إنسحاب مفخخ.. هكذا ستبقى إسرائيل داخل لبنان!
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
بـ"حذر شديد"، يدخل إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مراحله النهائية قبل "الولادة"، لكن المخاض قد يكونُ عسيراً وملبداً بالكثير من الشوائب.
صحيحٌ أن الحرب قد تقفُ في أيّ لحظة "مرحلياً"، لكن المسألة لا تقف فقط عند مرحلة وقف إطلاق النار بل في الفترة التي ستليها.. فأي هُدنة ستحصُل طالما أن الجيش الإسرائيلي سيبقى داخل لبنان مُدة 60 يوماً بعد إعلان الإتفاق؟ ماذا يعني الوجود هناك وما هي المؤشرات وراء ذلك؟ وهل سيقبلُ "حزب الله" بوجود عسكري إسرائيلي على حدود الجنوب إنّ "صدقت" التسريبات المرتبطة بالإتفاق والتي تحدثت عن المُدّة المذكورة؟
التقدّم الإسرائيليّ الذي أرسى عمليات برية موسّعة سينحسِر تدريجياً ما يعني أن مخططات احتلال أراضٍ لبنانية والمكوث فيها باتت مُستبعدة في الوقت الرّاهن.
هنا، يقولُ الخبير في الشؤون الإسرائيلية سهيل خليلية لـ"لبنان24" إنّ إسرائيل لا تهدف من خلال هذه الحرب إلى احتلال لبنان، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية البرية الأخيرة التي حصلت، كانت للضغط باتجاه الوصول إلى ترسيمٍ للحدود بين لبنان وإسرائيل، وأضاف: "تسعى إسرائيل من خلال ما فعلته إلى فرض معادلة تحاول عبرها تأمين حدودها الشمالية".
يوضح خليلية أنهُ ليس لدى الجيش الإسرائيلي القوة البشرية الكافية لاحتلالٍ كبير داخل لبنان، مشيراً إلى أن "إسرائيل تعي تماماً ارتفاع كلفة هذا الاحتلال"، وأضاف: "أمام ذلك، فإن ما جرى هو أن إسرائيل بحثت عن صفقة، ومهما كانت قوتها فإنها لن تستطيع البقاء داخل لبنان".
ولكن ماذا عن مدة الـ60 يوماً المطلوبة لبقاء الجيش الإسرائيليّ داخل لبنان؟ السؤالُ هذا محوريّ جداً، وتعلّق عليه مصادر معنية بالشأن العسكريّ قولها إنَّ "الهدف هو أمني وتقني على الأغلب"، مشيرة إلى أن إسرائيل ترغب في تمشيط المنطقة الأمامية في جنوب لبنان بشكل تام للتأكد من أنها خالية تماماً من بنى تحتية عائدة لـ"حزب الله" تسمح للأخير بشنّ عمليات هجومية ضد مستوطنات إسرائيل المحاذية للحدود مع لبنان.
وفق المصادر، فإنّ إسرائيل قد تلعب دوراً إستخباراتياً غير تقليدي على أرض الجنوب، لكنها قد تعمل أيضاً على البقاء هناك عبر زرع أجهزة تنصت أو ألغام في المناطق التي ستنسحب منها وذلك بهدف اصطياد عناصر "حزب الله" وملاحقتهم حتى وإن كان الإنسحاب البري مُحققاً من الناحية الفعلية.
ضُمنياً، فإن ما بات معروفاً هو أن التجسس على "حزب الله" ميدانياً هو هدفٌ ثابت ما يضع الحزب أمام حالة من اليقظة الشديدة لاسيما أن الجنوب شهد توغلات إسرائيلية بينما الهدف منها ليس التمشيط فقط بل التجسس أيضاً.
لهذا السبب، فإن الخشية أن تكون مهلة الـ60 يوماً بمثابة بوابة استخباراتية للجيش الإسرائيلي للتحرك قدر المستطاع في جنوب لبنان، لكن السؤال الأساس يكمن في التالي: هل سيصمت حزب الله إزاء ما سيجري؟ وهل سيبادر إلى إطلاق الصواريخ رداً على العمليات البرية الإسرائيلية؟ بكل بساطة، فإن وجود إسرائيليين على أرض لبنان يمثل انتهاكاً لسيادته، ما قد يدفع "حزب الله" في المقابل للرد على طريقته، وهنا يُصبح وقف إطلاق النار على المحك.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: داخل لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تعزز انتهاكاتها لوقف إطلاق النار في لبنان
استحوذت التطورات الميدانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب لبنان على اهتمام صحف عالمية، إضافة إلى آخر المستجدات في المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن التقارير بشأن توغل الجيش الإسرائيلي داخل لبنان تعزز تقارير انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية مستمرة في تنفيذ هجماتها على ما تقول إنها أهداف لحزب الله رغم سريان الاتفاق، مشيرة إلى أن السلطات اللبنانية تتحدث عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأمس الخميس، ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يخطط لاحتمال البقاء في جنوبي لبنان بعد فترة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار "إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته".
عام الحزنوفي إسرائيل، وصف مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عام 2024 بأنه عام الحرب والحزن والغضب، مشيرا إلى أنه انقضى من دون عودة الأسرى المحتجزين مع استمرار المعارك في غزة وفي ظل جبهة مشتعلة في الشمال وبلدات مهجورة.
وتطرق المقال أيضا إلى الاحتجاجات المتواصلة إما للمطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى أو رفضا لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو.
إعلانونشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا من مدينة حماة السورية يظهر أنه "بات بمقدور من عايشوا فظائع عام 1982 أن يتكلموا اليوم ويدلوا بشهاداتهم بعد عقود من الخوف والصمت".
واستذكر التقرير "مشاهد القمع الوحشي للانتفاضة في حماة على يد نظام حافظ الأسد"، مشيرا إلى أن أساليب القمع تلك أسست لخطط قمع استخدمها ابنه بشار في عام 2011.
وانتقد مقال في صحيفة لوتان السويسرية اهتمام سويسرا بمصالحها الاقتصادية على حساب دورها في السياسة الدولية، مستدلا بما سماها محنة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ومعاناة اللبنانيين التي لا تنتهي بسبب إسرائيل.
ووفق المقال، فإن سويسرا لا تفعل ما يجب عندما يتعلق الأمر باللاجئين من تلك المناطق، في حين لا تدّخر جهدا لتسوية وضع اللاجئين الأوكرانيين.
وفي الشأن الليبي، ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية أن الصين خططت لإرسال مسيرات مسلحة بقيمة مليار دولار إلى اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا عن طريق شركة وهمية مقرها في بريطانيا للالتفاف على حظر الأسلحة الدولي.
ويهدف المخطط -وفق الصحيفة- إلى تسليم ما يصل إلى 92 طائرة مسيّرة قادرة على حمل صواريخ متعددة من الصين إلى ليبيا تحت غطاء هيئة مساعدات فيروس كورونا، في انتهاك مباشر لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.