تقع على عاتق الحكومة الاتحادية، مطالبًا بإيجاد حلول تمنع الاعتداءات اليومية التركية التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للسيادة العراقية.
وتلقي الخصومة بين أنقرة وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بظلالها الثقيلة على المشهد السياسي. فالاتحاد، الذي يُتهم بدعم حزب العمال الكردستاني، يعتبر الحظر الجوي المفروض على مطار السليمانية إجراءً عقابيًا ذا طابع سياسي، يهدف إلى تقويض نفوذه في السليمانية.
في المقابل، تتصاعد اتهامات من داخل الاتحاد الوطني ضد حكومة أربيل بالتآمر مع أنقرة ضد السليمانية.
وتكشف هذه الاتهامات عن شرخ داخلي بين الأحزاب الكردية في الإقليم، حيث تتباين المصالح بين أربيل التي تتمتع بعلاقات اقتصادية وأمنية وطيدة مع تركيا، والسليمانية التي تدفع ثمن تقاربها مع حزب العمال الكردستاني.
وتعكس التحركات التركية في العراق مزيجًا من المصالح الأمنية، التي تبررها أنقرة بتهديدات حزب العمال الكردستاني، والطموحات السياسية التي تعزز نفوذها في المنطقة، لكن التوترات الداخلية بين بغداد والإقليم، فضلًا عن الانقسامات داخل البيت الكردي، تزيد من تعقيد هذا الملف وتترك الحكومة العراقية عاجزة عن صياغة رد موحد يواجه هذه التدخلات.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts