من سيملأ الفراغ شمال شرق سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
أثارت الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات عن الجهة التي ستملأ الفراغ في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية أداة واشنطن المحلية.
وتسيطر "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري على مساحات واسعة من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق الغنية بالثروات النفطية والزراعية والحيوانية.
من سيملأ الفراغ؟
الأكاديمي والباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أشار إلى سيناريوهات عديدة لمستقبل مناطق "قسد".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى ما جرى في العام 2019، عندما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة قرار الانسحاب من سوريا، قبل أن يتراجع عنه، وقال قربي: "حينها استفادت روسيا والنظام السوري من قرار الانسحاب، في حين أن تركيا لم تستطع إلا السيطرة على منطقة صغيرة عند حدودها في ريفي الحسكة والرقة (نبع السلام)".
وأضاف قربي: "بالتالي فإن أي انسحاب للولايات المتحدة اليوم يعزز السيناريو السابق ذاته، لأن روسيا تتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، ولأنها تمتلك أوراق قوة أكثر من تركيا، التي لا تمانع عودة النظام إلى حدودها".
وبحسب الباحث، فإن ثمة سيناريو آخر، يتحكم فيه القرار الأمريكي، بمعنى طريقة انسحاب واشنطن، وهل سيتم بالتنسيق مع تركيا التي أعلنت عن استعدادها تولي مهمة القضاء على بقايا تنظيم الدولة (داعش).
بذلك، يؤكد القربي، أن القرار الأمريكي هو المتحكم الأول بالطرف الذي سيملأ الفراغ، روسيا والنظام، أو تركيا.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اقتراح تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي مسؤولية قتال تنظيم "داعش" في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد".
"قسد" وتحالف عشائري
الكاتب والسياسي والكردي، علي تمي، يرى أن تركيا هي الجهة الأقدر على ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي، نظراً لانشغال روسيا بما يجري في أوكرانيا، وعدم قدرة النظام السوري على سد الفراغ، غير أنه استبعد أن تُعهد المهمة لتركيا.
وأشار لـ"عربي21" إلى فشل تجربة تركيا مع فصائل "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري، وقال: "باعتقادي ستعتمد الولايات المتحدة على فصائل التنف والعشائر السورية والذين هم من أبناء المنطقة".
وبحسب تمي، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل سوريا، بل من الشريط الحدودي مع تركيا، والأخيرة ستتولى حماية حدودها.
النظام السوري
أما رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، فشكك في احتمال انسحاب واشنطن من سوريا، واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: " لكن في حال حدوث هذا الانسحاب فإن نظام الأسد هو الذي سيملأ هذا الفراغ".
وأرجع ذلك إلى "العلاقة التي تربط حزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار "قسد"، بالنظام السوري"، وقال إن "قسد مستعدة للاتفاق مع النظام في حال جرى الانسحاب، وربما تركيا تسد الفراغات في بعض المناطق الحدودية".
تركيا
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي أن تسحب الولايات المتحدة قريباً قواتها من سوريا، وقال لـ"عربي21": "واشنطن اليوم بحاجة في معركتها مع المحور الإيراني-الروسي في المنطقة إلى تركيا الحليف القديم في حلف "ناتو".
وأضاف أن "واشنطن سمحت لتركيا بضرب قوات قسد، وعلاقة أنقرة بواشنطن قد تتحسن أكثر في عهد ترامب، ولم يخف ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال إنه سيبحث مع ترامب إكمال الحلقات المفقودة من الحزام الأمني على طول الحدود التركية السورية".
فوضى وسباق
أما محمد صالح الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" فتحدث لموقع "بيزنس إنسايدر" عن عواقب انسحاب أمريكي غير مدروس على غرار ما جرى في أفغانستان.
وقال إن "أي انسحاب أمريكي يتم على عجل سيقلب توازن القوى المتقلقل في المنطقة، وقد يفضي ذلك إلى ظهور "سباق محموم" بين إيران وروسيا والنظام السوري وتركيا على مناطق سيطرة "قسد" الغنية بالموارد".
وتحتفظ أمريكا بنحو 900 جندي في سوريا، يتوزعون على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، وقاعدة "التنف" عند المثلث الحدودي العراقي الأردني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا قسد تركيا النظام الأسد سوريا الأسد تركيا النظام قسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة النظام السوری من سوریا فی حال
إقرأ أيضاً:
داليا عبدالرحيم: دعوات الجماعة الإرهابية بنقل تجربة سوريا لمصر "واهية".. خبير: الاستراتيجيات الأمريكية جميعها فشلت في محاربة الإرهاب.. وترامب سيستخدم سياسة العصا والجزرة في التعامل مع الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، أن الحرب على الإرهاب هو أحد أبرز محاور السياسية الأمريكية، موضحة أنه على مدار سنوات، كان ملف مكافحة الإرهاب الدولي على رأس محاور عمل السياسة الأمريكية، وتحديدًا خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأضافت "عبدالرحيم"، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى أعلن عن القضاء على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، بينما استمرت الهجمات الإرهابية المستلهمة من التنظيم، موضحة أننا على بعد أيام من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لذا يتجدد النقاش حول موقفه من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ومستقبل الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، خاصة مع بروز تهديدات جديدة في أفريقيا ومنطقة الساحل، حيث تنشط فروع تنظيم "داعش" والقاعدة.
وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى حاولت إدراج جماعة الإخوان للقائمة الأمريكية الخاصة بـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية" في 2019، ولكن لم يحدث هذا فعليا، مؤكدة أنه نظرا لما يتم تناوله من دعوات مختلفة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وبعض المتعاطفين معها بنقل التجربة السورية إلى مصر لابد من التساؤل “كيف ستتعامل إدارة ترامب في ولايته الجديدة مع ملف الاخوان وتنظيمهم الدولي”، بغض النظر عن تلك الدعوات الواهية التي تنتشر على مواقع وصفحات السوشيال ميديا والتي لم ولن تجد صدى في الشارع المصري.
ولفتت إلى أن الشارع المصري يعي مدى خطورة هذه الجماعة وممارساتها الإرهابية التي ما زالت في ذاكرة المصريين، موضحة أن ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة تبدأ بالتزامن مع مشهد معقد بالشرق الأوسط، منوهة بأن هناك تساؤلات عديدة حول استراتيجية ترامب المستقبلية للتعامل مع الجماعات المتطرفة مثل "داعش" و"القاعدة"، وكذلك مع التغيرات الجذرية في سوريا، حيث برزت إدارة جديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، موضحة أن هذه القضايا تعكس تحديات معقدة تتطلب رؤى سياسية وأمنية دقيقة للحفاظ على المصالح الأمريكية وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأكدت أنه خلال ولايته الأولى، أعلن ترامب "الانتصار" على تنظيم "داعش" بعد طرد التنظيم من معاقله الرئيسية في العراق وسوريا، لكن العمليات الإرهابية المستلهمة من التنظيم استمرت في الظهور، خاصة عبر الهجمات الفردية في الغرب وأفريقيا وآسيا، موضحة أنه مع تمدد تنظيم "داعش" إلى أفريقيا وتنامي فرع "خراسان" وتزايد نشاط "القاعدة" في مناطق الصحراء والساحل، يبدو أن مكافحة الإرهاب ستظل على أجندة ترامب.
ولفتت إلى أن المراقبين يتوقعون أن يعتمد ترامب نهجًا أكثر صرامة في التعامل مع الجماعات المتطرفة، مع التركيز على العمليات العسكرية منخفضة التكلفة مثل الضربات الجوية والتعاون مع الحلفاء الإقليميين، بدلًا من نشر قوات برية واسعة، موضحة أن الوضع في أفريقيا قد يتطلب استراتيجيات أوسع بسبب تحول القارة إلى ساحة مركزية لنشاط هذه التنظيمات، مشيرة إلى أن التغيرات السياسية في سوريا بعد انهيار نظام الأسد خلقت مشهدًا جديدًا بالغ التعقيد، وفي ظل هذا الواقع، قد يتجه ترامب إلى زيادة التعاون مع الحلفاء الإقليميين مثل تركيا لضمان احتواء الوضع.
وتابعت: "قوات سوريا الديمقراطية تبقى الشريك الكردي الرئيسي للولايات المتحدة، محورًا رئيسيًا في هذا الملف، خاصة مع ضعف الدعم الأمريكي المباشر وتهديدات تركيا المتصاعدة، بالإضافة إلى ذلك، قد يركز ترامب على مواجهة التحديات المرتبطة بإدارة السجون المكتظة بمقاتلي "داعش"، والتي قد تصبح منطلقًا لجيل جديد من المتطرفين في حال تدهور الوضع الأمني".
وأشارت إلى أن ترامب سيواجه معضلة كبيرة في تحقيق توازن بين مكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار الشرق الأوسط، خاصة أن الملف السوري لا ينفصل عن قضايا أخرى مثل النفوذ الإيراني، والتوترات مع روسيا، والدور التركي المتزايد في المنطقة، كما أن التعامل مع الجماعات المتطرفة في سوريا وأفريقيا سيتطلب استراتيجيات غير تقليدية تجمع بين الضغوط العسكرية والحلول السياسية، معقبة: “قد يعتمد ترامب على نهج يركز على الحد من التدخلات المباشرة مع تعزيز الاعتماد على الحلفاء المحليين والإقليميين، ولكن هذا النهج قد يواجه قيودًا بسبب التعقيدات السياسية والأمنية المتشابكة في الشرق الأوسط وستظل هذه الملفات اختبارًا حقيقيًا لقدرة أي إدارة أمريكية على التكيف مع التحديات الجديدة في عالم يشهد تغيرات سريعة ومفاجئة”.
وعرضت الإعلامية داليا عبد الرحيم، تقريرًا بعنوان "الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب من 2001 إلى 2025"، موضحة ان العالم يقف أمام تحديات وملفات بالغة الخطورة والتعقيد تتعلق بالصراعات والحروب وبالإرهاب والتطرف، تتطلب استراتيجيات مبتكرة وشاملة، وشراكة وإرادة دولية فاعلة وجادة.
واختتمت أنه مع عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، ومع وعوده "بوقف الحروب " توضع تلك الملفات بكل تشابكاتها وتعقيداتها كتحدي واختبار جاد لترامب وادارته.
وقال أحمد سلطان، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن فرنسا تحولت إلى اتخاذ خطوات جدية فيما يخص الجماعات الإرهابية، وحديث وزير الداخلية الفرنسي يعكس عمق الأزمة الداخلية في فرنسا وهو ما لا يمكن فصله عن الديناميات الداخلية المتعلقة بالسياسة الداخلية في فرنسا.
وأضاف “سلطان”، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن فرنسا لا تواجه خطرا كبيرا على المستوى الأمنى كما يحاول الفرنسيون الترويج للأمر، خاصة مع اتخاذ عدد من الإجراءات مثل حل مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي ووقف استقدام الأئمة وهي محاولات فرنسية لاحتواء الجماعات المتطرفة، مع محاولات اليمين الوسط ويترأسها الرئيس الفرنسي الحالي مغازلة القواعد الشعبية لها بعد التراجع الواضح لها خلال الانتخابات الأخيرة.
وأوضح أن فرنسا اتخذت مجموعة من الإجراءات ضد العديد من الجماعات خاصة المحسوبة على الإخوان، ومع ذلك لا يوجد استراتيجية شاملة وما يتم حاليا قد يؤدي لمزيد من التطرف.
وقال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية، إن تجربة الحرب الأمريكية على الإرهاب منذ 2001 وحتى الآن تعكس فشل كل الاستراتيجيات وأصبح الإرهاب أكثر انتشارا وتوسعت التنظيمات في المناطق المختلفة جغرافيا وتطورت اساليبهم، والسبب هو اعتماد الإدارات الأمريكية على المقاربة الأمنية بالأساس.
وأضاف “أحمد”، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، في برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الإرهاب أصبح أحد أدوات تنفيذ سياسات الإدارة الأمريكية والتعامل مع هذه التنظيمات من منظور براجماتي ما بين دعم وإنشاء وتعاون، مما يعكس استخدام أمريكا لهذه التنظيمات وهو سبب تكاثرها، مع تراخي السياسة الأمريكية في التعاون مع الحلفاء.
وأوضح أن ترامب في 2018 أصدر ثاني استراتيجية للتعامل مع الإرهاب واعتمدت على محورين، الأول ما يسمى الإسلام الراديكالي أو إرهاب التنظيمات الإسلامية والثاني تحمل الشركاء والآخرين مهمة مكافحة الإرهاب، ولذا لم ينخرط بشكل كبير في محاربة الإرهاب وانسحبت القوات الأمريكية من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها.
وأكد أن ترامب أيضا لا يميل للتعامل مع هذه التنظيمات ولكنه لا ينخرط في محاربته لعدم تحمل تكلفة مثل هذه الحروب موضحًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يميل للجماعات الإسلامية ويعتبر الإخوان منظمات إرهابية ولكن الدولة العميقة في أمريكا تضغط عليه في هذا الشأن، لأنها تستخدم هذه التنظيمات بشكل سياسي، مشيرا إلى أن ترامب سيستخدم سياسة العصا والجزرة ويعتمد على ورقة هيئة تحرير الشام، والتي لم ترفع اسمها من قوائم التنظيمات الإرهابية، في خدمة مصالح واستراتيجيات أمريكا.
ونوه بأنه سيعمل على تقليص النفوذ الروسي والإيراني في سوريا واستخدام هيئة تحرير الشام في محاربة داعش، موضحا أن المقاربة الأمريكية في الإرهاب تتعايش مع هذه التنظيمات عندما تتماشى مع مخططاتها وإسرائيل بينما تنقلب عليها حال اعتراض مصالحها معها.
واختتم أن الأيدولوجية الإسلامية لهيئة تحرير الشام تعترض مع الأيدولوجية اليهودية وفي حالة حدوث صدام بين الإدارة السورية وإسرائيل ستنقلب عليها أمريكا بالطبع.
وقال هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، إن هناك تعاملا براجماتيا خطير جدا على المنطقة والعالم كله، خاصة مع وجود جناح عابر للحدود يمثل الإرهاب العالمي يتمثل في داعش الذي يستعيد عافيته حاليا بعد الأحداث في سوريا، ورؤيته أنه الفصيل الأولى للخلافة في سوريا ويخطط لاستقطاب العناصر الأكثر تطرفا في سوريا والمنطقة ككل.
وأضاف "النجار"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، في برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن داعش قد ينجح في ذلك مع تقديم الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تنازلات لنيل الرضا الغربي وصبغ الشرعية الدولية على حكمه بما يتيح مزايدات عليه داخل الكيانات الأكثر تطرفا، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات بالنفاق والردة تساعد في استقطاب الكثير من العناصر في سوريا وتفيد الجماعات المتطرفة.
ولفت إلى أن داعش يسعى بكل قوته لكسر الحوائط وتحرير قياداته من السجون الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة الذي مازال يتبنى الإرهاب العابر للحدود ويعلن عداء للأمريكان والغربيين ويتماشى مع إيران.
من جانبه قال أحمد شيخو، الكاتب والمحلل السياسي، إن الإدارة الأمريكية لا ترغب في الدخول في مزيد من الصراعات حول العالم ولكنها في نفس الوقت تركز على استراتيجية الأمن القومي الأمريكي ولذا ما حدث في سوريا خلق تحديا كبيرا أمامها مع انتماء الحكومة السورية الجديدة التابعة لهيئة تحرير الشام بشكل ما إلى تنظيم القاعدة والإدارة الأمريكية أرسلت رسائل مباشرة لها بضرورة معالجة مشكلة الإرهاب.
وأضاف "شيخو"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن تحركات الإدارة السورية الجديدة بعثت رسائل سلبية حول هذا الأمر، ولذا الغرب وأمريكا يتحدثون عن ضرورة محاربة الإرهاب في سوريا، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا ستركز على هذا الأمر والضغط على الإدارة الجديدة في سوريا لمحاربة الإرهاب.
وتابع: “ترامب قد يتواصل مع القيادة التركية، خاصة مع احتجاز قوات سوريا الديمقراطية عشرات الاف من مقاتلي داعش والتي تتعرض لهجمات مؤخرا من الفصائل الموالية لتركيا مما يزيد الضغط على الإدارة السورية والدور التركي سلبي، ولذا ترامب سيحاول خلق نوعا من التوازن للحد من تمدد الجماعات الإرهابية”.
وأوضح أن الدواعش في مخيمات شمال سوريا يمثلون قنبلة موقوتة، خاصة مع تحضره لتنفيذ مهمة كبيرة بمهاجمة السجون وتحرير عناصرهم، والاستخبارات الأمريكية تدرك ذلك مما زاد القوات الأمريكية مؤخرا في سوريا، مؤكدا أنه لا يمكن سوى استمرار قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة داعش والحفاظ على الأوضاع في السجون في ظل التوترات وأمريكا تدعمهم بالمعدات.